الخميس 28-03-2024 17:53:58 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
محمد قحطان .. شموخ في مدرسة يوسف
بقلم/ أحمد عبدالملك المقرمي
نشر منذ: سنتين و 11 شهراً و 22 يوماً
الإثنين 05 إبريل-نيسان 2021 11:14 م
 

لو أن ثمة رجل رشيد فيهم؛ لاتجه الخطاب إليه، و كان التواصل معه ، و لو أن أبناء( السماء)- بزعمهم - يحترمون شرائع السماء؛ لتوسلنا بها إليهم، ولو أن أخلاق علي رضي الله عنه تشمّموا نزرا منها ، بل بالحد الأقل من القليل لذكرناهم بها ؛ لكنهم ليسو بواديها، و لا يذكرونها، و لا يتذكرونها، و لا صلة لهم بها؛ إلا بمقدار صلة الزائدة الدودية بالجسد !

و بينهم و بين الانتساب للصحابي الأجل علي بعد المشرقين و لؤم الدعي ! بل لو أن ثمة أمل في أن نجد لدى آحادهم ما لدى هند بنت عتبة، زوج أبي سفيان - عمهم باعتباره من بني عبد مناف - في جاهليتها، و موقفها المتميز يوم أن اعترض مشركو قريش جمل زينب بنت الرسول صلى الله عليه و سلم حين أرادت الهجرة و أسقطوها من على الجمل حتى طرحت جنينها، فانبعثت هند بنت عتبة، توبخهم و تحقّرهم، و تزدري فعلهم القبيح - رغم خصومتها الشديدة للنبي عليه السلام - قائلة :

أفي السلم أعْيَارٌ قُساة و غلظة

و في الحرب أشباه النساء العورك

دعونا من هند التي كانت - في جاهليتها - وراء بقر بطن حمزة - سيد الشهداء - رضي الله عنه، و الذي لا يذكره هؤلاء ببنت شفه، غير أنه من اللازم التذكير بأن هند أسلمت يوم الفتح و بدلت مواقفها.

فدعونا منها و من تذكيرهم بها، و تعالوا نذكرهم بجدهم القريب ؛ أحمد ياجنّاه ! أحمد حميد الدين، فقد كان طغاة الأمس برغم جبروتهم، و ظلمهم و بؤس أفعالهم ربما يتشبهون- أحيانا - بالرجال . فهذا الطاغية ياجناه عندما أُجهضت ثورة 48 راح يعدم الثوار، و يهدم بيوتهم و يشرد أسرهم، و هذا تاريخ و فعل الإمامة منذ يحيى حسين الرسي الذي سمى نفسه الهادي إلى الحق !! بل من عهد جد الهادي محمد إبراهيم الذي الذي رفصه اليمنيون و طردوه و كا أن لقبوه بالجزار، جراء ما سفك من دماء و أحرق من مزارع، و هدم من بيوت و طمر من آبار، و الذي كان قد جاء إلى اليمن ليقيم له دولة قبل الهادي بأكثر من ثمانين سنة.

فلنعد إلى الطاغية أحمد يا جنّاه ، الذي قتل الأحرار ، وهدم منازلهم، و شرد أطفالهم، و كان ممن قام الطاغية بإعدامهم الشيخ عبد الوهاب نعمان، ثم أبرق يا جناه لعامله في التربة مركز قضاء الحجرية - يومها - أن يهدم بيت النعمان، و وافق أن العامل - حينها - كان رجلا فيه صلاح و تقوى - كما يحكي عنه من عايشه - و اسمه الجنداري؛ لما أتته البرقية من الطاغية رد على برقيته : إذا كان الآباء قد أذنبوا فما ذنب الأطفال و النساء، و إذا بالطاغية على غير العادة يلين : فيرد عليه : أحسنتم جنداري !

مع أنه قد هدم بيوت الثوار والأحرار في كل مناطق اليمن، لكن كما يبدو كان هناك أثر من نبل وشهامة اليمنيين تتسرب أحيانا إلى الطاغية فيجاريهم.

لكن أحفاد الطاغية - اليوم - تلاشى لديهم كل نبل ، و ضاع منهم كل جميل، و يصدق معهم ذلك القول المأثور بصنعاء : ذهب من كل شيئ أحسنه حتى السرق ! و لك أن تقول : حتى جرائم الطغاة .

فيا أيها الأستاذ الكبير محمد قحطان من لنا بأخلاق وعدالة علي ليذكر بها من يدعي علنا حبه ويبطن بغضه بأعماله، وأفعاله ؟ ومن لنا بمواقف الحسن والحسين فيطالبهم بشبه موقف وحيد لهما بدلا من استثمار اسميهما بالسلب و النهب، و القتل ، و تنفيذ أوامر ملالي كسرى ؟ بل من لنا بمن يذكرهم - حتى - بموقف جدتهم هند وكفى !

شامخ أنت - يا قحطان - في معتقلك بكل تأكيد، فيما مختطفوك هم الأسرى و المعتقلون، أسرى بارتهانهم لمشروع لا يمت لليمن و اليمنيين، و لا للعرب و العروبة، و لا للإسلام بأدنى صلة، و معتقلون باعتقال سلوكهم وغياب أخلاقهم التي ما عاد لهم منها أقل نصيب، حتى و لو كان خلق هند بنت عتبة في جاهليتها !