الجمعة 15-11-2024 07:08:04 ص : 14 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
العلاقات بين الاحزاب
بقلم/ عدنان العديني
نشر منذ: 6 سنوات و 3 أشهر و 13 يوماً
الخميس 02 أغسطس-آب 2018 11:52 ص
 

في سبيل مواجهة الوضع الكارثي الذي انتجه الانقلاب الحوثي لابد من استعادة الاحزاب السياسية دورها وفاعليتها وتأثيرها على المجتمع و الاحداث فلقد كان إجهاض العملية السياسية احد اهم اهداف الانقلاب الذي استهدف الديمقراطية والحياة السياسية لمصلحة إحياء الإمامة الثيوقراطية المرتكزة على نظرية ولاية البطنين فكان العنف والحرب وإنشاء الميليشيات طريقه لتكريس سلطته الانقلابية.

ان عودة الاحزاب بفعالية الى واجهة العمل السياسي والمدني ليس من اجل نفسها فهي ليست مطلوبة لذاتها بل من اجل المجتمع اليمني الذي وقع في قبضة جماعات العنف الانقلابية والتي لا تحترم حقوقه ولا تعترف بحريته .. فمن اجل المجتمع الذي يعيش كارثة حقيقية في معيشته وامنه وحريته وحقوقه يجب ان تستعيد الحياة السياسية انتعاشها من اجل الشعب الذي ينزف من دمه وروابطه التي تتمزق ومن اجل جمهورية كانت خلاصة النضال وثمرة التضحيات الجسيمة..

يجب ان يحدث ذلك سريعاً وان اولى خطوات ذلك كسر القطيعة القائمة بين الاحزاب والعمل على قاعدة الشرعية ومن اجل انقاذ اليمن من شر الانقلاب الذي لن يكف عن تمزيق البلد وتجريع المواطن الوان من العذاب ..

إعادة صياغة العلاقات بين الاحزاب على أسس الشراكة والتوافق هي الخطوة الاولى في هذا الطريق الشاق والذي يحتاج الى نفوس كبيرة وضمائر يقظة للسير فيه حتى منتهى الاستقرار الذي ننشده لبلدنا وفي هذا السياق احيي دعوة الاستاذ سلطان البركاني للتقارب بين جميع القوى وبين حزبي الاصلاح والمؤتمر خاصة وانها تأتي في وقت الوطن بأمس الحاجة لفعل كهذا .. فعل يتأسس على قاعدة الشرعية ويمضي في خدمة القضايا الوطنية حتى استعادة الدولة واعادة بناءها .

خطوة كهذه لا تتعلق بالحزبين ولا تتوقف عندهما بل يجب ان تشمل كافة القوى السياسية اليمنية ممن انحازوا لشعبهم وضد الذين نقضوا الاتفاقات واخلوا بالالتزامات وعلى ان امر كهذا لن يكتب له النجاح الا بجهد يشترك فيه السياسي والاعلامي وكل الفاعلين والمؤثرين في الشأن العام اليمني ، نحتاج الى حشد الجهود من اجل مواجهة الانقلاب وتجنب كل ما من شانه تبديد الطاقات خارج ساحة المعركة الوطنية فكل المهاترات بين القوى السياسية تصب في خدمة المشروع الامامي وتخدم اطماعه .

ان مثل هذه الخطوة اذا ما تمت فإنها وبالتأكيد سوف تعزز من موقع الشرعية وتعمل على دعم فكرة التحالف الوطني الذي طال انتظاره ويحب ان يظهر للعلن في اقرب وقت .

———-

عدنان العديني
نائب إعلامية الإصلاح