السبت 21-12-2024 19:25:32 م : 20 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
نقطة ضعف الكبار
بقلم/ أحمد عبدالملك المقرمي
نشر منذ: 7 سنوات و 10 أشهر و 24 يوماً
الخميس 26 يناير-كانون الثاني 2017 12:09 م


قد يكون التغابي -أحيانا- ميزة؛ ولكنها ميزة مكلفة، وهي بالتالي مزية لا يستطيع أن يتعاطاها إلا الكبار:
وكما يقول الشاعر ..
ليس الغبي بسيد في قومه
لكن سيد قومه المتغابي

قد يلصق الصغار بك هنا كل عيب، وينسبون لك كل نقيصة، وقد يشتمونك ويسفهون رأيك، بل قد تصل هذه النظرة الى بعض محبيك ومناصريك، ممن يقرأ تغابيك هنا جبنا أو ضعفا، فيصفونك بما يعن لهم من الأوصاف المستقبحة!

تردد أنت هنا عبارة لطيفة كان يقولها الأقدمون عند مثل ما نتحدث عنه: إجعلوا جبنها بي!

التنازلات والتضحيات عند الصغار، او عند بعض المتحمسين تقرأ على أنها ضعف وعجز، وتصل مثل هذه التهم الى الكبار فيطوونها ويتغابون عنها.

نقطة الضعف عند الكبار أنهم يجبنون عن خوض المعارك الجانبية، التي تكون على حساب المبدأ، او على حساب الوطن، او على حساب المعركة الأم، او وحدة الصف. فيما الجبان الوغد، يصعد للمعركة الجانبية كل وسيلة!

نقطة ضعف الكبار؛ أنهم يكونون في خط التماس والمواجهة مع الأعداء، ويدرك المنافسون الصغار أن وقت إشباع النزوات والرغبات قد أزف، وأن وقت الطعن من الخلف قد حان، وأن زمن استغلال الفرصة قد حل؛ لأن قيم ومبدئية الكبار سيغلبون معها البقاء في مواقع الشرف، و مواجهة العدو المشترك، وسيتحملون طعنة الأخ، او النيران الصديقة، وأنهم سيفضلون عدم الانجرار لمعارك جانبية؛ وبالتالي لا بد من استثمار الظرف وإعمال نظرية ميكافللي!

نقطة ضعف الكبار في هذا الزمن الرديء، والأشخاص الأكثر رداءة ودناءة؛ أن حلمهم وصبرهم وتحملهم، تكون كلفته كبيرة أحيانا ومؤلمة ماديا، ولصالح الصغار الذين يتقزمون أمام المبادئ؛ لينالوا بعضا من فتات ولو على حساب الدين والوطن.

ومهما يكن الأمر وتكون الكلفة تبقى نقطة ضعف الكبار شعلة نور ومنار هدى لكل السائرين في درب الحرية والعمل نحو الأهداف الكبيرة!