الجمعة 26-04-2024 14:41:06 م : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

محللون سياسيون: اغتيالات عدن إرهاب منظم محمي بأجهزة الدولة

الأربعاء 01 أغسطس-آب 2018 الساعة 02 مساءً / الإصلاح نت - خاص
 

  

هكذا إذاً تبدو محافظة عدن التي أريد لها أن تكون عاصمة مؤقتة لكل اليمنيين بعيدة عن الانقلابيين والإرهابيين الحوثيين..تبدو مدينة لكل أعمال الإرهاب والاغتيالات والتفجيرات والعصابات المختلفة المتسترة بستار الدولة، وكأن المدينة لم تحرر بعد من المليشيات الانقلابية إلا لتعود إلى أحضان مليشيات أكثر إرهاباً منظماً وفتكاً تضرب التعايش بين المواطنين.


لم تعد عصابات القتل والإرهاب خافية بل يفصح عنها زعماؤها يومياً بشكل منشورات تحريضية في صفحات التواصل الاجتماعي تزرع المزيد من الشقاق والإجرام وإيغار الصدور ضد كل مختلف معها طال إجرامها حتى رجالات الدولة، كما فعلت مع العميد مقيرح، ومن قبله محافظ المحافظة سعد محمد صالح وآخرين.


عصابات القتل والإرهاب لا تهدأ يوماً إلا لتخطط لقتل المزيد ونشر الرعب في أوساط المواطنين.
يصحو الشعب اليمني كل يوم على حادثة جديدة من الحوادث الإرهابية، حيث تم بالأمس تفجير سيارة القيادي الإصلاحي عارف محمد علي في حي المعلا في محاولة لاغتياله بعد أن فشلت عملية سابقة قبل أيام في اغتيال القيادي الآخر صادق أحمد والذي أصيب بإصابات بالغة برصاصات توزعت في أنحاء جسمه ونجا بأعجوبة القدر.


وفي نفس اليوم تم محاولة اغتيال القيادي السلفي في جمعية الحكمة عادل الجعدي عبر تفخيخ سيارته انفجرت بعد نزوله منها في أحد أحياء عدن ولم يصب بأذى.
وتطورت عملية القتل من المسدسات الكاتمة إلى تفخيخ السيارات ما يدل على أن هناك أجهزة تعمل بإمكانيات عالية وحماية عالية من الاعتقال والمساءلة القانونية.
وما كادت هاتان الحادثتان تفشلان حتى تم تتويجها بحادثة أخرى تمثلت في اغتيال الشيخ السلفي محمد راغب بازرعة، إمام وخطيب مسجد عبدالله عزام بالمعلا دكة.


وخلال شهر يوليو المنتهي نفذت العصابات الإرهابية عشر عمليات اغتيال فشلت أربع منها ونجحت الأخرى، وهذه الحوادث هي:
اغتيال نائب مدير شرطة الشعب رائد الجهوري برصاص مسلحين في مديرية البريقة (3 يوليو)
اغتيال قائد شرطة بئر فضل العقيد فهمي الصبيحي برصاص مسلحين في المنصورة (12يوليو).
اغتيال مدير البحث الجنائي بسجن المنصورة سيف الضالعي برصاص مسلحين في المنصورة (19 يوليو).
اغتيال عاقل سوق القات المركزي بالشيخ عثمان عبدالرزاق الحاج برصاص مسلحين في الشيخ عثمان (17يوليو).
نجاة الشيخ عادل الجعدي من محاولة اغتيال بعبوة ناسف زرعت في سيارته في مديرية المعلا (17يوليو).
نجاة الناشط في إصلاح عدن صادق احمد محمد من محاولة اغتيال برصاص مسلحين في منطقة القلوعة (17 يوليو).
اغتيال الشيخ محمد راغب بازرعة إمام وخطيب مسجد عبدالله عزام برصاص مسلحين أثناء خروجه من مسجده (21يوليو)
اغتيال العميد ناصر مقيرح الجعدني مسؤول الاستخبارات في مطار عدن أمام مسجد في حي خور مكسر.
ولم تمر أسابيع على إطلاق سراح الدكتور عارف من معتقله السري الذي تم اختطافه إليه قبل أشهر حتى جرت محاولة اغتياله ونجله بالأمس، وكأن من اختطفه أطلقه ليقتله بعيداً عن المعتقل حتى لا يتحمل المسؤولية والتبعات القانونية في المعتقل وحتى لا تكون هوية القاتل معروفة ومحمية بأجهزة الدولة.

 

حملات تحريضية
تسبق عملية الاغتيالات هذه حملات تحريضية إعلامية ضد الإصلاح وكوادره في مواقع وصحف إعلامية معروفة جهات تمويلها، وكذلك حملات منشورات للمولين والراعين لها في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بات كل شيء واضحاً ولا "يكاد المريب أن يقول خذوني"، بل المعلوم بهذه الاغتيالات وممولي التحريض يقول ها أنا ذا متفاخراً بما يفعل وواضحاً وجلياً.
تعمل هذه الحملات التحريضية على تشويه الضحية وتوسع الهوة بينه وبين المواطن حتى لا يقف معه ولا يستنكر مثل هذه الأحداث وحتى يتم خلق بيئة مناسبة لعمليات الاغتيال.

 

إرهاب منظم
وحول عمليات الاغتيالات في عدن يقول المحلل السياسي الدكتور فيصل علي إن "ما يجري في عدن ليس سوى إرهاباً موجهاً ضد الشعب وضد الحكومة الشرعية معاً.. الإرهاب المتعارف عليه يأتي بشكل مختلف كتفجير دوريات الشرطة ومقار الجيش والأمن".. ويضيف "علي": "هذا الإرهاب مختلف يستهدف مواطنين عبر عبوات ناسفة، وتفخيخ سيارات، وهجوم قادة عسكريين على مخيمات اللاجئين.. فعل قبيح لإرغام الشرعية على الرضوخ لمطالب داعمي الأحزمة الإرهابية لا أكثر".


وقد كتب الدكتور محمد جميح في صفحته "فيسبوك" منتقداً هذه العمليات، وطرح الكثير من التساؤلات، حيث قال: "لم يعد المواطن اليمني في عدن أو غيرها من مدن البلاد يلتفت للخطاب المضلل الذي يريد صرف الناس عن القاتل، وتمييع دماء الضحايا. على أمن عدن أن يعترف بالفشل الذريع، أن يعترف أنه ليس مؤسسة تتبع وزارة، بقدر ما هو جماعات تتبع "أبو فلان" و"أبو علان".
هل يعقل أن المدينة تغرق في بحر من الاغتيالات السياسية والأمنية، دون أن يُلقى القبض على متهم واحد خلال ثلاث سنوات وأكثر؟!
هل يعني عدم القبض عليهم أنهم يستقوون بأطراف سياسية وأمنية وعسكرية؟


هل عادت حملة الاغتيالات لكي تقول إن الإفراج عن بعض المعتقلين قسرياً كان خطأً، على الرغم من أن هؤلاء المعتقلين لم توجه لهم أي تهمة؟
هل يراد تصفية هؤلاء المعتقلين بعد الإفراج عنهم تحت ضغط المناشدات الدولية والحملات الإعلامية؟"
الدكتور جميح تساءل حول الأهداف الخفية من وراء هذه الاغتيالات والتي تريد أن تجعل الرئيس هادي في خطر فقال: "هل تريد الأيادي التي تحرك هؤلاء المجرمين الجوالين في عدن أن تثبت أن الرئيس هادي في خطر وأن عليه مغادرة البلاد؟
هل تريد تلك الأيادي أن تقول إن الحكومة لم تعد قادرة على ضبط الوضع الأمني، وبالتالي فإن عليها الرحيل؟".
وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان انتقد العملية واعتبر أن عدن في طريقها لأن تصبح بغداد الثانية في عمليات التفجيرات، حيث كتب في صفحته "فيسبوك": "صُبْح عدن الدامي!


عدن في طريقها لأن تصبح بغداد الثانية!
تفجير سيارة أمين عام نقابة أطباء عدن وعضو مجلس محلي عدن الدكتور عارف أحمد علي، يفجّرون سيارته لمجرّد أنه قيادي في حزب الإصلاح!
تفجير في قلب عدن ..في المُعلا
تم بتر ساق ولده أحمد نتيجة الانفجار
وما يزال في غيبوبة حتى اللحظة
قبل أشهر تم اعتقال الدكتور أحمد
ليتم الإفراج عنه مؤخرًا ..
وليتم تفجير سيارته صباح اليوم!
إذا لم يكن هذا إرهابًا فماذا يكون؟!".

 

صمت مريب!
بدوره انتقد نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، صمت الحكومة والأجهزة الأمنية حول حوادث الاغتيالات في عدن، فكتب على صفحته "فيسبوك": "الإرهاب يلتف حول عدن ويستهدف وجهها المدني والسياسي ويتتبع كل الذين كان لهم دور في مواجهة الحوثيين وحماية عدن من هجوم الانقلابيين.


يضرب الإرهاب عمق عدن ويتحرك فيها وكأنه الحاكم لها يقابل هذا صمت مريب من قبل أجهزة الأمن وقيادة الشرعية التي انحاز لها كل الذين يتساقطون الان يوم تعرضت للخذلان الكبير".
يضيف العديني: "الإرهاب الذي يتحرك الآن في عدن وينفذ جرائمه بكل يسر وسهولة يحول المدينة من عاصمة لدولة إلى منطقة تهديد لحقوق الإنسان ومكان خالي من فرص العيش الأمن ولا أظن ان هذه الصورة تخدم الشرعية ولا التحالف العربي".
واعتبر العديني مواجهة الإرهاب وما يجري في عدن "معركة وطنية لا تقل عن معركة الانقلاب؛ فالإرهاب يقتل الإنسان بنفس توحش الانقلاب وعلى الجميع مواجهته".


ودعا العديني إلى تشكيل "لجنة تحقيق لا نقول دولي ولكن لجنة تحقيق مشتركة تتشكل من الجهات الحكومية والتحالف العربي تفتح ملفات الاغتيالات التي تمت منذ تحرير المدينة وحتى الآن.
لجنة تتشكل من عناصر لديها سجل نظيف وليست متورطة في ممارسات انتهاكات ضد حقوق الإنسان وتؤمن بفكرة القانون وسلطته".

 

خدمة المشروع الحوثي
تبدو العاصمة عدن وكأنها غير محررة ويساء لها كثيراً كما يساء للشرعية في عملية تكاملية مع المشروع الانقلابي الحوثي.
حيث تظهر هذه الحوادث الإرهابية عدن كعاصمة غير آمنة يعبث بها الإرهاب وتجهض كل دعوات الحكومة للمنظمات الدولية بفتح مقارها هناك وكذلك السفارات وتظهر عدن بالبيئة غير الملائمة للعمل الدبلوماسي واستقبال السفراء والمنظمات والوفود السياسية وغيرها، الأمر الذي يعزز المشروع الحوثي في نظر المجتمع الدولي ويضغط على عدم التحرير والقبول بالمشروع الحوثي كأمر واقع ويضعف الشرعية في كل حالاتها السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية، وقبل هذا وذاك يزعزع ثقة المواطنين بالسلطة الشرعية وقيادتها وهم يرون عجز هذه الدولة في بسط الأمن في العاصمة المؤقتة وقرض قوة القانون والقبض على العصابات التخريبية الإرهابية.