فيس بوك
جوجل بلاس
دائرة الشباب والطلاب في الإصلاح تهنئ بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034
أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ محمد عبدالله بدر الدين في وفاة زوجته
اليمن يهنئ الشعب السوري بإسقاط نظام الوصاية الإيرانية وعودة دمشق إلى الحاضنة العربية
رئيس دائرة النقابات بإصلاح المهرة يطالب بسرعة إطلاق رواتب موظفي المحافظة
الهجري: انتفاضة 2 ديسمبر إضافة لمعركة الخلاص الوطني نحو استعادة الدولة
المهرة.. إصلاح سيحوت والمسيلة يحتفلان بذكرى الاستقلال ويشيدان بتضحيات اليمنيين في معركة التحرير
"الله يعزنا وإلا يبزنا"، "الله يهين من أهاننا".. بهذه الكلمات وقف أحد الآباء يدعى، محمد العديني، في إحدى الجولات، وسط العاصمة، وعيناه تغرورقان بالدموع، يسأل الناس، عمّا يسد به رمقه، بعد أن ضاقت به الأرض ذرعا، وانقطعت به السُبُل، وبات الرصيف هو المكان الذي يؤويه، يقضي فيه أيامه ولياليه، يعاني حرارة الشمس في النهار، وصقيع البرد في الليل.
محمد العديني، رجل ستيني من العمر، أحد الجنود المتقاعدين، في اللواء 105، بدت عليه ملامح العجز، وقهر الرجال، في زمن لم يعد فيه للمخلصين للوطن مكان، وبات متسع للأنذال، وعديمي المروءة، وأصحاب السوابق، والعصابات والقتلة، "يقول محمد".
يضيف محمد، في حديثة لــ "العاصمة اون لاين": "أنا بدون راتب من قبل سنة، وقبل نصف شهر اتصلوا بي الحوثيين اطلع صنعاء استلم نصف راتب، وحين وصلت قالوا ما فيش، والآن والله لم أجد ما أكل ولا أشرب"، ثم انفجر باكيا، ولم يستطع إكمال حديثه.
كانت الدموع تسيل على خديه، كالمطر، من قسوة الزمن، الذي جعل الكثير من أبناء الناس يمدون أيديهم للسؤال، بعد أن قامت المليشيا الانقلابية بقطع مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، وحولتها إلى موارد لدعم مليشياتها في حربهم على اليمن واليمنيين.
قهر وإذلال!
يشير الحاج محمد، إلى معاناته التي بات يكتوي من لهيبها ليل نهار، إلى أنه ومنذ وصوله إلى صنعاء، وهو يتنقل من مكان إلى آخر، ومن بريد إلى آخر، لعله يجد نصف الراتب الذي وعده عدد من قادة المليشيا الانقلابية، دون جدوى، يقول محمد "والله لي أكثر من أسبوعين وأنا هنا أبحث عن النصف الراتب ولم أجده، ولم أجد عمل اشتغل به، اضطررت إلى مد يدي للسؤال". ويضيف: "من حين جاؤوا - يقصد الحوثيين - ما عاد شفنا خير، لا أحنا ولا الشعب".
وتابع: "طلعت صنعاء، وتركت أسرتي وأهلي، بعد أن أخذ مبلغ من المال سلفة، حق المواصلات، وأبنائي وزوجي وأسرتي منتظرين عودتي أشتري لهم مصاريف، ولكن والله ما عاد لقيت شيء، حتى قيمة المواصلات للعودة الى أهلي".
لم يستطع محمد إكمال حديثه، لأن غصة بدت ظاهرة في حلقة، عجز حيالها من إكمال حديثه، عن مأساة لم تعد خافية على أحد، وأزمة اكتوى من لهيبها الجميع، أشعل فتيلها الانقلابيون، وتطاير شررها ليصيب اليمن كل اليمن أرضا وإنسانا، غادر محمد المكان الذي كان يمكث فيه، بعد أن راه أحد المارة، وأعطاه كيسا من الخبز، ومبلغ 200 ريال، غادر وهم محمل بهموم وقهر لو وزعت على بلاد لكفتها، ففي الحال ما يغني عن السؤال كما يُقال.
مأساة جماعية!
لم يكن الجندي المتقاعد محمد العديني، هو الوحيد الذي يصطلي لهيب المأساة، إذ أن مئات الآلاف من المتقاعدين من أمثاله لم يعودوا بأحسن حال منه؛ فالمأساة بدت جماعية، جراء استمرار قطع الرواتب من قبل المليشيا الانقلابية، التي باتت ترفض توريد الإيرادات الى البنك المركزي في عدن لتقوم الحكومة الشرعية بمهمة تسليم الرواتب للموظفين المدنيين والعسكريين، أو تقوم هي باستلام الإيرادات وتسليم مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها، وبين هذا وذاك ثمة أناس مقهورين يفترشون القهر، ويلتحفون المعاناة والألم، باتوا بين مطرقة الانقلاب، وسندان الجوع والعطش.
المصدر: العاصمة أنلاين