الجمعة 26-04-2024 11:09:25 ص : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

المساجد ودور القرآن تحت إرهاب المليشيا الحوثية

الجمعة 06 مارس - آذار 2020 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

 

الأسبوع الماضي، توغلت مليشيا التمرد الحوثية المدعومة من إيران، في مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، وأول ما قامت به هو تفجير دار القرآن الكريم بالحزم حتى تمزقت المصاحف وتطايرت الألواح في الهواء، ودفنت تحت الأنقاض.

شاهد أبناء الحزم نسف الدار للمرة الثانية، بعد أن تم تفجيره المرة الأولى في العام 2015، بعدها تم بناؤه وإعماره مرة أخرى بعد تطهير الحزم من مليشيا الإرهاب في عام 2016م.

تفجير المساجد ودور القرآن ومدارس التحفيظ، منهجية حوثية إيرانية، انتهجتها مليشيا الإرهاب، منذ بدء حروبها التوسعية في محافظة صعدة، واستمرت هذه الممارسات الإرهابية، مقرونة بتفجير المؤسسات التعليمية والمنازل، في مختلف المحافظات التي وصلت إليها مليشيا الحقد، وصولاً إلى مدينة عدن في 2015، وهو ما شهدته مختلف المحافظات التي اجتاحتها عصابات الحوثيين، مصطحبة معها المتفجرات والإرهاب معاً.

في منتصف العام الماضي (2019)، أكد وزير الأوقاف والإرشاد القاضي أحمد عطية أن المساجد التي تم تفجيرها من قبل مليشيا الانقلاب الحوثي بلغت ما يقارب 76 جامعا، في تعمد واضح من هذه المليشيات واستفزاز واضح لمشاعر الناس من خلال تدمير المقدسات الدينية. ولم يشهد اليمن عهداً تم فيه إهانة المساجد ودور القرآن الكريم ومدارس التحفيظ وتدميرها وخرابها إلا في عهد مليشيات الحوثي الانقلابية، التي داست على المقدسات واستباحتها بصورة همجية غير مسبوقة.

الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإيرانية ضد دور العبادة والتعليم في اليمن، تنوعت بين تفجير المساجد ونسفها بالكامل وأخرى حولتها إلى مخازن للأسلحة والتموين العسكري، في حين جعلت من كثير منها مجالسا لتناول القات وإقامة المهرجانات والفعاليات الطائفية.

 

إضافة إلى إنجازاتها

وبقدر ما تكشف هذه الأعمال الإرهابية، الانحدار الأخلاقي والسقوط الذي وصلت إليه هذه المليشيات، فإنها تكشف حجم الحقد الدفين على عقيدة وهوية الشعب اليمني، بارتكابها لهذه الأعمال المجنونة، وتثبت للعالم أنها عصابة بدائية همجية، لا تراعي قيم المجتمع.

وفي جانب من هذه الممارسات المنحطة، تبدو محاولات أدوات إيران في اليمن، وسعيها الحثيث إلى مسخ كل ما يمت لثقافة اليمنيين وقيمهم الإنسانية والإسلامية بصلة، كما تبدو النوايا الإرهابية واضحة، من خلال أعمال التفجير لبث الرعب في المجتمع الرافض للمليشيات السلالية.

ومثلما أن التوسع في السجون والمقابر يمثل الإنجازات البارزة لعهد المليشيات الحوثية السلالية، فإنه يمكن إضافة تفجير المساجد ودور القرآن انجازاً مضافاً إلى هذه الممارسات البشعة، التي تستهدف المجتمع.

هذه الأعمال ليست جديدة في تاريخ الإمامة، فوقائع التاريخ شاهدة على إجرام الأئمة، وامعانهم في إرهاب المجتمع الرافض للمشروع الإمامي، غير أن ما استجد، هو أن هذه الأعمال الشيطانية التي تستهدف هوية المجتمع، مستمدة من ملالي طهران، وأدوات المشروع الإيراني في المنطقة العربية، حيث تبدو ممارسات هذه الأدوات متشابهة، وأهدافها متطابقة في جرف الهوية.

 

جرائم متنوعة

ولم يتوقف الإجرام الحوثي عند تفجير المساجد من أساسها بواسطة عبوات ناسفة ضخمة، وكميات من المواد المتفجرة المجلوبة لغرض الإرهاب المنظم، إذ إنها لم تتوقف عن قصف المساجد بما فيها من مصلين، وراح ضحية ذلك مئات المصلين في عدة محافظات يمنية، كما حدث لعدد من المساجد في مدينة تعز، التي سفكت فيها مليشيا الحوثي دماء المصلين، مروراً بالجريمة الشهيرة المتمثلة في قصف المصلين في مسجد كوفل في العام 2017، وأخيرا قصف أحد المساجد في مدينة مأرب في يناير الماضي، وراح ضحية هذا القصف أكثر من 100 جندي.

في حين واجه أئمة وخطباء المساجد في المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلاب الحوثي السلالي، أبشع صنوف البطش والتنكيل والملاحقات، والتهديد والخطف.

وحيث إن مليشيات الحوثي الإيرانية تنظر للمسجد ودور القرآن الكريم باعتبارها عائقا أمام مرور مشروعها الطائفي الدخيل على المجتمع اليمني، فإن استهدافها سيبقى مستمراً حتى يتم دحر الانقلاب، والتخلص من هذا المشروع القائم على العنف والإرهاب، واستفزاز مشاعر المجتمع اليمني.