السبت 02-11-2024 17:40:53 م : 1 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار

في الذكرى الأولى لرحيل حارس الثورة وحامي الجمهورية

الشدادي الذي بدد زحف الانقلابيين على أسوار معبد الشمس

الأحد 08 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

في مثل هذا اليوم رحل اللواء عبدالرب الشدادي باكراً قبل أن يقطف ثمار النصر الذي طالما حلم به وعمل من أجله. أستشهد الشدادي تاركاً خلفه تركة ثقيلة تنوء بحملها الجبال أو الأبطال أمثال الشدادي وحميد القشيبي حماة وحراس الجمهورية الثانية.

وكأن الزمن والمعركة قد توقفت بتوقف قلب العسكرية النابض شجاعة وإقداماً وحرصاً وإخلاصاً ذلك هو قلب اللواء الشهيد عبدالرب الشدادي..رحل حارس الثورة والجمهورية الذي أنقذ الشرف العسكري من دنس عملاء الرجعية الإمامية بخيانتهم الوطن والجمهورية وتسليمها للإماميين الجدد.

حيث يصادف هذا اليوم الذكرى الأولى لاستشهادِ اللواء الركن عبدالرب الشدادي قائدِ المنطقةِ العسكرية الثالثة، وأحدِ أبرزِ مؤسسي الجيش والمقاومة الحديثة، والذي أبى إلا أن يكون رفيقاً في النضال ومجاوراً لقائد الثورة السبتمبرية الأول الشهيد علي عبدالمغني في منطقةِ صُرواح بمحافظة مارب.

فقد أحدث استشهاد القائد الشدادي فراغاً هائلاً في ميدان المعركة والنضال، وشكل فقدانه خسارة فادحة للجيش والوطن، وانعكس سلباً على مسارِ المعركة وسيرِ العملياتِ في جبهة صرواح خصوصاً، كما يقول زملاؤه في النضال.

موقعُ الشدادي العسكريِ كقائدٍ للمنطقة العسكرية الثالثة ورتبته كلواءٍ في الجيش لم يجعله متحصناً بجنوده متمترساً خلفهم مُلقياً لهم الأوامر وحسب، بل كان يتقدمُهم في المعارك، ويسابقُ الجنودَ في الخطوط الدفاعية أو الهجومية الأولى، كما وثقت ذلك عدساتُ التصوير.

من يطالعُ سيرةَ الشهيد الشدادي منذ كان ضابطاً بسيطاً في معسكر المخا بتعز يجد في الرجلِ الصفةَ القياديةَ الأولى والشجاعةَ النادرةَ التي جعلته يرفض أوامر الرئيس المخلوع في تهريب شاحنات الخمور من المخا إلى صنعاء ليدفع ثمن موقفه المبدئي ومعدنه الأصيل حكماً قضائياً عسكرياً بإعدامه قبل أن يُلغى ويخفف إلى الفصل من العسكرية بتهمة الخيانة العظمى ورفضِ الأوامر العسكرية. خاض معاركه ضد المليشيات الانقلابية من صعدة إلى عمران إلى الجوف وأخيراً في مارب، فكان الجبل الشامخ الذي يصد كل مؤامراتهم وأحقادهم ويشفي غيظ قلوبهم.

فقد كان الشدادي من أوائل الذين تصدوا للحركة الحوثية وهي تتمرد على الدولة في صعدة منذ عام 2004 وحتى العام 2009، فكان الأكثر خبرة من بين القادة الذين عرفوا المكر الحوثي وعمقهم الإمامي الفارسي بدعمٍ من إيران، حتى صاغته كل تلك الأحداث وصقلت شخصيته القيادية فكان متيقظاً ضد هذه الحركة الرجعية، وبادر في تكوين نواة الجيش الأول الاتحادي في مارب للتصدي للانقلاب وكسر زحفهم هناك ومَرَّغ أنوفهم مرة أخرى، كما كان رفيقه في النضال الشهيد القائد العميد حميد القشيبي.

حيث تكرر الأمر ذاته مع اللواء الشدادي حينما كان برتبة عقيد ركن ورفض الزج به في خصومة مع الشعب وتصفية ساحة التغيير بصنعاء من خلال تكليفه بقيادة كتيبتين عسكريتين من قبل وزير الدفاع وبأوامر من صالح نفسه لتصفية الثوار في ساحة التغيير بصنعاء وتمرد على تلك الأوامر وتحول إلى حزام أمني للدفاع عن المعتصمين الثوار والتصدي للحملات العسكرية المختلفة لقوات صالح في قمع الثورة، فكان سلال ثورة فبراير وحامي حماها وأصيب في الثامن عشر من سبتمبر 2011 بطلق ناري وهو يدافع عن الثورة والشباب العزل.

سيخلد التاريخ أن القائد البطل الشدادي أذاقَ الرئيسَ المخلوعَ والإمامةَ الجديدةَ العلقم، وكَسرَ زُحوفَهم المختلفة وجماجمَهم على أسوار معبدِ الشمسِ وعرشِ بلقيسَ في مارب، وكآخر الأقيالِ اليمنيين الذين بكاهم الشعب وحزن لأجله الوطن واعتز بقيادته، فقد كان الشهيد الشدادي كرامةَ اليمنيين المتبقية في العصر الحديث دفع حياته ثمناً وحفظاً لهذه الكرامة، وفي الطريق ألف شدادٍ وشدادي.

بعض زملائه ورفاق دربه يتحدثون عن سيرة قائد عظيم استشهد قبل أن يقطف ثمار النصر، حيث يقول اللواء حسين العجي العواضي: "أحدث رحيل الشهيد فراغاً هائلاً في ميادين المعركة والنضال، وشكل فقدانه خسارة فادحة لجيشنا الوطني، وانعكس سلباً على مسار المعركة وسير العمليات، لكن أملنا ورهاننا كبير على زملائه ومحبيه من الجيش الوطني".

ويضيف محافظ الجوف السابق: "أخذ الشهيد أجازته الدائمة في جنات الخلد لأنه ومنذ حدوث الانقلاب على الدولة والشرعية ومخرجات الحوار الوطني لم يأخذ أية إجازة له ولو ليومٍ واحد؛ كان كل وقته مشغولاً بالمعارك والجنود وجبهات التحرير، يصول ويجول من مكان إلى آخر، يتفقد الوحدات والثُكّنات العسكرية".

أما الصحفي علي الفقيه فيقول عن لحظة استشهاد الشدادي: " شهدت مدينة مارب بل وكل اليمن يومها حالة يتم وحداد عام.. كثيرون كانت دموعهم تفر من أعينهم دون استئذان.. لم يكن يومها أحد قوياً أمام هذا الخبر الصاعقة رغم أنه كان متوقعاً".

 ويضيف الفقيه: "كان البطل الشدادي وقد حمل استعادة الجمهورية على عاتقه كقضية لا كوظيفة يرابط في الجبهة أكثر من كل الجنود والضباط، رفض مغادرتها مراراً حتى لتلقي العلاج من إصابات متكررة".

وتابع الفقيه قائلاً: "رابط في الجبهة الأكثر سخونة وكان يعلم يقيناً أنه لا استراحة إلا بعد استعادة صرواح التي يستميت الإنقلابيون في الدفاع عنها لتبقى جبهتهم المتقدمة غرب مارب بعد أن تمكن البطل الشدادي والوحدات العسكرية التابعة له ورجال المقاومة من فك الطوق الذي فرضته المليشيات على مارب".

 ويوضح الفقيه: "قالها الشدادي: لن أعود من صرواح إلا منتصراً أو شهيداً" كانت هذه الجملة هي الرد الذي يلقيه الشدادي في وجه كل من يوجه له النصح بأن يدخل إلى مدينة مارب ليستريح أو يحذره بضرورة أخذ احتياطات أمنية".