الخميس 21-11-2024 12:15:49 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
الإصلاح
بقلم/ راشد القاعدي
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و 8 أيام
الجمعة 13 سبتمبر-أيلول 2019 02:33 م
 

حتى اسمه لم يأت من فراغ ، فهو اسم لعملية قديمة جاءت للإصلاح السياسي ومواجهة الاستبداد الامامي وظلت تتطور هذه العملية حتى صارت حزبا جمهوريا اسمه التجمع اليمني للإصلاح .

جذوره وثقافته ومنطلقاته يمنية خالصة وهذا ما جعله قويا في مواجهة التحديات ضاربا جذوره في أعماق الوجدان اليمني.

ولأنه كذلك فقد أصبح الصخرة الصلبة التي يتحطم على وجهها أي فكر وافد كالفكر الحوثي الايراني البغيض

فالحوثيون لم يخشوا أحدا غير الاصلاح ، هذا الذي تطل شمسه على شرفة كل دار ويطلع أبناؤه كالنجوم من باب كل بيت في هذا الوطن الكبير ..

الحوثي يبغض الاصلاح حد الموت لأنه الحزب الوحيد المتماسك في مواجهته وصاحب رؤية وطنية وثابة لذا عمد بكل حقد إلى شن حرب عشواء على هذا الحزب الكبير اعتقل قاداته وأعضاءه بينما لا تزال قيادات وأعضاء مكونات محسوبة على الشرعية آمنون في صنعاء حتى الآن لأن الحوثي لا يرى فيهم عدوا كما يرى الاصلاح . كما احتلوا مقراته ونهبوها وصادروا كل ممتلكات أفراده من مؤسسات وبيوت وأراض ومزارع وسيارات وشنوا عليهم حربا وجودية تشبه تلك الحروب التنكيلية التي شهدتها أوروبا في العصور الوسطى حربا عشواء لم تنل إلا الاصلاح لكنها عندما نالت من الاصلاح بداية امتدت إلى الجميع ووجدت كافة الكيانات الأخرى نفسها مكشوفة أمام الحوثي وهدفا له فتساقطوا كالفراش في النار وبهذا سقطت النخبة اليمنية وسقطت معها الجمهورية وبدأ التهديد ينال من السعودية ويتشكل الخطر على دول شبه الجزيرة العربية جميعا ..

هذا ما يحدث بالضبط الآن في عدن وما حذر منه اليدومي في خطابه الليلة ..

ولست أدري إلى أي منحى يقودنا الانقلاب الآخر في عدن .. وأثره على مشروعية التحالف وتدخله في اليمن ، على استمرار الحوثي خنجرا مغروسا في قلب اليمن وخاصرة المملكة لأن الشرعنة للانقلاب في عدن يمنح شرعية لانقلاب الحوثي وبالتالي بقاؤه تهديدا وجوديا للمملكة.

الاصلاح حزب كبير وعريق وصاحب تجربة سياسية كبيرةشارك في دورات انتخابية عديدة ، رئاسية ، وبرلمانية ومحلية ودخل في تحالفات شتى وشارك في ادارة الدولة ثم عمل ضمن أحزاب المعارضة كل هذا أكسبه خبرة سياسية غزيرة ومرونة عالية في التعامل مع الأحداث ومناعة وطنية مكنته من تطويع العمل السياسي في خدمة الوطن وهذا ما حدا به في كثير من المنعطفات إلى تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية ومن ذلك انضوائه تحت تحالف اللقاء المشترك الذي جعل من أصغر الأحزاب موازيا للاصلاح في بوتقة واحدة لمواجهة التوريث للسلطة ..

ومن ذلك أيضا النحو بمسار ثورة الحادي عشر من فبراير من العمل الثوري الخالص الى المسار السياسي استجابة للأشقاء في المملكة والذي جنب البلاد الكثير من الويلات ..

رئيس هيئة الإصلاح محمد اليدومي في خطابه الأخير قال ما يريده اليمنيون بالضبط حيث سيطرت على خطابه مطالب اسناد الدولة ودعم الشرعية .. اليوم لو تسأل أي مواطن في أي محافظة أو مدينة أو قرية ، ماذا تريد ؟

سيقول بكل تأكيد " أريد دولة "

وهذا هو الاصلاح ، ليس له أي مطالب خاصة ، فمطالبه مايطلبه كل اليمنيين. وهذا ما يمنح هذا الحزب ثقة كبيرة لدى اليمنيين فتجدهم من مختلف الفئات والأعمار والمناطق منصهرين فيه ومتوحدين به ، وأنا واحد من هؤلاء اليمنيين . كانت لي بطاقة منحنيها عمي " محبوب " في تسعينات القرن الماضي تحمل وسما ( فتية الاصلاح ) لكنني الآن لم أعد بحاجة لبطاقة انتساب ، يكفي أن أقف إلى جنب الوطن والجمهورية ويكفي أن يكون لي أقارب شهداء وجرحى ومعتقلين في مواجهة مليشيا الحوثي الارهابية ، يكفي هذا لأكون اصلاحيا وأثبت انتسابي للاصلاح ..

 

إضاءة

 

دعني

أسير مع الشعاع وديعا

وأقوم من جرح البلاد وجيعا

هذا أنا الإصلاحُ أهون خفقةٍ

في خافقي تحيي البلاد جميعا

شمسي أنا تأبى الكسوفَ ومقلتي

لا ترتخي وترى الغروبَ ركوعا

أنفقتُ ضوئي للورى

وإن استزادوني

جعلت أصابعيَّ شموعا

أشرقتُ فوق الناس ما من واحدٍ

إلا استزاد من الشروق سطوعا

وفصدتُ شرْياني

لعينيْ موطني

فإذا أبدتُ دمي نزفتُ دموعا

قسّمت أولادي وأكبادي على

قمم الجبال متارسا ودروعا

يحمون جمهوريةً من رحمها

جاءوا فكانوا غيمةً وربيعا

أورقتُ

حتى في شتا صنعاء

حين الناس كانوا يهطلون صقيعا

صغت المرايا حينما انكسرت لكي

يبدو بها وجه البلاد بديعا

بعضي شهيدٌ

شاهدَ " العَلَمَ " ارتمى

فهوى ليسنده وخرَّ رفيعا

بعضي جريحٌ لا تزال دماؤه

 تجري فتردم في البلاد صدوعا

والبعض مني يحتسون دموعهم

 بين السجون ويأكلون الجوعا

نبتت على القضبان من أوجاعهم

شمسٌ ترى دون الظلام طلوعا

هذا أنا

هيا اكتبوني سيرةً

للقادمين فقد أكون بديعا

بانت نضالاتي ..

فهل من منكرٍ ؟

هذا دمي فليحتسوه نجيعا