الجمعة 26-04-2024 05:28:56 ص : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

محافظة إب في زمن الحوثيين.. أوبئة وأمراض فتاكة تهدد آلاف المواطنين

السبت 25 يناير-كانون الثاني 2020 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت-خاص- عبد الرحمن أمين

 

تقارير تتكشف وأرقام تتصاعد وتحذيرات تتوالى وأوضاع صحية تزداد سوءا هي أوضاع محافظة إب، التي تأتي في طليعة المحافظات المنكوبة وتتصدر القائمة بأرقام مفجعة لأوبئة وأمراض قاتلة انتشرت بشكل مخيف في مختلف مديريات المحافظة خلال الأشهر الماضية بصورة لافتة وغير مسبوقة، نتيجة استمرار الحرب واتساع رقعة الفقر وتدني الخدمات الصحية وانعدام الكادر الصحي وتراجع فاعلية المنظومة الصحية المتهالكة أصلا، وتعطل أكثر من نصف منشآتها في اليمن بفعل الحرب والانقلاب وغياب المسؤولية لدى المليشيا الحوثية، التي تحكم قبضتها وسيطرتها على المحافظة.

اتساع خارطة الأوبئة والأمراض الفتاكة وانتشار موجات مختلفة من أمراض الكوليرا والدفتيريا وإنفلونزا الخنازير وحمى الضنك وغيرها من الأمراض التي تم القضاء عليها في السبعينيات من القرن الماضي لتعاود الظهور مجددا للفتك بأرواح المواطنين، إذ ذهب ويذهب ضحيتها العديد من أبناء المحافظة بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، كل ذلك يقابل بصمت من الجهات المعنية، وغياب كبير للمنظمات التي لها إسهامات محدودة بفعل القيود المفروضة عليها من قبل الحوثيين.

وتتعرض المنظمات الدولية وناشطون في الأعمال الخيرية والإنسانية بمحافظة إب لمضايقات وتهديدات واسعة من قبل المليشيات الحوثية وتدخلات كبيرة في أعمالهم وأنشطتهم، مما دفع ببعض المنظمات المختصة إلى ترك عملها في بعض المراكز، وأدى ذلك إلى حرمان المواطنين من خدمات طبية كبيرة كانت تقدم مجانا.

تأتي هذه التعسفات والتضييقات في ظل التدهور الكبير للوضع الصحي في المحافظة وتفاقم المشاكل الصحية، إذ تكشف تقارير طبية بالأرقام حصيلة ضحايا انتشار الأوبئة في محافظة إب خلال 2019، موضحة أنّ كثيراً من الحالات وقعت في صفوف الأطفال دون سن الخامسة، والذين يعانون سوء التغذية بما يجعلهم أقل قدرة على مقاومة الأمراض، ولقمة سائغة للموت، ومن أسباب ذلك البنية الصحية والإمكانيات الضعيفة، والتغذية السيئة لدى كثير من الأسر وخصوصاً بين النازحين، وتهالك شبكات الصرف الصحي، وانتشار القمامة في الأحياء والمناطق السكنية المأهولة، وطفح المجاري، والماء الملوث والإهمال المتعمد لسلطة الانقلاب.

وباء الكوليرا كان أكثر الأوبئة انتشاراً في المحافظة، فقد سجل أعلى معدلات حالات الوفاة والإصابة، حيث ظل يفتك بالمئات من المواطنين في مختلف المديريات بفعل الأوضاع التي تشهدها البلاد نتيجة الحرب وتداعياتها القاسية على الحياة المعيشية والاقتصادية والتي ساهمت بتردي الأوضاع الصحية للمواطنين الذين وقعوا ضحية سهلة للداء وذهبت أرواحهم نتيجة الإهمال وتردي الأوضاع.

مصادر متطابقة أكدت وفاة 148 شخصاً جراء الوباء بمختلف مديريات المحافظة، وتسجيل 84367 حالة اشتباه بالإصابة من النساء والرجال والأطفال خلال العام الماضي، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أعداد الوفيات جراء الكوليرا والإسهالات الحادة في إب ارتفعت إلى 500 حالة وفاة منذ العام 2016 وحتى نهاية العام 2019.

وبحسب الإحصائيات فإن أكثر المديريات التي سجلت حالات الاشتباه بوباء الكوليرا هي مديرية السدة والتي سجلت 4878 حالة اشتباه، تلتها مديرية المخادر شمالي محافظة إب بتسجيل 4755 حالة اشتباه، وحلت في المرتبة الثالثة مديرية حبيش بتسجيل 3990 حالة، وحلت بعدها مديرية فرع العدين غربي إب بتسجيل 3130 حالة.

أما وباء الدفتيريا فقد ذكرت المصادر ذاتها أن عدد حالات الوفاة بسببه بلغت 16 طفلاً، في حين بلغت حالات الاشتباه بالوباء 90 حالة.

وأضافت المصادر أن السلطات الصحية سجلت 38 حالة وفاة لأطفال دون الـ15 من العمر، بينما تم تسجيل 37216 حالة اشتباه بمختلف مديريات محافظة إب.

مرض الحصبة القاتل عاود الانتشار في محافظة إب، بعد أن كاد أن ينتهي خلال السنوات الماضية، إذ سجلت الجهات الصحية المعنية 4 حالات وفاة بالمرض في 2019، في حين سجلت 664 حالة اشتباه بالإصابة بمرض الحصبة خلال العام المنصرم.

وفي حين تتحدث الإحصاءات عن تسجيل 151 حالة إصابة بوباء حمى الضنك وحالة وفاة بمديرية جبلة جنوب غرب مدينة إب، فقد سجلت أيضا 1085 حالة إصابة بمرض الملاريا خلال الأشهر الأخيرة في المحافظة والذي انتشر بشكل كبير.

انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة يأتي ضمن مسلسل الكوارث الصحية المتنوعة في محافظة إب، فعلى الجانب الآخر تتوالى المناشدات وتتعالى الاستغاثات في قسم الغسيل الكلوي، إذ يواجه أكثر من 550 ممن أصيبوا بالفشل الكلوي خطر الموت لعدم توفر المحاليل والأدوية المخصصة لعلاجهم، والإهمال الذي يعانيه المرضى في المركز.

مصادر طبية في مستشفى الثورة العام محافظة إب ذكرت أن عشرات المرضى من الذين يتلقون العلاج في مركز غسيل الكلى في المحافظة توفوا نتيجة نفاد المحاليل والعلاجات الخاصة بعلاج مرضى الفشل الكلوي والإهمال الذي يواجهه المرضى في المركز.

وقبل أكثر من شهر حملت الحكومة الشرعية مليشيا الحوثي مسؤولية احتجازها لمحاليل غسيل الكلى الخاصة بمرضى الفشل الكلوي بمحافظة إب.
ووفق وكالة "سبأ" فقد استنكر وزير الصحة الدكتور ناصر باعوم احتجاز مليشيا الحوثي الانقلابية لمحاليل الغسيل الكلوي الخاصة بمركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى الثورة بمحافظة إب لأكثر من شهرين وحملها مسؤولية تعرض المرضى للخطر.

رابطة أمهات المختطفين في المحافظة كانت ضمن قائمة المناشدات والاستغاثات، فقد قالت الرابطة في بيان لها إن الإهمال الصحي يهدد حياة نحو 200 من المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون مليشيا الحوثي بالمحافظة.

وأضافت الرابطة أن التعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الرعاية الصحية الذي يتعرض له 198 مختطفاً داخل سجون جماعة الحوثي المسلحة بمحافظة إب يضاعف القلق على المختطفين والمخفيين في فصل الشتاء، حيث يمنع عنهم الدواء والرعاية الصحية، بينما خمسة من المختطفين معرضون للخطر لإصابتهم بأمراض القلب وقصور وظائف الكلى والكبد.

تدهور المستشفيات الحكومية ولجوء المواطنين للتوجه إلى المستشفيات الخاصة باهظة التكاليف وعجز البعض عن دفعها نتيجة الحالة المادية الصعبة ورجوع البعض إلى منازلهم لانتظار الموت تلك هي حكايا وقصص يومية لأبناء هذه المحافظة الذين جنبوا محافظتهم ويلات الحرب والدمار لتتلقفهم الأوبئة والأمراض.

كلمات دالّة

#اليمن