وسط صمت من المنظمات الدولية، قُتل مدني وأصيب 8 آخرون، بينهم أطفال ونساء، في قصف صاروخي حوثي أمس (الثلاثاء) على مدينة مأرب ومخيم السويداء للنازحين شمال مأرب، وفقاً لمصادر طبية. وقال شهود عيان لـ«عكاظ»، إن صاروخ المليشيا استهدف أحياء سكنية وسط المدينة، كما قصف الانقلابيون بالقذائف مخيم السويداء للنازحين شمال مأرب ما تسبب في إصابة امرأة وطفل، وسط تزايد حالات الفرار من المخيمات إلى وسط المدينة المزدحم.

وكشفت إحصاءات لمنظمات محلية يمنية أمس أن 350 أسرة نزحت من المخيمات خلال الـ24 ساعة الماضية إلى وسط مدينة مأرب بحثاً عن مأوى ومناطق آمنة. وأعلنت أسرة قبلية استئجار صالات أفراح لإيواء النازحين في ظل تخلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عن مسؤولياتها في توفير الإيواء والغذاء لمن وصفوهم بضيوف مأرب الذين سلبهم الحوثي ممتلكاتهم ومساكنهم في مختلف المحافظات وطردهم ليلاحقهم بالقذائف إلى مخيمات النزوح في صحراء مأرب. وطالبت الأسرة في منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي النازحين بالتوجه إلى صالة الروضة، ملتزمة بتوفير 3 وجبات يومياً للنازحين حتى تتمكن السلطات من ترتيب مخيم آمن لهم.

صمت المجتمع الدولي

من جانبها حذرت الحكومة الشرعية من خطورة استهداف المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً لمخيمات النازحين في مأرب، ودانت بأشد العبارات استهداف الحوثي الممنهج والمتكرر لمخيمات النازحين والذي تزايدت وتيرته على الرغم من الجهود الدولية التي تبذل للوصول إلى وقف لإطلاق النار والتخفيف من المعاناة الإنسانية.

واتهمت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في بيان لها (الثلاثاء)، مليشيا الحوثي الإرهابية بقصف ثلاث مخيمات للنازحين شمالي مأرب بأكثر من 37 قذيفة مدفعية وصاروخية متسببة بسقوط عشرات من الضحايا أغلبهم من النساء والأطفال وتهجير 576 أسرة.

وقالت الوزارة إن هذه الجرائم الحوثية تفاقم من الوضع الإنساني وتؤدي إلى موجات نزوح جديدة وتزيد من معاناة المدنيين وتتعارض مع كل الجهود المبذولة للتخفيف من حجم المعاناة الإنسانية في اليمن، مؤكدة أن المليشيا في عدوانها العسكري تقوض جهود تحقيق السلام في اليمن. ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة انتهاكات هذه المليشيا وممارسة كل وسائل الضغط لوقف عدوانها وانتهاكاتها بحق المدنيين والنازحين.

من جهته، وصف وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الأرياني قصف مليشيا الحوثي الإرهابية للأحياء السكنية شمالي مدينة مأرب بصاروخ باليستي وقتل مدني وإصابة ستة آخرين بينهم طفل بـ«التهديد الخطير لحياة الملايين من أبناء وأسر النازحين في المدنية والمخيمات الذين فروا من جحيم الحوثي في صنعاء وعدد من المحافظات والذين يشكلون 60% من عدد سكان مأرب».

وأكد أن الصواريخ الحوثية تسببت بأضرار كبيرة في منازل المدنيين والمصالح العامة والخاصة، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها مارتن غريفيث بمغادرة مربع الصمت إزاء هذه الجرائم والانتهاكات ومحاسبة من يقف خلفها باعتبارها جرائم حرب.