الخميس 09-01-2025 23:04:40 م : 10 - رجب - 1446 هـ
آخر الاخبار
كبار للأهداف الكبيرة
بقلم/ أحمد عبدالملك المقرمي
نشر منذ: 4 أيام و 6 ساعات و دقيقة
الأحد 05 يناير-كانون الثاني 2025 05:03 م
 

الأهداف الكبيرة، يقوى عليها الكبار، والظروف الاستثنائيّة تحتاج إلى رجال استثنائيين.

هذا الصنف من الكبار الاستثنائيين هو من يتصدى للشدائد والمحن، وهو من يصنع الأحداث التي تحقق الأهداف الكبيرة، ويمارسها في ميادينها الحقيقية، وهو من يصنع البطولات التي يرسمها في أماكنها المطلوبة.

ليس هناك مقارنة بين من يقرع الطبل ومن يدك الباطل، وبين من يعرض عضلاته على أهله، ومن يوظف عضلاته في مواجهة الأعداء.

وليس هناك مقارنة بين من يعمل لهدف وطني جامع، وبين من يعمل لهدف ثانوي جهوي أو طائفي.

للكبار أولويات لا يحيدون عنها، ولديهم أهداف لا يتعبون من السعي لبلوغها وتحقيقها.

أما الصغار فيدورون حول ذواتهم، والدوران حول الذات يفقد صاحبه التوازن، ويصيبه بالدوار، ويُسقطه أرضا.

الكبار لا يختلفون عند الأهداف الكبيرة، بل ينطلقون لتحقيقها ابتداء من إنكار الذات، ويجدون أنفسهم في تنفيذ الأهداف الجامعة، متماسكة أيديهم، متحدة جهودهم، محددة أهدافهم، يقودون ولا يُقادون، والصغار وحدهم من يختلفون عند الأهداف الكبيرة؛ لأنهم لا يطيقون حمل تبعاتها وتكاليفها، فيختلقون قضايا تافهة يفرون إليها هربا من تحمل أعباء الغايات الكبرى.

أمام اليمنيين جميعا، سواء كانوا في قمة الهرم القيادي، أو كانوا في قاعدة الهرم، أهداف عظيمة، وتحديات كبيرة، تتطلب صفا متماسكا، وهمما عالية، وأداء نوعيا، وعملا استثنائيا، ومواقف إقدام غير عادية تتجاوز المألوف، بحيث يستطيع هذا الصف المتماسك، والأداء الاستثنائي، تحقيق النصر المنشود في القضاء على مشروع التخلف السلالي الحوثي؛ لينطلق اليمنيون بعده للبناء الجاد والتنمية الشاملة.

هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به اليمن سيصبح تاريخا للمستويات القيادية من أعلاها إلى أدناها، وتاريخا للمواقف الشعبية جماعات وأفرادا، ولمختلف القوى والمكونات السياسية والاجتماعية.

ألا فلينظر كل ذي منصب قيادي رفيع ماذا يؤرخ لنفسه، ولينظر كل مجتمعِ محافظةٍ، أو مدينةٍ، وكل حزب أو تنظيم أو مكون سياسي ماذا سيسجل عنه التاريخ، وليعلم الكل أن المواقف الجانبية، والمصالح الأنانية، والدوران حول الذات، أشياء لا يلتفت إليها التاريخ، وإنما يشير إلى مهانتها ودناءة هممها، ليخبر بها الجيل الحاضر والأجيال القادمة، لتكون لهم آية وعبرة.