فيس بوك
حضرموت.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني بالمكلا
تعز.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في فقيد اليمن الشيخ الزنداني
قيادات الإصلاح تستقبل العزاء في رحيل الشيخ الزنداني وسط حضور كبير بمأرب
أمين عام الإصلاح يستقبل العزاء بالرياض في وفاة الشيخ الزنداني
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية «المطلق» يقدم العزاء في وفاة الشيخ الزنداني
الحزب الجمهوري يعزّي برحيل الشيخ الزنداني ويشيد بإسهاماته في ميادين النضال والدعوة
قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بعطائه وأدواره المشهودة
تشييع مهيب للشيخ الزنداني شارك فيه الرئيس أردوغان وقيادات في الإصلاح
البكري: ترك الشيخ الزنداني بصمة لا تُمحى وصوته الداعي إلى السلام والتسامح
المهندس الزراعي، والأستاذ التربوي، والداعية والخطيب البليغ، والفقيه العارف، والمدرب الدولي، صالح بن سالم حليس، لقد عرفته في سبتمبر 1984م في حديقة كلية ناصر للعلوم الزراعية بحوطة لحج جامعة عدن، عندما بدأنا الدراسة فيها، عرفته مثابرا دراسيا جادا في استغلال وقته، مواظبا في أداء الصلاة جماعة في وقتها، وناصحا لزملائه برفق، منشدا ذا صوت رائع، محبا للقراءة ويشرك ويسمع من يجالسه في نقاشات ما يقرأ، محبا للتروايح وقيام الرحلات الراجلة لمزارع الكلية أو رحلات صباحية لبساتين الحسيني مع طلاب الكلية.
كان متفوقا في دراسته بقسم البساتين، وكنا نزوره أيام إجازة الخميس-الجمعة بكريتر عدن، فكان أماما للمسجد وواعظا فيه وملقيا الدروس وطالب علم عند الشيخ عمر باكثير وعند الشيخ محمد عبد الرب جابر وآخرين ممن كانوا يتدارسون كتاب البخاري ومسلم، وعندما تمشي معه برجلك وترى هذا يسلم عليه وهذا يحييه من المارين وأصحاب الدكاكين شبابا وشيوخا.
وكم كنا نزوره إلى بيت والده المتواضع، كانت أيام جميلة بما تحمل من قيم، وتخرج ابن حليس مهندسا زراعيا، وعمل بجول الريدة بمحافظة شبوة، وكان من محبة أهلها له سلموه خطبة الجامع بالمنطقة، وكانت زياراته لمدينة المكلا لا تنقطع، وكان بيتنا بحي السلام مسكنه، وكان "يتخول" حلقات القرآن الكريم ومدرسيها بالتوجيه، وعاد ابن حليس إلى عدن بعد إعلان الجمهورية اليمنية، واستكمل دراسته في مجال تعليمي آخر غير الزراعة، وأصبح مدربا مقتدرا.
وقبل ذلك أسس مع زملائه التجمع اليمني للإصلاح، وتولى رئاسته لفترة، وبقي تواصلنا معه حتى قبل وفاته، حيث التقيته في أحد مواسم الحج بمدينة جدة وهو مع وفد وزارة الأوقاف، وسكنا معا، وتذاكرنا أيام الدراسة وما بعدها، وبقي تواصلنا بالرسائل حتى أتاني خبر اغتياله وأنا قادم بالطائرة من جدة إلى الرياض، ونزل الخبر عليّ كالصاعقة.
هذا بعض من سيرة ومناقب أبو البراء التي عرفتها عنه، فلماذا يُغتال مثل هؤلاء الرجال الأفذاذ؟ لأنهم يحملون قيما يريدون توريثها للأجيال، لأنه خطيب بليغ يحاكي عصره، لأنه تربوي ناجح، لأنه مدرب يورث مهارات وأعمال مؤسسية، لماذا...؟!
رحم الله تعالى الأخ صالح بن سالم حليس أبو البراء وغفر له وتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وصبّر أهله وتلاميذه ومحبيه على فراقه وعصم على قلوبهم، اللهم آمين.
سيظل المهندس والأستاذ والمربي والخطيب والمدرب صالح بن سالم حليس في وجدان كل من عرفوه، وستبقى القيم التي بذرها في عدن ولحج وأبين وحضرموت وشبوة شاهدة له وعبقها تفوح منه رائحة عطره ينهل منها كل المحبين والمتطلعين للعزة والكرامة والحرية والعدالة، والله غالب على أمره.