الجمعة 17-05-2024 20:23:03 م : 9 - ذو القعدة - 1445 هـ
آخر الاخبار

إطلاقه عودة للسياسة، واستمرار إخفائه استهداف للقوى الوطنية..

قيادات في الإصلاح: محمد قحطان أكبر من خاطفيه وقضية نضال وكفاح وفداء

الأربعاء 05 إبريل-نيسان 2023 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

 

في 5 أبريل، تكتمل ثماني سنوات على قيام مليشيا الحوثي العنصرية باختطاف وإخفاء رجل الحوار والسياسية، وأحد أبرز القامات السياسية والوطنية في اليمن، عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد قحطان.

هذا الاختطاف لهذه الشخصية السامقة، لم يكن منفصلاً عن اختطاف بلد بكاملها، من قبل مليشيات لا تتقن سوى فنون الموت وتوزيعه وتصديره، لكنها في المقابل يروعها السلام وصوت العقل وأدوات العمل السياسي السلمي.

وحين كان قحطان آخر المغادرين لطاولة الحوار، وهو يدفع لتجنيب البلاد مزالق الحرب وسلوك المليشيا، كانت الأخيرة تصر على الدفع باليمن نحو المزالق الخطرة التي أوصلت مليشيا الحوثي إليها البلاد.

ومنذ اختطافه لا يزال قحطان كما هو في وجدان الشعب اليمني، وكل الأحرار، كرمز سياسي وطني وقامة سياسية ستظل حاضرة في وجدان كل يمني، ورمزا للنضال والموقف في وجه الكهنوت وإرهاب المليشيا.

وحين تصر مليشيا الحوثي، على استمرار اخفائه، فهي بذلك تؤكد سلوكها الهمجي في مواجهة صوت العقل والسلم، لتواصل سلوك الدم والبارود، ولتؤكد رعبها من الأصوات الوطنية والقيم الإنسانية والنضالية التي كان قحطان يمثلها.

 

رمز وقائد ملهم أكبر من خاطفيه

أكد رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، علي الجرادي، أن الأستاذ محمد قحطان هو صانع المشتركات بين الفرقاء، وعامل تجسير بين النقائض المختلفة، وفق رؤية وطنية تقوم على الحرية والعدالة والمساواة.

وأضاف الجرادي لـ"الإصلاح نت" إن قحطان لم يكن رجل سياسة بالمعنى التقليدي، بل كان يحمل رؤية وصاحب مبادرة وقدرة في المنطقة الوسط.

وتابع: "والأهم أن قحطان تميز بقدر عالٍ من النزاهة الشخصية والتي مكنته أن يكون مرفوع الرأس دائما وشجاعة نادرة، حد وصفه لمليشيا الحوثي من وسط صنعاء بـ"الانتفاشة الزائلة".

وبيّن أن قحطان يتصف بحضور سياسي وشعبي كبير، ويعد من أهم الشخصيات اليمنية التي أنجزت تحولات سياسية وفكرية لا يجترحها إلا عظماء.

وقال رئيس إعلامية الإصلاح: "قحطان أكبر من معتقليه ومن خاطفيه وهو عنوان نضال دائم وقائد ملهم وسيظل رمز الحرية والكرامة لكل يمني يواجه (الانتفاشة الزائلة)".

 

إطلاق قحطان.. عودة السياسية

ويرى نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، عدنان العديني، أنه بقدر ما كان اختطاف الأستاذ محمد قحطان مؤشرا على انتهاء السياسية واختطافها وإلغاء عهد كامل من العمل السياسي، فإن عودة السياسة غير ممكنة دون بإطلاق قحطان.

وقال العديني لـ"الإصلاح نت" إن خروج قحطان هو مؤشر على عودة العمل السياسي والحريات السياسية للناس، وانتهاء مرحلة الحرب.

وأكد أنه من دون إطلاق قحطان يعني البقاء في مرحلة الحرب، مهما كان الحديث عن عملية السلام.

 

استهداف للقوى الوطنية

فيما يجزم نائب رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بمحافظة شبوة، يسلم البابكري، أن الإصرار على جريمة إخفاء الأستاذ محمد قحطان للعام الثامن على التوالي، هو تأكيد للمؤكد على أن الإجرام سلوك متأصل في مليشيا الحوثي التي لم تبق على جريمة إلا وارتكبتها في حق أبناء اليمن، وجريمة الإخفاء واحدة من تلك الجرائم التي تمتهنها هذه المليشيا دون مراعاة للبعد الإنساني والأخلاقي.

وقال البابكري لـ"الإصلاح نت": "من الأمور البدهية أن المسؤول عن جريمة اختطاف وإخفاء قحطان هي مليشيا الحوثي وتتحمل كامل المسؤولية عن هذه الجريمة".

وأوضح أن قحطان شخصية سياسية يحمل روحاً جمعية استطاع أن يؤسس لمشاريع وطنية تلتقي عليها القوى السياسية، حيث كان رجل حوار ووفاق، معتبراً هذه الروح تتناقض بالكلية مع مليشيا مشروعها زرع الشقاق والفرز العرقي والطائفي للمجتمع، وثقافتها مبنية على العنف والموت.

وفي الذكرى الثامنة لاختطاف قحطان، يعتقد القيادي الإصلاحي البابكري، أن هناك مسؤوليات لا تحتمل التفريط أولاها أمام قيادة الدولة بكافة مستوياتها لعدم التهاون في التعاطي مع قضية إخفاء قحطان كقضية محورية ببعدها السياسي والإنساني، ووضعها وبقوة أمام أي تفاهمات تجري. ويطالب القوى الوطنية أيضا بموقف وفاء لشخصية كان لها دور محوري في التأسيس لقواعد العمل السياسي والمدني.

وأكد البابكري أن جريمة إخفاء قحطان هي استهداف للقوى الوطنية جميعا، وعلى هذا الأساس فوجود موقف حازم من مختلف القوى الوطنية ضرورة تقتضي ممارسة المزيد من الضغط لكشف مصير محمد قحطان وجميع المخفيين والمختطفين وسرعة الإفراج عنهم.

 

خنق صوت الحرية

القيادي في إصلاح حضرموت د. متعب بازياد، يستعيد الأحداث ويعود إلى أوج النضال السلمي الديمقراطي للقوى السياسية اليمنية الذي انتظم من خلال تكتل اللقاء المشترك مطلع القرن الحادي والعشرين، حيث مثل الثنائي السياسي محمد قحطان وجار الله عمر، أيقونة ذلك الزخم ونبراس أمل الشباب اليمني المتطلع لحياة جديدة في ظل يمن ديمقراطي موحد ينعم أبناؤه بفرص متساوية في خدمته ومواطنة متساوية في الحقوق والواجبات.

ويستطر بازياد في حديث لـ"الإصلاح نت": "غادر جار الله عمر المسرح السياسي بذلك المشهد الدامي، وواصل قحطان النضال وصولا للعرس الديمقراطي 2006، حاديا المسير نحو ثورة شبابية سلمية، تمثلت نقاء الروح اليمنية وتطلعات اليمنيين وأحلامهم".

ويعتقد أن أيادي الظلام كانت تترصد قحطان مذ فتكت بصنو روحه ورفيق نضاله، حتى إذا جاء الربيع وأزهر الحلم، أبت تلك الأيدي إلا خنق ذلك الصوت الهادر حرية في مشهد تراجيدي يتكرر في تاريخ اليمن واليمنيين.

ويعد بازياد، سلوك الحوثي اليوم بعد ثماني سنوات من الخطف والإخفاء والتغييب، تجاه قضية زعيم سياسي بحجم قحطان ومكانته ورمزيته في قلوب كل الشعب اليمني، هو سلوك وموقف يتسق مع طبيعة هذا السرطان العنصري وحساسيته من كل صوت حر وكلمة صادقة.

ويحذر من استبقاء قحطان منفردا عن رفاقه المشمولين بقرار مجلس الأمن، كون ذلك ازدراء لكل نشاط مدني أو عمل سياسي أو نفس ديمقراطي، فيما يحاول الحوثي جر اليمنيين لمربع الموت كلما طرقوا بابا للسلام.

ويرى أن استمرار إخفاء قحطان يعكس خوف الحوثي وهلعه من لحظة السلام، باتجاه قحطان وأمثاله من أصحاب الرأي والفكر والقلم من الكتاب والصحفيين القابعين في سجونه ومعتقلاته. ويضيف: "وما نظر لمآل من سبقوه في هذا الطريق، فما أغنت عنهم تعويذاتهم من تسرب النور شيئا".

 

قضية نضال وكفاح وفداء

بينما يؤكد القيادي في الإصلاح، السياسي عبده محمد سالم، أن قحطان ضحية التوجه الإجرامي للمليشيا الحوثية وهمجيتها، وتواطؤ المجتمع الدولي وتدليله لهذه المليشيا، والأداء المترهل للحكومة الشرعية.

وفي ضوء هذه المعطيات يقول سالم لـ"الإصلاح نت" إن المليشيا الحوثية مطالبة بالكشف السريع عن مصير قحطان، وأن المجتمع الدولي مطالب بفتح تحقيق دولي شامل للكشف عن تفاصيل جريمة الإخفاء وموافاة محكمة الجنايات الدولية بالنتائج، وأن الحكومة الشرعية مطالبة بالتعامل الجدي مع القضية والإمساك بملف تفاصيلها بكل يقظة وانتباه، أذ لا يعقل أن تتنازل الحكومة عن فقرة مهمة من أشهر القرارات الأممية 2216 الذي طالب الحوثيين بالإفراج عن وزير الدفاع الصبيحي والمختطفين معه، ويعد قحطان في مقدمة المقصودين بهذه الفقرة، وبدلا من أن يتمسك المفاوض الحكومي بهذا النص فإنه ذهب إلى لعبة المساومات والمقايضات السمجة فاستخف به خصومه ومدوا أرجلهم إلى وجهه.

ويستطرد: "لم يحصل في تاريخ الحروب أن قبلت دوله تحترم نفسها بمقايضة زعيم سياسي بقطاع طرق ومتمردين على شرعيتها".

ويوضح سالم أن قضية قحطان لم تعد قضية التجمع اليمني للإصلاح، بل هي قضية رأي عام يمني، ولن يتعامل هذا الرأي بعد اليوم مع هذه القضية باعتبارها مجرد مظلومية إنسانية للندب والبكاء، والشكوى، ولكن باعتبارها قضية نضال وكفاح وفداء".

وأكد بالقول: "لا يمكن بأي حال وتحت أي ظرف تحويل هذه القضية إلى مجرد مظلومية إنسانية منفصلة عن روحها الكفاحية التي غُيّبَ وضحى من أجلها قحطان".

 

اختطاف للسلام والفعل السياسي

ويتحدث رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز، عبد الحافظ الفقيه، عن استمرار اختطاف الأستاذ محمد قحطان رجل السياسة والحوار والفكر والثقافة وتغييبه عن أهله ومحبيه ومجتمعه هذه الفترة الطويلة من قبل مليشيا الانقلاب الحوثي، مؤكداً أن هذه جريمة بحق الإنسانية لا تسقط بالتقادم.

ويعتقد أن عدم الإفراج عنه مع الصفقة الأخيرة يعتبر في حق الشرعية تقصيرا غير مبرر في إهماله وعدم القيام بالضغط الكافي لإخراج هذا الرجل السياسي المدني.

ويضيف لـ "الإصلاح نت": "والحقيقة أن استمرار إخفاء القائد قحطان يعد اختطافا للفعل السياسي ولمشروع السلام الذي يتشدق به الجميع".

ويعبر رئيس إصلاح تعز عن أسفه لموقف المبعوث الأممي والمجتمع الدولي الذي لم يمارس أي ضغط جاد، واصفاً موقف الأمم المتحدة ومبعوثها بأنه "متخاذل ومتماهٍ مع المليشيا" في قضية تعد من أخطر القضايا التي تم فيها انتهاك حقوق الإنسان والقوانين الدولية والقرارات الأممية.

ويتساءل الفقيه عن السر وراء خوف مليشيا الحوثي من خروج قحطان، وبالتالي إصرارها على استمرار إخفائه.