الجمعة 26-04-2024 13:23:02 م : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

في معتقلات المليشيات يغدو الموت حلماً.. شهادات حية عن فظاعة التعذيب!

الثلاثاء 23 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت- متابعات

 



كشف التقرير الأخير الصادر عن رابطة أمهات المختطفين، عن بشاعة الممارسات والتعذيب الوحشي الذي تمارسه مليشيات الحوثي الإيرانية، بحق اليمنيين المختطفين لديها.
وأشهرت الرابطة، مطلع الأسبوع الجاري، تقريرها الذي يتضمن شهادات مختطفين محررين من معتقلات المليشيات الانقلابية، وتضمن شهادات لمحررين عما تعرضوا له من أساليب وصور التعذيب النفسي والجسدي.
وحمل التقرير عنوانا "حين يكون الموت أمنية!".
كما تضمن التقرير رسومات توضيحية عن أساليب التعذيب الذي تمارسه المليشيات الحوثية في معتقلاتها السرية في العاصمة صنعاء ومحافظات تحت سيطرة هذه المليشيات، وجاءت الرسوم كخلاصة لما تعرض له الشهود أنفسهم.


شهود على اللاإنسانية


يتحدث الشاهد الأول (ع.ب/ 39 عاما) من محافظة صنعاء كيف اختطفته مليشيات الحوثي وقامت بتغطية عينيه ووضع القيود على يديه وغطته ببطانية كبيرة وكاد أن يختنق، ثم ضربوه بأعقاب البنادق وهددوه بالتصفية الجسدية وما تعرض له في معتقل سري في مديرية متنة بني مطر من ضرب سياطهم المفتولة من أسلاك الكهرباء ولكماتهم حتى فقد الوعي جراء الضرب، وكانوا يتعمدون استخدام السياط على الظهر والأيدي والركبتين، وكيف سحبوه إلى زنزانة صغيرة جداً شديدة البرودة يطلق عليها الضغاطة، ورفضوا السماح له بدخول دورة المياه.
وقال (ع.ب): ان المحققين قاموا بتكسير الأصابع بلفها إلى الخلف والضرب المبرح بأسلاك الكهرباء وأسياخ الحديد وأعقاب البنادق واللكم على الوجه والخنق حتى الشعور بالموت وربط اليدين والقدمين بحبل وبشدة وعلقوه على قضيب من الحديد تمتد بين اليدين والقدمين (الشواء) مع الضرب بالسياط والتهديد بنزع أظافره وغرز الإبر في مفاصله.
ويؤكد أنه بقي على هذه الوضعية لمدة تزيد عن أربع ساعات، وفي اليوم الثاني أخذوه وجراحه لم تلتئم بعد وهددوه باستخدام العصا الكهربائية والكرسي الكهربائي ونزع الأظافر وغرز إبرة في جسده، وبدأ التحقيق والضرب والتعليق لعدة ساعات حتى تورم الذراع واليدين وتمزق أنسجة الظهر والركبتين، ويوضح أنه بقي ستة أشهر في ذلك المكان ثم نقلت إلى السجن المركزي بصنعاء.
ويقول الشاهد الثاني "حمدي أبو الغيث" (38 عاما) من محافظة الحديدة: "عند اختطافي (بتاريخ 1/12/2015) قاموا باحتجازي في أمن المنطقة وأدخلوني في غرفة مظلمة وربطوا على عيوني ثم أدخلوا في أنفي إبرتي خياطة عن اليمين وعن اليسار حتى خرجت الإبر من الجانبين واستمرت لعدة ساعات ثم قاموا بضربي بخشبة على وجهي وبطني وقدمي حتى سالت الدماء من وجهي وسائر أجزاء جسمي ورفضوا إسعافي، كما أفرغوا مادة مجهولة في وريدي عن طريق إبرة، ثم نقلوني إلى معتقل آخر وهناك قاموا بضربي بكيبل الكهرباء من الساعة الثانية عشر ليلا الى الساعة الخامسة فجرا ضرب مزدوج من قبل شخصين حتى أغمي علي يريدون مني الاعتراف بأشياء لم أقم بها ولا أعرف عنها شيء".
ويتابع: "ثم نقلوني الى إحدى المزارع و تم قصف طائرات التحالف لتلك المزرعة فاستشهد أربعة منا وكنت ضمن الجرحى فنقلونا في ثلاجة سمك محكمة الإغلاق وأغلقوا علينا الباب حتى كدنا نموت من انعدام التهوية وألم الجراح، ولم نلبث في المستشفى إلا يوما واحدا فقط، ثم أعادوا احتجازنا في مكان آخر معرض للقصف، وما زالت دماؤنا تنزف من أجسادنا، وبالفعل تم قصفه ونجونا للمرة الثانية".
 ويردف أبو الغيث: "ظللنا لمدة عام ونحن مقيدي الأرجل وممنوعين من الاتصال والتواصل بأهلينا وممنوعين أيضا من التعرض للشمس وكانوا يغلقون الأبواب والنوافذ علينا رغم حرارة الجو المرتفعة وكان الطعام الذي يقدم إلينا متعفن وبكميات قليلة للغاية، ولم يكن يسمح لنا بالخروج إلى دورة المياه مما يضطرنا للتبول وقضاء الحاجة في نفس الغرفة".

اعتداءات جنسية

ومن محافظة عدن يوضح (م. س) كيف اختطفته مليشيات الحزام الأمني واقتادوه ومن معه معصوبي الأعين إلى مكان مجهول، وقاموا بتعذيبهم وتجريدهم من ملابسهم، وانهم تعرضوا للتحرش الجنسي بطريقة استفزازية مع التهديد بالاغتصاب، وتم تعليق بعض المعتقلين خلال شهر رمضان، كما كان يتم اجبارهم على الإفطار ومنعهم من الصلاة.
 ويتابع: "وكنا إذا ذكرنا الله يقومون بسب الرب والدين أمامنا".
ويضيف بمرارة: "ومن أكثر المواقف المؤلمة التي أتذكرها أنهم أحضروا فتاة، وقاموا باغتصابها أمام المعتقلين".

ترويع وحشية

أما (ح. س. ج) محافظة ريمة -20 عاما- فقد اُختطف من إحدى النقاط من قبل جماعة الحوثي المسلحة وتم احتجازه في احتياطي الثورة كان يعاني من حالة نفسية ويستخدم أدوية لذلك وكان يصرخ في السجن ويناشد القائمين عليه أن يسمحوا له بإدخال علاجه ويحدثهم أنه كان في طريقه إلى مستشفى الأمل للأمراض النفسية والعصبية، و أن لديه ملفا في المستشفى المذكور وبإمكانهم الرجوع إليه والتأكد من ذلك ولكن دون جدوى؛ إذ كانت حالته تسوء يوما بعد يوم و لم يستجب أحد لمناشداته، وبدلا من تلقيه العلاج النفسي كان يتلقى الصفعات و جلسات التعذيب التي ما كان يقوى جسمه الهزيل على تحملها لدرجة أن أذنه كانت تسيل الدماء منها جراء الاعتداء عليه بالضرب في وجهه ورأسه، ثم تحول الدم إلى قيح وصديد يخرج من أذنه وهو يصرخ من الألم و كلما عبر عن ألمه أو وجعه زادوا في تعذيبه.
ويقول (م.ع) والذي كان محتجزا في احتياطي الثورة: "كنا في عنبر 5 وأخذوا (ح. س.ج) إلى الانفرادي و في الليل كنا نسمع صراخه وعويله بشكل مقلق فاستفسرنا عن ذلك وقمنا بعمل ضجة كبيرة في السجن حتى أعادوه إلى العنبر وكان يبكي بحرقة شديدة وعندما سألناه حكى لنا أن (أبو خليل ـ مشرف حوثي في السجن) قام بكلبشته بوضع السمكة بحيث يكلبش يده اليمنى مع رجله اليسرى و رجله اليمنى مع يده اليسرى ثم أدخل عليه أحد المجرمين قام بضربه واغتصابه وهو في هذه الوضعية؛ فشعرنا بالأسف الشديد لحاله وتحدثنا مع أبو خليل ولماذا يقوم بمثل هذا العمل الإجرامي فادعى أنه أنقذه قبل أن يتم الاعتداء عليه ولكننا نعرف كذبهم وإجرامهم.. ساءت حالته النفسية بعد هذه الحادثة حتى فقد التمييز وصار يدعى بالمجنون".
ويذكر (م . أ) 30 عاما محافظة صنعاء أنه تم اختطافه من أحد شوارع العاصمة صنعاء واقتياده إلى أحد المعتقلات معصوب العينين وتعرضه لمعاملة بالغة القسوة أثناء التحقيق منها التعليق لفترات طويلة مع الضرب المستمر على كل أجزاء الجسم حتى شعر بتمزق أطرافه، كما ربطوا يديه إلى الخلف ووضع طوبة على الظهر.
وتابع قائلاً: "من أساليب التعذيب النفسي في سجون الحوثيين تعليق المعتقل وبطحه على بطنه وتهديده بالانتهاك الجنسي مع تخويفه بأن زملاءه يتعرضون حينها للانتهاكات الجنسية، وأيضا من أساليب التعذيب الجسدي إدخال زجاجات المشروبات الغازية من فتحة الشرج أو ربط العضو الذكري بعد إرغامه على شرب الماء الكثير وربط الخصيتين وتعليق قارورة ماء فيها وأحيانا ربطها إلى طوبة، ومن أساليب التعذيب النفسي أنهم يمرون به على حافة حفرة الصرف الصحي ويهددونه بإلقائه فيها اذا لم يعترف بما يريدون".