الإثنين 14-10-2024 11:19:41 ص : 11 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
أيّها الماجدون .. هيّا نحتفل بفبراير!
بقلم/ عامر دعكم
نشر منذ: 6 سنوات و 8 أشهر و 8 أيام
الأحد 04 فبراير-شباط 2018 06:20 م
 

قبل سبع سنوات من الآن ، في الحادي عشر من فبراير ، ولد شعب اليمن، بل إنّه نشأ ونضج في ذات اليوم، إنّه اليوم المعجزة يا سادة!

فبراير ليس أيّ شهر؛ إنّه شهرٌ مقدسٌ ، رياح الحرية هبّت من رحمه وأبتْ أنْ تسْكن.. شرعت في التحرك دونما توقف ، كأنها تقول لنا الثورة مستمرة ، وهي في الحقيقة كذلك ، مستمرةٌ هادرةٌ حتى تحقيق أهدافها النبيلة.

تمرُّ بنا الذكرى السابعة للثورة ومازال الزخمُ الثوريُّ يسكننا ، فشل أعداء الحرية في إخمادِها ، وقفوا عاجزين عن ليْ ذراعها ، تسمّروا مصعقين من كثافة شلّال الكرامة الهادر ، ولقبحهم قرّروا مواجهتها ، مواجهة الصدور العارية بمختلف أنواع الأسلحة ، إذا بهم يحفرون بمعاولهم التخريبية هوة جهنمية ، ترجمها الإنقلاب الأرعن ، بُغية الإيقاع بــحلم شعب؛ الإيقاع بالوطن !

سخّر اللّصوص منتهى قوتهم وهمجيتهم في محاولة وأد حلم اليمنيين ، لكنّهم فشلوا في ذلك، نجحوا في تخريب الوطن فحسب ، في قتل الإنسان، ليس غير ..

حاول الهالك تفعيل دهائه للانتقام من الشعب؛ كل الشعب ، ساعيًا إلى العودة للسلطة مجددًا. تحالف مع مليشيا الحوثي وسلّمها دولة بكلّ مؤسساتها على طبقٍ من انتقام ، انتقام من الشعب الذي صرخ قائلًا : الشعب يريد إسقاط النظام!

رغم ذلك التحالف بين قُطبيّ العبث ، الرامي إلى النَيْل من ثورة فبراير وروادها ، إلا أنّه لم يلبث أن تحوّل إلى خصومة فاجرة فيما بينها، تحوّل إلى حربٍ ضروسٍ انتهت بمقتل علي عبدالله صالح !

قتل علي صالح يا قوم. لقد أصبح ماضٍ سحيقا ، دهاؤه السياسي تحوّل إلى دماغٍ متناثرٍ على "بطّانية" بالية ، هلك صالح وخلّف لنا قبحه الأثيم على هيئة حوثيّة !

دون شكّ ، أجمل ما في هذه الذكرى أنّها أتت وقد أمسى المستبد هالكًا، صار طعامًا للدود ووجبة دسمة للثعابين ، بعد أن كان يفكر أنه لن يموت !

 

لقد كنّا قاب قوسين ، بل أدنى ، من جنْي ثمار ثورتنا النبيلة ، لكن الإنقلاب الغاشم حال دون ذلك ، حوّل البلاد إلى فوضى نتنة ، أنتج واقعًا قاتم السواد ، فقر وجوع ومرض وكل ما هو سلبي.

لذا، لا تُلصِقوا أوضاعنا المأساوية بفبراير. هذا ظلم وتزوير. والحقيقة أن واقعنا البائس هو من ثمار الثورة المضادة؛ ثمار الإنقلاب النتن!

أمّا نحن رواد الثورة السلمية، وجدنا أنفسنا مجبرين على مواجهة الإنقلاب بعد أن وجّــه السلاح إلى صدورنا ، قتل الأبرياء وفجّر المنازل وسرق مقدّرات الوطن ..

لقد قاومناه بكل شجاعة ومن رحم مقاومتنا ولدت دولة ، ثم تطورنا إلى جيشٍ وطني نحرر الأرض والإنسان ..

أن نواجه الاستبداد ونقاتل الإمامة معناه أن ثورتنا مازالت مستمرة، وحتمًا لن تقف إلا حين تحقق أهدافها الوطنية ..

 

أيّها الماجدون.. هذا عيدنا ، لنحتفل به ..

هذا فبراير المجيد ، موسم النضال ، هيّــا بنا نُكرمه ..

أوووووه كم أعشقك يا فبراير ، أعشقك حدّ الثُمالة ، فيك فحسب أحدثنا خازوقًا في جدران الاستبداد ..

فبراير ، أنت شهرٌ معطاء ، ولا يجحد عطاءك وينكر جميلك إلا من استمرأ لعق أحذية الاستبداد القاسية أو تفنن في تقبيل رُكَب الإماميين البائسين ..

 

بفعل مطبّات القبح وعراقيل اللصوص، ما زلنا نعيش مخاضًا لإقامة صلاة الأمن والاستقرار والعدالة والتنمية ، التي أذّن لها شباب فبراير ..

وحتمًا سنُقيم تلك الصلاة ، سنحقق أهداف ثورتنا !