الخميس 05-12-2024 22:16:16 م : 4 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
استهداف الإصلاح في عدن يثير تساؤلات عن صمت الشرعية
بقلم/ عبدالحفيظ الحطامي
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 20 يوماً
الأحد 15 أكتوبر-تشرين الأول 2017 02:48 م
   

يظل حزب الإصلاح، تجمع يمني واسع له مشروعه السياسي الوطني المكدود باستعادة مشروع الدولة والشرعية والحياة السياسية والمدنية، لذلك كابد الإصلاح بكل ما أوتي من ثقل سياسي أن ينجو باليمن ومعه الشرفاء، من وهدة الحرب والمضي في الحوار الوطني، لكن الانقلابيون ومعهم قوى وأجندة خارجية مضوا في طغيانهم التدميري، ليدفعوا بعجلة الحرب لتدوس على اليمنيين وشرعيتهم وأحلامهم في العيش بسلام وتسامح في ظل دولة العدالة والمواطنة والحياة الكريمة، اندلعت الحرب وأشعلها الانقلابيون على امتداد الخارطة اليمنية، وجد الإصلاح نفسه وفق مشروعه السياسي الوطني، ومواقفه التاريخية الثابتة والمنحازة للقضايا الوطنية مؤيدا للشرعية، واحد أهم أركان استعادتها، مقدما في سبيل ذلك، تضحيات كبيرة، فقدم من قياداته وأنصاره كوكبة من آلاف الشهداء والجرحى ومثلهم من المختطفين في سجون الانقلابيين وعشرات الآلاف من النازحين والمهجرين والملاحقين، وذلك لرفضهم الانقلاب والمشروع الإيراني الذي أراد أن يكون خنجراً مسموماً في قلب هدا الشعب، وموجها إلى ظهر الأشقاء في دول الجوار العربي، ولم يكتف الانقلابيون بذلك بل مارسوا عمليات تفجير منازل قياداته وناشطيه وهدمت وأغلقت المؤسسات التي كانت تخدم قطاع واسع من الفقراء والمعوزين والمنكوبين في اليمن.

ليفاجأ اليمنيون وأولهم الإصلاحيون، وبعد مرور 3 سنوات من مواجهة الانقلاب والمشروع الإيراني في اليمن، تبدو الشرعية بمواقف ضعيفة تجاه ما يتعرض له احد أهم أركان مكوناتها في تثبيت الدولة واستعادتها منذ انطلاق الحوار الوطني، والإصلاح يضع نصب عينيه وأولوياته هذه البلاد ومصالحها وشرعيتها مضحيا باستحقاقاته الحزبية، لتقف الشرعية بصمت مستغرب ومواقف خجولة وباهته، ازاء كيانات مشبوهة ومليشيات تتخذ من أجهزة أمنية في الشرعية غطاء لها في استهداف الإصلاح في مناطق شارك الاصلاحيون بقوة في تحريرها، من براثن مليشيات الانقلاب، كما هو واقع اليوم في عدن، اذ تحاول جهات وكيانات صغيرة تلتقي بمشروعها القميء بمشروع الانقلابيين في صنعاء، في تجريف الحياة السياسية ، واستهداف أحد أهم مكونات الدفاع عن الشرعية الرافض للمشروع الانقلابي الذي صار أحد أدوات المشروع الايراني في اليمن والمنطقة برمتها ، لتقدم هذه الكيانات بمشروعه الضيق والمشبوه، وعبر مليشيات تعمل على مرأى ومسمع الشرعية في إغلاق وحرق مقرات الإصلاح واختطاف قياداته، وملاحقة آخرين، ومحاصرة منازلهم، يحدث هذا في العاصمة المؤقتة للشرعية عدن التي لا تزال شوارعها وساحاتها شاهدة على معارك الدفاع عنها بتضحيات رجالات الإصلاح وشبابه وكافة أبناء عدن الأحرار في الدفاع عنها ودحر مليشيات الانقلاب، يأتي هذا بينما لا تزال قيادات للإصلاح مختطفة وملاحقة من الانقلابين ومقراته مغلقة ومفجرة ومحروقة ومنهوبة في العاصمة صنعاء المختطفة من الانقلابيين.

ليكتشف الجميع حالة الخذلان من قيادة الشرعية، وهو ما يثير الريبة والشكوك ويضاعف من اهتزاز ثقة اليمنيين بالشرعية، إزاء سياسة الصمت تجاه ما يحدث لمكون رئيسي شارك بفاعلية في الدفاع عن اليمن وشرعيته وهويته العربية والحضارية ، المواقف الصامتة تؤكد للمواطن اليمني، بأن الشرعية تأكل نفسها، وبأنها لم تعد صادقة وأمينة على المضي في استعادة الشرعية والدولة، بعد تعرض احد مكوناتها الرئيسية في مناطق محررة، لممارسات لا تختلف عن تلك الجرائم التي يرتكبها الانقلابيون في مناطق سيطرتهم تجاه الإصلاح ورجاله وشبابه دون إدانة أو التحرك لوأد هذا السلوك الذي يشابه فعل المليشيات في صنعاء يحدث ذلك في عدن من جهات سبق وان شتمت وهاجمت الشرعية وحكومتها وعمدت إلى الانقلاب عليها بقوة السلاح، ومع ذلك تقف الشرعية وقيادتها صامته إزاء كل ذلك غير مكترثة بمخاطر ما يحدث في عدن من استهداف للحياة المدنية والسياسية، وتقويض وجودها، في مشهد بائس وباعث على السخرية، لتتقاطر الأسئلة المريعة عن مستقبل الشرعية إزاء التعاطي بسلبية مع أهم مكوناتها المتحالف معها ضد الانقلاب والمشروع الإيراني في اليمن.

ما يحدث هو اختراق للشرعية واستهدافها لصالح المشروع الانقلابي والإيراني المستفيد الوحيد مما يحدث لأهم مكون ارقهم بصموده مع الشرعية والتحالف العربي.

شعر الكثير بالصدمة والخوف من مستقبل الشرعية ، ورئيس حكومتها وهو يقف صامتا ومتجاهلا ، حتى بمجرد الإدانة لهدا السلوك المليشاوي، الذي أدى لاختطاف قادة الإصلاح من أبناء عدن ومعروفون بمقاومتهم للانقلاب ووقوفهم إلي صف الشرعية، من المؤسف أن تمر كل الخطابات والتصريحات لرئيس الحكومة دون الإشارة لما يحدث من تقويض للحياة السياسية والمدنية، وكأن ما يحدث للإصلاح هو في صنعاء وليس في العاصمة المؤقتة عدن، يمر خطاب رئيس الجمهورية عشية ثورة 14 من أكتوبر دون الإشارة إلى ما حدث للإصلاح في عدن، يمضي الإصلاح بإعلامه وبمنضومة نضاله صامدا صامتا رافضا الانجرار الى ردود الفعل، متحاملا على جرحه، ماض باتجاه استعادة الشرعية والدولة والحياة المدنية ورافضا للمشروع الإيراني في اليمن، ليمضي الإصلاح بأهدافه النبيلة في دروب من الشوك، رغم الألم يدوس علبها بغية استعادة الدولة وتحقيق السلام وإنهاء معاناة اليمنيين من الانقلاب، ووأد المشروع الإيراني.

على الشرعية وحكومتها أن تثبت لما لا يدع مجالا للريبة والشك، انها جادة في استعادة وجودها، وذلك بالعمل على وحدة كيانها الوطني، واستعادت مسارها، والوقوف بحزم تجاه من يعرقل خطواتها في تطبيع الحياة السياسية والمدنية في المناطق المحررة، لا السكوت عن إشعال الحرائق ، وتمزيق النسيج الاجتماعي ، والتغاضي عن أي فعل مليشاوي بحق أي مواطن يمني، وقواه الوطنية الحية والفاعلة، وذلك بسرعة الإفراج عن المختطفين وتأمين الحياة السياسية، وإيقاف أي نشاط مليشاوي خارج أجهزة الدولة، وتفعيل وظيفة الأجهزة الحكومية، بما يسهم في تحديد مسار عملها وفق الدستور والقانون ، ويعزز حماية المواطن واستقراره، ويوطن للحياة الاجتماعية والسياسية، لأن السكوت عن أية ممارسات من شأنها تقويض الحياة المدنية، سيؤدي إلى استفحال وتوسع كارثي لهذه النتوءات، وتحولها الى قنبلة موقوتة قد تطيح بآمال اليمنيين من الشرعية، وتجهز عليها وعلى المشروع الوطني، لصالح المشروع الإيراني وأجندته الانقلابية في اليمن حينها لا ساعة مندم.