الإثنين 14-10-2024 20:34:08 م : 11 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
حرب بين رايتين.. الجمهورية ستنتصر كما انتصرت أمس القريب
بقلم/ حسين الصوفي
نشر منذ: 4 سنوات و 8 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 05 فبراير-شباط 2020 10:12 ص
 

باتت الحرب أكثر وضوحا من ذي قبل، هناك صورتان تختزل المشهد بكل تفاصيله، وصل أبطال الجيش الوطني قمم جبال نهم وعلى عواتقهم راية الجمهورية بألوانها الثلاثة، الأحمر لون التضحية الذي تمتزج دماءهم بدماء أجدادنا المؤسسين، والأبيض الذي يفرشون بدمائهم الثجاجة طريق السلام المستدام لشعبنا، والأسود الذي لا يمكن لعهد الكهنوت السلالي الطائفي العنصري أن يعود وفي أجسادنا عرق ينبض، هذه الصورة الأولى، مقابل الصورة البشعة التي يحرص عملاء طهران على تقديمها بتقنيات متطورة، عند صعودهم يلهثون بعد أن داسوا على أكوام من جثث أبناء القبائل، لينزعوا العلم اليمني وينصبون مكان راية الجمهورية خرقة ملطخة بالقتل والارهاب والتوحش والجريمة، في محاولة لالصاقها في أذهان شعبنا اليمني العظيم وأنّى لهم ذلك.

*

الجمهورية ستنتصر كما انتصرت أمس القريب.

صورتين .. الأولى لجماهير عريضة متزاحمة امتدت من باب اليمن في صنعاء "المحتلة" حتى جولة عصر وقد استظل اليمنيون بالعلم الوطني الكبير على امتداد الجماهير الهادرة، والأخرى لجموع تحمل رايات "إيران" فوق اكتافها وملصقات على صدورها وبعض الطلاء الذي يلطخ أجساد المخدوعين المخدرين الباحثين عن وطن في متاهات الشيطان.

وصوتان.. صوت الجمهورية الجهوري الذي تصدح بها حناجر اليمنيين في كل شبر، تردد صداه الجبال والصحاري والأودية وسواحل البلاد الهائجة وأمواجها المتلاطمة، هتاف الإرادة والتضحية والعزيمة التي لا تخبو طال الزمان أو قصر، "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، مقابل صرخة "الخميني" ونعيق الأجنبي المستعمر ولو كانت بلسان مخدوع ومن بين شفاه حمقى، "الموت لأمريكا..."، هذه حقيقة الحرب وجوهر الصراع.

*

في كل أسبوع يقف اليمنيون بشموخ ولهفة، يتسابقون مع الزمن ويجددون العهد بحماس وصدق إنتماء، يهتفون للتشويش على نعيق الغراب الفارسي المشؤوم، قبل أن تتحول تلك الهتافات إلى ركن جمهوري من مشاعر صلاة الجمعة، "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، بعد أن وجدوا أنفسهم مضطرين لطمس صوت نعيق الغراب الفارسي المشؤوم الذي احتل العقول المريضة ويقاتل من أجل فرض صرخة الخميني الهالك وتنغيص صلاة اليمنيين والعبث بعباداتهم بعد أن أسقط الدولة ودمر وطن بأكمله.

*

الجمهورية ستنتصر كما انتصرت أمس القريب.

خرج اليمنيون في العاصمة صنعاء لتشييع عميد الشهداء الكبير الشهيد حميد القشيبي، كان ميدان السبعين يستأنس بحضورهم الحاشد، يتشبث بنعالهم، يطرب للصوت الجمهوري المكتظ في قلوبهم، يتشبع من روح القشيبي خوفا من الزحف الأسود الذي يريد أن يدنس أرض صنعاء العربية، وقد جاء هذا اليوم الكئيب حين تنكرت صنعاء لذاتها ووقفت العصابة على شوارعها يحملون صور الهالك المجرم "قاسم سليماني " يضربون أنفسهم ويجلدون ظهورهم ويدينون بالولاء للفارسي المحتل!.

عند أطراف جبل المنارة في "نهم" كما في الساحل الغربي، كما في وادي الضباب، كما في الجوف وشبوة والضالع والبيضاء وصعدة، تظهر عناوين الحرب وتفاصيل الصراع بوضوح يختزلها صوت أيوب طارش في النشيد الوطني "لن ترى الدنيا على ارضي وصيا" ويقابله زامل عيسى الليث "أفلحت يا قاسم سليماني... والمعتدي لا بد ما يندم

دم المهندس يغرق الجاني .. والدم ما يقضيه غير الدم

ثأر العراقي وثأر الإيراني... فيه اجتمعنا والنقا ملزم

هذا لخامنئي وروحاني .. من هو مقاوم يربط المحزم"

باتت عناوين الصراع واضحة، والحرب اليوم على المكشوف، حرب بين مشروعين ورايتين، مشروع الجمهورية ورايتها الوطنية، ضد حلم عودة الحكم الغاصب السلالي العنصري، بين النشيد الوطني وأغاني أيوب، في وجه البكائيات على الإيراني واصوات الثأر لسليماني.

بين هتافات بالروح بالدم نفديك يا يمن لاجتثاث "صرخة" الخميني.

الحرب تشارف على النهاية، والجمهورية حتما ستنتصر كما انتصرت أمس القريب.

والله غالب على أمره.