السبت 27-07-2024 11:24:20 ص : 21 - محرم - 1446 هـ
آخر الاخبار

مراكز ومدارس التشيّع الحوثية.. الخطر الذي يتربص باليمنيين

السبت 11 مايو 2024 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

 

منذ انقلابها على الدولة وسيطرتها على العاصمة صنعاء في الـ 21 من سبتمبر 2014، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية خطواتها المتسارعة لتشييع المجتمع اليمني وتطييفه، عبر عدة إجراءات وأساليب، منها حملات التعبئة الطائفية وتحديدًا في المدارس والمراكز التعليمية والمرافق الحكومية المدنيّة والعسكرية على مدار العام، وتنظيم المراكز الصيفية السنوية، وتأسيس مدارس مغلقة هدفها نشر التشيّع لدى الطلاب والمراهقين.

كما عملت مليشيا الحوثي على تغيير أسماء مدارس بالعاصمة صنعاء، والمحافظات الخاضعة لسيطرتها بأسماء لرموز طائفية أو مناسبات سياسية مرتبطة بالمليشيا، وهو ما يؤكد مساعيها الحثيثة لمحو فكرة أي شيء يخالف نهجها ومنهجها القائم على التشييع ونشره في مختلف جوانب الحياة.

ويصف مراقبون ماتقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية في هذا الإطار بأنه الخطر الداهم الذي يواجه اليمنيين، وهو ما ينبغي على الجميع التصدّي له، كلا بحسب موقعه ومنصبه، فالاستنفار الحوثي لدعم المراكز الصيفية وتأسيس المدارس التابعة لها، وضخ الأموال الطائلة، يؤكد المخاطر المحدقة التي تحيط باليمنيين من هذه القنابل الموقوتة التي باتت تجهز داخل هذه المراكز.

 

مدارس حوثية مُغلقة لنشر التشيّع

تستنفر مليشيا الحوثي جهودها المدنية والعسكرية والسياسية والقبلية لنشر التشيع عبر عدة اجراءات وأساليب، مستغلة بذلك امتلاك القوة والسلطة لإرهاب المجتمع وإرغامه على المضي في مشروعها الطائفي القائم على غرس الفكر العنصري والسلالي، وخصوصًا لدى المراهقين، من خلال نشر مدارس التشيّع، ووضع الاغراءات الكبيرة أمام الطلاب للالتحاق بها.

فالملاحظ أن هناك عمليات حوثية واسعة لنشر التشيّع وغرسه في المدارس الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الحوثي، وتحديدًا في قلب المحافظات السنيّة، عبر تأسيس ما يُسمى بمدارس الهالك حسين بدر الدين الحوثي، الذي تصفه آلة الدعاية الحوثية بأنه "شهيد القرآن" وهو الوصف ذاته الذي تمنحه إيران لكبار قتلاها مثل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

سلسلة مدارس حسين الحوثية الشيعية ركّزت على محافظات ريمة وإب والحديدة وفي البيضاء وقلب العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية مُجهّزة بكامل التجهيزات، وتشمل أقسامًا داخلية للطلاب المستهدفين، مع قاعات كبيرة للمحاضرات، وبث المواد الفيلمية الشيعية، إضافة إلى ميادين كبيرة في محيط كل مدرسة؛ للتدريب على كافة أشكال القتال واستعمال السلاح.

خلال السنوات الأربع، ركزت المليشيا على تدشين وافتتاح هذه المدارس، التي خصصت لها مبان واسعة، واستنفرت قواها لعملية استقطاب وإغراء للطلاب بمجانية التسجيل، والسكن الداخلي والتغذية، مشترطة التفرغ للدراسة لمدة ثلاث سنوات، مع توفير كافة الاجهزة والمعدات الشيعية، اضافة إلى منهج شيعي خاص بها، إذ لم تعتمد أيًا من كتب المناهج الوطنية المعروفة.

 

نشر المبادئ الخمينية

يرى مراقبون أن مليشيا الحوثي تسعى من خلال نشر هذه السلسلة من المدارس الهادفة لنشر التشيع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لاستهداف المراهقين، بعد عجزها عن اقناع الشباب وبقية شرائح المجتمع بمشروعها الطائفي، مستغلة بذلك امتلاكها السلطة والقوة، والحالة الاقتصادية الصعبة التي بات يعانيها المواطنون تحت سيطرتها.

وأكد مراقبون، أن هذه المدارس الحوثية عبارة عن مشروع تعليمي شيعي، جاء افتتاحه بأوامر مباشرة من الإيرانيين الذين وقّعوا اتفاقيات فكرية وثقافية مع وكلائها في العراق واليمن وسوريا، بهدف نشر المبادئ الخمينية من خلال هذه المدارس والمراكز الشيعية.

مشيرين إلى أن الاهتمام الكبير الذي تبديه المليشيا الحوثية لهذه المدارس الشيعية في صنعاء والمحافظات، سواء للمعملين من المرتبات والحوافز، أو للطلاب من خلال مجانية التعليم والكتب والسكن الداخلي وغيره يأتي بالتزامن مع تدمير عصابة الحوثي للمدارس الحكومية وافراغ الطلاب من المدارس بعد قطع مرتبات المعلمين، وحرمان الطلاب من المناهج الدراسية.

 

المراكز الصيفية الحوثية

من لم يلتحق بالمدارس الشيعية، انتظرته المراكز الصيفية، هكذا تتعامل جماعة الحوثي مع الأطفال والطلاب في مناطق سيطرتها، وكأنها في سباق مع الزمن لنشر التشيع، قبل أن ينتفض اليمنيون لاستعادة دولتهم وانهاء الإنقلاب. فمع بدء الدوام الدراسي عقب إجازة عيد الفطر، دشنت مليشيا الحوثي المراكز الصيفية ليعود معها مجددًا التحذير من خطورتها على الأجيال.

يلحظ المتابع، مدى الاستعداد الكبير الذي قامت بها المليشيا الحوثية الإرهابية منذ وقت مُبكّر للمراكز الصيفية هذا العام، مستغلة حالة الهدوء في جبهات القتال، وجولات التفاوض معها في ملفات عدة، إلا أنها رأت في هذا التوقيت فرصة للاستقطاب في أوساط الطلاب مستغلة الإجازة الصيفية الطويلة.

في يوم التدشين للمراكز الصيفية، بدا الأمر وكأنه تدشين لمعركة قتالية أو أشدّ منها، ظهر ذلك من خلال التحشيد، والحملات الإعلامية المصاحبة من قبل مليشيا الحوثي في صنعاء، ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها. كما أن الإرهابي عبدالملك الحوثي نفسه هو من دشّن تلك المراكز الصيفية، (الطائفية) في خطاب ألقاه وسط حضور كل مسؤوليه الحكوميين المدنيين والعسكريين.

في كلمته خلال التدشين، ظهر عبدالملك الحوثي في نشوة استعراض وتحدٍ لليمنيين، بأنه وجماعته ماضون في استهداف الأطفال وإدراجهم ضمن معاركها إما كجنود أو دعاية حربية، تحت لافتة الحرب والدفاع عن غزة، بعد أن ظل يكذب على أتباعه بالتحشيد لقتال العدوان كما يزعم، ليبدو اليوم بلافتة جديدة بعد فشل لافتاته السابقة.

 

غسيل أدمغة وقنابل موقوتة

لقد تحولت الإجازة الصيفية بالنسبة للطلاب وأولياء أمورهم في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيا إلى مصدر قلق وخوف على أطفالهم التي تعمل المليشيا الإرهابية على محاولة غسل أدمغتهم في هذه المراكز والمدارس الشيعية ليكونوا وقوداً لحربها العبيثة، وباتت هذه المراكز بمثابة قنابل موقوتة في وجه اليمن واليمنيين.

وفي هذا الصدد، اعتبرت منظمة سام للحقوق والحريات، هذه المراكز الحوثية بأنها أماكن للتعبئة الطائفية، واستقطاب المقاتلين، وقالت "تلك المخيمات الصيفية عبارة عن قنابل موقوتة لما تتضمنه من ممارسات خطيرة مثل التعبئة الطائفية واستقطاب الأطفال للقتال الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إطالة أمد الصراع وإنشاء جيل يحمل أفكارا مسمومة".

المنظمة قالت إن ظهور "يحيى بدر الدين الحوثي" شقيق زعيم الجماعة والمُعين كوزير للتربية والتعليم في حكومة صنعاء (غير المعترف بها) وهو يتوسط حشداً من الأطفال داخل أحد المراكز الصيفية يعتبر تأكيدا على الحشد للمخيمات الصيفية والذي أصبح يحظى بتقدير كبير في سياسة الجماعة التي تهدف إلى ممارسة غسيل ثقافي لعقول الأطفال، وغرس التطرف والكراهية في عقولهم لأجل هذه الحرب وضمان حضانة مستقبلية.

ولم تكتف المليشيا الحوثية بالشحن الطائفي ودوراتها المكثفة عبر تلك المخيمات، بل طالبت الآباء وأولياء الأمور بالمشاركة في دورات مخصصة لهم في المعسكرات الصيفية، حتى يمكنهم المساعدة في عملية التعبئة الفكرية الهادفة إلى غسل أدمغة الأطفال بأفكار متطرفة والتحريض الطائفي والمذهبي.

ورافق عمليات التدشين تحركات حوثية مكثفة في أوساط المشرفين وعقال الحارات ومسؤولي المساجد وشيوخ القبائل، لمطالبة الآباء وأولياء الأمور بإلحاق أبنائهم بهذه المعسكرات، بالإضافة إلى تبني مليشيا الحوثي، حملة إعلامية تشارك فيها قنوات فضائية وإذاعات محلية إلى جانب اللوحات الدعائية الضخمة التي نُصبت في شوارع المدن والملصقات التي وزعت على الجدران في كل الأحياء.

 

أدوات التطييف والتشيّع الحوثي

مارست مليشيا الحوثي الإرهابية من أجل تطييف المجتمع في مناطق سيطرتها، ونشر التشيّع عدة أدوات وأساليب، وتدرجت من إحلال نص ما يسمى بـ"الولاء" مكان النشيد الوطني في الإذاعة المدرسية، وحتى إنشاء الحسينيات وممارسة اللطم والبكاء والخزعبلات.

وفي عدد من المدارس، استبدلت الجماعة النشيد الوطني الذي يتم ترديده في الإذاعة المدرسية بنص البيعة والولاء لزعيم المليشيا، وترديد الصرخة، وذلك بشكل يومي في طابور الصباح، وكأداة من أداة تطييف المجتمع، أسس الحوثيون في المدن الخاضعة لسيطرتهم الحسينيات، وهي مجالس يقيمها الشيعة يمارسون فيها طقوسهم الدينية ومناشطهم الثقافية ويؤدون فيها اللطميات والبكائيات، وهي ممارسات يؤدونها في مناسباتهم الدينية كيوم كربلاء ويوم الغدير.

وحسب مراقبون، فإن الحسينيات لم تكن يومًا جزءًا من ثقافة اليمنيين، بل هي ظاهرة دخيلة على مجتمعهم تم استيرادها من إيران، ومن مدينة قم بالذات، عاصمة الحسينيات الأشهر في الوسط الشيعي، شأنها شأن الزينبيات كظاهرة أمنية تم استيرادها من قبل الحرس الثوري في إيران.

علاوة على ذلك قامت المليشيا الحوثية بفرض تدريس ملازم مؤسسها، حسين بدر الدين الحوثي، لطلاب المدارس والجامعات، وجعلت حضور تلك المحاضرات إلزاميا، ويكون الرسوب مستحقا لمن غاب عن تلك المحاضرات، كما عممت الملازم الحوثية على المراكز الصيفية ومراكز تحفيظ القرآن والمساجد وجميع الفعاليات والمناشط التعليمية، وأنشأت دورات تثقيفية كما تسميها لتدريس فكرهم وتمجيد رموزهم في كل المدن والأرياف الخاضعة لسيطرتهم.

وإزاء ذلك، تبقى هذه المراكز الحوثية خطر كامن يحدق باليمن وهويته، وهو ما يستوجب على الجميع العمل والتحرك الجاد لصدّ هذه التحركات الطائفية التي تقوم بها المليشيا الحوثية، من خلال التعريف بأساليبها ومخاطرها ومواجهتها بكل الأساليب المتاحة، وتعزيز الوعي المجتمعي إزاء هذه المراكز الشيعية التي تحدق باليمن وأجياله المستقبلية.