الخميس 21-11-2024 16:45:49 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
المخلوع ملك يمين للحوثي!
بقلم/ أحمد عبدالملك المقرمي
نشر منذ: 7 سنوات و 3 أشهر
الإثنين 21 أغسطس-آب 2017 04:22 م
  

  ما كان ليتخيل (المخلوع) أن يأتي يوم يخلع فيه من السلطة، وأن تأتي ثورة تعريه وتكشف عن مساوئه بشكل ما حدث.

  لقد جن جنون الرجل يوماً، عندما نشرت صحيفة الصحوة مقالة طويلة عن الشأن اليمني، وضمنت المقال صوراً للإمام يحيى وابنه أحمد، وللمخلوع وابنه أحمد.

  كان يومها ما يزال في أوج سلطته، واعتبر إنزال تلك الصور تعريضاً به وولده، وأن لها إيحاءاتها، فأرعد و أزبد، وهدد وتوعد!

  يومها لم يدر في خلده أنه على موعد - ربما بعد سنتين أو ثلاث - مع ثورة شعبية عارمة، تنسف كل الهالة والهيلمان التي صنعها الإعلام حوله، فإذا بساحات الثورة تكشف سوأته للناظرين في أنحاء اليمن والعالم، وتعريه على مدار الساعة وحتى اليوم.

  وإزاء تلك الثورة التي خلعته وأسقطته بعد أن عرته - إلى الحضيض، امتلأ حقداً ظل يتراكم على مدار الساعة، منذ صعقته الكلمة المدوية مطلع الثورة (إرحل) والتي لم يتوقعها أبداً!

  لم يتمالك أعصابه حين صكت خده ومسامعه (إرحل)؛ ليتساءل وبلا تماسك أو شعور: "يرحل؟ من يرحل؟!".

  ومع عنفوان الثورة ووهجها كان عنفوان حقده يتمادى ويتراكم ضد الجميع!

  فتضخم جراء ذلك في نفسه شيء واحد، ولم يعد يرى أو يفكر أو يخطط إلا لشيء واحد وهو (الانتقام) من الجميع.

  وحين وقع على المبادرة الخليجية، كان يشعر أنه كأنما يوقع بالموافقة على أن يتجرع السم الزعاف! 

  ومن حينها وقبلها، كان يبحث عن وسائل الانتقام وأدواته، ووجد الوسيلة وأدوات الانتقام بالحوثي.

 وعلى حين غفلة وغفوة - عند البعض - للحس الوطني، نفذ الحوثي والمخلوع المخطط الانقلابي؛ ولأن المخلوع كان هدفه الأول (الانتقام)، فقد نقل (ملكية) ضباط كبار ومعسكرات ضخمة لصالح الحوثي، وحتى ملكية بعض من يقال عنهم (دكاترة) أو قادة سياسيين، حيث أصبح هؤلاء جميعاً بمثابة (ملك يمين) للحوثي!

  لقد قرر (صالح) انتقاماً إعطاء التبعية الكاملة لعبده الحوثي، كما قرر أن يغدر بالثورة والنظام الجمهوري، انسجاماً مع فلسفته في العمل السياسي: علي وعلى أعدائي!

  وعمل للانتقام من كل اليمن واليمنيين، حتى من أنصاره الذي يرى أنهم لم ينصروه بما فيه الكفاية في مواجهة ثورة فبراير!

  لم يكن همه حين الانقلاب شيء يسبق أهمية الانتقام والانتقام فقط، ولو على طريقة "علي و على أعدائي"!

  و مع طول فترة أمد الحرب، وأسباب أخرى، بدأت أحلام العودة إلى الحكم تمنيه.

  وها هو ذا اليوم يتلمس بهوسه الشديد في حب السلطة وسائل و طرقا يظنها ويتوهمها أنها قد تفيد، فليجرب الحشد إلى السبعين!

   ليس لليمنيين أي اعتراض أو أدنى إشكال، لو أن الحشد للمؤتمر كحزب و بدعوة من الحزب، لكن أن تكون الدعوة للاحتشاد من رجل أعلن وساهم بفاعلية في حرب انتقامية ضد اليمن واليمنيين حتى اللحظة، وتحدثه أوهامه بعودة إلى السلطة فذلك هوس من هوس الجاهلية الأولى، سواء ظل في حكم ملك يمين للحوثي، أو مولى حليفا له! والثورة منتصرة واليمن الاتحادي قادم.