السبت 09-11-2024 00:08:38 ص : 8 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
بصمات مليشيا الحوثي في المفوضية السامية!
بقلم/ أحمد عبدالملك المقرمي
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 10 أيام
الأربعاء 29 أغسطس-آب 2018 11:36 م



لن يخطئ رجل الشارع البسيط و هو يقرأ التقرير السنوي لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان و المتعلق باليمن، أن بصمات مليشيا الحوثي ظاهرة واضحة في ثناياه. و من قد يزعم أنه يمت إلى الحيادية بصلة فقد ظلم الحقيقة .
لن أتحدث عن هذه المسودة الحوثية تفصيلا التي سميت تقريرا، غير أنني سأقف عند بعض الفقرات، و خاصة فيما يتعلق بتعز، التي لم يزرها الفريق، و إنما تناولها عن بعد! لأسباب أمنية .
كان يمكن هنا أن يكون أكثر إنصافا، و أن يغالب عواطفه فيقول: بسبب حصار المدينة من قبل مليشيا الحوثي، التي أغلقت كل مداخل المدينة ولم يعد هناك غير طريق وحيد عبر جبل صبر سيرا على الأقدام!
التقرير لم يقل ذلك حتى لا يضع مليشيا الانقلاب تحت طائلة جريمة حصار المدينة التي تعد جريمة إبادة. و أنّى لتقرير فيه بصمات مليشيا الحوثي ظاهرة للعيان أن يتكلم عن الحصار طويل المدى لتعز.
لا يقل أحد أن في هذا القول تجنيا على التقرير، فلو كان محايدا بريئا من تسميم مليشيا الحوثي له، لما سمى المليشيا سلطة الأمر الواقع، و لما قام بتسمية مكونات الشرعية بالمليشيات. هنا التجني الفاضح على الحقائق و على الشعب اليمني، و على المهمة الموكلة.
و أزيد أخرى؛ ألم تصف الفقرة 25 من التقرير السلطة الشرعية التي تعمل لاسترجاع الدولة و مؤسساتها، ما نصه( في حزيران/يونيو 2018 أطلق التحالف و القوى الموالية له عدوانا على الحديدة )!!
تأمل : القوى الموالية، و ليس الحكومة الشرعية التي من حقها شرعا و قانونا طرد عصابات التمرد من مدينة من مدن الدولة، ثم( عدوانا ) على الحديدة !!!
هكذا بكل وقاحة( عدوانا)؟
إذن خروج عصابة مسلحة - هي مليشيا الحوثي- تعتدي على عمران ثم صنعاء فإب فالحديدة فعدن ..الخ. أليس عدوانا بكل المقاييس؟ أم كانت تُسيّر قوافل غذائية و طبية؟ لقد كانت مليشيا عدوانية مسلحة خارجة عن كل الأعراف و الشرائع و القوانين بكل المقاييس، فكيف غابت هذه الحقيقة البدهية في التقرير ؟
فمن يتجنى و يدليس ؟ و من يقلب الحقائق؟ ... و من كتب التقرير!!؟
يدرك كتبة التقرير أن وضع تعز و غياب الحديث عنها في التقرير سيكون فضيحة، فتطوع الحوثي المقنّع - عند كتابة التقرير - بعبارة في الفقرة 41 ظنها أنها كافية لذرّ الرماد على العيون، فكانت قاصمة لادّعاء الحياد في التقرير، حيث قال مانصه: ( و قد جمّع فريق الخبراء تقارير عن القصف الذي قامت به قوات الحوثيين/صالح - تأمل المغالطة السمجة في التسمية - من المرتفعات و من الأجزاء الواقعة تحت سيطرتها فى المدينة و الذي أدى إلى معظم الإصابات بين المدنيين / لكن ركز كيف تراجع الحوثي المقنع عن هذه الإدانة/ و مع ذلك فإن تحديد على من تقع مسؤولية سقوط الضحايا المدنيين في تعز، يقتضي مزيدا من التحقيق)!!
يزعم بفجور أن مسؤولية سقوط الضحايا مجهولة ؛ و لذا فالأمر (يقتضي مزيدا من التحقيق ) فربما اتضح أن المدينة المحاصرة هي من تقتل أبناءها، و ليس المليشيا التي تحاصر المدينة بحسب اعتراف التقرير بالفقرة المتناقضة نفسها.
في الفقرة 60 يزعم التقرير عن تعز( أعاقت أطراف النزاع و صول الإمدادات الإنسانية و المواد الأساسية " التي لا غنى عنها " لبقاء السكان المدنيين في تعز على قيد الحياة ) هكذا بكل فجور يوزع تبعة الجريمة على المحاصَر و من يقوم بالحصار، فبأي عقلية يمكن القول أن من هم في حصار داخل المدينة يحاصرون أنفسهم بمنع و صول الإمدادات إليهم!؟ لكنها الرغبة في تبرئة مليشيا الحوثي و تمييع جرائمه.
أما عبد الملك الحوثي فيقدمه التقرير على أنه قائد ثورة.