فيس بوك
طلابية الإصلاح بذمار تنظم فعالية عيدية «أعيادنا تواصل وإسناد»
أمين عام الاصلاح يهنئ أمة السلام الحاج بفوزها بالجائزة الدولية للمرأة الشجاعة
إخفاء المناضل قحطان.. معاناة تكشف إرهاب الحوثيين ووجههم المظلم
قيادة إصلاح وادي حضرموت تشيد بجهود مرجعية القبائل وتؤكد على التكاتف وتعزيز العمل المشترك
في ذكرى التحرير.. إصلاح عدن يطالب برد الاعتبار للمدينة ودعم نهضتها لاستعادة دورها الريادي
أمين عام الإصلاح يهنئ الأمين العام للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية بالذكرى الرابعة لتأسيس المكتب
وأتيت يا شهر رمضان ! و قد جعلك الله كواحة في هجير الصحراء، و فيض في زمن الجدب، و مؤنس في الملمات و الكربات، و نور في حالك الظلمات، و هدى يزيد الذين اهتدوا ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
رمضان أيتها المحطة المتجدّدة كل عام، المجدِّدة كل نفس سوية، و روحا مُلهَمَة ( ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها) فتبينت النفوس التقية مسارها، و سلكت مسالك تقواها، و طرحت مسالك الفجور؛ باستقامة الإيمان و العمل؛ فأفلحت بتزكية الذات، و تطهير النفس، و نبل الفعل، و صلاح المقصد، على غير شاكلة النفس التي حقّرت ذاتها، و دنّست طهرها، و ساء مقصدها، فاستهواها الشر، وجذبها الفجور، فراحت تتحرّى الشر و تعمل به، و تتلمس الفجور و تلغ فيه، مع أن الأمر بيّن و الحق قد لاح ( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دسّاها).
أتيت يا شهر رمضان تعزز قيما نيّرة، و تمتّنُ ضَوابطَ قيّمة، روحها مراقبة يقظة؛ تنتصر فيها للنفس على الذات إذ تكبح ردود الفعل، و تكظم نوازع النفس، و تحبس هوى الانتقام أمام أي خطأ يثيرك، أو عمل يستفزك؛ فإذا أنت تلهج صابرا محتسبا : ( اللهم إني صائم ) إنه الفلاح، في ميادين الحياة التي تفرض عليك مخالطة الناس، الذين هم طبائع شتى، فإذا أنت في ميادين التحدي؛ لاستيعاب الطبائع المتباينة، و النفسيات المتقلبة، و زادك هنا الصبر الذي هو ( شطر الإيمان ) و هل يغفل عاقل ما قرر الرحمن من جزاء ( إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب) و تتعاظم حاجة الصبر و الانضباط في شهر رمضان؛ لأن ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به، و الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب، فإن سابّه أحد، أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم )!
هنا يمتحن مقام الصبر، أو قل يتجلّى مقام الصابرين، هنا اختبار عمل الضبط و الضوابط .
يمسك المرء ردود فعله، و يضغط على مشاعره، و يكبح جماح نفسه أمام أي قول أو فعل يطوله، و يمسّ مشاعره، فلا يكون منه إلا( إني صائم إني صائم ). فقد يقذف المجتمع في وجهك بنوعيات ( تتجنب) الصدق، بقدر ما تتحرّى الكذب الصراح، و الافتراء المحض، فهل تسمح نفسك أن تنجر إلى تلك المستنقعات؟ أم تتحصن ( بإني صائم إني صائم)؟
في المقابل علينا أن نتنبّه إلى مفهوم هذا المنطوق الرفيع، بمعنى إذا كان غيرك أحوجك إلى أن تتذرع بالصبر ، فتنال بصبرك أجرا ، فإياك إياك أن تزل قدمك، أو تنفلت لسانك، أو تطيش يدك، في هفوة أو هنّة من قول أو فعل تجاه آخر ، فيواجهك بصبر و احتساب إني صائم ) فيذهب بأجر و حسنات، و تبوء بإثم و سيئات.
بمعنى لا تجعل لغيرك - بسوء فعل منك أو قول - إلى نفسك سبيلا، فإذا غيرك من يواجهك بملاذ ( إني صائم ) فإذا هو الرابح و أنت الخسران !
شهر رمضان مدرسة ربانية ؛ تتعهد نفوسنا و أرواحنا كل عام، و دورة تدريبية عملية يربح فيها من صام إيمانا و احتسابا، و من قام إيمانا و احتسابا، حيث يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم : ( من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ويقول " من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). و يخيب في هذه المدرسة، و يخسر الدورة ؛ أولئك الذين قال فيهم عليه السلام: ( من لم يدع قول الزور و العملَ به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه).
فليت ( بعض) الأقلام الإعلامية تصوم عن قول الزور، وليت ( بعض) أصحاب المواقف السياسية تصوم عن فعل الزور، و ليتنا جميعا نفتح صفحة جديدة مشرقة بالود و الإخاء ، و بهدي النبي المختار ( اللهم إني صائم ).