الثلاثاء 19-03-2024 08:48:36 ص : 9 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

زينبيات الحوثي.. مهام قذرة وإرهاب يطال البيوت ويعربد في السجون السرية( شهادات مروعة)

الأحد 19 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت-خاص / زهور اليمني

 

في سابقة لم يعرف اليمن لها مثيلاً في تاريخه، ارتكبت المليشيات الحوثية أبشع الجرائم بحق النساء في كافة المحافظات الخاضعة لسيطرتها، متعمدة امتهان كرامة المرأة اليمنية، والإمعان في إذلالها.

وعلى مدى الأعوام الماضية، شكلت المليشيا الحوثية فصيل الزينبيات، وقامت بتسليحه وتدريبه قتالياً واستخباراتياً.

انتهج هذا الفصيل منذ تأسيسه أساليب إرهابية مارس من خلالها أبشع الانتهاكات بحق النساء، متجاوزا كل القيم والمبادئ الأخلاقية والأعراف الدولية والإنسانية والقوانين المحلية.

المحامية "نسيبة" تحدثت عن أبرز الانتهاكات التي مارستها الزينبيات بحق النساء المعتقلات في سجون الحوثي قائلة: "بوتيرة متسارعة ومهام مختلفة تزايد نفوذ كتائب الزينبيات، حيث قامت المليشيات باستبدال العنصر الأمني النسائي في السجون بسيدات ذات سجل إجرامي، أطلق عليهن الحوثي اسم الزينبيات، مهمتهن تتلخص في تعذيب السجينات والناشطات الحقوقيات. ومن خلال احتكاكي بكثير من المعتقلات في سجون الحوثي، أستطيع التأكيد أن الزينبيات يقمن بأعمال مروعة داخل تلك السجون، فهن يعملن على تسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية للحوثي، ويشرفن على أعمال الحراسة والتحقيق، كما أنهن متهمات بعمليات اعتداء جنسي وضرب السيدات وتعذيبهن، لا سيما من ينشطن في العمل السياسي والحقوقي في حال اعتقالهن، إضافة إلى تجنيد السجينات للانضمام لشبكات الدعارة السرية التي يشرف عليها التنظيم، وتجنيد الفتيات من القرى والأحياء الفقيرة".

وأضافت: "من خلال متابعتي لقضايا المعتقلات اللاتي يقبعن في سجون الحوثي، وكذا المفرج عنهن، اتضح لي أن الزينبيات هن المسؤولات عن كافة الجرائم والانتهاكات التي تتعرض لها المعتقلات، فلقد أخبرتني إحدى المعتقلات المفرج عنها والتي تم اعتقالها بمداهمة منزلها من قبل كتيبة من الزينبيات، وقمن بإخفائها في أحد السجون دون أن يعلم أهلها عن مصيرها شيئاً، حتى أفرج عنها، تحدثت المعتقلة أن "الزينبيات" تكفلن بتعذيبها جسدياً، وكن يتعاقبن على ضربها بالهراوات والكابلات النحاسية، وصعقها بالكهرباء، ورشها بالمياه الباردة وبعض الأحماض في مناطق الجروح المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدها، في كل جلسة تعذيب، مما تسبب بآلام شديدة أفقدتها الوعي عدة مرات، ولا تزال تعاني من آثارها إلى اليوم".

وتابعت: "هناك بعض المعتقلات أخبرنني أن الزينبيات يقمن بكل الجرائم الأخلاقية، إلى جانب ممارسة الشذوذ الجنسي مع بعضهن، كما أنهن يجعلن من السجينات خدامات لهن لتلبية كل احتياجاتهن في تنظيف المراحيض والغرف والطبخ وكذلك العناية بالأطفال المختطفين".

وقالت: "مؤخرا علمت من مصادري التي أثق فيها أن فرقًا خاصة بالزينبيات نفذن عملية اختطاف عدد من الفتيات من شوارع العاصمة صنعاء واقتيادهن إلى جهة مجهولة ليتم بعد ذلك مقايضة حريتهن بحضور دورات طائفية تجرى لهن وثم القيام باستدراج واستقطاب عدد من صديقاتهن من الفتيات وتدريبهن وإلحاقهن بصفوف المجندات، بالإضافة إلى أنهن يقمن باستقطاب العشرات من الفتيات السجينات بتهم أخلاقية أو غير أخلاقية، لحضور دورات طائفية ثم تدريبهن عسكريا، لتنفيذ المهام الموكلة إليهن من قيادة المليشيات الحوثية".

 

الزينبيات شبكة خاصة بالمهمات القذرة:

كشف فريق لجنة خبراء الأمم المتحدة في تقريره الدوري عن اليمن، جانبا مظلما من مهام "الزينبيات"، حيث ذكر أن الشبكة متورطة في قمع النساء اللاتي يعارضن المليشيات، من خلال الاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء، والنهب، والاعتداء الجنسي، والضرب، والتعذيب، وتسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية.

وأفاد التقرير أن تلك الشبكة أصبحت اليوم جهازا استخباراتيا خاصا بالمهمات القذرة لدى الحوثيين، وجهازاً استخباراتياً موجهاً نحو النساء.

كما نقل التقرير وقائع وشهادات عن قيام عناصر نسائية تابعة لـ"الزينبيات" بدور محوري في عمليات الاغتصاب التي تعرضت لها مختطفات من النساء اللواتي احتجزتهن "الزينبيات" في منازل خاصة، ووجهت لبعضهن تهم الدعارة.

يشار إلى أن تقريرا حقوقيا سابقا أصدرته منظمة "سام" للحقوق والحريات، بعنوان "ماذا بقي لنا؟"، قد سلط الضوء لأول مرة على تشكيل "الزينبيات" بتفاصيل هذا الجهاز ومهامه القذرة.

وكشف التقرير حينها أن "الزينبيات" تشكيل من عناصر نسائية مدربة بدرجة عالية لتنفيذ الاقتحامات واعتقال الناشطات من النساء، إضافة إلى مهام خاصة أخرى كالتجسس والإيقاع بالخصوم، ورصد الآراء وملاحقة الناشطات في الجلسات الخاصة وأماكن العمل.

ومن مهامهن أيضا أعمال أخرى متعلقة بالجانب الفكري للمليشيات، كإلقاء محاضرات، وتنظيم ندوات في المناسبات الاجتماعية، والنشاط في وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لفكر الحوثيين.

في السياق ذاته، ذكر مدير شرطة مأرب عميد يحيى حُميد في مؤتمر صحفي، أن تحقيقات الأجهزة الأمنية مع عدد من الخلايا الحوثية الناعمة التي تم ضبطها، كشفت أن الجهاز السري الخاص بالزينبيات يرتبط بزعيم المليشيات، وينشط في الغالب بغطاء منظمات إغاثية ومدنية.

وأضاف أن الجهاز السري يقوم باستقطاب واستدراج النساء من الأسر الفقيرة وتجنيدهن أمنيا وتدريبهن على تنفيذ أعمال إرهابية والتجسس على المستهدفين، ثم إرسالهن لتنفيذ المهام في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا خصوصا مدينة مأرب.

وأشار حميد إلى أن المليشيات الحوثية تقوم بتوريط النساء والأطفال في قضايا مخلة للضغط عليهن، ولضمان عدم التراجع وتنفيذ المهام الإرهابية المطلوبة.

 

هذا بسبب فتح لقفك:

ضاعفت مليشيا الحوثي الرقابة الأمنية على النساء في مناطق سيطرتها، وقامت بزرع جاسوسات ناعمات "الزينبيات" لإحصاء أنفاس النساء في مجالسهن، حتى وصل الحال بالنسوة إلى الامتناع عن التحدث في جلساتهن الخاصة، أو انتقاد سطوة المليشيا وانتهاكها حقوق المواطنين.

"أم عبد الله" إحدى ضحايا الزينبيات حيث قمن بمعاقبتها لأنها تحدثت بما يدور في خلد جميع اليمنيين.

تحدثت أم عبد الله معي بعد أن أخذت مني عهد الله ألا أذكر اسمها، حيث قالت: "حاصرنا الحوثيون حتى في جلساتنا، فلا نستطيع الحديث عن حالنا المزري أو انتقادهم بكلمة. قبل عام كنت في مجلس عزاء لأحد أقربائي، وكان هناك إحدى الزينبيات اللاتي يدفع بهن الحوثي لمثل هذه المجالس لعمل محاضرة يفترض أن تدعو فيها للميت وتصبر أهله، إلا أنها ألقت محاضرة حثت النساء فيها على الدفع بأولادهن إلى الجبهات، وعددت لهن الأجر والثواب الذي سيناله أبناؤهن".

وأضافت: "لم يعجبني حديثها هذا، خاصة أن النساء لا يستطعن الرد عليها خوفا على أنفسهن، فقمت بمقاطعتها وسألتها: لماذا لا تدفعي بابنك للجهاد لينال الأجر، لماذا لا نرى أولاد المشرفين وأصحاب المناصب يذهبون للجبهات، ليرزقوا بالحور العين كما ذكرتِ؟ فكان ردها لي باتهامي بأنني داعشية وعميلة، بعدها بيومين قاموا باعتقال ابني ثم أوصلوا لي رسالة مفادها أن هذا تأديبا لي".

وأضافت: "مكث ابني في معتقلاتهم ثلاثة أشهر، توسلت وطرقت كل الأبواب حتى يفرجوا عنه، فكان الجواب: هذا بسبب فتح لقفك. وبعد وساطات ودفع مبالغ مالية طائلة أفرجوا عنه".

واختتمت أم عبد الله حديثها بقولها: "لقد قام الحوثي بتجييش الزينبيات في تجمعات النساء، لرصد ونقل الأحاديث التي تدور بينهن وصولاً إلى الانتقام منهن كما فعلوا معي، أو كما فعلوا مع إحدى المدرسات، حيث قاموا بفصلها من وظيفتها".

 

أجبروني على شرب الخمر وممارسة الدعارة:

نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرا اتهمت فيه الحوثيين بممارسة العنف الجنسي تجاه نساء، وإجبارهن على العمل في الدعارة، وتحدث التقرير عن عارضة الأزياء انتصار الحمادي التي تم اعتقالها في فبراير الماضي.

ونقلت الإندبندنت عن منظمة "سام" للحقوق والحريات قولها إن الحمادي قالت للوفد الزائر للسجن المركزي من الصحفيين والمحامين وأعضاء القضاء الشهر الماضي، إن مسؤولي الأمن الحوثيين مروا بها وبفتيات أخريات على عدة منازل، و"أجبروهن على شرب الخمر والنوم مع الناس".

وعندما واجهت الحوثيين باتهامات الدعارة، أجابوا: "لا بأس طالما كان في خدمة الوطن".

يشار إلى أن المختطفة الحمادي حاولت الانتحار عدة مرات، كما ذكر محاميها خالد الكمال.

وتشير الإندبندنت إلى أن حالة الحمادي ليست فريدة من نوعها، حيث أكد الكمال للصحيفة أن حالات الاختطاف القسري والتعذيب والعنف الجنسي ضد النساء تصاعدت منذ عام 2015، وأنه يدافع عن أشخاص آخرين في عشر قضايا شبيهة بقضية الحمادي.

 كما أكدت الصحيفة أن نورا الجروي، رئيسة تحالف النساء من أجل السلام، ذكرت أنه بين ديسمبر 2017 و2020، اعتقلت حوالى ألف و181 امرأة.

ويعتقد أن العدد الفعلي للنساء اللواتي يقبعن في السجون التي يديرها الحوثيون "أعلى بكثير، لأن هناك مواقع سرية وغير قانونية تقع غالبا في مناطق يصعب الوصول إليها".

ومن خلال التحدث إلى خمسة ناجين ومحامين ونشطاء حقوقيين، تقول الإندبندنت إنها علمت أن العنف الجنسي ضد النساء منتشر في مواقع الاحتجاز التي يديرها الحوثيون في اليمن.

وتضيف: "لم يفرق الحوثيون بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 13 و55 عاما خلال جهودهم لإسكات المعارضة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين "كسروا حوض صديقة الحمادي وعذبوا امرأة أخرى حتى أصيبت بالشلل وفقدت الوعي، بل وزوجوا بعض الفتيات من أعضاء الجماعة".

وقالت الجروي للإندبندنت إن "النساء وأطفالهن تعرضوا للاغتصاب في عهدة الحوثيين"، وأضافت أن الحوثيين يستخدمون الإكراه والابتزاز والترهيب للإيقاع بالنساء.

وذكرت أنه عندما رفضت سونيا علي غباش (31 عاما) العمل في المخابرات للمساعدة في استهداف شخصيات خارج صنعاء، قام الحوثيون بسجنها واعتدوا عليها بالصدمات الكهربائية والماء البارد، ثم اغتصبوها، بحسب ما نقلته الإندبندنت.

في عمليات التجنيد الممنهج للفتيات قامت الزينبيات في العطلة الصيفية باستغلال حاجة الأسر الفقيرة والتي أرهقها العوز، من خلال إقناع الأسر والفتيات بالانضمام لمراكز صيفية خصوصا الفتيات اللاتي ما زلن في المراحل الدراسية، مع وعد بتوفير أدوات مدرسية وكتب وغيرها من مستلزمات الدراسة.

الطالبة "خ. ع" من ضمن الفتيات اللاتي التحقن بأحد المراكز الصيفية، والتي ما لبثت أن غادرت المركز الصيفي بعد فترة وجيزة من التحاقها به.

تحدثت إلينا عن الأسباب التي جعلتها تغادر المركز قائلة: "في بداية العطلة الصيفية قامت إحدى الزينبيات بزيارة والدتي، وحاولت إقناعها بضرورة التحاقي بالمركز الصيفي، وعندما أخبرتها أمي أن حالتنا المادية لا تسمح بتسجيلي، وعدتها الزينبية بأنها ستتكفل بكل المستلزمات من دفاتر وأقلام ووسائل النقل، وبأنها ستسهل على أسرتي الحصول على الغاز، إضافة إلى مصدر دخل هامشي نظير التحاقي بالمركز، ومع كل هذه العروض المغرية وافقت أمي على التحاقي بالمركز الصيفي".

وأضافت: "لم يكن هناك منهج ترفيهي أو ثقافي كما أخبرتني الزينبية، بل كان هناك منهج أعدته الزينبيات مع المشرفات الحوثيات، عبارة عن حفظ لملازم عبد الملك الحوثي، بالإضافة لسماع محاضرات تحثنا على المساهمة في نشر الأفكار الحوثية، وإقناعنا بالانضمام للزينبيات. وبعد مرور ثلاثة أسابيع من التحاقي بالمركز غادرته خوفا على نفسي، فهن يقمن بغسل أدمغة الطالبات بأفكارهن الطائفية التي لا تمت للدين بصلة، بالإضافة لحشدهن للعمل معهن حتى لو شمل العمل مخالفات دينية وأخلاقية، حتى الطالبات الملتحقات بمراكز التحفيظ لم يسلمن منهن، حيث يقمن الزينبيات بإغرائهن لتركها والالتحاق بالمراكز الخاصة بهن".

واختتمت حديثها قائلة: "هناك طالبتان ممن التحقن بالمركز الصيفي أصبحن زينبيات، وهذا الأمر ليس مستغربا، فالمشرفات على هذه المراكز يستمتن لتجنيد الفتيات في صفوفهن، ولهذا السبب خرجت من مركزهم".

 

تدريب الزينبيات من قبل منظمات دولية:

اتهمت الحكومة الشرعية منظمات دولية بتمويل أنشطة تحريضية وتخريبية وتدريب عدد من الزينبيات، وطالبت على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، بعثة الاتحاد الأوروبي ومنظمة GIZ الدولية والتعاون الألماني، بتوضيح حيثيات تمويل دورات تأهيل لنساء منتسبات لتشكيلات عسكرية وأمنية وإعلامية للمليشيات الحوثية.

وقال الإرياني، في تغريدات على تويتر، إن تشكيل الزينبيات يتولى مهام قمع النساء اليمنيات.

ونشر الوزير بطاقة مشاركة تظهر شعارات بعثة الاتحاد الأوروبي ومنظمة GIZ الدولية والتعاون الألماني لدورة تدريبية بعنوان "تدريب الإعلاميات على تطوير الخطاب الإعلامي في مواجهة العدوان"، في إشارة للإعلام الحربي للحوثيين.

وكشف الإرياني أن الدورة تنظمها ما تسمى "المؤسسة اليمنية للإعلام المستقل" التابعة لأحد أعضاء مليشيا الحوثي، لتدريب عدد من منتسبات تشكيل الزينبيات. 

واعتبر الارياني أن تمويل هذه الأنشطة مثال للابتزاز الذي تمارسه مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، والعبث الذي تمارسه بعض المنظمات الدولية العاملة في اليمن، لتمويل أنشطة المليشيا التحريضية والتخريبية وما يسمى "المجهود الحربي" بدلا من توظيفها في تقديم المساعدات الإنسانية والغذائية للمستحقين.

وشدد الوزير على ضرورة مراجعة المنظمات الدولية والهيئات العاملة في مجال الإغاثة لأدائها، وعدم الخضوع لإملاءات وابتزاز مليشيا الحوثي، وتنفيذ أنشطتها وفقا للمعايير والأهداف المعلنة.

وأشار إلى أن تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للمتضررين من الحرب التي فجرها الانقلاب الحوثي، والإسهام في بناء السلام، من المفترض أن يتصدر أنشطة هذه المنظمات.

كلمات دالّة

#اليمن