الإثنين 14-10-2024 11:35:07 ص : 11 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
تشويه الإصلاح ليس كتشريح الأرنب!
بقلم/ عامر دعكم
نشر منذ: 6 سنوات و 7 أشهر و 4 أيام
السبت 10 مارس - آذار 2018 04:17 م
 

في إحدى محاضرات الجامعة، روى لنا دكتور اللغة العربية واقعة غريبة وطريفة حدثت في التسعينيات، حين أرسل مسؤول يمني ابنه إلى ألمانيا لدراسة الطب البشري، وحينما وصل الابن تفاجأ أنه لا يمكنه تخصص الطب، لأن شهادته أدبية، وذلك التخصص يتطلب شهادة علمية!

ولمّا أخبر الطالب أباه بالأمر، قال له إن المسألة بسيطة، ولن يمضي أسبوع إلا والشهادة العلمية بين يدي الكلية في ألمانيا، وفعلًا كان ذلك، ورغم أن الأمر كان صادمًا إلا أن الكلية قبلت الطالب، كون شهادته العلمية رسمية ومُعمّدة وليس ثمّة ما يُثبت عكس ذلك!

في اختبارات المستوى الأول، مادة التشريح، كان الاختبار عبارة عن سؤال: اشرح بالتفصيل عملية تشريح الأرنب؟

لسهولة العملية، أجاب الطالب ونجح ..

في المستوى الثاني، كان السؤال: اشرح بالتفصيل عملية تشريح السمكة؟

فكان جواب الطالب: تشريح السمكة يختلف كثيرًا عن تشريح الأرنب؛ لأن تشريح الأرنب (...) وأخذ يشرح كيفية تشريح الأرنب!

رسب الطالب، لكن وساطة من السفارة اليمنية تمكنت من إقناع الكلية برفع درجته، فنجح ..

في المستوى الثالث، كان سؤال مادة التشريح هو: اشرح بالتفصيل عملية تشريح الإنسان؟

فأجاب الطالب: إن تشريح الإنسان يختلف كثيرًا كثيرًا كثيرًا عن تشريح الأرنب، فتشريح الأرنب يبدأ بــ...وعاد يتحدث عن تشريح الأرنب!

لكن نفد صبر الكلية هذه المرة، فطردت الطالب!

وبالمناسبة، قبل سنوات كان ذلك الفاشل سفير بلادنا في دولةٍ عربية، للأسف!

 

الشاهد هنا، أنه رغم أن مشكلة بلادنا واضحة كما الشمس في رابعة النهار، إلا أن البعض يحمل الإصلاح مسؤولية ما يحدث ..

انقلب الحوثيون على الدولة وقتّلوا ودمروا وعاثوا في الأرض فسادًا، ومع ذلك ثمّة من يتهم الإصلاح بالخيانة!

فوضى عارمة في الجنوب، لكن الأقلام المُهترئة تحمل الإصلاح مسؤولية ما يحدث!

محاولات تجري على قدم وساق لتدوير مخلفات الهالك صالح وإعادتها إلى الواجهة، ورغم ذلك فإننا نلحظ دُعاة الحداثة لا يجيدون سوى مهاجمة الإصلاح، ويفشلون في تشريح الأسماك والإنسان ..

وكأن الإصلاح هو الأرنب الذي يُجيد الفاشلون تشريحه دون سواه!

لا يكتبون عبارة إلا وفيها طعن في الإصلاح، لكن ذلك كمن يضرب على حديدٍ بارد!

لا ينطقون جملة إلا وتحوي شتمًا للإصلاح، وسرعان ما يكتشفون أنهم ينفخون في قربة مثقوبة، ومع ذلك يُمعنون في سذاجتهم !

يا لحمقهم، إنّهم يحاولون قبض أشعـّة الشمس، وهل يمكن أصلًا قبض أشعتها؟!

 

ولأن تشويه الإصلاح ليس كتشريح الأرنب فإن الوعي الشعبي سيلفظهم، تمامًا كما فعلت الجامعة الألمانية مع الطالب الفاشل!