فيس بوك
سياسية الإصلاح بأمانة العاصمة تدشن دورة تدريب المدربين لفريق الدائرة
المجلس الأعلى للتكتل الوطني يناقش أبرز القضايا الوطنية والسياسية
رئيس إصلاح المهرة يشيد بالحملة الأمنية لمكافحة المخدرات ويدعو لدعمها
مصدر في إعلامية الإصلاح: الأكاذيب الموجهة ضد الأمين العام تعبير عن الإفلاس والمكنونات المريضة
أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة الشيخ أحمد الحاوري ويشيد بأدواره التعليمية والمجتمعية
اليدومي: رغم مأساة اليمنيين إلا أن الأيام القادمة مُسَرَّجَة بالفرج
أمين تنفيذي الإصلاح بحجة يثمن دور الفريق الإعلامي بالمحافظة في مساندة المعركة الوطنية
قيادة الإصلاح بالمهرة تزور رئيس فرع المؤتمر وتؤكد على تعزيز علاقات المكونات السياسية
" مطالب الانفصال مشروعة حتى يوافق عليها الشعب اليمني " مولانا
في فبراير عام 1948 رفضت بريطانيا عبر حاكم عدن "شامبيون" تأييد الثورة الدستورية ضد يحيى حميد المتوكل في صنعاء و في مذكرة أرسلتها الخارجية البريطانية آنذاك إلى رجلها في عدن بعد أن بحثت الموقف من جميع جوانبه و جاء فيها: "الشواهد لدينا غير كافية لنحدد ما إذا كان الحكم الجديد قد استقر، فمازال أحمد والحسن إبني يحيى حميد المتوكل طليقين و قد يحاولان القيام بأمر ما" وبذلك لم تقم بريطانيا بدعم الثورة الدستورية في صنعاء، و لكنها كعادتها في التعاطي مع القضايا بإنتهازية انجليزية صرفة طلبت من حاكم عدن التفكير بقضيتين الأولى: وهي وجود تمثيل دبلوماسي بريطاني في صنعاء، والثانية هي: إبرام إتفاقية مع الثورة في صنعاء تقضي برسم الحدود بين ((اليمن)) و (((محمية عدن))) على أساس معاهدة صنعاء الموقعة بين الطرفين في 1934. وطلبت بريطانيا منه أيضا التعامل ببطء ، فقد تفشل الثورة في صنعاء و هي لا تريد خسارة حليفها الهاشمي أو من سيرثونه في الحكم. و كانت بريطانيا في 11 فبراير 1934 ممثلة بمستعمرة عدن قد وقعت مع يحيى حميد المتوكل بما عرف بمعاهدة الصداقة و التعاون بين الطرفين و مدتها أربعين عاماً.
تمثل هذه الرسالة وثيقة هامة تدل على أن مسألة انفصال اليمن إلى شمال و جنوب كانت فكرة استعمارية صرفة، فقط كانوا يريدون الإعتراف من قبل صنعاء سواء في عهد الإمامية السلالية أو في عهد الثورة الدستورية لترسيم الحدود المختلقة بين شطري الوطن.
جاءت الثورة في 26 سبتمبر 1962 و أنهت حلم بريطانيا بهذا الترسيم، فالثورة أنطلقت من عدن، كما انطلقت ثورة 1948 من عدن أيضاً، كما أن نجاح الثورة في صنعاء ألقى بالحمل على عاتق بريطانيا مجدداً فانطلقت ثورة 14 أكتوبر 1963 و كانت قاعدتها تعز، تمرد اليمنيون على قواعد الرجعية الزيدية في الشمال و قواعد الإستعمار في الجنوب، كان الشعب اليمني يعرف الحقيقة دون معلم، فاليمن واحد بلا جدال.
للأسف رسمت الحدود الشطرية بعد الاستقلال في 1967، الجدل الثوري والتجاذبات لم تفلح في المضي قدماً في الحفاظ على وحدة البلد، كانت قوى الاستعمار العالمي ترقب الوضع عن كثب ، سارع السوفييت للسيطرة على أملاك بريطانيا في الجنوب و كان الشمال أقرب للأمريكان في حقبة الحرب البادرة، ودخلت اليمن في صراعات أهلية بإسم القوى الكبرى.
و مع كل ذلك جاءت الوحدة في 1990 متوجة لنضالات الشعب اليمني الواحد، بعد جولات من الصراع أفضت إلى جولات من الاتفاقيات لإعادة الوحدة السياسية بين نظامي صنعاء و عدن.
هذه الوحدة كانت حلم الأجيال التي عرفت النضال ضد قوى الشر و نجحت في إشعال الثورة اليمنية ، هذا الحلم تحقق للأسف على يدي رجلين فاشلين جمعتهما الظروف في مرحلة تاريخية مهمة مرت بها المنطقة ، لم يكن أيا منهما يحمل مشروع دولة ولم يكن أحد منهما رجل دولة ، اتفقا على إعلان الوحدة علناً و ظن كل واحد منهما أنه سيلتهم الأخر و يحتويه.
لكن حلم الأباء لا يمكن لمراهقي السياسة إلغائه، الأحلام خطيرة جداًً لدرجة أنه لا أحد يستطيع الإقتراب منها و التلاعب بها و إلا حولت حياته إلى كابوس، كما فعلت بمن تلاعبوا بمصير الوحدة، و لعنة اليمنيين قد حلت بكل من مس أحلام أجدادهم.
إذا كان من حقي أن أحلم فليس من حقك هدم حلمي أو إلغائه.. فما بالك لو كان حلم أجيال متعاقبة.
الفاشلون وحدهم هم من يحولون الأحلام إلى كوابيس ويفرطون بحقائق التاريخ والجغرافيا و الديموغرافيا، الجغرافيا في اليمن غلبت الانفصال المصنوع بأيدي عبيد الاستعمار فهي متداخلة و مكلمة لبعضها و لا تستطيع السكين المهترئة تقطيع الأرض و السهول و الجبال و الهواء و الماء و الشجر و الحجر، و لا تستطيع فصل التاريخ أو تجزئته فذلك المستحيل عينه، و لا تستطيع فصل الإنسان عن بعضه و لا تغيير لونه و عرقه، كل ما فعله المهرطقون هو إزالة ( أل التعريف ) من ألقاب الناس في عدن حاضرة اليمن، و في الواقع الإنسان لا يمكن محو ذاكرته و أخلاقه و قيمه بمجرد قرار سياسي متخلف.
رفعت الوحدة من شأن اليمنيين في حقبة كل العرب كانوا فيها منكسي الرؤوس، فتقبلها الكثير منهم على مضض و إن رحبوا بها بشكل باهت، في النتيجة أشارت البوصلة لليمن من جديد بعد أن نسيتها عقدين من الزمن.
اليوم لا أحد يحتفي بالوحدة فقد حُمل الحلم ما لا يحتمل، أخطأ الساسة و رموا أخطائهم على الحلم الذي تحقق في 22 مايو، لا يمكن تحميل الحلم أي خطأ، و الإبتعاد عن التهريج و النظر بتجرد للحدث العظيم و تحميل الأخطاء لمرتكبيها سيساعد في فهم القضية اليمنية.
برغم كل الظروف و المحن التي مرت بها البلد الى اليوم إلا أن اليمن باق و لا أحد يستطيع فرض انفصال بالقوة و إن تلقى دعمه من الإنس و الجن، العالم و قوانينه لا تسمح بتحقيق المشاريع التجزيئية الصغيرة لا في اليمن و لا في غير اليمن، ومعالجة الأخطاء تمت في مؤتمر الحوار الذي انقلب عليه صناع المشاريع الصغيرة شمالاً و جنوباً.
نحتفي بالوحدة كأفراد إن كانت السلطات عاجزة عن إقامة الاحتفالات، فقلوبنا لن تعجز عن الاحتفاء ببهاء و صفاء و نقاء إعادة الوحدة، من حقنا أن نعيش على أرضنا و نبني فيه مجدنا و هذا من المسلمات، و من لديهم إشكاليات مع الوطن هؤلاء الزمن كفيل بمنحهم العلاج اللازم.
22 مايو اليوم يبدو يتيماً لقلة المهتمين به، إما اسكتتهم الظروف أو المجاملات أو الخوف من تحقق المشاريع الصغيرة بمساعدة قوى الشر، لكن الحدث أكبر من المخاوف و وحدة الأمة اليمنية أكبر من طموح و مخاوف و مجاملات الساسة الذين يتعاملون مع هذا المنجز بانتهازية فاضحة.
بالأمس عبر الإعلام هَنَأَ دولة رئيس الوزراء د. أحمد عبيد بن دغر فخامة الرئيس هادي بالعيد الثامن و العشرين للوحدة، و كان للرئيس خطاباً هاماً و فيه ملامح مستقبلية يجب التوقف عند مفرداته ملياً، الملاحظ لا أحد من الأحزاب رفع برقية تهنئة للشعب و القيادة، و هذا دليل على الفتور السياسي و الإحباط الذي تمر به بعض الأحزاب التي لم تبد اهتماماً بعيد الوحدة.
السفارات اليمنية هي أيضا حولت المناسبة لمجرد ذكرى يتيمة و استقبال باهت هناك أو إفطار رمضاني هنا، مع ملاحظة غياب الروح الوطنية في هذه المناسبة ، و هذا بفعل فاعل على كافة المستويات للأسف.
لشعبنا الحب و التهاني فهو صاحب الأرض و الدولة و السيادة و الأعياد و كل الحب لقيادتنا السياسية التي أحتفت بهذه المناسبة.