الإثنين 29-04-2024 13:44:04 م : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

في كلمته أمام مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية..

مايو يثمن موقف الصين الداعم لليمن ويؤكد على تأثيرها الفعّال والإيجابي في النظام العالمي

الأربعاء 19 يوليو-تموز 2023 الساعة 02 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

 

ثمن نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح رئيس إصلاح عدن، النائب أنصاف مايو، موقف الصين الداعم للحكومة الشرعية في اليمن والرافض لانقلاب المليشيات الحوثية الذي تم بقوة السلاح.

وعبر مايو في الكلمة التي ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر الأحزاب العربية مع الحزب الشيوعي الصيني (الدورة الرابعة)، عن تطلعه إلى أن تضطلع الصين بدور أكثر شمولاً في الحفاظ على التوازن العادل في السياسات العالمية تجاه مختلف الملفات الدولية وفي مقدمتها الملفات العربية عبر الانحياز إلى قيم العدالة والمساواة، وسيادة الدول وتأسيس نظام عادل يحقق المصالح المشتركة بين شعوب ودول العالم، مع احترام المعتقدات الدينية للشعوب والأقليات، ومساعدة الدول النامية في تعزيز قدراتها المختلفة.

وأعرب عن ثقته بأن الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني قادرة على الاضطلاع بهذا الدور، بفضل ما تمتلكه من مقومات اقتصادية وإمكانات تقنية رائدة.

كما عبر عن تطلعه إلى مزيد من الشراكة والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وبين الأحزاب العربية في مختلف المجالات بما فيها التجمع اليمني للإصلاح بما يعود بالنفع على الشعوب ويحقق مستقبل أفضل لبلداننا، مجدداً الشكر لقيادة الحزب الشيوعي الصيني التي نظمت المؤتمر بصورة رائعة ولكل المشاركين في المؤتمر.

وتطرق مايو في كلمته إلى ما حققه الحزب الشيوعي الصيني من إنجازات مبهرة، عبر قيادته لجمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية، في ظل تبوء الصين مكانةً سياسية مرموقة وذات تأثير فعّال وإيجابي في النظام العالمي، وفي ظل انفتاح السياسة الصينية على المنطقة العربية الذي توج بانعقاد القمة الصينية في التاسع من ديسمبر 2022 تجسيداً للتبادل الحضاري بين الصين والدول العربية منذ القدم، مشيداً بما يمتلكه الحزب من رؤية إستراتيجية، والقيادة السياسية الحكيمة، والعلاقات المتوازنة، والتوظيف الأمثل للموارد والمقدرات.

وأبدى إعجابه بالدور الحكيم الذي تمارسه الصين في كثير من الملفات المشتركة مع الدول العربية، والتوجهات المستقبلية التي من شأنها النهوض بالمجتمعات والدول وفي مقدمة ذلك التعاون الرائد القائم على الإرث الحضاري المشترك وتسخيره للتقدم البشري على مستوى العالم للحاجة في مواكبة المتغيرات.

واستحضر مايو خلال كلمته المواقف المشرفة للصين تجاه اليمن في المجالات السياسية والاقتصادية، وفي مقدمتها الموقف الصيني المنحوت في صدور اليمنيين، والمتمثل باعتراف الصين كأول دولة بالنظام الجمهوري وقيام الدولة اليمنية على إثر ثورة الشعب اليمني في 26 سبتمبر 1962م.

وثمن القيادي في التجمع اليمني للإصلاح، علاقة الصين المتوازنة في كل مراحل اليمن السياسية، حيث حافظت الصين دائما على علاقة متينة مع شطري اليمن قبل الوحدة اليمنية المباركة عام 1990، واستمرت العلاقة وتطورت أكثر وأكثر بعد الوحدة اليمنية.

ونوه بالدور الرائد لجمهورية الصين الشعبية في مجال التعليم في اليمن، وبالأخص مجال التعليم التقني والتعليم العالي والذي ساهم بفاعلية في تخريج الآلف من الشباب اليمنيين إلى سوق العمل عن طريق فتح المعاهد التقنية الصينية وأيضا الابتعاث إلى الجامعات الصينية، حيث يتواجد اليوم آلاف الطلاب اليمنيين في مختلف الجامعات الصينية ويحضون برعاية كاملة من الحكومة الصينية.

كما ثمن إسهامات الصين في المجالات الاقتصادية والسياسية وتطوير البنى التحتية للجمهورية اليمنية، متطلعاً إلى استمراره بهذا التعاون البنّاء مع الحكومة الشرعية بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين اليمني والصيني.

وأكد مايو أن موضوع "استكشاف طرق التحديث بإرادة مستقلة" الذي يؤدي إلى "التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية"، يتفق مع هوية حزب التجمع اليمني للإصلاح ورؤيته السياسية.

وأضاف أن الإصلاح يمتلك دليلاً نظرياً للتطور والنهوض، تعكسه وثائقه وأديباته، يقوم على الاستقلالية والخصوصية الحضارية والانفتاح على مختلف الحضارات والتجارب البشرية والاستفادة منها.

وأوضح مايو أن جانبا غير قليل مما يحدث في العالم اليوم من أزمات وحروب هو في مظهر من مظاهر رفض الاعتراف بالتعددية الحضارية، والإصرار على فرض نهج واحد للحياة، ولون واحد من الحضارة، وطريق واحد للتطور والتحديث، في مقابل من يؤمن بالتعدد والتنوع ويسعى للإسهام في الحضارة البشرية، انطلاقاً من رؤيته وقيمه وتصوراته، وأن تكون الحضارة البشرية المعاصرة، وما نتج عنها من نظم سياسية واقتصادية تؤطر المصالح والروابط الدولية عاكسة للتنوع الإنساني ومستوعبة له.

وشدد على أن الايمان بالقدرة على الإسهام الحضاري، هو الخطوة الأولى التي تتمثل في الإيمان بالقدرة على الإسهام في الحضارة البشرية، والإضافة إليها، ومراكمتها، وأن استمرار هذه الحضارة لن يكون إلا كذلك، حيث إن الحضارة البشرية المعاصرة لن تكون نتاجا لجنس بشري محدد أو لو ٍن وعرق واحد، مشيراً إلى أن هذا الإيمان هو الذي يولد الثقة بالذات الحضارية والاعتداد بها.

ونوه القيادي في الإصلاح في كلمته أمام مؤتمر الأحزاب العربية مع الحزب الشيوعي الصيني، بالإيمان بتنوع طرق التحديث والنهوض، من خلال روافد متعددة، كمحصلة لتراكمات أسهمت فيها مختلف الحضارات بتنوعاتها الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وأشار إلى أهم العوامل التي يمكن من خلالها إحداث تطور وتقدم يُسهم في رفاهية الحياة البشرية، وهو الاستناد إلى الإرث الحضاري، والانطلاق منه، مشيراً إلى أن كلاً من الصين والدول العربية تستند إلى حضارات ضاربة في أعماق التاريخ ومنظومة متميزة من الثقافة والقيم يُمكن استلهامها والبناء عليها.

وتابع قائلاً: "ولئن كانت الصين تزاحم اليوم على المواقع الأمامية في قيادة العالم، فإن المنطقة العربية والإسلامية موعودة كذلك بدورة حضارية جديدة تستنهض ما لديها من قدرات ومقومات تتعاون مع الحضارة الصينية في بناء السلام والازدهار في العالم".

وأكد مايو أن مبدأ الاستقلال الحضاري لا يتنافى في مضمونه ومدلوله مع التكامل بين الدول والتكتلات والحضارات، وأن التعاون بين الدول والحضارات أمر حيوي لنهوض البشرية جمعاء، ورفاهيتها وسعادتها، معبراً عن التطلع إلى أن تسهم المشاريع العملاقة التي تتبناها الصين، وعلى رأسها طريق الحرير، في خلق مجالات أوسع للتعاون والتكامل بين الصين والدول العربية، بما يترجم قرارات القمة الصينية العربية التي عقدت في 9 ديسمبر عام 2022 بالعاصمة السعودية الرياض.