الجمعة 26-04-2024 03:50:13 ص : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

صورة من اليمن .. الحيدري.. قيادي إصلاحي اختطفته المليشيا وأعادته جثة هامدة تثير غضب اليمنيين

الإثنين 14 مايو 2018 الساعة 12 صباحاً /   الإصلاح نت - متابعات

   

أثارت صورة لجثمان القيادي في حزب الإصلاح صادق الحيدري، الذي توفي جراء التعذيب في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية وبجواره أولاده بعد أن أفرجت المليشيا عن جثمانه، موجة غضب واسعة لدى اليمنيين، على شبكات التواصل الاجتماعي.

 

واختطفت مليشيا الحوثي الحيدري، في منتصف يوليو 2016 من منزله بمنطقة الحوبان، وسجن الحيدري في مدينة الصالح السكنية وتعرض للتعذيب، ثم نقلته من سجن مدينة الصالح وأودعته سجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار.

 

الحيدري البالغ من العمر 43 عاما، أحد قيادات حزب الإصلاح في تعز الذين بقوا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية ولم يخطر بباله أنه على موعد مع القضبان بالرغم من ابتعاده عن العمل السياسي.

 

توفي الحيدري تحت التعذيب، الثلاثاء الماضي، بعد تعرضه لـ "التعذيب الشديد والضرب في سجون المليشيا الانقلابية بعد ثلاثة أيام من نقلها له لأحد المستشفيات في محافظة ذمار".

 

ينتمي الحيدري لمنطقة الأفيوش التابعة إداريا لمحافظة إب، متزوج ولديه خمسة أطفال ندى وأحلام وملاك ومحمد وعمر، كما أن والدته توفيت في الـ7 من شهر مارس العام الماضي، حيث قضت كمدا وحسرة على نجلها.

 

يقول أحد أقرباء صادق لـ"الموقع بوست" إن أمه توفيت حسرة وقهراً على نجلها، وكانت تتمنى سماع صوته ولكنها توفيت ولم تعرف عنه أي شيء أو تسمع صوته، لافتاً إلى أن مليشيا الحوثي الانقلابية اختطفته من منزله ونقلته إلى سجنها في مدينة الصالح، فيما تعرض لكافة وسائل التعذيب ومن ثم تم تحويله إلى كلية المجتمع بمحافظة ذمار، تلك الكلية التي حولتها المليشيا إلى معتقل مرعب ورحلة رعب وموت بحق العشرات من المختطفين.

 

وأضاف قريبه أن المليشيا الانقلابية اختطفته من منزله بعد مداهمته ليلاً وكان حينها يعاني من مرض الكلى وتم إخفاؤه ما يقارب العام بدون أن نعرف عنه أي شيء أثناء اعتقاله في مدينة الصالح، وبعد أن نقل إلى كلية المجتمع بمحافظة ذمار تفاجأنا باتصال منه وكان يتصل علينا كل نهاية الشهر ويتكلم معنا كلمات معدودة لنرسل له مصاريف فقط ويتم قطع المكالمة عليه.

 

ويضيف: "بعد يوم من اختطافه أقدمت المليشيا على نهب سيارته "هايلوكس غمارتين" وقامت بتركيب سلاح رشاش عليها وكانت تستخدمها كدورية لاعتقال الناس، وبعد فترة انقلبت السيارة وكما قيل إنها تدمرت بشكل كامل".

 

ويتابع قريبه لـ"الموقع بوست": "عندما أبلغنا صادق بأن والدته قد فارقت الحياة لم يصدق وكذبنا ومن شدة التعذيب على ما يبدو كان قد أصيب بضعف في ذاكرته وبالإضافة إلى أنه قد أصيب بمرض نفسي".

 

وأردف: "قبل ثلاثة أيام وصلنا الخبر أنه تم نقله إلى العناية المركزة والأطباء نصحوا الحوثيين أن يطلقوا سراحه، لأن حالته تستدعي ذلك لكنهم رفضوا، وأبلغونا أمس ليلاً أنه قد فارق الحياة".

 

واستطرد: "تلقينا خبر وفاته بصدمة كبيرة، وأصيب أطفاله وزوجته بالصدمة النفسية أثناء تلقيهم الخبر، كنا نتصور أنه سيتجاوز أزمته الصحية التي يمر بها".

 

وتداول ناشطون صورة لأولاد الحيدري وهم بجوار جثمان أبيهم في مشهد محزن، يكشف عن صلافة وإجرام المليشيا والنهج الذي تمارسه في تعذيب المختطفين.

 

وفي السياق، علق البرلماني اليمني شوقي القاضي، مخاطبا زعيم المليشيا قائلا: "الأخ عبدالملك الحوثي: أسأل الله أن يفجعك دنيا وآخرة، كما فجعت هؤلاء الأطفال بأبيهم".

 

وقال: "في الصورة أيتام الشهيد صادق الحيدري (عمر وأحلام ومحمد وندى وملاك) يتسلمون جثة أبيهم، بعد أن انتظروا خروجه من معتقل مليشيا الحوثي منذ ثلاث سنوات".

 

المحامي عبدالرحمن برمان، قال: "صورة مؤلمة تكررت في أكثر من بيت من بيوت المعتقلين في اليمن"، مشيرا إلى أن الحوثي عدو الإنسانية.

 

الصحفي يوسف عجلان، الذي اختطفته المليشيا لعام ونصف قال: "حقد في قلوبهم ولعنة تحل على إنسانيتهم، هؤلاء هم الحوثيون الذين أفقدوا أطفالاً أباهم، ورملوا امرأة تعيل أولاده، وتركوا عائلته تنتظره ثلاث سنوات، ليكون الخبر الصاعق لهم بوجوده، لكن ميتاً".

 

وأضاف: "كم هي لحظات الألم التي نراها في عائلته المكلومة". وقال: "صورة تحمل ألف كلمة ولكن ما في قلوبهم وعيونهم أقسى وأصعب من ألف كتاب يتحدث عنهم".

 

وتابع: "تلك هي قصة عائلة (صادق قايد فرحان الحيدري) الذي اختطفه الحوثيون من تعز وأخفوه ثلاث سنوات، وظهر ميتاً متأثراً بالتعذيب الذي لحق به". واستدرك قائلا: "تباً للإنسانية".

 

الصحفي صدام الكمالي بدوره قال: "كانوا ينتظرون والدهم حياً بعد ثلاث سنوات من الإخفاء القسري في سجون مليشيات الحوثي، لكن بعد كل هذا الفراق عاد إليهم والدهم "جثة".

 

وأضاف: "في الصورة أبناء صادق فرحان الحيدري الذي توفي تحت التعذيب، وهو رقم 118 في سلسلة المخفيين قسراً المتوفون تحت التعذيب في سجون مليشيات الحوثي".

 

الناشط الحقوقي أمين الشفق، الذي أفرجت عنه المليشيا مؤخرا بعد اختطافه قرابة عامين قال: "يا الله ما أقساها من لحظات"!

 

المصدر: الموقع بوست