فيس بوك
هيئة شورى الإصلاح بالمحويت تعقد دورتها الثالثة وتؤكد أهمية توحيد الجهود لاستعادة الدولة
في الذكرى الـ15 لرحيله: إصلاح وادي حضرموت يعقد ندوة «بن شملان رجل المواقف الوطنية»
رئيس الهيئة العليا للإصلاح يلتقي قائد القوات المشتركة للتحالف العربي لدعم الشرعية
الإصلاح بتعز يدعو قيادة السلطة المحلية إلى تحمل مسؤولياتها في إيجاد معالجات عملية للمعلمين
التكتل الوطني للأحزاب يشدد على إيجاد حلول سريعة للتدهور الاقتصادي بما يخفف من معاناة الشعب
اليدومي والآنسي يهنئان التربوي المحرر فهد السلامي ويثمنان صموده في سجون مليشيا الحوثي
الإصلاح في المحافظات الجنوبية خلال 2024.. حراك سياسي واجتماعي في خدمة الوطن (4) شبوة وسقطرى
هيئة شورى الإصلاح بحضرموت تشدد على أولوية تنمية المحافظة ومبدأ الشراكة (نص البيان)
هيئة شورى الإصلاح بحضرموت تعقد دورتها الاعتيادية وتقف أمام المستجدات بالمحافظة
أحزاب البيضاء تدين جرائم مليشيا الحوثي في قيفة وتدعو للتحرك العاجل لتحرير المحافظة
وأتيت يا شهر رمضان ! و قد جعلك الله كواحة في هجير الصحراء، و فيض في زمن الجدب، و مؤنس في الملمات و الكربات، و نور في حالك الظلمات، و هدى يزيد الذين اهتدوا ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
رمضان أيتها المحطة المتجدّدة كل عام، المجدِّدة كل نفس سوية، و روحا مُلهَمَة ( ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها) فتبينت النفوس التقية مسارها، و سلكت مسالك تقواها، و طرحت مسالك الفجور؛ باستقامة الإيمان و العمل؛ فأفلحت بتزكية الذات، و تطهير النفس، و نبل الفعل، و صلاح المقصد، على غير شاكلة النفس التي حقّرت ذاتها، و دنّست طهرها، و ساء مقصدها، فاستهواها الشر، وجذبها الفجور، فراحت تتحرّى الشر و تعمل به، و تتلمس الفجور و تلغ فيه، مع أن الأمر بيّن و الحق قد لاح ( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دسّاها).
أتيت يا شهر رمضان تعزز قيما نيّرة، و تمتّنُ ضَوابطَ قيّمة، روحها مراقبة يقظة؛ تنتصر فيها للنفس على الذات إذ تكبح ردود الفعل، و تكظم نوازع النفس، و تحبس هوى الانتقام أمام أي خطأ يثيرك، أو عمل يستفزك؛ فإذا أنت تلهج صابرا محتسبا : ( اللهم إني صائم ) إنه الفلاح، في ميادين الحياة التي تفرض عليك مخالطة الناس، الذين هم طبائع شتى، فإذا أنت في ميادين التحدي؛ لاستيعاب الطبائع المتباينة، و النفسيات المتقلبة، و زادك هنا الصبر الذي هو ( شطر الإيمان ) و هل يغفل عاقل ما قرر الرحمن من جزاء ( إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب) و تتعاظم حاجة الصبر و الانضباط في شهر رمضان؛ لأن ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به، و الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب، فإن سابّه أحد، أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم )!
هنا يمتحن مقام الصبر، أو قل يتجلّى مقام الصابرين، هنا اختبار عمل الضبط و الضوابط .
يمسك المرء ردود فعله، و يضغط على مشاعره، و يكبح جماح نفسه أمام أي قول أو فعل يطوله، و يمسّ مشاعره، فلا يكون منه إلا( إني صائم إني صائم ). فقد يقذف المجتمع في وجهك بنوعيات ( تتجنب) الصدق، بقدر ما تتحرّى الكذب الصراح، و الافتراء المحض، فهل تسمح نفسك أن تنجر إلى تلك المستنقعات؟ أم تتحصن ( بإني صائم إني صائم)؟
في المقابل علينا أن نتنبّه إلى مفهوم هذا المنطوق الرفيع، بمعنى إذا كان غيرك أحوجك إلى أن تتذرع بالصبر ، فتنال بصبرك أجرا ، فإياك إياك أن تزل قدمك، أو تنفلت لسانك، أو تطيش يدك، في هفوة أو هنّة من قول أو فعل تجاه آخر ، فيواجهك بصبر و احتساب إني صائم ) فيذهب بأجر و حسنات، و تبوء بإثم و سيئات.
بمعنى لا تجعل لغيرك - بسوء فعل منك أو قول - إلى نفسك سبيلا، فإذا غيرك من يواجهك بملاذ ( إني صائم ) فإذا هو الرابح و أنت الخسران !
شهر رمضان مدرسة ربانية ؛ تتعهد نفوسنا و أرواحنا كل عام، و دورة تدريبية عملية يربح فيها من صام إيمانا و احتسابا، و من قام إيمانا و احتسابا، حيث يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم : ( من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ويقول " من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). و يخيب في هذه المدرسة، و يخسر الدورة ؛ أولئك الذين قال فيهم عليه السلام: ( من لم يدع قول الزور و العملَ به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه).
فليت ( بعض) الأقلام الإعلامية تصوم عن قول الزور، وليت ( بعض) أصحاب المواقف السياسية تصوم عن فعل الزور، و ليتنا جميعا نفتح صفحة جديدة مشرقة بالود و الإخاء ، و بهدي النبي المختار ( اللهم إني صائم ).