السبت 27-04-2024 02:51:29 ص : 18 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

التجمع اليمني للإصلاح.. أصالة القيم، رسوخ المبادئ، وسطية الأداء، شموخ المواقف

السبت 12 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت خاص / عبد العزيز العسالي

 

أيلول والإصلاح توأمان:

سبتمبر أنا ضد كل خرافةٍ
أكتوبر أنا ضد كل وصايةِ
فبراير أنا ضد كل مورثٍ
مايو أنا ضد كل مفتتِ

من طينة اليمن العظيم تخلقت
منظومتي وتوهجت كينونتي

(الشاعر فؤاد الحميري)

الإصلاح وأصالة القيم:

مستهل..
- التقطت قيادة الحركة الإسلامية في اليمن خيط الإصلاح المجتمعي من التراث التجديدي الذي أنتجه ابن الوزير والمقبلي والأمير الصنعاني والشوكاني، لتبني عليه بعيدا عن التقديس.

- استفادت قيادة الحركة الإسلامية اليمنية من الإخفاقات التي منيت بها حركات التحرر الوطني العربية، كما استفادت من إخفاقات الثورة اليمنية.

- أدركت قيادة الحركة الإسلامية أبعاد
المنعطف الحاد الذي كاد يقضي على النظام الجمهوري ومبادئه السامية المرتكزة على أصول عقيدة المجتمع، والتي انبثقت عنها المبادئ المتمثلة في الحرية والمساواة والمواطنة والهوية والتاريخ، ذلك أن شعبنا اليمني طالته يد الاستقطاب الشرقية والغربية، وهذا التجاذب القطبي زج بالثورة اليمنية في منعطف حاد خلّف انقساما وتناحرا داخل الذات أولا، ومع الغير ثانيا.

- كادت هوية الشعب تتلاشى بين سلفية الأعراف المعوجة داخليا والمحمية بالجهل والتقاليد، وسلفية استجداء الوصفات الجاهزة من الشرق أو الغرب وإن كان الاستجداء خادشا ضمير الشعب في قيمه عقديا وهوية.

- قيادة الحركة الإسلامية أدركت وبوعي تام عمق المشكلة، فشخصت المرض، وبالتالي حددت العلاج المناسب في إصلاح المجتمع.

- قررت وجوبا أن ينطلق العلاج بل ويستند إلى "أصالة القيم المجتمعية" عقيدة وهوية وأعرافا سليمة، فوجهت البوصلة راسمة إستراتيجيتها الإصلاحية القائمة على مرتكزات تمثلت في:
- أصالة القيم.
- مبادئ راسخة.
- وسطية الأداء.
- مواقف شامخة ثابتة ثبات القيم والمبادئ.

كانت هذه ثوابت الحزمة الأولى، ثوابت راسخة كالجبال لا يجوز المساس بها، ذلك أن هذه الثوابت كانت هي الأسس التي قامت عليها الحزمة التالية:

رسوخ المبادئ:

المقصود بالمبادئ هنا هي مبادئ ثورة 26 سبتمبر 1962 المجيدة، المتمحورة في القيمة الإسلامية الكونية وهي "كرامة الإنسان"، والتي قامت الثورة لتحقيقها من خلال: النظام الجمهوري، والحرية، والديمقراطية، والمساواة، والمواطنة المتساوية في ظل دولة النظام والقانون.

- كانت هذه المبادئ السامية هي الحزمة الثانية التي اعتمدتها قيادة الحركة الإسلامية.

- هذه المبادئ متجذرة في أعماق قيم الإسلام معتقدا وهوية.

13 سبتمبر 1990م، إعلان قيام التجمع اليمني للإصلاح في هذا التاريخ لم يكن سوى إعلان لهذه القيم والمبادئ والسعي لتنفذها عبر الحُزمة التالية:

وسطية الأداء:

الوسطية مقصد قرآني مركزي، بل ومبدأ فكري، كما هي آليّة إجرائيّة إداريّة لقراءة الخارطة المجتمعية وتشخيص أدواء المجتمع، واختيار الوسيلة العلاجية المناسبة الأكثر إيجابية أكيدة المفعول وإن كانت بطيئة.

الحقيقة لقد كانت حزمة الوسطية هي الخيار الصعب وسط أعاصير هوجاء داخليا وإقليميا ودوليا، أعاصير فكرية وسياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية قديمة وجديدة.

- استمر تجمع الإصلاح على نهجه ثابتا وسط إكراهات واقع موّار بالمحن من كل اتجاه.

- كان ذلك الأداء الوسطي ولا زال هو الطابع العام والغالب.

- أفضل تجسيد للأداء الوسطي تمثل في الإصلاح الثقافي المجتمعي عموما، والوسط القبلي خصوصا، حيث استدعى الوسط القبلي الرازح تحت ثقافة القبيلة وثقافة "السلالة"، ذلك أن الحكومات المتعاقبة بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م وحتى الانقلاب المليشاوي على الشرعية، لم تقدم تلك الحكومات أي برنامج ثقافي لإصلاح المجتمع القبلي، ومسح الطاولة من الآثار المتراكة لثقافة التخلف العنصرية والسلالية والأعراف القبلية العوجاء.

- حمل تجمع الإصلاح هذه المهمة الشاقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فاتجه الإصلاح من خلال "حزمة رؤيته الوسطية" وسط معوقات ثقافية وفكرية واجتماعية وصعوبات مضنية.

قد يقال عن أية وسطية تتحدث؟ والجواب: أتحدث عن وسطية رسمها القرآن بأبعادها الفكرية والتربوية والثقافية والإدراية، إنها وسطية قراءة المشكلة بملابساتها الظرفية والخارطة الثقافية والعقلية المجتمعية، والأبعاد والنتائج المترتبة على التعاطي مع المشكلة سلبا وإيجابا.

ومن ثم اتخاذ قرار المواجهة المناسب القائم على فقه الواقع وأولويات الفكرة والمرحلة، ومدى تأثير المشكلة على سلّم القيم والمبادئ التي رسمها تجمع الإصلاح. إذن، الوسطية هي مواجهة الموقف بما يستحقه، وهذا ما سنتحدث عنه في الحزمة التالية:

شموخ المواقف.. تجليات وتجسيد للقيم:

عنواني الإصلاح إن هم أفسدوا
وأنا التجمع إن أتوا بالفرقةِ
(فؤاد الحميري)

هذا البيت الشعري لم يكن صادرا عن خيال شاعري مجنح في ذهن الشاعر، وإنما هو ترجمة حرفية صادقة للواقع المشهود عند الصديق والخصم.

إن رجال تجمع الإصلاح قيادات وأبناء قيادات وأعضائه وأنصاره من مختلف التخصصات، ها هم يجسدون تلك القيم العقدية والمبادئ الوطنية، ها هم يروون تراب الوطن بدمائهم الزكية الطاهرة، يروون كل شبر ظهرت فيه مليشيا الانقلاب السلالي الكهنوتي الفارسي العنصري من خلال تضحيات نادرة.

ومن جهة أخرى، ذلك المشهد القبلي الرائع الذي تجلت فيه آثار التربية القيمية عقديا ووطنيا التي رسخها الإصلاح خلال عقود ثلاثة، هذه التضحية من جهة القبيلة، والتي طالما طعنتها التهم من الحكومة والإعلام و... إلخ. لقد أثبتت القبيلة أن التربية على القيم العقدية هي الضامن الأقوى لحماية القيم الوطنية.

وليسمح القارئ أن أستعير هاتين البيتين من شاعرنا البردوني، رحمه الله، حيث قال:

أعلى المبادئ ما صاغت لحاملها
من الهدى والضحايا نصب تذكارِ
تدافعت بالفداء حواليك أنفسهم
كأنهن قلاع خلف أسوارِ

نعم تدافع الأبطال من الإصلاح وأنصار الإصلاح وكل وطني رأى تضحيات الإصلاح ومدى مصداقيتها وسط حصار طيلة ست سنوات ولا زال.

جل الشهداء إصلاح، وأنصار للإصلاح، وممن تأثروا بالتربية القيمية الوطنية التي رسخها الإصلاح.

جل المختطفين والمعتقلين من قيادات الإصلاح وأعضائه وأنصاره، ذلكم هو الإصلاح، فجيؤوا بمثله؟

عاش الشعب اليمني الأبي البطل.. عاش الإصلاح باني القيم الوطنية وحارسها.. الرحمة والمجد للشهداء.. حفظ الله اليمن أرضا وإنسانا.. ومن نصر إلى نصر.

كلمات دالّة

#اليمن