الخميس 12-12-2024 14:46:18 م : 11 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار

ضحايا لا بواكي لهم..!

الإثنين 31 يوليو-تموز 2017 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص

    

ينافس وباء الكوليرا الحوثيين في الفتك بحياة المواطنين في محافظة إب اليمنية، وبلا هوادة ينهك الوباء أجساد الضعفاء الهزيلة حتى لا يكاد يُبقي فيهم حياة. 

 

الحوثيون هم القاتل الرئيسي في إب، وفي التالي يأتي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة نحو (236) حالة خلال 3 أشهر من بداية تفشيه في المدينة كثاني محافظة على مستوى الجمهورية من حيث الوفيات.

 

دلفنا في الشهر الرابع منذ اجتياح الوباء المحافظة وحتى اللحظة لم تُولي سلطات الأمر الواقع هذا الوباء الأهمية المستحقة فالمحافظة التي تشهد أكبر كثافة سكانية وتأتي في طليعة المحافظات المصابة بالوباء، وفق الإحصائيات الأممية، لم تبذل سلطاتها المحلية أي جهد من أجل تفادي الكارثة التي تتعاظم كل يوم، ولم يتوفر فيها مركز صحي أو مستوصف متخصص بالوباء، ناهيك عن المستشفيات الميدانية وحجرات العزل الصحي، باستثناء مركز يتيم لمنظمة أطباء بلا حدود في مجمع الغيثي التربوي وهو الآخر يفتقر لأدنى التجهيزات والمستلزمات الطبية.

 

30 ألف إنسان مصابون بالداء، و(236) حالة وفاة، وبرغم ذلك لم تحرك سلطات الانقلاب في المحافظة أي ساكن وكأن هذا الرقم المهول من الناس ليسوا من أبناء المحافظة وليسوا بحاجة إلى بذل جهد من أجلهم. 

 

يتذكر الجميع كيف هرعت قيادات السلطة المحلية ومطبلوها من الملمعين الإعلاميين نحو الجهات المانحة والمنظمات الدولية والخيرية من أجل استجلاب الدعم لها بحجة استقبالها النازحين من محافظات الحرب، ولم ننس بعد ذلك حجم الترويج والتضخيم الإعلامي الذي صاحب إعلان مديريات في المحافظات كمديريات منكوبة وأبناؤها بحاجة ماسة للغذاء والدواء واتضح فيما بعد أن هذه السلطات لم يكن تهدف من كل تلك الحملات سوى زيادة أرصدتها واستجلاب دعم إضافي من المنظمات الإغاثية التي لا تزال تزودها بملايين الدولارات وهو الأمر الذي لم يتوفر في حالة الكوليرا.

 

لم تجد سلطات الأمر الواقع مصدر دخل لها من هذا الوباء ولم تهرع المنظمات الطبية إلى دعمها بالمال لمواجهة الكارثة، لذا فهي محجمة عن أي تفاعل مع هذه الكارثة، وستبقى كذلك حتى لو مات نصف سكان المحافظة.

 

تنبهت المنظمات الطبية الدولية العاملة في المحافظة لحجم الفساد المستشري في ملف الإغاثة في المحافظة فقررت أن تبادر بتنفيذ مشاريعها بنفسها وتحت إدارتها بعيداً عن إشراف تلك القيادات التي ابتزتها مالياً ومارست ضد طواقمها كثيراً من المضايقات والملاحقات وصلت حد الاختطاف والطرد كما هو الحال لدى منظمة أطباء بلا حدود ومنظمات أخرى.

 

يواجه مرضى الإسهالات المائية الحادة والكوليرا صعوبات عدة في التغلب على الوباء ابتداءً من المناطق والأرياف التي لا يتواجد فيها مراكز متخصصة، مروراً بانعدام الأدوية والمحاليل الوريدية التي تبيعها المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية بمبالغ خيالية على الرغم بأنها مجانية من دعم المنظمات الأممية.

 

آخر إحصائيات منظمة "الأوكسفام" الأممية أشارت إلى وفاة 236 حالة مصابة بالكوليرا في المحافظة من الفترة 27 أبريل وحتى 27 يوليو الجاري، وإصابة نحو (29,723) حالة أخرى، وهي الأرقام التي تجعلها في المرتبة الثانية من حيث الوفيات في محافظات الجمهورية بعد محافظة حجة، والمرتبة الخامسة في حالات الإصابة بعد محافظات أمانة العاصمة والحديدة وحجة وعمران.