السبت 23-11-2024 02:37:08 ص : 22 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
أرجوكِ يا مارب  اغفري لنا ..
بقلم/ عامر دعكم
نشر منذ: 7 سنوات و 6 أيام
الأربعاء 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 11:33 م
  

جهلًا , وفي أغلب الأحيان ظلمًا , أسميناها محافظة البداوة والتخلُّف, واتّهمنا أهلها بأنهم قطّاع طرق وإقطاعيين , لكنّنا أكتشفننا مؤخرًا أننا نهجو من يستحق المديح ..
أثبتت مأرب أنّها بريئة من كلّ تلك التُّهم المُجحفة , وفاجأتنا بأنّها محافظة راقية , تزداد رُقيًا في ظلّ دولة تلتفت إليها , ولو شِزرًا ..
مأرب اليوم تستدعي مجدها , تستعيد أصالتها , تتحوّل من صحراء يسودها الغبار إلى جنّات مزدحمة , تفيض ازدهارًا وتُشعُّ تنمية ..

كما نعلم , إلى مأرب الحياة هاجر كل من ضاق ذرعًا بسلوكيات خراتيت الإمامة الذين لا مشروع لهم سوى الموت ..
كل من شعر أن جائحة الانقلاب ستمسّه بسوء سارع باللجوء إلى تلك المدينة , كونها الورقة الخضراء العصيّة عن الضمور فضلًا عن اليبَس , لا تشبه أخواتها التي سارعت في التساقط من على شجرة الدولة خنوعًا للخريف ..
لاغرابة من اللجوء أو الهجرة إلى مأرب , أليس فيها سلطانًا لا يُظلم عنده أحدًا ؟!!

هذه مأرب الآصالة ياقوم ..
المدينة غزيرة الإنسانية , كثيفة النضال ..
احتضنت الأحرار ووضعت أكُفها في أكُفهم فاخترقوا معادلة المستحيل , أحيوا عظام الدولة بعد أن صارت رميمًا ..
يا لها من محافظة معجزة !
لامماحكة في أنّها حاليًّا الرمش المُصفّف الذي يُزيّن الشرعية ويجعلها تبدو جميلة !!
إنّها النموذج الباعث للأمل في واقع مكتض باليأس والإحباط ..
لم نسمع قط أنّها طردت أبناء محافظة ما بذريعة مناطقية , أو حُجةٍ عنصرية , ولو على شكل شائعات !
يا إلهي , حتى الشائعات تخجل أن تصيب مأرب !!
يجب على محافظات اليمن لاسيما القابعة تحت سيطرة الشرعية , أن تشرب من عين مدينة مأرب , فمزاجها من تسنيم الدولة !!

كم كُنّا حمقى حين أهملناك وتركناكِ للغبار !
ظلمناك يا مأرب , وها نحن على استحياء منكِ نعترف بذلك ونطأطأ رؤوسنا أمامك طالبين المغفرة ..
اغفري لنا أيتها الحسناء الأخاذة ..
هيّا أصدري بحقنا عفوًا يا قِبلة الأحرار ومترس النضال , فإننا تُبنا بعد أن تجلّت لنا الحقائق ,
أليست توبتنا تجُبُّ ما قبلها ؟!

أرجوك يا مأرب , اغفري لنا كي ننجو من عذاب التأريخ !!