الثلاثاء 19-03-2024 06:44:53 ص : 9 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

ممالك الطراز الإسلامية.. جناية المسيحيين أم تساهل المسلمين؟!

الأربعاء 18 يوليو-تموز 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص / ثابت الأحمدي

 

بين الحبشة في شرق أفريقيا والجزيرة العربية في جنوب غرب آسيا من العلاقات التاريخية ما فيها، منذ قديم الزمن، وحتى اليوم؛ إذ تذكر بقايا النقوش هناك عن رحلات سبئية قديمة من جنوب الجزيرة العربية إلى شرق أفريقيا، يرجع تاريخها إلى ألف سنة قبل الميلاد. من بين هذه الرحلات رحلة قبيلة يمنية تعرف بالأجاعز، سكنت مرتفعات أرتيريا، وذلك بسبب برودة المناخ فيها، وهو ذات المناخ الذي تعودت عليه في اليمن. وكانت تتكلم لغة خاصة بها، تُسمى "الجعزية"، ولا يزال بعض أبناء المهرة من اليمن يتكلمها إلى اليوم، كما لا تزال حية هناك في شرق أفريقيا.


وإلى جانب قبيلة "الأجاعز" أيضا قبيلة "حبشات" اليمنية القديمة، وسكنت فيما يعرف اليوم بإقليم "التجراي" وتوسعت هذه القبيلة كثيرا، وبها عرفت بلاد الحبشة، علما أن ثمة مسميات مقابلة لها في اليمن إلى اليوم مشتقة من ذات الجذر "حبش" كـ"حبيش" في إب، و"جبل حبشي" في تعز، و"حفاش" القريبة منها لفظا في المحويت. ولا يزال البناؤون إلى اليوم في اليمن، يسمون الأحجار السوداء "حبش". وهذه كلها بمجموعها دلائل قاطعة على واحدية الأصل بين جنوب الجزيرة العربية وشرق أفريقيا. وقد تأسست مملكة أكسوم بعد ذلك من هاتين القبيلتين، ولا تزال أسماء يمنية إلى اليوم في ارتيريا مثل "عين سبأ" و "مرب"/ مارب. كما لا يزال الناس إلى اليوم يسمون أبناءهم بأسماء عربية إسلامية.


وسواء كانت هذه الهجرات بغرض التجارة، أو الغزوات والحروب، أو بسبب الاضطرابات السياسية التي كانت تعتري الممالك اليمنية قديما، فإن استقرارها هناك أمر لا يشك في صحته أحد. وتذكر المصادر التاريخية أن أبرهة الحبشي حين احتل صنعاء نسب نفسه إلى أصل حميري هاجر إلى بلاد الحبشة قديما.


وإلى جانب هذا الامتزاج والتداخل بين شرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية "اليمن والحجاز" فقد كان أيضا هناك تداخل وعلاقات اتصال كبيرة بين مصر والسودان من جهة، وبين شرق أفريقيا من جهة أخرى، منذ العصور الفرعونية فما بعدها، نتج عن كل هذا أغلبية عربية ثم إسلامية بعد ذلك. واعتنقت هذه البلاد المسيحية، ثم الإسلام لاحقا، منذ الهجرتين الأولى والثانية للصحابة، حيث بقي بعضٌ منهم هناك، ولم يعد، خاصة في إقليم "جبرت". ومنه توسعت مملكتهم وحكموا مناطق أخرى أيضا.


وبالمقابل فقد كانت هناك هجرات حبشية إلى الجزيرة العربية من قبل الإسلام، أشارت إليها كتب التاريخ، وفي كتاب تنوير الغبش في فضل السودان والحبش لابن الجوزي باب كامل عن أبناء الحبشيات من الصحابة، من قريش، كما ذكر بعضا من أخبارهم أيضا الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه أزهار العروش في أخبار الحبوش، وأيضا الطراز المنقوش في محاسن الحبوش لأبي المعالي علاء الدين محمد بن عبدالباقي البخاري.


وانتشر الإسلام رويدا رويدا، كما انتشرت معه اللغة العربية، وتعمقت العلاقات بين شرق البحر الأحمر وغربه، بواسطة الهجرات وعلاقات التجارة. وما أن جاء القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي إلا وقد صار المسلمون أغلبية؛ بل أكثرية في القرن الأفريقي كاملا، وصار لهم سبع ممالك إسلامية تصدح بشعائر الدين الإسلامي الحنيف وتدين به، وتتعامل باللغة العربية في صكوكها الرسمية وأحاديثها اليومية. وهي:


مملكة أوفات، مملكة دوارو، مملكة أرابيني، مملكة هديا، مملكة شرحا، مملكة بالي، مملكة داره. وقد وصف هذه الممالك القلقشندي ت: 821هـ. بأنها على جانب البحر كالطراز له، وطولها برا وبحرا نحو مسيرة شهرين، وعرضها يمتد أكثر من ذلك، ولها جوامعها ومساجدها التي تقام فيها الخطب والجُمع والجماعات، وعند أهلها محافظة على الدين.. وألوان أهلها إلى الصفاء، وليست شعورهم في غاية التفلفل، كما في أهل مالي وما يليها من جنوب المغرب، وفطنهم أنبه من غيرهم من السودان، وفطرهم أذكى، وفيهم الزهاد والأبرار والفقهاء والعلماء، ويتمذهبون بمذهب أبي حنيفة، عدا "أوفات" فإن ملكها وغالب أهلها شافعية. ونتناول هنا تفاصيل كل مملكة على حده، وفقا لما ذكره القلقشندي وآخرون.


1ــ مملكة أوفات.
وهي ذاتها "جبرة" التي ينتسب إليها المؤرخ الشهير الجبرتي، ت: 1825م، وهو الذي أرخ تفاصيل الحملة الفرنسية على مصر في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار". قال عنها القلقشندي أن موقعها بين الإقليم الأول وخط الاستواء، وأنها من أكبر مدن الحبشة، وهي على نشَزٍ من الأرض، دار الملك فيها على تل، والقلعة على تل، ولها وادٍ فيه نهر صغير، تمطر بالليل غالبا. وذكر نسبة إلى شهاب الدين العمري في مسالك الأمصار أن طول مملكتها خمسة عشر يوما، وعرضها عشرون يوما بالسير المعتاد. وهي أقرب أخواتها إلى الديار المصرية وإلى السواحل المسامتة لليمن، وهي أوسع الممالك السبع أرضا، أما عسكرها ــ بحسب العمري ــ فخمسة عشر ألفا من الفرسان، ويتبعهم عشرون ألفا فأكثر من الرجالة، ومن مضافاتها "زيلع". وهي مدينة مشهورة وأهلها مسلمون..إلخ.


وقد ترجم الإمام الشوكاني في كتابه "البدر الطالع" لسلطانها الإمام محمد بن أبي البركات بن أحمد الجبرتي، واصفا إياه بأنه ملك كثيرا من تلك البلاد وامتلأت الأقطار من الرقيق الذين سباهم ودام على ذلك حتى مات شهيدا في بعض غزواته في جمادى الآخرة سنة 835 خمس وثلاثين وثمان مائة قال السخاوى وكان دينا عاقلا عادلا خيرا وقورا مهابا ذا سطوة على الحبشة أعز الله الإسلام في أيامه وملك بعده أخوه فاقتفى أثره في غزاوته وشدته قال ابن حجر في أنبائه وكان صاحب الترجمة شجاعا بطلا مديما للجهاد عنده أمير يقال له حرب لا يطاق في القتال كان نصرانيا فأسلم وحسن اسلامه فهزم الكفار من الحبشة مرارا وغزاهم السلطان مرة وهو معه فغنم غنائم عظيمة بحيث بيع الرأس من الرقيق بربطة ورقة أوقات وكان من خير الملوك دينا ومعرفة يصحب الفقهاء والصلحاء وينشر العدل في أعماله حتى في ولده وأهله وأسلم على يديه خلائق من الحبشة حتى ثار عليه بنو عمه فقتلوه.


2ــ مملكة دوارو
وهي ــ كما يقول القلقشندي ــ: مملكة تلي أوفات، طولها خمسة أيام، وعرضها يومان، وهي على هذا الضيق إلا أن بها عسكر جم، نظير عسكر أوفات في العسكر والراجل.


3ــ مملكة أرابيني
وهي مملكة مربعة، طولها أربعة أيام، وعرضها كذلك، وعسكرها يقارب عشرة آلاف فارس؛ أما الرجالة ــ كما يقول ــ فكثيرة للغاية.


4ــ مملكة هديا
وتسمى هدية، جنوبي أوفات، وطول مملكتها ثماني أيام، وعرضها تسعة أيام، وصاحبها أقوى إخوانه من ملوك هذه الممالك السبع، وأكثر خيلا ورجالا؛ حيث له من العسكر أربعون ألف فارس، سوى الرجالة. وكان أكثر رعاياها من الوثنيين، إلا أنهم سرعان ما تحولوا إلى الإسلام، وتعرف اليوم باسم "بوران" و "انقدي".

ويعود سكان هذه الإمارة في أصولهم إلى الجزيرة العربية كما أورد ذلك الباحث المستشرق "بروكمبار" وأن جدهم ينحدر من صنعاء اليمن.


5ــ مملكة شَرْحا
وهي مدينة تلي هديا/ هدية، طول مملكتها ثلاثة أيام، وعرضها أربعة أيام، وعسكرها ثلاثة آلاف فارس، ورجالة مثل ذلك مرتين فأكثر. وكانت حنفية المذهب، وهي حاليا منطقة ستساركا.


6ــ مملكة بالي
وهي مدنية تلي شرحا، أكثر خصبا، وأطيب سكنا، وأبرد هواءا.


7ــ مملكة دارة
وتلي مملكة بالي، طولها ثلاثة أيام وعرضها كذلك، وهي أضعف أخواتها حالا وأقلها خيلا ورجالا، وعسكرها لا يزيد عن ألفي فارس، ورجالة كذلك.
وجميع هذه الممالك أسعارها رخيصة، وتتعامل بدنانير مصر ودراهمها، لأن عملتها لا رواج لها خارج بلادها، وأسعارها رخيصة؛ إذ يُباع بالدرهم الواحد عندهم من الحنطة بمقدار حمل بغل، والشعير لا قيمة له. وذكر الرحالة أن في بلادهم شجرة تسمى "الجات/ القات" لا ثمرة لها، وتؤكل أوراقها، وهي تزيد في الذكاء، وتذكر المنسيات، وتفرح، وتقلل شهوة الأكل والجماع وتقلل النوم..!


قال عنها المقريزي في كتابه "الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام": ولكل مملكة من هذه الممالك السبع ملك، ويتسلط عليهم جميها "الحطى/ السلطان" ملك "امحرة" ويأخذ منهم القطيعة من المال كل سنة، وبها المساجد والجوامع التي تقام بها الجمعة والجماعة، وعند أهلها محافظة على الدين. 324. في "رسائل المقريزي".


نهاية هذه الممالك
قال الأعشى: وقد سيطر "الحطى/ السلطان"، ملك الحبشة النصارى على معظم هذه الممالك بعد الثمانمئة وخربها، وقتل أهلها وحرق ما بها من المصاحف، وأكره الكثير منهم على الدخول في دين النصرانية، ولم يبق من ملوكها سوى ابن مسمار، المقابلة بلاده لجزيرة دهلك تحت طاعة "الحطى/ السلطان"، وله عليه إتاوة مقررة. انظر صبح الأعشى للقلقشندي 324 فما بعدها.


لكن بعد هلاك هذا السلطان لملم المسلمون قواتهم من جديد، ولكن بصورة أخرى غير ما كانت عليه سابقا، وخضت بعض هذه الممالك للحكم العماني مباشرة بعد رحيل البرتغاليين عن البحر الأحمر والمحيط الهندي، لفترة طويلة، وكانت زنجبار تُحكم من عمان، بل لقد كانت في فترة من الفترات عاصمة دولة عمان نفسها، وذلك سنة 1828م حين "قام السلطان سعيد بن سلطان بزيارة إلى جزيرة زنجبار، فاستهواه جمالها وطِيب مناخها مُقارَنةً بهجير عمان، فجعل من الجزيرة مقرّه الرسمي وعاصمة لمملكته يحكم منها عُمان وساحل إفريقيا..". ويقال إنه أول من زرع القرنفل في زنجبار آنذاك، ولا يزال سلعة تجارية إلى اليوم. وبقيت سلالته تحكم زنجبار حتى قامت عليها ثورة في مطلع العام 1964م قادها عبيد كرومي أول رئيس لزنجبار حينها، مستغلا العرقية الأفريقية التي ناوأت آخر السلاطين العمانيين "جامشيد". علما أن البرتغاليين كانوا قد عززوا من القوة المسيحية في شرق أفريقيا، بل لقد كان من ضمن حملتهم على بلاد المسلمين تنصير أهلها، كما عمل البريطانيون وأيضا الإيطاليون على محو الإسلام واللغة العربية من شرق أفريقيا منذ بداية احتلالهم لها، حتى خروجهم. وتبقت سلطنة "أوسا" إلى منتصف السبعينيات، محافظة على الدين الإسلامي، وعلى اللغة العربية، إلا أن منجستو هيليا مريام قد قضى عليها بعد انقلابه على الامبراطور هيلاسي في العام 1975م، مستعينا بالاتحاد السوفيتي، العدو الأكبر للإسلام آنذاك.


وهناك أيضا سلطنات وممالك إسلامية أخرى تحيط بها مثل سلطنة كانم في السودان، ومالي، وسنغاي التي تأسست في القرن السادس الهجري، بزعامة ضياء بن قس، وقد اهتم شعبها بالأدب والعلوم والتدوين بعد أن اعتنقوا الإسلام، وتعلموا اللغة العربية، وبعد إسلامهم امتدت هذه المملكة فشملت "غانا" و "مالي". أيضا مملكة هرر التي بناها العرب في القرن السابع الميلادي، وكانت من أهم الممالك الإسلامية آنذاك. إضافة إلى مقديشو الصومالية التي تأسست على يد "الإخوة السبعة" " في العصر العباسي، كما يرى المستشرق دي باروس، وكانت مركزا يتجمع فيه المسلمون في شرق أفريقيا من وقت مبكر.


ولعل من أهم الممالك الإسلامية التي تأسست لاحقا مملكة "بوغندا". تقع جنوب أوغندا، وتعتبر واحدة من أقدم الممالك التقليدية في شرق أفريقيا، إذ يرجع تاريخها إلى نحو 1000 عام. وهي من الممالك التي دخلها واللغة العربية متأخرين، في القرن التاسع عشر الميلادي عن طريق التجار والدعاة الذين نشروا الإسلام هناك، وقد دخل زعيمهم "سونا الثاني" الإسلام، وكانت له محاورات حول القرآن مع أحد الزعماء المسلمين وحفظ أجزاء منه، وقد وجدت في منزله مخطوطات قرآنية بعد مماته، وحين انتقل الملك إلى ابنه الأكبر "كباكا" أبدى اهتماما أكبر بالإسلام، وتعلم الملك نفسه اللغة العربية، واستدعى قادته وعلمهم الإسلام، وألزمهم بعد ذلك بتعليم الرعية، وبنى مسجدا كبيرا في قصره، وكان يؤم الناس في صلاة الجمعة والعيدين، كما ألزم الناس بصيام شهر رمضان، وبث الدعاة حول مملكته لنشر الإسلام.. انظر: "الإسلام والمسيحية في شرق أفريقيا"، د. عبدالرحمن حسن محمود، 78.


إن الإسلام متأصل وقديم في بلاد الحبشة منذ بواكير فجر الدعوة الإسلامية، معززا باللغة العربية، وأيضا بالصلات التجارية والهجرات العربية إلى بلاد أفريقيا من قبل العرب والمسلمين، وكانت العلاقات بين غرب البحر الأحمر وشرقه أكثر من استراتيجية، وأكثر من أخوية، لحاجة كل ضفة لأختها، وكان اليمنيون في عصور الإمامة وخاصة الإمامة القاسمية يهاجرون إلى شرق أفريقيا، ومنها إلى بلاد الصين والهند وأوروبا، قبل أن يعرفوا الهجرة شمالا باتجاه الخليج العربي؛ حيث لم يكن في هذا الاتجاه ما يستدعي الهجرة إليه، قبل الكتشاف النفط، فهي بلاد قاحلة وأهلها فقراء، ولم تكن لليمنيين أية وجهة غير وجهة شرق أفريقيا، وفي قصيدة "البالة" للشاعر مطهر الإرياني تاريخ يُحكى من بين مسامات حروفها، كما أن الآباء المعمرين لا يزالون يحكون قصصا أسطورية، سمعوها عن آبائهم المهاجرين والمغتربين إلى هناك. وإلى منتصف السبعينيات واليمنيون ممسكون برأس المال الأثيوبي، ومفاصل التجارة هناك، حتى جاء الانقلاب الذي قاده منجستو هيليا مريام مدعوما بالاتحاد السوفيتي على سلفه الامبراطور هيلاسيلاسي المدعوم غربيا، ضمن الصراع الغربي الشرقي آنذاك، وعمل على تأميم الممتلكات الخاصة ومصادرة الأموال، وفقا لما تنص عليه الاشتراكية، فكانت نكبة اليمنيين التاريخية هناك التي لم تعوض حتى اليوم.


الشاهد أنه في أقل من نصف قرن من الزمان استطاعت الدول العظمى، ومعها إسرائيل محو هذه الهوية والتاريخ واللغة والعمل على خلخلة العلاقات التاريخية بين ضفتي البحر الأحمر؛ بل وزرع العداوة بينهما، في الوقت الذي لم يتنبه العرب والمسلمون لهذه المؤامرة، على الرغم من الأهمية السياسية والاقتصادية لشرق أفريقيا التي تحتكرها اليوم الدول الكبرى بسبب خيراتها، إذ لا تزال أرضها بكرا، وهي اليوم تستورد منها المواد الخام بكثرة، وخاصة: إسرائيل وإيران وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.


والواقع أنه إن كان ثمة من عذر ــ ولا عذر ــ لأي دولة عربية في تناسي هذه الممالك وعدم الاهتمام بها، فإنه لا مبرر لتناسيها من قبل اليمن مطلقا، وذلك لما تمثله من عمق استراتيجي وتاريخي واقتصادي مهم لليمن، علما أن مدينة زبيد على الساحل الغربي اليمني كانت خلال فترة ازدهار هذه الممالك أشبه بالجامعة الإسلامية لطلاب هذه الممالك؛ حيث كانوا يفدون إليها لقرب سواحلها منهم، فيتعلمون سنوات، ثم يعودون إلى بلدانهم شيوخا علماء. أما وهي تكتنز بخيرات الطبيعة فمن الحمق أن يتم تركها للدول المعادية التي تستغلها منذ عقود من الزمن. وإذا كانت قد تقاربت مع العدو البعيد فإنه من الأجدر أن تتقارب مع الصديق القريب.