الجمعة 26-04-2024 12:25:41 م : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

"تحويث المجتمع".. مشروع طائفي ينسف السلم الاجتماعي ويهدد الهوية اليمنية

السبت 13 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت / خاص – عبدالله المنيفي

 

منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، سعت مليشيات الحوثي الإيرانية إلى نشر أفكارها الطائفية بكل الوسائل، مكرسة الطائفية في المجتمع اليمني، وهو المشروع الذي بدأته في محافظة صعدة، وحولها إلى ساحة تكريس للفكر الطائفي بقوة السلاح، قبل أن يصل إلى محافظات يمنية أخرى.


وتمضي مليشيات الحوثي، منذ انقلابها على الدولة وسيطرتها على مؤسساتها، في مشروع تلغيم وتفخيخ المجتمع اليمني بالأفكار الطائفية التحريضية في إطار تنفيذ أجندة إيران ومشروع "تصدير الثورة الخمينية" عبر تعزيز وتكريس الطائفية والإرهاب، وخلق مجتمع مضاد للمجتمع اليمني ذات الهوية العربية الإسلامية المعتدلة، مستهدفة المناطق والمحافظات التي لا تزال تحت سيطرتها.
وتعمل المليشيات الحوثية الإيرانية بوتيرة عالية في هذا المشروع من خلال الدورات والانشطة الطائفية، حيث تقوم مرجعيات حوثية متطرفة تلقت تعليمها في إيران بإلقاء دروس ومحاضرات تتضمن أدبيات إيرانية طائفية، وملازم حسين الحوثي، وتكرس قناعات تحريضية وتكفيرية ضد اليمنيين والمجتمعات العربية، وتعتبرهم عملاء وكفاراً يستوجب قتالهم.


وتستهدف المليشيات الحوثية، بمشروعها الطائفي، مختلف فئات المجتمع وفي المقدمة منها منتسبو ما كان يسمى بالحرس الجمهوري وقوات الأمن، وقطاع التربية والتعليم، الذين تجبرهم على حضور الدورات والدروس والمحاضرات الطائفية مقابل صرف نصف مرتب، وتهديد الرافضين بالتسريح والعقوبات.
وحين يكون فئة الأطفال والشباب والمراهقين من طلاب المدارس والجامعات هم المستهدفون فإن الأمر يصبح أشد خطورة، حيث يتم استدراجهم تحت ضغط الفقر والأوضاع المعيشية، وذلك لأن المليشيات الحوثية تعتبر هذا القطاع الكبير من المجتمع اليمني يسهل استدراجهم وتنشئتهم على المشروع الطائفي، ويسهل ذلك قابليتهم للتلقي في هذه المرحلة.


ويؤكد مراقبون أن ما يحدث في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية هو عملية "تحويث" تستهدف تغيير عقائد المجتمع اليمني بالقوة، مستغلة الوضع الإنساني وتداعيات الحرب التي اشعلتها بسبب انقلابها، لنشر ثقافة الاستعباد.

 


تدمير النسيج الاجتماعي
ويحذّر وزير الإعلام معمر الإرياني، من خطر تلاعب مليشيات الحوثي بالمناهج الدراسية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، مشيراً إلى أن ذلك قد يخرج جيلاً من المؤدلجين المتطرفين.
وقال، في تغريدة على تويتر، الجمعة: "إن ما تلقنه ‎الميليشيات الحوثية لأطفال اليمن من أفكار إيرانية ضالة ومنحرفة ودخيلة على ثقافة وهوية المجتمع اليمني يعد أخطر الوسائل التي تزرعها الميليشيات لتدمير النسيج الاجتماعي".
ولفت الإرياني إلى أن استمرار سيطرة ‎المليشيات على صنعاء وعدد من المحافظات، وفرض أفكارها المستوردة من طهران وتلاعبها بالمناهج، سيفرز جيلاً من المؤدلجين بالأفكار الخمينية المنحرفة.
بينما قال وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية: "إن إيران تقوم بتدريب وتهيئة الموالين لها على الجوانب العقائدية والفكرية، في طهران، من خلال دورات ودروس مكثفة، ومن ثم إرسالهم إلى اليمن لنشر هذا الفكر بكافة الوسائل المتاحة".


ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السبت، عن الوزير عطية أن هذه العملية تجري من خلال إرسال الموالين للمليشيات الحوثية وأتباعها في المذهب إلى الحزب الإرهابي في لبنان "حزب الله"، وكشف أن غالبية من يرسلون إلى (حزب الله) لا يحصلون على تأشيرات تخول لهم الخروج من اليمن والدخول إلى لبنان، ومن ثم يرسلون إلى إيران بطرق مختلفة لإتمام دراستهم العقائدية".


وأكد أن الخلاف ما بين الشعب اليمني وجماعة الحوثيين يتمثل في أن الطرف الآخر لا يقبل التعايش في ظل حكومة واحدة أو شراكة سياسية، وهذا مسألة لا يدركها المجتمع الدولي، والسبب يعود لأن جماعة الحوثيين ليس لها بعد سياسي، وإنما بعدها عقائدي أيديولوجي مستمد من إيران، لذلك هناك صعوبة في أن تنسجم هذه الجماعة مع أي طرف في اليمن.

 


جرف مفهوم الأمة لصالح الطائفة
وعمدت مليشيات الحوثي إلى تغيير المناهج الدراسية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث تم إضافة مواد تتعلق بمؤسس الجماعة المدعومة من إيران، وكذلك إضافة وتعديل المناهج لما يخدم الفكر الشيعي، الذي تتبناه الجماعة، وعملت المليشيات الحوثية احداث إضافات في المناهج تتحدث عن أسرة الحوثي مؤسس الجماعة الانقلابية، وأبعدوا كل الآيات التي تتحدث عن الصحابة، أو التي فيها ذكر لأبي بكر وعمر وغيرهم من الصحابة.


ويقول مراقبون إن اخطر ما في هذه الخطوات الحوثية هو أنهم جرفوا مفهوم الأمة، وركزوا على مفهوم الطائفة، وقسموا المجتمع اليمني إلى طبقات موالية إلى آل البيت، وأخرى معادية، مستدعية تاريخ الصراعات، وبثتها إلى الطلاب الذين يتم تجنيدهم والزج بهم في دورات تحريضية ترافقها تدريبات عسكرية.



استهداف الأطفال
وقبل أكثر من عام أصدرت مليشيات الحوثي الانقلابية مجلة شهرية موجهة للأطفال باسم "الجهاد " صادرة عن مؤسسة حوثية تدعى "الامام الهادي الثقافية "، حيث تحتوي المجلة على مضامين طائفية تعيد شرح مفاهيم متعلقة بالعقيدة وتحرض على افكار جهادية بما يتوافق مع التوجه الديني لجماعة الحوثي المسلحة، وهو الأمر الذي يعد استهدافاً للأطفال وتفخيخاً لمستقبل الأجيال.


وكما أغرقت مليشيات الحوثي البلاد بمختلف الأسلحة، فإنها بموازاة ذلك تسعى لإغراق المجتمع بالفكر الطائفي، وبالكتب التي تروج لهذا الفكر، فقد تم في العامين الماضيين احباط تهريب كتب طائفية من قبل قوات أمن جمارك منفذ شحن، كانت في طريقها للقيادات الحوثية، حيث كان قد تم طباعة هذه الكتب في المجمع العلمي لأهل البيت في إيران، وكل ذلك في الوقت الذي تقوم فيه المليشيات بتدمير المساجد وتغيير مناهج التعليم، مستهدفة تغيير هوية المجتمع اليمني الوطنية إلى هوية طائفية سلالية مقيتة.


وحتى السجون فقد حولتها مليشيات الحوثي إلى مراكز لنشر الفكر الطائفي، بدروس ودورات مذهبية يتم اجبار السجناء على المشاركة فيها، وبدأت شعارات الجماعة المستوردة من إيران تغزو جدران السجون.
ويعتبر مراقبون وناشطون سياسيون وإعلاميون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي أن ممارسات مليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة من ايران أثَّرت على السلم الاجتماعي وعلى هوية اليمن الذي يحتاج إلى معالجة الآثار والأفكار التي تضخها إيران عبر أذيالها إلى المنطقة.