السبت 11-05-2024 08:25:35 ص : 3 - ذو القعدة - 1445 هـ
آخر الاخبار

مجازر الحوثيين بحق اليمنيين.. دماء الأبرياء تدين صمت المجتمع الدولي

الخميس 10 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 10 مساءً / الاصلاح نت - خاص/ عبدالرحمن أمين

 

لا يكاد يمر أسبوع واحد إلا وتشهد اليمن مجزرة جديدة من مجازر المليشيا الحوثية التي ترتكبها بحق أبناء اليمن، ناهيك عن القتل اليومي المتكرر في خطوط المواجهة، وكذلك في الأرياف والمدن الخاضعة لسيطرتها نتيجة الممارسات الإجرامية من قبل المشرفين الحوثيين والنافذين دون رقيب ولا حسيب، ضاربة بكل الإدانات والتنديدات عرض الحائط.

ومع كل مجزرة ترتكبها مليشيا الحوثي تلجأ عادة إلى الفبركة والتلفيق والأكاذيب والتزوير لتباشر إلصاق التهم بخصومها وتحميلهم مسؤولية كل ما يحدث، محاولة قلب الحقائق وتزويرها، والظهور بهيئة الناسك العابد المبرأ من كل التهم. عدن والحديدة وتعز ومأرب ليست وحدها التي تعرضت لأبشع المجازر، إلا أنها كانت الأكثر تضررا من بين المحافظات التي طالها إرهاب الحوثيين، وجرائمهم فيها كانت الأكثر دموية وبشاعة.

ووفقا لتقرير فريق الخبراء الدوليين المعني بالشأن اليمني المقدم لمجلس حقوق الإنسان العام الماضي، فإن مليشيات الحوثي ارتكبت في يوم واحد مجزرة مروعة بحق المدنيين في عدن، أثناء اجتياحها المدينة عام 2015، حيث قتلت 107 مدنيين بينهم 32 امرأة و29 طفلاً، مشيراً إلى أن عدد المصابين في هذا الهجوم الدموي للمليشيات الحوثية على مناطق مدنية في مديرية دار سعد بعدن بلغ 198 مدنياً، بينهم 42 امرأة و28 طفلاً، فضلاً عن تدمير 14 منزلا بشكل كامل.

ويتحدث التقرير عن جرائم أخرى ارتكبتها مليشيات الحوثي في عدن ترقى إلى جرائم حرب، منها منع عشرات المرضى من الوصول إلى المستشفيات مما تسبب بوفاة العشرات بينهم النساء وكبار السن، نتيجة عدم حصولهم على الخدمات الطبية.

ويشير إلى أن الحوثيين قاموا بتصفية وإعدام عشرات المرضى والجرحى بعد سيطرتهم على المستشفيات في عدن وتحويلها إلى مواقع عسكرية.

ويقدر ناشطون ومنظمات حقوقية أن الحوثيين مسؤولون عن مقتل (5801) مدني، بينهم ( 372) طفلا و(337) امرأة و( 105) مسنين، وتتحمل مليشيات الحوثي وحلفاؤها المسؤولية عن إصابة (26105) حالات بينها (586) طفلا و(614) امرأة و281 مدنيا أغلبهم من المسنين. وبحسب مدير مكتب الأشغال العامة في عدن ياسر الصراري، فإن فريق حصر الأضرار وثق تضرر (1090) منزلا في عدن نتيجة الحرب منها (645) منزلا غير صالحة للسكن في المدينة. محافظة تعز هي الأخرى كانت حاضرة وبقوة في مشهد دموي صادم، إذ شهدت المحافظة منذ العام 2015 وحتى هذه اللحظة جرائم متواصلة بحق المدنيين، كان من بينها قصف المليشيات الموالية لإيران جناح النساء في سجن تعز المركزي بأربع قذائف في شهر أبريل من العام الجاري، مما أدى إلى مقتل ست نساء وإصابة 28 أخريات، بحسب ما أكدته مصادر حكومية وحقوقية.

وأفاد تقرير لمكتب وزارة حقوق الإنسان في محافظة تعز بمقتل أكثر من 2700 مدني بنيران مسلحي المليشيات. ويقول التقرير إن عدد وقائع الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي ضد المدنيين في مدينة تعز وبعض مديريات المحافظة خلال الفترة من مارس/آذار 2015 حتى 15 يونيو/حزيران 2019 بلغت (30494) انتهاكا. وأضاف أنه رصد من بين هذه الانتهاكات مقتل (2720) من الرجال والنساء والأطفال، ولفت إلى أن إجمالي عدد المصابين من الرجال والنساء والأطفال بلغ أكثر من 13 ألف مصاب.

وغير بعيد من تعز تأتي محافظة الحديدة ضمن المحافظات الأكثر تضررا مسجلة أرقاما صادمة من القتل والدمار على أيدي الحوثيين، كان آخرها مقتل وإصابة 16 عاملا جراء سقوط صواريخ عشوائية أطلقتها مليشيا الحوثي على سكن العمال بمصنع إخوان ثابت نهاية الأسبوع الماضي.

فقد كشف الإعلام العسكري للقوات المشتركة في اليمن أن عدد الضحايا المدنيين في محافظة الحديدة منذ بدء سريان الهدنة الأممية في 18 ديسمبر 2018 وحتى الآن بلغ 2574 قتيلاً وجريحاً، بينهم نساء وأطفال ومسنون. محافظة مأرب لم تكن بمنأى عن إجرام الحوثيين ووحشيتهم، فقد ظلت منذ الانقلاب الحوثي المشؤوم وحتى هذه اللحظة وجهة لصواريخ المليشيات وقذائفهم وطائراتهم المسيرة، فلم تعد المليشيات بحاجة إلى الرصد والتحديد، إذ بات كل شيء في مأرب هدفا للقصف الهمجي.

فعلى مدى سنوات الحرب الماضية لم تستثن صواريخ الحوثيين وقذائفهم مدرسة ولا مسجدا ولا مجمعا سكنيا ولا مناطق مأهولة إلا طالته حممهم ونيرانهم.

وبينت إحصائية حكومية، نشرها الموقع الرسمي لمحافظة مأرب بالتعاون مع مكتب حقوق الإنسان في المحافظة، أن الجماعة الحوثية المدعومة إيرانياً استهدفت مدينة مأرب بـ244 صاروخاً تنوعت بين صواريخ "باليستية" وصواريخ "كاتيوشا" خلال السنوات الماضية. وأوضحت الإحصائية أن الصواريخ الحوثية التي استهدفت مدينة مأرب شملت 112 صاروخاً باليستياً، و131 صاروخاً من نوع "كاتيوشا"، وصاروخ من نوع "أورجان"، متسببة في مقتل وجرح 689 مدنياً بينهم 92 طفلاً وامرأة، منذ مطلع أبريل 2015 وحتى 14 يوليو 2020.

ومع كل هذا الصلف والإجرام والمجازر البشعة التي ترتكبها المليشيا الحوثية بحق هذا الشعب بشكل متكرر والتي ترقى إلى "جرائم حرب"، تقابل بصمت مطبق وتصريحات خجولة وغض للطرف من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، إذ ما زالت أصوات الاستغاثات ومطالب تصنيف المليشيا كجماعة إرهابية إجرامية تراوح مكانها ولم تصل إلى أسماع المعنيين بحقوق الإنسان.

فرغم كل تلك الأساليب المروعة في القتل والجرائم التي مارستها وتمارسها جماعة الحوثي من قتل للمدنيين من الأطفال والنساء والمسنين من خلال استهداف المناطق الآهلة بالسكان، وتشريد وإفقار وتجويع الناس وغيرها من الجرائم التي أثارت سخطا شعبيا واسعا ضد المليشيات، إلا أنها ما زالت تسرح وتمرح متباهية بجرائمها نتيجة الصمت المريب من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مما شجع المليشيات وأغراها بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات.

استمراء للإجرام وشهية للقتل وسفك الدماء يجسد الحوثيون "المسيرة الإيرانية"، موغلة مليشياتهم في كل أشكال الإرهاب. فما يحدث على أيدي "الباسيج" في إيران و"الحشد الشعبي" في العراق و"شبيحة بشار الأسد" في سوريا يتم ممارسته هنا في اليمن ويتم استنساخ تلك المليشيات ليقوم الحوثيون بنفس الدور الإجرامي والنفسية المتوحشة والنهج الدموي. ويهدف الحوثيون من خلال الإيغال في القتل وسفك الدماء بطريقة بشعة ومروعة إلى بث الرعب والخوف في أوساط أفراد المجتمع ليسهل عليهم السيطرة على المناطق الواقعة في قبضتهم وحكمها بالقوة دون أدنى اعتراض خشية أذاها وإرهابها.

وكانت المليشيات قد استهدفت مستشفى الأمل لعلاج السرطان بتعز في أبريل الماضي بقذائف المدفعية ومضاد الطيران، مما أسفر عن إصابة اثنين من العاملين في مجال الرعاية الصحية وإلحاق أضرار بالمرفق وتسبب بحالة رعب لعشرات المرضى والمراجعين الذين يكتظ بهم المستشفى.

وفي أبريل أيضا قتل 3 مدنيين وأصيب 8 آخرون بقصف عشوائي حوثي استهدف سوق المقهاية الشعبي غرب مدينة تعز بطريقة مباشرة أثناء ازدحام المواطنين، مما ضاعف عدد الضحايا.

وفي نوفمبر الماضي، ارتكبت مجزرة جديدة بحق المدنيين في حي الكمب جوار جامع الخير، وأسفرت عن سقوط ضحايا في أوساط المدنيين كلهم أطفال من بينهم ثلاثة أشقاء قتل أحدهم، وذلك أثناء عودتهم من المدرسة في مديرية صالة شرق مدينة تعز.

وفي نوفمبر الماضي أيضا، سقط سبعة قتلى وجرح عشرة آخرون في مجزرة ارتكبتها المليشيا الحوثية في قرية القازة التابعة لمديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة حين استهدفت القرية بقذائف المدفعية، وغالبية الضحايا من الأطفال والنساء.