الأحد 28-04-2024 13:52:19 م : 19 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

جعلتهم وقود حرب مقابل مفتاح الجنة وفي مأرب يتم إعادة تأهيلهم..

وكالة "اسوشيتدبرس" تكشف بشاعة جرائم مليشيا الحوثي في تجنيد وقتل الأطفال

الخميس 20 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 02 مساءً / الإصلاح نت / ترجمة خاصة بيمن شباب

 

كشف تحقيق نشرته وكالة اسوشيتد برس، أمس الأربعاء، عن مدى ضلوع مليشيات الحوثي الانقلابية في تجنيد الأطفال في اليمن واستغلالهم في جبهات القتال.
وسلط التحقيق الضوء على تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين، وكيف تم استقطابهم للتدريب، وسرد عدد من القصص لأطفال قاتلو بالجبهات وتم أسرهم لدى قوات الجيش الوطني في مأرب.
وتضمن التقرير حديث لأطفال ناجين كيف كان يعدهم قادتهم بـ"الجنة"، وكيف تعرضوا للضرب والتعذيب من قبل القيادات الميدانية الحوثية.
وأشار التقرير إلى الأرقام المنحوتة على أساور حديديه تعلق على معاصم الأطفال المجندين كما حدث مع الطفل محمد الجندي البالغ من العمر 13 عاماً، الذي أوهموه أنه سيشعر بالطمأنينة وهو يرى صواريخ تطلقها الطائرات، وظل لمدة عامين يحارب مع المتمردين الحوثيين في اليمن، وأصبح يعتقد "عندما يصبح شهيدا" سيدخلوا رقمي الموضوع على السوار الحديدي في الحاسوب، ويسترجعوا صورتي واسمي ثم يطبعوها باسم" الشهيد ". وسيتم لصقها على غطاء تابوت لإرجاع جثتي إلى عائلتي.
وكان محمد من بين 18 من الأطفال الجنود السابقين الذين أجرت معهم وكالة أسوشيتد برس مقابلات وصفوا فيها كفاءة الحوثيين المنقطعة النظير عندما يتعلق الأمر بالتجنيد والنشر وحتى قتل صبيان في ساحات القتال لا تتجاوز أعمارهم 10 أعوام، جندهم الحوثيون بالقوة في كثير من الأحيان.
وحسب ما ذكرته وكالة أسوشييتد برس فقد قام الحوثيون بتجنيد 18000 طفل في جيش المتمردين منذ بداية الحرب في عام 2014، وهو ما اعترف به مسؤول عسكري كبير في جماعة الحوثي للوكالة تحدث شرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات، ويعد هذا الرقم أعلى من أي رقم تم الإبلاغ عنه سابقًا.
ويقول مسئولون إن عدد الضحايا صغير لأن العديد من العائلات لن تتحدث عن هذه القضية خشية تعرضهم للانتقام من قبل ميليشيا الحوثي.
وقال بعض الأطفال لـ "وكالة اسوشيتد برس" إنهم انضموا إلى المتمردين عن طيب خاطر وذلك بسبب الوعود بالمال أو بفرصة حمل السلاح وحيازته لكن آخرين تحدثوا عن أنهم أُجبروا على خدمة الحوثيين، وهم الذين تم اختطافهم من المدارس أو المنازل أو تم اكراههم على الانضمام في مقابل إطلاق سراح أحد أفراد العائلة من السجون.


ويمكن رؤية العديد من الاشخاص وهم يقومون بحراسة نقاط التفتيش على طول الطرق الرئيسية في شمال وغربي اليمن، وهم يحملون بنادق من طراز AK-47 على أكتافهم الضيقة فيما يتم إرسال الآخرين إلى الخطوط الأمامية للقتال كجنود مشاة.
وقال رياض الذي يبلغ من العمر 13عاماً، إن نصف المقاتلين الذين خدم معهم في الخطوط الأمامية في منطقة صرواح الجبلية في اليمن كانوا من الأطفال. وقال إن ضباط المتمردين أمروهم بالمضي قدما خلال المعارك حتى مع تصاعد تحليق طائرات التحالف في سماء المنطقة.
وقال إنه ناشد قائده أن يترك المقاتلين الشباب يقومون بمهمة القتال أثناء الغارات الجوية قائلاً "سيدي، الطائرات تقصف" لكن الرد كان دائماً "أنتم أنصار الله ويجب أن تهجموا!" حسب قوله.
وقد تم إرسال عدد غير معروف من الجنود الأطفال إلى منازلهم مقتولين وفي توابيت.
وقد قتل أكثر من 6000 طفل أو تعرضوا للتشويه في اليمن منذ بداية الحرب، حسبما أفادت اليونيسف في أكتوبر/ تشرين الأول. لكن المنظمة الأممية لم تتمكن من تحديد عدد هؤلاء القُصَّر من المقاتلين، كما أن وزارة الدفاع التي يديرها الحوثيون لا تكشف عن سجلاتها الخاصة بالإصابات.
وقال معلم سابق من مدينة ذمار إن ما لا يقل عن 14 تلميذا من مدرسته تم تجنيدهم ثم لقوا حتفهم في المعارك وتم وضع صورهم على مقاعد الصفوف الفارغة في عام 2016 خلال أسبوع الشهيد الذي يحتفل به الحوثيون كل عام في فبراير. وقال ان معظمهم كانوا من طلاب الصف الخامس والسادس. وأكد مسؤول في قطاع التعليم من ذمار روايته حيث تحدث الاثنان شريطة عدم الكشف عن هويتهما بسبب الخوف من العقاب.
وقال المعلم إن بعض اباء وأمهات القتلى هم من قادة الحوثي الذين أرسلوا ابنائهم طواعية إلى جبهات القتال، وقال "إنه لأمر مؤلم لأن هذا طفل وهم جميعًا أطفالي لأنني معلمهم" مضيفاً "تم أخذهم من المدرسة ثم عادوا مكفنين".
نجيب السعدي وهو ناشط يمني في مجال حقوق الإنسان أسس مركز استشاري تموله السعودية في مأرب للأطفال المجندين يقول "إن المشكلة الحقيقية مع تجنيد الأطفال الحوثيين ستشعر بها خلال الـ 10 سنوات القادمة - عندما يكبر جيل تم غسل دماغه بالكراهية والعداوة تجاه الغرب".


وقود الحرب
ولاحظ فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة أن ما يقرب من ثلثي الجنود الأطفال الذين حددتهم الأمم المتحدة في عام 2017 قد نشرهم الحوثيون وحلفاؤهم.
ويقوم الحوثيون باستمرار بتجنيد مقاتلين جدد لأن صفوفهم تتهاوى وتتقلص بسبب تلقيهم خسائر في ساحة المعركة.
وقد تحدث الأطفال والآباء والمربون والأخصائيون الاجتماعيون وغيرهم من اليمنيين الذين قابلتهم وكالة الأسوشييتد برس، عن حملة عدوانية تستهدف الأطفال - وليست دائماً طوعية بشكل تام حيث يستخدم المسؤولون الحوثيون سيطرتهم إلى هيئة السجل المدني وسجلات الدولة، الأخرى لجمع البيانات التي تسمح لهم بتضييق نطاق قائمتهم المستهدفة من الأسر الأكثر احتياجا في القرى ومعسكرات النازحين - وهم أولئك الأكثر احتمالا لقبول العروض النقدية مقابل اخذ المجندين.
في صنعاء، العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين يقوم المجنِدون بالذهاب من منزل إلى منزل لإخبار الوالدين بأنه يجب عليهم إما تسليم أبنائهم أو دفع مال مقابل المجهود الحربي، وذلك بحسب السكان.


وقابلت وكالة الأسوشيتد برس 18 من الأطفال المجندين السابقين في مخيمات النازحين ومركز استشاري في مدينة مأرب التي يسيطر عليها التحالف الذي تقوده السعودية، حيث جاءوا إلى مأرب بعد أن فروا بعيداً عن قوات المتمردين الحوثيين أو أسرتهم قوات التحالف.
ونظرًا لأعمارهم ولأن بعضهم يقرون بارتكاب أعمال وحشية، فإن اسوشيتد برس لا تستخدم سوى أسمائهم الأولى. حيث بعض الأطفال منحوا أنفسهم اسمًا للحرب بعد انضمامهم إلى القتال. فعلى سبيل المثال، أطلق أحد الفتيان، في العاشرة من عمره على نفسه اسم أبو النصر.
وقال صبي يبلغ من العمر 13 عاماً ويدعى صالح، إن رجال ميليشيا الحوثيين اقتحموا منزل عائلته في منطقة بني مطر الشمالية صباح السبت وطالبوه ووالده بالتوجه إلى الخطوط الأمامية للقتال. وقال إن والده قال لهم: "ليس أنا وابني"، ثم حاولوا أن يسحبوا بنادقهم عليه. وتذكر الصبي ذلك الموقف قائلاً "لقد جروه بعيداً" مضيفاً "سمعت الرصاص من ثم سقط والدي قتيلاً".
وقال صالح "إن رجال الميليشيا أخذوه معهم وأجبروه على أداء واجب الحراسة في نقطة تفتيش لمدة 12 ساعة في اليوم".
ولا يسمح لوكالات الإغاثة الدولية العاملة في برامج حماية الطفل في شمال اليمن بمناقشة استخدام الجنود الأطفال، خشية أن تمنع وكالاتهم من إيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، وفقاً لأربعة من عمال الإغاثة الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويته. حيث قال أحدهم عن ذلك "هذا من المحرمات".
وقال عبد الله الحامدي، نائب وزير التعليم السابق الذي انشق في وقت سابق من هذا العام من الحكومة التي يسيطر عليها الحوثيون في الشمال: "إنهم لا يثيرون القضية".
وقال الحامدي إن الأطفال المستهدفين بالتجنيد ليسوا أبناء عائلات حوثية هامة أو قادة كبار. وهم بدلا ًمن ذلك عادة ًأطفال من قبائل فقيرة يتم استخدامها "كوقود في هذه الحرب".
وفي القرى والبلدات الصغيرة، تضم هيئات التجنيد المراهقين الذين يعمل إخوانهم أو آبائهم بالفعل مع الحوثيين. ويمكن رؤيتهم وهم يتسكعون حول المدارس ويوزعون التبغ الممضوغ (الشمة)، محاولين إقناع الأولاد بأن يصبحوا مقاتلين.
وأخبر العديد من سكان صنعاء وكالة أسوشييتد برس بأن الحوثيين يقسمون العاصمة إلى كتل أمنية، يشرف كل منهم عليها ويجب أن يفي كل مشرف بحصص متداولة لجلب المجندين الجدد كما يقوم بجمع معلومات عن العائلات التي تعيش في كتلته من خلال طرق أبواب كل منزل وطلب عدد الأعضاء الذكور وأسمائهم وأعمارهم.
وقال صحفي يمني كان يعمل في مناطق الحوثي اشترط عدم الكشف عن هويته بسبب مخاطر الحديث عن المتمردين "يبدو الأمر عشوائيًا من الخارج لكنه في الواقع ليس كذلك" مضيفاً "هناك فرق ذات مهام محددة وبنية واضحة" وقد فر هو وعائلته إلى مأرب، وهي معقل التحالف، لأنه كان يخشى من أن يحاول المتمردون تجنيد أطفاله.
ويؤكد المجنِدون الحوثيون للعائلات أنه لن يتم الزج بأبنائهم في مناطق المعارك، ولكن سيتم إرسالهم للعمل في الخطوط الخلفية في نقاط التفتيش على الطرق. وبمجرد أن يسيطر رجال الميليشيات على الأطفال، فإنهم يرسلونهم في كثير من الأحيان إلى معسكرات التلقين والتدريب ثم الخطوط الأمامية للقتال، وذلك وفقا لطفلين قابلتهما وكالة "الأسوشييتد برس" ومسؤولون من مجموعتين لحماية الأطفال حيث تحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب المخاوف من أن الحوثيين قد ينتقمون عن طريق منع مجموعاتهم من العمل في اليمن.
الأطفال الذين قابلتهم وكالة الأسوشييتد برس قالوا إنهم استهدفوا من قبل المجندين في ملاعب كرة القدم والمزارع وخاصة المدارس.
وقال كهلان البالغ من العمر 12 عاماً، إن رجال ميليشيا الحوثي أخرجوه وعشرين من زملائه في الصف في شاحنة صغيرة، وأخبروهم أنهم سيأخذونهم إلى مكان يحصلون فيه على حقائب مدرسية جديدة، ولقد كانت كذبة. فبدلاً من ذلك، وجد الطلاب أنفسهم داخل معسكر تدريبي للحصول على تعليمات حول كيفية الاختباء من الضربات الجوية.



مفتاح الجنة
عادة ما يتم اختيار المجندين الجدد ثم نقلهم أولاً إلى "المراكز الثقافية" للدورات الدينية التي تدوم ما يقرب من شهر حيث يقرأ المعلمون بصوت عالٍ للأطفال من محاضرات مؤسس الحركة الحوثية، حسين بدر الدين الحوثي، الأخ الراحل للزعيم الحالي عبد الملك الحوثي، ويتم تعميم المحاضرات التي يعود تاريخها إلى عام 2002 على هيئة صوت وفيديو ونقلها إلى كتيبات تعرف باسم "ملازم".
ولقد قيل لهم إنهم ينضمون إلى حرب مقدسة ضد اليهود والمسيحيين والدول العربية التي استسلمت للنفوذ الغربي - وأنه إذا مات الأولاد في القتال، فسوف يذهبون إلى الجنة.
وقال محمد، الصبي الذي خدم مع الحوثيين من سن 13 إلى 15 سنة: "عندما تخرج من المركز الثقافي لا تريد العودة إلى المنزل بعد الآن" مضيفاً "أنت تريد أن تذهب إلى الجهاد".


ثم يتم إرسال المجندين إلى معسكرات التدريب العسكرية في الجبال، وفقًا للعديد من الأطفال الذين انشقوا عن الحوثيين. وفي الليل ينامون في خيام أو أكواخ مصنوعة من أغصان الأشجار. ويوماً بعد يوم، يتعلمون كيف يطلقون الأسلحة ويزرعون المتفجرات ويتفادون الصواريخ التي تطلقها طائرات التحالف.
ومن فترة الظهر إلى غروب الشمس، يحصل الجنود الشباب على حصة يومية من أوراق القات الخضراء، وهو منبه خفيف تقوم الغالبية العظمى من اليمنيين بمضغه كل يوم حيث أن الحصول على القات من الأسر الفقيرة هو حافز للأطفال، الذين قد لا يكونون قادرين على تحمل تكاليفه وهم في المنزل.
وبعد أقل من شهر من المعسكر، يتم إرسالهم إلى الحرب ويرتدون الأساور (حلقات حديدية) التي من المفترض أن تضمن في حال قتلوا، أن يُعادوا إلى عائلاتهم ويُكرمون كشهداء، ويسمي الأطفال نقشهم "رقم جهادي". ينتقد معارضي الحوثيين الأساور باعتبارها "مفتاح الجنة" للأطفال.
وقال بعض الأطفال عندما وصلوا إلى مناطق القتال، إن أسلحتهم ومعتقداتهم جعلتهم يشعرون بالقوة. فيما شعر آخرون بالخوف فقط، وقد قاتل محمد في مدينة تعز وحولها، حيث هناك مسرح أطول معركة في الحرب.
في أحد الأيام، أسر رفاقه مقاتلاً من قوات التحالف ونقلوه إلى مطعم تم قصفه مسبقاً، لاستجوابه حيث قال محمد، البالغ من العمر 14 عامًا، إنه أحضر عصاً كهربائيًا وضرب به السجين. وقال إنه أحدث صدمات كهربائية في جسد الرجل، حيث استجوب قائده الأسير حول مواقع قوات التحالف.
وعندما انتهى الاستجواب، قال إن قائده أعطى هذا الأمر: "تخلص منه". وقال محمد إنه أخذ أداة معدنية ثقيلة، ثم أدخلها في نار ملتهبة، ثم استوى وضربها في مؤخرة رأس الرجل الاسير.
"كان سيدي"، يتذكر محمد. "إذا قال اقتل، كنت سأقتل .... سأفجر نفسي من أجله"
وقال رياض (13 عاما) الذي حارب في جبال صرواح انه وشقيقه البالغ من العمر 11 عاما كانا يطلقان النار على جنديين من العدو كانا قد رفضا القاء اسلحتهما. ولكن في أغلب الأحيان، أغلق عينيه بإحكام عندما كان يطلق النار من بندقيته.
وقال "بصراحة، عندما أخاف، لا أعرف أين أقوم بإطلاق النار - في بعض الأحيان في الهواء وأحيانا عشوائيا".
اللحظة الأكثر إثارة للرعب جاءت عندما اختفى أخوه أثناء تبادل إطلاق النار، حيث يقول تذكرت رياض: "كنت أبكي". "أخبرت القائد أن أخي قد استشهد."
وبدأ بتقليب الجثث في ساحة المعركة، وبحث في وجوه الدماء عن اخيه الضائع عندما تعرض هو ومقاتلون آخرون للنيران. ثم أطلقوا النار مرة أخرى. ثم عقب بعض الصراخ ذهابا وإيابا، أدرك أن مطلق النار لم يكن مقاتلا من العدو، ولكن أخاه قد فقد في ضباب المعركة.
بعد بضعة أسابيع، هرب رياض وأخوه، ودفعوا لسائق شاحنة لتهريبهم بعيداً عن قوات الحوثي.
تم تعيين كهلان - تلميذ المدرسة الذي تم إغراءه بالقتال بوعد بحقيبة كتب جديدة - لأول مرة لحمل صناديق الطعام والذخيرة للجنود. ثم تم نشره للقتال. وقال إنه لم يكن لديه ولا الفتيان الآخرون أي ملابس غير زيهم المدرسي. كانت قاسية جدا بحيث تسببت بطفح جلدي.
تحركت طائرات التحالف فوق رؤوسهم، وألقت القنابل وأطلقت الصواريخ على مواقع الحوثي. بعد ذلك، توغلت الاطقم لجمع القتلى. "كان منظر الجثث مخيفًا"، كما يتذكر كهلان، مستخدمًا يديه موضحاً كيف كانت الجثَّث تفتقد الرؤوس أو الأطراف أو كانت أمعاءها تنزف.
لقد هرب من معسكر الحوثي في وقت مبكر من صباح أحد الأيام، من قرية إلى أخرى. حيث قال "كنت أخشى أن ننظر إلى الوراء، رأيت الأشجار والحجارة وأصبحت أكثر خوفا لأنهم كانوا يختبئون خلف الأشجار".

 

جلسات الاستماع
انتهى المطاف بمحمد ورياض وكهلان في مأرب، في مركز لإعادة تأهيل الأطفال الذين خدموا كجنود الحوثيين. ومنذ أيلول / سبتمبر 2017، قدم ما يقرب من 200 فتى الى المركز، الذي أسسته مؤسسة وثاق للتوجيه المدني ويتم تمويله بالأموال السعودية.
وقال مهيوب المخلافي، الطبيب النفسي بالمركز، إن الأعراض الشائعة بين جميع الجنود الأطفال السابقين هي العدوان المتطرف. حيث انهم يعانون من القلق ونوبات الذعر والعجز وتشتت الانتباه. ويصف البعض تعرضهم للضرب من قبل قادتهم، على حد قول أحد العاملين في المركز.
وقال إنه سمع أيضاً تقارير من أطفال على جبهات القتال حول تعرضهم للإيذاء الجنسي من قبل الضباط. حيث تحدث شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية قضايا الاعتداء الجنسي.


ويجمع المركز الأطفال معاً من أجل "جلسات الاستماع" التي تساعدهم على تذكر حياتهم قبل إرسالهم إلى الحرب.
وفي يومه الأول في المركز، قال محمد انه كان مرعوبًا. لم يكن يعرف ماذا سيفعلون به هناك. "ثم رأيت المعلمين وأعطوني مجالاً للبقاء فيه. شعرت بالارتياح بعد ذلك".
تعيش والدته في تعز، في منطقة تحت سيطرة الحوثي، لذلك لا يمكنه العيش معها ولديه أقارب آخرين وينتقل من منزل إلى آخر وقال إنه في بعض الأحيان ينام في الشارع.
لم يعد يمتلك سواراً حول يديه مع الرقم التسلسلي الذي أعطاه الحوثيون كجزء من وعدهم بأن يحصل على جنازة الشهيد. وقال إنه عندما انشق، أرسل أخوه الأكبر إلى استجوابه من قبل سلطات التحالف.
أثناء التحقيق، أخرج ضابط أمن مقصاً وقطع السوار من معصم محمد.