وسط فرحة التاريخ وابتسامة الذكريات.. يحتفل اليمنيون بالذكرى الرابعة والخمسون من ثورة 14 أكتوبر المجيدة 1963م ضد الاستعمار البريطاني وانطلاق شرارة الكفاح المسلح الذي شكل النواة الأولى لتحرير الجنوب وإذاناً بطرد المحتل الأجنبي في 30 نوفمبر من العام 1967م.

ويأتي هذا الاحتفال بعد ثلاثة أعوام من تحرير عدن وبقية المحافظات الجنوبية من الاحتلال الحوثي ومليشيات المخلوع علي عبد الله صالح ؛ فحلت هذه الذكرى لتسدل الستار عن شعب جبار لبست الشجاعة قلبه واكتسى الحرية ناصيته بمرور السنين والأيام.

وفي ثنايا هذه الفرحة المقدسة يمتطي الرئيس هادي فرسه قائلاً بأن ثورة 14 أكتوبر الظافرة حدث أعاد للجنوب حريته ولليمن كرامته و أن الشعب أطلق قذيفة مارد الثورة في صنعاء ضد النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف من خلال ثورة 26 سبتمبر 1962م حيث كان على موعد مع النضال والتحرير من الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس وقد استطاع شعبنا البطل في الجنوب انجاز معركته الباسلة وهزم بعنفوان رجالاته كبرياء الانجليز وأرغمهم على الرحيل إلى الأبد مؤذنا بحقيقة وحتمية انتصار الشعوب".

وعلى أنغام الثورة الخالدة ؛ نظمت القوات المسلحة اليوم السبت عرضاً عسكرياً بعدن بحضور كبار رجالات الدولة إحتفاءاً بذكرى الرابع وعشر من ثورة أكتوبر المجيدة وتأكيداً على ثورة الشعب هي التي انتصرت في 14 أكتوبر لأنها الحق ضد الظلم وثورة الحرية ضد الاستعمار والعبودية حسب رئيس الحكومة.

عرض عسكري بمناسبة ذكرى 14 أكتوبر

وخلال العرض الذي شاركت فيه "23" سرية عسكرية من مختلف الوحدات العسكرية بعدن وطلاب الأكاديمية العسكرية بصلاح الدين بمدينة البريقة غرب عدن قال رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر إن دماء لبوزة وعبود، ومدرم، وفتاح، وعنتر، ومصلح، وشائع، وسعيد صالح، وصالح منصر، وتضحيات زعماء الثورة قحطان الشعبي، وفيصل عبداللطيف الشعبي، وسالم ربيع علي، وعبدالفتاح إسماعيل، ومحمد علي هيثم، ومحمد صالح مطيع، وعبدالله الخامري، وعبدالله باذيب، وعبدالعزيز عبد الولي، ومحمد أحمد سلمان، وعلي السلامي، وفيصل بن شملان، وجار الله عمر، وسلطان أحمد عمر وغيرهم ممن يواصلون مسيرة النضال والثورة".

وأضاف ؛ "لقد عاشوا هؤلاء جميعاً لوطن حر، وطن يرفع عالياً راية الإسلام والعروبة، وطن يؤمن بقيم العدالة والمساواة والأخوة الصادقة، تلك هي مبادئ هؤلاء جميعاً عاشوا لها، وناضلوا من أجلها، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. فلن نبدل نحن، ولن نخذلهم، ولن نحيد عن أهدافهم ومبادئهم قيد أنملة".

وفي خضم العرض العسكري ؛ أدت الوحدات العسكرية عروضاً عسكرية وسط حضور رئيس الحكومة ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء الزنداني وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن ونائب وزير الداخلية اللواء لخشع وعدد من العمداء وقادة الألوية وضباط وصف المنطقة العسكرية الرابعة.

من جانبه أكد نائب رئيس هيئة الأركان في كلمته أمام العرض العسكري على أن ثورة الرابع عشر من إكتوبر لها أهميتها الخاصة مثمناً دورها التاريخي في الاستعمار البريطاني البغيض، والتحرر من هيمنته وسطوته والانتصار للمواطن اليمني وتحقيق العيش بحرية وكرامة.

وأشاد الزنداني بحجم التضحيات الكبيرة التي يقدمها أبطال الجيش الوطني والمقاومة المرابطين في جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية..مؤكدا على ضرورة استمرار دحر العدو وتطهير كل شبر من أرض اليمن، والمضي قدما في طريق المناضل فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والعمل معا لإنهاء الانقلاب وبناء اليمن الاتحادي الجديد".

أكتوبر فرحة دائمة

وفي ظل الاحتفالات الرسمية والشعبية بمناسبة 14 أكتوبر ؛ استعرضت الحكومة اليمنية عدد من المهرجانات بهذه المناسبة نظمت جامعة عدن الأسبوع الماضي مهرجاناً إكتوبري بقاعة "ابن خلدون" بكلية الآداب حضره رئيس مجلس الوزراء وعدد من وزراء الحكومة اليمنية وقيادات عسكرية وأخرى مدنية تخلله عدد من الكلمات التي تمجد ثورة أفضت إلى طرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن.

وفي تصريحٍ خاص ؛ وصف وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله لملس الحفل بالجميل كونه احتفاء بذكرى عظيمة لدى الشعب اليمني شماله والجنوب حيث كانت هذه الثورة الخالدة طوق النجاة والتحرر من الاستعمار البريطاني الذي خرج من عدن مدحوراً".

كالعادة ؛ تعطي وزارة الخدمة المدنية سنوياً إجازة رسمية بمناسبة ذكرى 14 أكتوبر إلى جانب ثورتي 30 من نوفمبر و26 سبتمبر وبهذه المناسبة التاريخية تبدأ محطات الإذاعة والتلفزيون بترديد أغانية "برع باستعمار" لمحمد محسن عطروش وهي الأغنية الثورية إلى جانب أغاني ثورية أخرى لعدد من رواد الأغنية العدنية والجنوبية ككل في الزمن الجميل.

"صابرين على فضل" طالبة جامعية ؛ تتحدث عن فرحة الجميع بهذا اليوم التاريخي الذي يجعل الكل يفكر بجدية ببطولة أجدادنا وأبائنا الأوائل في النضال ضد الاستعمار وإزالة أثاره حتى رحيل أخر جندي بريطاني من عدن ؛ وهذه المناسبة تعطينا أمل بأن الاستعمار والظلم تكفر بهما عدن مر التاريخ".

أكتوبر فرحة رياضية

ووسط فرحة أكتوبر واحتفاء بذكراها الرابع والخمسون ؛ أنهى ملتقى شباب صيره بعدن بطولة كرة الطائرة للحارات بمشاركة ثمان فرق رياضية بالمدينة ؛ وبمناسبة حلول ذكرى أكتوبر كالعادة تنظم الفرق الرياضية بعدن بطولات رياضية مختلفة حيث سبق وإن أقيمت بطولة لكرة القدم والتنس بهذه المناسبة.

وعن مغزى إقامة مثل هذه الفعليان الرياضية ؛ يتحدث الكابتن "فهمي عبدالرب" منضم هذه الفعليان الرياضية هذا العام والسنوات الماضية أن من شأن هذه الفعليان الرياضية هي من أجل إنعاش الأوساط الرياضية في أوساط الشباب وإعادة الروح الرياضية لمدينة عدن.

أحزاب عدن.. تحتفل بذكرى أكتوبر

من جانبها قالت الأحزاب السياسية بالعاصمة المؤقتة عدن أنها تستحضر تلك التضحيات والنضال الممتد على عقود من الزمن، وتنظر إلى هذا الفعل الثوري بكل الإجلال والإكبار، وهو يمثل بلورة للإجماع الشعبي بكل مكوناته، وانعكاسا لمدى العمق الذي بلغه العناء في نفس الفرد والمجموع، والقناعة بضرورة الكفاح للانعتاق من ربقة الواقع المرير، والتحرر من قيد الاحتلال والاستبداد، وترجمة بليغة للإرادة والإصرار على إحداث هذا التحول".

وفي بيانٍ صحفي وزعته الأحزاب على وسائل الإعلام ؛ أننا نرفع التهاني إلى جماهير الشعب اليمني العظيم بحلول الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي انطلقت في مثل هذا اليوم من قمم ردفان الأبية بقيادة الشهيد البطل "راجح بن غالب لبوزة".

وفي البيان ؛ تؤكد الأحزاب السياسية على أن ؛ بالتزامن مع الذكرى الـ"45" لثورة أكتوبر المجيدة، والذكرى الـ"55" لثورة سبتمبر العظيمة، تقف أحزاب عدن مرفوعة الهامات، اعتزازاً بهذا الشعب وتاريخه النضالي، وافتخاراً بانتمائها إليه، متبينة خياراته وتطلعاته إلى الحياة الكريمة وامتلاك أسباب النهضة والتقدم والتطور، وفي المقدمة تحقيق الاستقرار بِبُنيته التي يتسيد فيها النظام والقانون، وأدواته المتمثلة في مؤسسات الدولة، وبيئته التي تتفق على الأسس الوطنية المشتركة، ليكون الاستقرار الذي الأساس الذي تقوم عليه لبنات البناء، وتتراكم فيه الخبرات والتجارب، وتتلاقح فيه الأفكار وتتعايش الآراء، ليصبح الاختلاف مصدر قوة، والتعدد والتنوع أساس التلاقي والاجتماع، وتغدو فيه الشراكة خياراً وضرورة حتمية بمقتضى مردودها على الدولة والمجتمع والأجيال، لا بمقتضى المصالح الضيقة التي تتنازع الوطن وتضع العصا في دواليب حركته".

ويتابع البيان ؛ "تقف أحزاب عدن أمام هذه الذكرى، مثمنة تلك الإرادة الشعبية والإصرار والعزيمة التي لم تنكسر طيلة عقود من النضال الثوري رغم مختلف الأساليب التي اتبعها النظام الاستعماري لمواجهة ثورة أكتوبر العظيمة، والنظام الكهنوتي لإخماد ثورة سبتمبر المجيدة، ولقد كان من الطبيعي لمؤامرات النظامين وأشكال اتفاقهم العلني والسري أن تبوء بالفشل أمام اتفاق الثورتين على المضي قدماً، وتحمل كافة التضحيات والأثمان للإبقاء على جذوة الثورة مشتعلة تتوقد وتزداد كل يوم توقداً، لتحرق شعلتها آمال الاستعمار والكهنوت في تملّك هذا الشعب وقراره وثروته، والتحكم بحاضره ومستقبله، وتضيء الدروب للشعب الطامح إلى حياة العز وعز الحياة، والتواق إلى حياة عصرية لائقة".

ويتابع البيان؛ " كانت عدن مهد ثورة أكتوبر، ومحضن ثورة سبتمبر، وستظل رائدة العمل الوطني وملتقى الأفكار المستنيرة، ومنطلق الآمال العريضة بالتقدم والازدهار، وتهل علينا اليوم هذه الذكريات الوطنية التاريخية، وشعبنا يخوض جولة جديدة من أعنف معاركه في مواجهة أطماع الطامعين في الاستئثار بقراره وثروته والاستبداد به من الانقلابيين ومخلفات الإمامية الرجعية، وهي مناسبة لتؤكد أحزاب عدن وقوفها مع الشرعية في مواصلة التصدي للانقلاب حتى استعادة الدولة، مجددين الاعتراف للأشقاء في التحالف بموقفهم التاريخي المساند للشعب اليمني، ومجددين دعوة المجتمع الدولي للقيام بما يجب عليه لدعم خيارات الشعب اليمني في إنهاء جريمة الانقلاب المسلح".