الجمعة 26-04-2024 17:55:09 م : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

قتلة ودعاة سلام!

الأربعاء 04 يوليو-تموز 2018 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت/ المركز الاعلامي إب

     

تدافع محافظ الانقلابيين في إب ووكلاؤه على محافظة الحديدة، طوال الأيام الماضية، مقاتلين في صفوف الحوثي ومحشدين للمقاتلين ومحرضين على القوات الحكومية وأبناء تهامة الأحرار، وبين الفينة والأخرى يزورون المديريات للبحث عن مقاتلين جدد والعودة برفقتهم إلى الساحل الغربي.

 

قبل أن تضع الحرب أوزارها عاد كل أولئك إلى إب لاستقبال النازحين من الحديدة، برغم دورهم الأكبر في خروجهم من ديارهم من خلال تمترسهم خلف المدنيين الذين اضطروا للمغادرة.

 

بين إب والحديدة

 

في مشهدين نقيضين يظهر ممثلو الحوثي في إب في الحديدة مقاتلين شياطين وفي إب دعاة سلام وشهامة ..تناقضٌ مفضوحٌ لم يعد ينطلي على أحد من الناس، إلاّ بضعة أقلام ارتزاقية تجمل القبيح وهي تعرفه!

 

في منتصف الشهر الماضي أظهرت صور تداولها وكلاء المحافظة المعينون من الحوثي وهم في الحديدة يحتشدون أوساط المقاتلين وبعدهم فعل "صلاح" وغيره من القيادات الحوثية قبل أن يعاودا الظهور من إب لتدارس ومناقشة أوضاع النازحين من الحديدة.

 

بالنظر إلى أعداد القتلى الحوثيين من أبناء محافظة إب في الحديدة، نجد أن المحافظة تشارك بشكل رسمي في صف الحوثي في تلك الحرب وتأتي في طليعة المحافظات التي ترسل تعزيزات ومقاتلين إليها، فقد أظهرت إحصائيات حديثة مقتل أكثر من 60 مسلحا حوثيا من أبناء المحافظة في الحديدة خلال أيام عيد الفطر المبارك فقط.

 

مدينة النازحين والفيد

 

مع بداية الحرب في اليمن وتوافد النازحين على المحافظة التي ارتأى أبناؤها عدم المواجهة مع الانقلابيين وتجنيبها الدمار والخراب، قاد "صلاح" وقيادات الحوثي في المحافظة الذين تم تعيينهم لاحقاُ وكلاء لصلاح، قادوا عمليات استقبال المساعدات الإنسانية والإشراف عليها ومن خلال تلك المساعدات تكونت إمبراطوريات مالية لغالبية تلك القيادات، على حساب معاناة النازحين والمتضررين من الحرب، الذين تكفل ناشطون شبابا وجمعيات خيرية بمدهم بأسباب البقاء في الوقت الذي ذهبت تلك المساعدات إلى حساب تلك القيادات ولصالح مسلحيها الذين أدرجوا هم أيضاً في كشوفات المنظمات الدولية على أنهم محتاجين للمساعدات ونازحين!

 

في حالة الحديدة اليوم يتسابق "صلاح" و"المتوكل" و"الشاهري" في الظهور أمام عدسات الكاميرا من أجل من يكون منهم البطل الأول لدى أبواقه في رعاية النازحين، فيما هدفهم الأول من ذلك مادي لا علاقة له بالإنسانية أو الكرم والضيافة فهؤلاء أنفسهم من تسابقوا بالأمس على التقاط الصور في صفوف المقاتلين الحوثيين بالحديدة وهم من توافدوا عليها لمنع تحريرها من احتلال الحوثيين، وهم أنفسهم من يجولون في الأثناء مديريات إب لحشد المقاتلين إلى الحديدة ودفع أهلها للخروج منها نازحين!

 

في الأثناء يتوافد النازحون من الحديدة على إب، ولا يجدون أية أدوار لتلك السلطات الانقلابية عدى الحديث في وسائل الإعلام الموالية، ومعاناة إضافية تواجههم ممثلة في ارتفاع أسعار المساكن والمواد الغذائية التي ترتفع كل يوم بحكم الاتاوات المالية الضخمة التي يفرضها الحوثيون على التجار.

 

حقاً "اللي اختشوا ماتوا"..يقاتلون في الحديدة ويحشدون المقاتلين إليها ويتسابقون في ذات الوقت لنهب المساعدات باسمهم ويطلبون الشكر على ذلك..بأكثر من يد يأكلوا ويقتلوا وينهبوا ولا يختنقون وكأنهم في مأمن مما يفعلون!

 

أفعالهم تلك ستغرقهم، طال الزمن أو قصر، ووقتها لن يجدوا أحداً ينقذهم وعسى أن يكون ذلك اليوم قريبا.