الجمعة 17-05-2024 10:45:21 ص : 9 - ذو القعدة - 1445 هـ
آخر الاخبار

رابطة أمهات المعتقلين.. نشاط حقوقي يوثق ويفضح جرائم الحوثيين وراء القضبان

الأحد 30 يونيو-حزيران 2019 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - خاص - زهور اليمني

 

ما إن تم الانقلاب حتى بدأ الحوثي خطوته الثانية، والتي كانت في نظره الخطوة الأهم، التي يستهدف من خلالها كل شخص يفترض أنه معارض له أو كان له سابق خصومة معه، فامتلأت السجون والمعتقلات بأعداد بشرية هائلة تفوق العشرة آلاف معتقل، كما ذكرت بعض التقارير الحقوقية التي وثقت لتلك الانتهاكات.

لقد ظن قادة الانقلاب بأنهم في خطوتهم تلك، وفي تكديسهم حياة الأبرياء خلف القضبان، بأنهم يفتحون مساحة أخرى تضمن لهم نجاحا مكتملا لما قاموا به، كما أنها تؤمن جانبهم من أي ردة فعل مجتمعية محتملة حول ما قاموا به، ولم يدركوا بأنهم قد بدؤوا بخطوتهم هذه باباً للمعركة الحقيقية والامتحان الأصعب، وأنهم يضعون أنفسهم أمام إرادة وعزة وعزيمة الأحرار، الذين انتهت بهم تلك الأفعال إلى السجون والأقبية.

في ظل هذا القمع الوحشي لكل معارض للمليشيات وقتلها واعتقالها للرجال، لعبت المرأة اليمنية دورا بارزا في مواجهته لم يسبق أن قامت به من قبل، إذ أنشأت رابطة أسمتها "رابطة أمهات المعتقلين"، لتجعل من الأمهات قوة جديدة في مواجهة تلك الانتهاكات، وتشكيل إضافة جديدة لسجل المرأة اليمنية التي كانت تعاني من التهميش. اليوم المرأة اليمنية استطاعت أن تقف بشجاعة وتسجل حضورها وبقوة، وتدافع وحيدة بشراسة عن أبنائها الذين اعتقل الحوثيون الكثير منهم دون تهمة، وعبر هذه الرابطة دشنت الأمهات عهدا جديدا في التعامل مع واقع أبنائهن، ومن مساحة أوسع وأعلى.

تفرعت الرابطة فشملت معظم محافظات الجمهورية، وأصبح لهن كتابا مفتوحا من الأنشطة والأعمال التي يقدمنها في هذا السبيل. صارت الوقفات الاحتجاجية شبه يومية، بالإضافة إلى البيانات والتقارير المترجمة لعدة لغات، وأعمال أخرى تتزامن مع عدة مناسبات، وبجهود شخصية وذاتية في غالب الأحيان.

ففي خلال الستة الأشهر من عام 2019، كان للرابطة عدة أنشطة لم تستطع أي منظمة القيام بها، من ضمن هذه الأنشطة:

البيانات: 36

الوقفات: 38

اللقاءات مع المعنيين ووفود إعلامية: 12

الإحصاءات:

الموت تحت التعذيب: 20 حالة

عدد المختطفين: 511 مختطفا

الزيارات: كان هناك منع للزيارات، تصل لعدة أسابيع، والبعض منها إلى عدة أشهر.

الأكثر تعرضا للمنع من الزيارات هم مجموعة الـ36، بالإضافة للصحفيين.

في أيام منع الزيارات، تعرض المختطفون للتعذيب الشديد والاحتجاز لأيام طويلة في زنازين انفرادية، ومنع من إدخال الطعام والأدوية لهم، بل تم سحب جميع ملابسهم وفرشهم في أشد أيام برد الشتاء.

مجموعة 36: هم من تتم محاكمتهم منذ أكثر من عامين. الصحفيون: هم عشرة تم القبض عليهم في 9 يونيو 2015، خلال مداهمة واحدة لفندق قصر الأحلام في صنعاء، وهم يمارسون عملهم، حيث إنه كان أحد الأماكن القليلة في صنعاء التي لديها اتصال بالإنترنت والكهرباء. والصحفيون هم: عبد الخالق عمران، وهشام طرموم، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وحسن عناب، وأكرم الوليدي، وهيثم الشهاب، وهشام اليوسفي، وعصام بلغيث، وصلاح القاعدي.

القتلى تحت التعذيب هم المختطفون:

1- أديب محمد ربيع

2- أمين يحيى محمد حنينة

3- أنس علي يحيى مغلس

4- توفيق أحمد محمد الحجي

5- جلال الدنيوف عزام

6- عبد الحليم محمد عبد الواحد الصوفي

7- علي جار الله العمري

8- ماجد فرحان الزراري

9- محمد عبد الله الشطر غبار

10- محمد علي

11- محمد غالب ناده

12- هلال الجرافي

13- ماجد الدوابيا

14- نصر علي محسن العمري

15- زايد أحمد ناصر صوفان النمشة

16- نشوان مقبل سيف

17- يحيى هادي صالح النمشة

18- محمد يحيى فتيني المسعودي

19- عادل عياش مطري محبوب

20- حامس راجح علي سراج

منذ تلك اللحظة التي تم فيها اعتقال أبنائهن، وحتى كتابة هذا التقرير، وهن يكافحن بشتى الوسائل والأساليب للتخفيف من المحنة التي يتعرض لها فلذات أكبادهن.

إنها الأم اليمنية التي لا تفقد الحيلة حين يتعلق الأمر بابنها، وحين تعلم بأنه يعيش ظلما مكتملا يسعى للقضاء عليه، حينها تسعى مفتوحة الفؤاد، وتقف حادة العينين، وتستمر كما لو أنها تبدأ.

إنها أقوى من قلاع العسكر، وأدهش من مصفحات الجيوش، وأصلب من آلاف الوجوه التي صمتت وفتحت الخط الأسود كما قيل حينها. هي التي ظلت وما تزال صامدة في وجه الإرهاب والانقلاب معا، في حين لا يجرؤ أحد في العاصمة صنعاء أن يحرك عيناه في وجه الانقلاب، فضلا عن أن يحرك شفتيه. نعم ليس في مقدور أحد فعل ذلك سوى أم مكلومة حزينة، تأتي إلى باب المعتقل وتصرخ في وجه الحوثيين، وتنفذ وقفة احتجاجية ترفع بها الرجولة نحو السماء، وتعيد بها صياغة وعينا الذي كدنا نفقده، جراء صدمات عدة تعرض لها، تفعل ذلك وتعود لمنزلها كي تعد خطة اليوم القادم.