الجمعة 17-05-2024 16:43:34 م : 9 - ذو القعدة - 1445 هـ
آخر الاخبار

ملامح من سياسة المناضل محمد قحطان

الأربعاء 05 إبريل-نيسان 2023 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت – مروان المنيفي

 

 

إذا ذُكر الشيخ في اليمن تصبح الإجابة تخمين من يكون، أما إذا كان الأستاذ عند الأحزاب فكل حزب له أستاذه وفي الإصلاح يكون هو محمد قحطان بعينه.

المجد الديمقراطي والنضال السلمي في تاريخ اليمن العقدين الماضيين، كان قحطان فاعلاً في مساره مقدرا أهميته، وإن كان يغضب الخصم الآخر فهذا أمر طبيعي في حلبة المعترك السياسي، إلا أن سياقها التاريخي اليوم وما آلت إليه البلاد من انقلاب ومليشيات مسلحة لا تستحق إلا إجلال أهميتها، لاسيما أن المليشيا تنتقص من زخم الحياة السياسية والحزبية التي كانت عليها اليمن.

لذلك كانت عدسات الكاميرا تدرك قحطان، ومانشيتات الصحف تلتقط حديثه في ديناميكية نشاطه السياسي في المفاوضات والاجتماعات، وعند التطورات المتلاحقة في التجاذب مع السلطة الحاكمة وقت الأزمات والإخفاقات.

وفهم نفسية قحطان تتجلى بقدر من الاحترام لشخصيته الآتية من مختلف الأحزاب التي خاضت العمل السياسي والديمقراطي معه سوياً خلال عقدين، متفوقاً على غيره بالدرايْة وحسن التدبير السياسي على الحبال المشدودة والمرتخية.

من ذلك حين يصف الحزب منذ وقت وحال مبكر قبل أن تلحق به التأويلات والشك في كيانه ونشأته "سنظل طبعة يمنية خاصة مزيدة ومنقحة".

عند انقلاب مليشيات الحوثي وسقوط الدولة باجتياح عاصمتها السياسة، استعان قحطان بالتاريخ اليمني لاستشراف المستقبل وتفسير الحاضر؛ أنه "إذا عدنا لتاريخ اليمن فإنه كثيراً ما كان الأئمة الحاكمون للبلد يخرجون على طريقة الحوثيين، فيجمعون القبائل ويهدمون البيوت ويقتلون الناس في الطرقات ويصلون إلى صنعاء، لكن حكمهم نادراً ما استمر لأكثر من عام أو عامين، حيث تظهر انشقاقات وحروب أخرى ويظهر إمام جديد، أما في الوقت الراهن فأقول إن هذه (الانتفاشة) المسلحة للحوثيين ستتلاشى، وهي غير قابلة للاستمرار".

المؤكد في امتداد العقل السياسي لقحطان في أشد مراحل اليمن وسقوط الدولة عام 2014 حين قال: "نحن في حقيقة الأمر لدينا ما يمكن أن نسميه بواحدة من الثوابت وهو الحفاظ على الدولة اليمنية، ونحن نرى أن بقاء الدولة والشرعية أفضل من أي بديل آخر، ووقوفنا مع علي عبد الله صالح كان في هذا الإطار، خاصة عندما تهددت الدولة اليمنية بالتقويض نتيجة لصراع شطري، فنحن لم نقف مع صالح لشخصه وإنما لإيماننا بأن السماح بانفلات الدولة شر لا تماثله أي شرور".

يرى قحطان ضرورة أن يحدث الحزب من "التطوير وهناك شيء اسمه انتقال الأجيال داخل المجتمع، وهذا استحقاق إجباري حتى وإن لم تنص عليه اللوائح، وهناك لحظات تاريخية معينة يفرض التغيير فيها نفسه، فالآن هناك داخل الإصلاح الجيل الأول الذي قاد العمل، وهناك جيل صاعد سيتولى المسؤولية كاستحقاق تلقائي طبيعي وفطري، ولا يوجد أحد منا متمسك بالسلطة داخل الحزب".

تلك هي بعض من ملامح سياسة محمد قحطان، وهي كثيرة لمن يفتش ويبحث، يعي أي فضاء أُريد لليمن في وجود مؤسسات الدولة وديمقراطية صندوق الاقتراع، وهي السبيل الأوحد إن لم تكن الأنسب للتركيبة الاجتماعية اليمنية.