الجمعة 26-04-2024 12:34:54 م : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

وسائل التواصل الاجتماعي.. أدوار مزدوجة في زمن الحرب والأزمات

الثلاثاء 10 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت- خاص/ أسامة الليث

 

قبل سبعين عاماً، أصدر جورج أورويل روايته الشهيرة (1984)، في هذه الرواية نجد الأخ الأكبر يطلع على كل شيء، يراقب كل حركة وسكون.

 نحن اليوم نعيش دور الأخ الأكبر بطريقتين مختلفتين، تراقب موقع التواصل كل ما نفعله، لاعبة بذلك دور الأخ الأكبر من جهة، ويراقب الجماهير من خلال هذه الوسائط ما تفعله حكوماتهم من جهة أخرى، وهم بذلك -أي الجماهير- يلعبون دور الأخ الأكبر في مواجهة السلطة التي تبدو في هذه الحالة الأخ الأصغر، كتوصيف دقيق للعلاقة بين الدولة والشعب تحت راية مواقع التواصل، التي أصبحت وسيلة الاتصال المؤثرة في الأحداث اليومية.

لقد أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة للجميع لنقل أفكارهم ومناقشة قضاياهم السياسية والاجتماعية، وما يرغبون في نقله، متجاوزين بذلك الحدود الطبيعية، إلى فضاءات جديدة لا رقيب لها، بل وأصبح لهذا التواصل نتائج مؤثرة في السلوك الإنساني والاجتماعي والسياسي والثقافي، إلى درجة أصبحت أحد أهم عوامل التغيّر السياسي، بما تتيحه من السرعة في إيصال الرأي والرأي الاخر، بعيداً عن الوسائل التقليدية السابقة، ولنا في "الربيع العربي" خير دليل ومثال على ما نقول.

- خطرُ حرب مواقع التواصل الاجتماعي

لا شك أن خطرُ حرب مواقع التواصل الاجتماعي على اليمن بالذات، سببُه ممارستُها لسلطة إخفاء جرائم الحوثي والإمارات معا، وإلغاء الكثير من الصفحات كما حدث مؤخرا على تويتر، ورفع صوت المعتدين والمجرمين، وهذا يحتمُّ علينا أن نتساءل:
 من جعل الحقيقة لا يعرفها إلا الأقلية فقط، رغم وضوحها وَبديهيتها؟ ومن جعل الأفكار التضليلية والمؤامرات الموغلة في التزييف، تشيع وَيؤمنُ بها الأغلبية؟ من يجعل من العدو الضعيف والهزيل وحشاً كاسراً لا يقدر عليه أحد، ويجعل من أصحاب الحق دعاة باطل، ويصوّر الخونة والعملاء وطنيين ومقاومةً وأحراراً؟

الدكتور محمد العديل يجيب عن هذه الأسئلة بقوله: "تحالُفُ قوى الشر على اليمن لا يقتصرُ على الحوثيين فقط، بل هناك تحالفٌ خفيٌّ لقوى شركات ومؤسسات إعلامية عالمية تعرف بمواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، جوجل)، هذه المواقع هي أيضاً دولٌ شريكةٌ وَشاركت وتشارك بشكل رسمي في استمرار معاناة الانسان اليمني، وهي اليومَ أشدُّ خطراً من كُلّ التحالفات العسكريّة.. إنها تعمل على حشو عقل المتابع والمتلقي بالهراء، وهذا يدخل ضمن ما يسمى بسياسة الإلهاء، والقليل جداً يعرف ويحلل ويستنبط ماهية حشو وهُراء منشورات مواقع التواصل الاجتماعي.. علينا أن نعيَ بأن زيادةَ الوعي يجعل المضللين والتضليل يزيد من براعته، وَأدوات التضليل أَكْثَر تطوراً من أدوات الوعي، حتى لو قلنا بأن الكثيرَ باتوا يعرفون أن هناك تضليلاً، فلن يستطيعوا فك هذا الكم المهول من طلاسم التزييف والمغالطات المحبوكة التي تصل لدرجة المنطقية، والتي تضخ يومياً في عقول المتلقين في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر جيوش من إعلاميين وسياسيين وكُتاب موثوقين وَمشاهير يتم استخدام شهرتهم وجماهيريتهم، لترويج الكذب والخداع على المتابعين".

وأضاف العديل: "يتضخم خطر مواقع التواصل الاجتماعي على اليمن، والسبب هو وجود معايير وموجهات وضوابط لدى قيادات القوى السياسية تحكم مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبحت هذه المواقع بالنسبة لهذه القيادات مجرد صفحات صحفية وَإعلام يصنع النجومية، يملكون القدرة على بلورة الأمور وقلب الحقائق لتشكيل الصورة كما يريدون، والأخطر من كُلّ ذلك أن جيوش هذه المواقع أصبح رأيها هو من يحدد لأصحاب القرار القضايا والحلول التي تهينهم وتهين شعبهم ومجتمعهم وحكومتهم.. إنه إعلام متخصصٌ بالمبالغة في نقل الأحداث، والتضليل بالخبر والصور والمقاطع المرئية، واقتصاص الأحداث من سياقها وبترها.. متخصص في استغلال العواطف الإنسانية والدينية والسياسية والاقتصادية، والعزف على وترها لتشتيت فكر المتلقي والمتابع، وتوجيه لدعم ومساندة وتأييد مشاريع وأجندة استعماره واحتلاله، واستسلامه وخضوعه وإذلاله وخوفه، وارتباكه وجوعه وحصاره".

- تغيير سياسي

أظهرت نتائج استبيان لدراسة نفذتها مؤسسة "منصة" للإعلام والدراسات التنموية، والتي أعدها الصحفيان اليمنيان أشرف الريفي وعادل عبد المغني، أن (67.7%) من المشاركين في الدراسة يرون أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تغييرات سياسية واجتماعية وثقافية، بينما قال (88.7%) من المشاركين إن المنصات الإلكترونية مثلت وسائل فاعلة لتناول القضايا الجريئة.

وأوضحت الدراسة أن (79.4%) من مستخدمي المنصات الإلكترونية في اليمن يستخدمونها كوسائل للتواصل مع القيادات السياسية والاجتماعية الرفيعة في اليمن.

كما اعتبر (59.3%) من المشاركين أن هذه الوسائل مثلت منصات حرية جديدة، بينما اعتبر (35.7%) أنها تمثل منصات حرية إلى "حد ما"، وقال (5%) من المشاركين في استبيان الدراسة إنها لا تمثل منصات حرية لهم، وهو ما يعني أنه لا يزال هناك قيود أو عوائق أمام استخدام هذه الوسائل كمنصات للتعبير عن الآراء بحرية، وقد يكون لممارسات سلطات الأمر الواقع والجماعات المسلحة المختلفة القمعية دور في إخافة الناس من التعبير عن آرائهم بحرية.

وبحسب الدراسة، فإن (97%) من اليمنيين الذين يمتلكون حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، يرون أن هذه المنصات الجديدة تلعب دوراً في عملية الاستقطاب السياسي، ويؤمن (58.7%) منهم بتأثير حملات الضغط الجماهيرية في وسائل التواصل الاجتماعي على أصحاب القرار بصورة مباشرة.

وكشفت الدراسة أن موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لاهتمامات واستخدام اليمنيين، بنسبة (٩٨.٧٪) حسب ترتيب المشاركين في الدراسة، فيما حل "واتساب" في المرتبة الثانية في اهتمامات اليمنيين، بنسبة (٩٢.٧٪) يليه موقع "تويتر" ثالثاً بنسبة (59%) ومن ثم قناة "تيليجرام" رابعاً بنسبة (45.7%) وقناة "يوتيوب" خامساً بنسبة (38.3%) وتطبيق "إنستجرام" سادساً بنسبة (34%) ومن ثم "المدونة" في المركز السابع والأخير، بنسبة (15.3%) من المشاركين في الاستبيان.

ورتب المشاركون أبرز معوقات استخدام الجمهور لوسائل التواصل الاجتماعي ببطء خدمة الإنترنت، وانعدام الكهرباء، ولأسباب اقتصادية، ووجود قيود سياسية، وهذه الأخيرة متعلقة بالحريات الإعلامية والعامة التي قمعت خلال السنوات الأربع الماضية، والتنكيل بالإعلاميين والنشطاء السياسيين والحقوقيين على خلفية التعبير عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أية وسيلة نشر جماهيرية.

- الحشد عبر تطبيق واتساب

تبقى مواقع التواصل الاجتماعي ذات حضور قوي في مختلف الأحداث التي يعيشها العالم، واليمن خصوصاً، وفرضت نفسها كأهم وسائل الإعلام التي تغطي مختلف الشؤون والأحداث في البلاد، في ظل التغييب القسري للإعلام التقليدي في الداخل من قبل الحوثيين، وتجاهل وسائل الإعلام الرسمية التي تعمل من خارج الوطن لهموم وتطلعات الشعب، الذي يعاني في الداخل. 
           
عملت (ع.ق) عبر تطبيق واتساب على حشد صديقاتها وقريباتها وجيرانها، للخروج في المظاهرات المنددة بالجرائم التي لحقت بالمدنيين في تعز من قبل الحوثيين، بهدف إسماع العالم مواقفهن الرافضة للظلم واستباحة دماء المواطنين بحجج كاذبة.

تقول (ع.ق): "فرضت ثورة الشباب وما تلاها من أحداث على المرأة اليمنية تبادل الأخبار العسكرية والسياسية والتفاعل معها، فأصبح لها ظهور لافت على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأضافت: "بالنسبة لي أصبحت هذه الوسائل المتنفس الوحيد التي من خلالها أعبر عن رأيي، ومؤخرا استخدمت تويتر كما فعل الجميع، لتوصيل صوتي الرافض لتدخل الإمارات في بلادي، واعتقد أن ذلك بدأ يأتي ثماره".

- بداية الحكاية

في أعقاب الثورة التونسية، دعا الشباب المصريون إلى الاحتجاجات على الإنترنت من خلال فتح صفحة على موقع فيسبوك تحت اسم "كلنا خالد سعيد" التي نظمتها حركة شباب 6 أبريل، ودعت هذه الحركة إلى الاحتجاجات، حيث عملت على التنسيق بينَ المواطنين خلال المُظاهرات.

 تميّزت هذه الاحتجاجات على النت بانضمامِ المثقفين لها والذين دعوا بدورهم إلى الثورة ضدّ النظام الحاكم في يناير 2011. 

يرى بعضُ المحللين أن الربيع العربي قد بدأ حقًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي من خلالها تمت تعبئة الناس ضد الأنظمة المستبدة.

- المواطن المراسل

توصف الحرب التي تخوضها اليمن بأنها "حرب صورة" بامتياز، إذ أمسكت وسائل التواصل الاجتماعي بزمام صورتها، التي صارت وسيلة جماهيرية لتوثيق الأحداث ونشرها لحظة وقوعها، وهكذا وُثّقتَ الكثير المعارك بالصوت والصورة، من قِبَل مواطنين عاديّين، صاروا مصدراً لوسائل إعلامية محلية وعربية، خصوصا بعد احتكار الصحف والإذاعات من قبل الحوثيين، وإغلاق مكاتب القنوات المساندة للمقاومة الشعبية التي أصبحت تبث من خارج اليمن، وحجب عشرات المواقع الإلكترونية اليمنية والعربية التي تتناول انتهاكاتهم، ليبقى الرأي الواحد فقط المعبر عن روح الانقلاب وصورته البشعة في تكميم الأفواه، لذا كان لا بد من إيجاد وسائل بديلة مباشرة وغير مباشرة لإيصال صوت المقاومة للناس، فكانت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة التي كان لها دور كبير في تغيير الأحداث.

يحدثنا الصحفي فهمي العليمي قائلا: "مثّلت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة أخرى في وجه الحوثي، وباتت المتنفس الوحيد بعد غياب القنوات العالمية ومراسليها في كثير من الجبهات، فكان حتما على الناشطين إيجاد البديل، فكانت وسائل التواصل الاجتماعي بكل أنواعها والتي استفاد منها الإعلاميون والناشطون والمواطن العادي كثيراً، من أجل إيصال رسالة المقاومة، وفضح الحوثيين ونقل جرائمهم إلى العالم، وبذلك استطاعت كسر الجمود، وتقديم قضية اليمن ككل وتعز على وجه الخصوص إلى العالم".

وأضاف العليمي: "لقد جعلت وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر الوسيلة الأكثر تأثيراً في الوقت الراهن، من المواطن العادي صحفياً وناشطاً في العديد من الجبهات، فهو من ينقل الواقع حتى إن القنوات والوكالات تأخذ أغلب مصادرها من صفحات الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت المعركة التي هي من أجل الوطن يقاتل فيها القلم والكاميرا والصوت والصورة والإنترنت والهاتف جنباً إلى جنب مع الكلاشنكوف".

- تأثير الإعلام الحربي للحوثيين

نشط الحوثيون وشركاؤهم منذ بداية الانقلاب إعلاميا، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فحربهم كانت شائعات، قبل أن تكون على الأرض، كما يقول متابعون.

يقول الناشط السياسي أحمد العلفي: "لقد كان ما أسموه بالإعلام الحربي مرافقاً لهم، إضافة إلى تجنيد كتائب كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي وعمل هاشتاجات أيضاً لإيصال صوتهم ومظلوميتهم جراء العدوان كما زعموا، كما عملوا ولا زالوا على الترويج لحرب أخرى، بأنهم يواجهون الإرهاب ومن هذا القبيل".

وأضاف: "الحوثيون وحلفاؤهم استطاعوا تشكيل جبهة إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، وكان أثرها كبيراً جداً، حيث أثرت على الرأي العالمي لأنهم يمتلكون ناشطين يتحدثون أكثر من لغة، ويخاطبون أكثر من جهة".

وتابع العلفي: "أكبر دليل على قوتهم في وسائل التواصل الاجتماعي أنهم يستطيعون استغلال صور الضحايا الذين يسقطون من جراء قصف المليشيات وقناصتهم، فيحولونها لصالحهم وينشرون هذه الصور على أنها لضحايا المقاومة أو التحالف العربي، فهم استخدموا الفضاء الافتراضي للترويج والفبركات ونقل الأكاذيب".

- أزمة ثقة بين الجمهور اليمني والوسائل الإعلامية

دراسات متفرقة أجرتها هيئات ومنظمات محلية وخارجية بينت حجم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على اليمنيين، آخر تلك الدراسات المسحية صادرة عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، حيث أظهرت وجود أزمة ثقة بين الجمهور اليمني والوسائل الإعلامية، وتلك الأزمة دفعت الجمهور اليمني للابتعاد عن الوسائل الإعلامية التقليدية والبحث عن وسائل إعلامية جديدة منها وسائل التواصل الاجتماعي.

وعن حجم التأثير الذي تحدثه منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام في اليمن، أظهرت نتائج الدراسة أن منصات التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير ومباشر في تشكيل التوجهات العامة لليمنيين، وتعزيز الوعي السياسي والاجتماعي لديهم، سواء عبر إنشاء آلاف الصفحات والمجموعات في هذه الوسائل، أو إطلاق "هاشتاغات" كحملات ضغط منظمة في قضايا عدة، تمكنت في النهاية من خلق وتشكيل رأي عام.

- منصات لاحتجاجات ضد الأنظمة الاستبدادية

سواء اختلف الباحثون في تحديد دور مواقع التواصل الاجتماعي في ثورات الربيع العربي وقوة تأثيره من عدمه، إلا أن المؤكد أن قطاعات كبيرة من الشباب العربي استخدمت تلك المواقع في التعبير عن الغضب من حال مجتمعاتهم من خلال اتصالهم ببعضهم، حيث أتيحت الفرصة للشباب من كل الدول العربية للتواصل بشكل أكبر، كما مكنت تلك المواقع الشباب العربي من نقل استغاثة المجتمعات العربية إلى المجتمع الدولي، وإجباره على اتخاذ مواقف ضد العنف وانتهاك حقوق الإنسان.

حول هذا الموضوع يقول الدكتور عادل الفقيه: "أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل جزءا من الحركات الاحتجاجية ضد الأنظمة الاستبدادية وكسر احتكارها للمعلومات، كما أنها شكلت عامل ضغط على المسؤولين والحكومات من خلال اتحاد مجموعات من الأفراد حول أفكار وآراء متقاربة، وهو ما أدى إلى ثراء المجتمعات فكريا، وانتشار وعي أفراد المجتمع بحقوقهم وواجباتهم".

اختلفت طريقة تعامل الدول مع مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت مؤشرا على درجة التحول السياسي والديمقراطية في تلك الدول، وبدأت تأخذ في عين الاعتبار أهمية التوازن بين هذه المواقع كوسائل للحرية والتعبير، وبين ضرورة وجود ضوابط تحكم عملية استخدامها للوقوف دون تحولها لأداة تهدد أمن المجتمع أو استقرار الأنظمة كما حدث في ثورة الربيع العربي.

أما بالنسبة لتأثير هذه الوسائل على المجتمع اليمني يحدثنا الدكتور الفقيه قائلا: "تعد اليمن من البلدان النامية التي تعاني من الحروب المستمرة، ومع ذلك فإن الشاهد أن للسوشيال ميديا تأثير ملموس في حشد الجماهير، والتأثير على الرأي العام في قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية، وأصبح الكثير من الناس يعتمدون على الفيسبوك والتويتر واليوتيوب لاستقاء المعلومات حيال الكثير من القضايا والأحداث الدائرة حولهم، وقد زادت أهميتها بعد الانقلاب، عندما توقفت معظم الصحف الورقية عن الصدور في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، بالإضافة إلى قلة عدد متابعي التلفزيون بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي".

- مصدر للأخبار

برز خلال السنوات القليلة الماضية التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في مجريات أحداث كبرى شهدها العالم، مما فرض قواعد جديدة في الساحة الإعلامية، وفّرت أرضية واسعة للفئات المهمشة كي تعبر عن رأيها، وأضعفت دور وسائل الإعلام التقليدية في تحديد أولويات الرأي العالم وتوجيهه.

حول هذا الموضوع يحدثنا الدكتور عبد الرحمن بابكر أستاذ الإعلام في جامعة حضرموت قائلا: "بات من المسلم به مفصلية الأدوار الكبيرة التي لعبتها وما زالت تلعبها وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال أنماط الاتصال الجماهيري الجديدة التي حملتها معها، وتأثيرها في صناعة الرأي العام وتحديد اتجاهاته، على حساب الدور الذي كانت تلعبه وسائل الإعلام التقليدية، المقروءة والمسموعة والمرئية، واستطاعت الفئات الشابة تحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات للحوار وتبادل الآراء لخلق فضاء عام متحرر من القيود التي كانت مفروضة على المنتج الإعلامي، أو بتعبير آخر إنهاء مهمة (حارس البوابة) التي كان تقوم بها وسائل الإعلام التقليدي".

وأضاف الدكتور بابكر: "لقد كان لاضمحلال هوامش الحوار السياسي في وسائل الإعلام التقليدية، وما قاد إليه ذلك من إحباط للشارع، الدور الرئيسي في اتجاه الجمهور نحو ما تقدمة هذه الوسائل كمصدر للأخبار، التي ينظر إليها كمساحة للتعبير عن مشاكل وهموم الفئات المهمشة، وكجزء لا يتجزأ من أدوات المجتمع المدني، وكرمز لتقدم البشرية بفضل تطبيقات الطفرة التكنولوجية والثورة الرقمية، لإشباع حاجة التواصل الاجتماعي".

كلمات دالّة

#اليمن