السبت 27-04-2024 13:50:18 م : 18 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

رئيس إصلاح الحديدة: نحن مع أي مكون تهامي جامع وشبابنا يناضلون في جميع الجبهات (حوار)

الإثنين 19 يونيو-حزيران 2023 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت- الصحوة نت

 

 

أكد رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة الحديدة، الشيخ هادي هيج، أن الأجواء الديمقراطية والتغيير الذي شهده المكتب التنفيذي ودوائر المرأة والدائرة القضائية في المحافظة، ضخ دماء جديدة بنسبة 90 بالمائة في قيادة التجمع بالمحافظة، بما في ذلك مجلس هيئة الشورى المحلية.

وأشار هيج إلى أن التضحيات التي قدمها الإصلاح وما زال يقدمها في معركة اليمنيين ضد مليشيات الإرهاب القادم من إيران، مشددا على ضرورة توحيد الصف لإنهاء انقلاب الحوثي واستعادة الدولة ومؤسساتها.

وتحدث رئيس الإصلاح في الحديدة، عن التراخي الأممي مع مليشيات الحوثي، واتفاقية ستوكهولم والتي كانت في حال تنفيذها ستكون مدخل للسلام، وكيف تغاضت الأمم المتحدة عن استحقاقاتها، وذهبت إيرادات الحديدة لصالح المليشيات بدل صرفها مرتبات للموظفين.

وتطرق هيج إلى نهج المليشيا في استخدام ملف المختطفين والمخفيين قسرا للمزايدات السياسية، وعدم التعامل معه كملف إنساني، إضافة إلى تهميش أبناء إقليم تهامة من قبل قيادة الشرعية وضرورة التمثيل العادل لأبناء تهامة في السلطات المختلفة.

وأشار هيج إلى علاقة الإصلاح بالمكونات الأخرى في محافظة الحديدة، بما في ذلك علاقته مع السلطة المحلية التي دعاها إلى التعاون لما فيه خير المحافظة وتحريرها من مليشيا الحوثي، مؤكدا انخراط شباب الإصلاح في صفوف الأمن والمقاومة والقوات المشتركة ومشاركتهم مع إخوانهم في مواجهة مليشيا الحوثي القادم من إيران.

وحذر هيج في حوار مطول وخاص مع "الصحوة نت" من تصعيد المليشيات الإرهابية الذي يستهدف الملاحة الدولية والأمن والاستقرار للدول المطلة على البحر الأحمر، وتهديد خطوط التجارة العالمية، مؤكدا أن هذا التهديد الخطير يستوجب موقفا دوليا حازما، لأن الخطر يهدد الجميع.

 

فيما يلي نص الحوار:

حاوره الزميل / عبدالحفيظ الحطامي

 

بداية مرحبا بكم..
*لإصلاح الحديدة قصب السبق في احداث تغيير شامل في قيادته...هل كانت عملية التغيير وفق اللوائح أم استجابة لضرورة المرحلة ومتطلبات التغيير؟

-في الواقع المتابع للتجمع اليمني للإصلاح منذ انطلاقته السياسية، دأب على التجديد والاصلاح والتغيير، ولم يكن مجرد شعارات، ومارس ذلك على مستواه الداخلي، وهذا ليس بجديد على الإصلاح فتاريخه مشرق.

في الحديدة انجزنا هذا التغيير بالرغم من كل الظروف، وحين قرر الاصلاح فعل ذلك، بث دماء جديدة وشابة في حراك ديمقراطي أحدث تغييرا جذريا شاملا للمكتب التنفيذي ودائرة المرأة والدائرة القضائية وقيادة هيئة الشورى المحلية.

وشكلت هذه النقلة التي جرت وفق اللوائح الشوروية والديمقراطية الداخلية وانتجت هذا التغيير، تقريبا بنسبة 90% حيث لم يعد للمكتب التنفيذي السابق من تواجد فيه الا بنسبة 10% وكانت من التجارب والنقلات النوعية، وكما يقول بعض الشباب كنا نعتقد ان التغيير سيكون جزئيا فحدث تغيير شامل، وهكذا سارت العديد من المكاتب التنفيذية في المحافظات الأخرى نحو التغيير والتجديد.

وهذا ليس بغريب على الاصلاح في ممارسته لقواعد العمل الانتخابي والديمقراطي الداخلي الحر، ويأتي وفق الاهداف والبرامج واللوائح للإصلاح وايضا وفقا لقانون الأحزاب والتنظيميات السياسية.

*هل كان التغيير مطلبا داخليا أم تغييرا استدعته الظروف والمتغيرات؟

في الحقيقة ما حدث كان عرسا ديمقراطيا أعادنا إلى واقع الممارسة الديمقراطية والشوروية التي دأب الاصلاح على ممارساتها داخل إطاره التنظيمي، وبالنسبة للتغيير ليس قرارا وانما منهجاً وسلوكا للتجمع اليمني للإصلاح، ونحن قررنا في الاصلاح أن نجري انتخابات داخلية في المكتب التنفيذي ودائرة المرأة والدائرة القضائية وقيادة هيئة الشورى المحلية وكانت الامانة العامة في الصورة وعلى علم بذلك.

*لا شك أن الحرب أثرت على الإصلاح عموما والحديدة خصوصا هل كان للصراع تأثيرا على ممارسة وإنجاز هذا التغيير؟

الوطن لا تغلى عليه التضحيات وسنضحي بكل ما نملك بالغالي والنفيس من أجل الوطن ونحن جزء من الشعب اليمني الذي يقاوم مليشيات الحوثي وانقلابها واختطافها للدولة، وستجد ابناء الحديدة في كل الجبهات منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من أصيب ومن شرد ومن اختطف واعتقل، كل ابناء الحديدة قدموا تضحيات ومنهم الإصلاح.

صحيح أن الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي أثرت على جميع الكيانات والمكونات الحزبية والسياسية والمكونات التهامية وعلى رأسها الاصلاح فالبلاء عم الجميع ونحن جزء من هذا الشعب ونحن راضين عما قدمنا وسنقدم، وما هو أكثر من ذلك.

وفي الواقع تداعيات الحرب اثرت على الاصلاح نعم، لكنه بقي على عهده في مواقفه الثابتة في القضايا الوطنية وكذا التزاما واحتراما لقواعد التداول الديمقراطي داخل التجمع والحزب نفسه.

*ماهي التضحيات التي قدمها إصلاح الحديدة في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية ومعركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب؟

هناك أرقام لعدد الشهداء والجرحى والمختطفين، وهذه الارقام متجددة مادامت الحرب قائمة، وإصلاح الحديدة قدم آلاف الشهداء والجرحى وتجاوز ألف مختطف، أفرج عن عدد منهم في عمليات التبادل السابقة ولايزال هناك مختطفين، قرابة 60 مختطفا، وهناك جرحى نرعاهم واسر شهداء.

ونحن نناضل من أجل رعاية الجميع وهؤلاء اخواننا بغض النظر ان يكون حتى هؤلاء منتمين للإصلاح او غير منتمي ولا نفرق بينهم على أساس الانتماء الحزبي وأي واحد من ابناء الحديدة نعتبر أنفسنا نحن مسؤولين عنه ونناضل من أجل الجميع شهداء وجرحى ومختطفين والسعي لدى الجهات الرسمية في الوقوف مع من بذلوا التضحيات لأجل اليمن وهويته وكرامته، والمختطفين معنا لجنة خاصة بذلك تتابع رعايتهم وخرج الكثير منهم ونتابع خروج البقية من سجن الارهاب الحوثي بالحديدة.

 

في قضايا المختطفين هناك من ابناء الحديدة ومنهم اعضاء في الاصلاح لايزالون في سجون الارهاب الحوثي مالجهود التي تبذلونها في تحريرهم؟

نحن أعطينا الأولية للمختطفين ولا نزال نسعى في تحرير من تبقى منهم ونتابع لجنة الأسرى والجبهات لإخراج هؤلاء، لكن التبادل لا يكون مع المليشيات سهلا وبأنه يمكن ان تطلب تحرير مختطفين وتوافق المليشيات.

للأسف المليشيات تعرقل مثل هذه المبادرات ويتم تقديم كل طرف بمجموعة ويحدث اعتراضات بالرغم اننا نطالب في كل مرة بصفقة الكل مقابل الكل لكن المليشيات حولت قضية المختطفين الى ورقة للابتزاز السياسي، وليس باعتبارها قضية إنسانية، ونحن نبذل جهودا لأجل ذلك بالتنسيق مع الوسطاء المحليين والاقليميين وكذا مع المجتمع الدولي.

*ما هو الدور الذي قدمه الاصلاح في الجانب الاعلامي والحقوقي فيما يتعلق بالانتهاكات المروعة التي تمارسها مليشيات الحوثي بحق سكان الحديدة؟

في الواقع لدينا دائرتان للإعلام وأخرى للحقوق والقانون وتمارسا دورا كبيرا في عمليات رصد الانتهاكات الحوثية وتتبني قضايا المواطنين وكشف هذه الانتهاكات المختلفة، ودور الاصلاح في هذا الجانب واضحا وجليا للجميع عبر وسائل الاعلام والسوشيال ميديا.

والاصلاح وإعلامه وإعلاميه يتصدرون المشهد في تبني وتناول قضايا الاختطاف ونهب الايرادات وزراعة الالغام والتهجير ونهب الاراضي وعمليات القتل والسحل وتدمير البنية التحتية ونهب الموارد وفرض الرسوم الباهظة خارج القانون وحرمان السكان من خدمات الكهرباء والمياه والنظافة ونهب المزارع وعمليات التعذيب ومصادرة الممتلكات وانتهاك حقوق المرأة والطفل وغيرها من الجرائم الوحشية.

وكذلك الحصر والتوثيق والنشر ومتابعة الجهات الحقوقية في التدخل وكشف جرائم الارهاب الحوثي للراي العام المحلي والاقليمي والدولي.

*ماهي دلالات مضي الاصلاح في انجاز انتخابات وحداته في المحافظات الأخرى برغم ظروف الحرب؟

في الحقيقة أن الاصلاح يمارس اعماله السياسية وفق لوائحه وبرامجه المنظمة وما حدث ويحدث في الحديدة والمحافظات من تغيير في قياداته، هذا المتغير ليس بجديد على الاصلاح فهو يحقق الممارسة الشوروية والديمقراطية في داخله، منطلقا من مبادئه وإيمانه بالديمقراطية في احداث التغييرات.

وبصراحه هذا انجاز، يحسب للإصلاح بالرغم من الحرب إلا أن الاصلاح يمارس سلوكا مدنيا يحقق من خلاله تمسكه بالمدنية والتحديث والديمقراطية والتجديد، لأن الماء الراكد في الحياة يأسن.

ولذلك تفوق الإصلاح على كل عوامل الركود والسلبية وانطلق ليمارس اداءه المدني وسلوكه الحضاري في ترسيخ قيم الديمقراطية في داخله.

ونحن نهنئ مكاتب الاصلاح في كل المحافظات التي نحت نحو التغيير ونشيد برسم هذه اللوحة الفنية السياسية للإصلاح ونشجع الأخرين لينحو منحى الإصلاح في الحديدة، تعزيزا لقيم الديمقراطية والشورى.

واتوقع في المراحل القادمة ان تستكمل مكاتب الاصلاح في كل المحافظات احداث مثل هذه النقلات المدنية والتجديدية لتعزيز قيم التغيير والتحديث، وكانت الحديدة هي السباقة في هذا التجديد.

وهذا التوجه العام للإصلاح منذ انطلاقته السياسية وما تمكن الإصلاح من عمله ،وهذا التجديد، ليس قرار مكاتب؛ بل هو توجه عام للتجمع من قياداته العليا.

*باعتقادك ماهي القضايا المؤرقة للسكان في داخل الحديدة في مناطق سيطرت المليشيات؟

هناك قضايا متعددة يصعب حصرها، لو ضربنا مثلا المرتبات، الناس تعيش في ظنك من العيش والمعيشة الصعبة وتمكنا مع كل الجهات المعنية في انتزاع توجيهات حكومية بصرف رواتب المعلمين لسبع مديريات ومنهم النازحين وكنا نتابع أن يكون هناك رواتب لكل الموظفين لكن في الحقيقة أن مليشيات الحوثي تعرقل هذه الجهود التي مشينا فيها من خلال تجزئة العملة واستهداف اليمن ووحدته فعمدت للانفصال بالعملة الوطنية.

فهي لا تريد أن ترحم المواطنين ولا تريد رحمة الله تنزل عليهم، هي تعرقل كل شيء، وكذا نهب الاراضي التي أصبحت كارثيا وممنهجاً، وتستند المليشيات في هذه العمليات لأحكام بعضها تعود لعهد الامام احمد ويحيى وغيرها من المغالطات وعمليات التزوير لتبرر نهب حقوق ابناء تهامة.

وكذا القتل بدم بارد، مثلما حدث للحاج عبد السلام الشميري قتلوه داخل منزله وهناك من قتلوهم في اراضيهم ومزارعهم وقتلوا أخرين في القرى والطرقات إضافة لعمليات القتل اليومي بالألغام والقنص والقصف. جرائم متعددة يصعب حصرها في هذا الحوار.

 

*إلى متى سيستمر هذا الحال في نهب مدخرات وايرادات الحديدة من قبل المليشيات الحوثية؟

في الواقع مليشيات الحوثي نهبت البلد بأكمله، والحديدة جزء من هذه البلاد. صحيح أن الحديدة هي المغذي والشريان الوحيد لليمن وهي الرئة التي يتنفس منها اليمنيون الا أن المليشيات حولت كل هذه الايرادات إلى جيوبها وكروش قادتها وأرصدتهم.

كان هناك بند في اتفاق استكهولم أن تخصص موارد الحديدة لمرتبات الموظفين وجمعت مبالغ كبيرة في البنك المركزي في الحديدة، وللأسف نهبتها مليشيات الحوثي كاملة، فالحديدة ايراداتها كبيرة لكنها منهوبة ولا يستفيد منها ابناؤها الذين يكابدون المجاعة والفاقة والفقر.

ونحن في الاصلاح نتحدث عن هذه المأساة سواء في المحافل الدولية أو غيرها ومع الدولة أو مع الإعلام، يجب أن تنصف الحديدة، كيف نتحدث عن غرفة مظلمة بعد أن صارت الحديدة بلا كهرباء؟ حولتها المليشيات باتجاه منازل وفلل وبيوت قادتها في صنعاء والحديدة بينما المواطنون يعانون من الحر والظلام، كل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع الجميع في الداخل والخارج.

 

*يرى الكثيرون ان اتفاق استكهولم أو اتفاق الحديدة علي وجه الخصوص كان كارثيا على المحافظة ما تعليقكم؟

أي اتفاق بين طرفين، فيه سلبيات وفيه ايجابيات فأي اتفاق بين طرفين سيكون فيه الجيد وفيه الجانب السيئ، وهذا طبيعة الاتفاقات والمفاوضات ،الحقيقة أن الشيء الذي كنا نأمله بأن يكون للأمم المتحدة دور في تطبيق تلك الاتفاقيات التي أن طبقت بشكل صحيح كان بالإمكان أن تكون مخرجا لليمنيين من الاستمرار في الحرب والجنوح للسلام.

مثلا خروج المليشيات من مدينة الحديدة وموانئها والانسحاب منها وصرف رواتب الموظفين والعودة إلى سلطة 2014 وغيرها من البنود التي كانت ستدفع باتجاه الحل والسلام، لكن مليشيات الحوثي انقلبت على بنود الاتفاق، ومع الأسف الأمم المتحدة تعاملت مع هذه الاتفاقيات بتململ كبير مع الطرف الأخر.

وحين شكلت بعثة الأمم المتحدة للحديدة "اونمها" تصور هذه اللجنة هي موجودة تحت سيطرة مليشيات الحوثي وبالتالي هي تمرر إملاءاتهم، لتصير البعثة الأممية رهينة المليشيات الحوثية، تحركاتها ممنوعه، وتصريحاتها لقاءاتها زياراتها. يعني لا تتم الا بإذن الحوثي.

تصور هذا وضع البعثة الأممية، وضعها هكذا كيف لا يكون تصورك لعملها؟ لن تكون محايدة وفاقدة المهنية، ولم تستفد من ايجابيات الاتفاق لا الحديدة ولا حتى اليمن.

كان بإمكانه أن يكون مخرجا لكن المليشيات خرجت عن خطوط الاتفاق وبنوده ولجأت الأمم المتحدة للصمت وخذلان أبناء الحديدة وهذا أثر على الجبهة وبادرت القوات المتواجدة هناك للانسحاب وكان يفترض أن يحدث انسحاب مقابل، فكان التموضع من طرف واحد وكان فيها من التسرع وأثر ذلك على أبناء الحديدة. وخاصة في هذه المناطق التي ارتكبت فيها مليشيات الحوثي جرائم حرب بحق الانسانية في مناطق الدريهمي والجاح والتحيتا.

 

*فيما يتعلق بالألغام سبق للإصلاح أن أدان في العديد من البيانات هذه الكارثة.. كيف تجدون استجابة الجهات المحلية والاقليمية والدولية امام هول ما يحدث من قتل بشكل شبه يومي؟

الألغام جرائم ترتكب بحق الإنسانية في الحديدة والمليشيات لم تزرع الحديدة إلا بالموت، وصراحة بالرغم من الجهود التي تبذلها لجان الهندسة للقوات المشتركة وبرنامج مسام التابع للأخوة الاشقاء في السعودية من جهود مشكورة، إلا أن كثافة الألغام مهولة وكبيرة وهي ستأثر على ابناء الحديدة لعقود من السنين.

ونحن ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته الاخلاقية والقانونية ازاء عمليات القتل اليومي التي تتسبب فيها الالغام التي زرعتها مليشيات الحوثي وتقدرها تقارير محلية ودولية بمئات الألاف من الألغام والمتفجرات المختلفة.

 

*ما هو موقف الإصلاح مما يحدث في المياه الاقليمية والدولية في البحر الاحمر؟

يدرك الاصلاح مخاطر ما يحدث في البحر الأحمر وما تمثله مليشيات الحوثي من تهديد خدمة لأجندات ايرانية في محاولة للعبث بأمن هذه المنطقة الاستراتيجية لبلادنا في مياهنا الاقليمية والدولية، وأن ما يحدث هو نتيجة هذه الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي الارهابية وهي تتحمل مسؤولية هذه المخاطر وأهم خطر هو تهديد هذه المليشيات لأمن البحر الأحمر.

الحوثي ينصب قوارب مفخخة وصواريخ مجنحة والغام بحرية وينشئ معسكرات في الشواطئ المتاخمة للبحر الاحمر وهذا خطر شديد، والممر الملاحي باتت المليشيات الحوثي تهدد السفن والتجارة الدولية فيه، وهذا خطر باعتبار باب المندب أحد أهم الممرات الدولية للتجارة العالمية.

 

*لكن المجتمع الدولي يصمت ازاء هذه المهددات.. برأيك لماذا كل هذا الصمت ؟

العالم الان في ضوء المستجدات خائف على مصالحه والتواجد في البحر الاحمر سببه خوف الدول على مصالحها وملاحتها وتجارتها من أن تتعرض للقرصنة والاستهداف خاصة وأن من يهدد أمن البحر الاحمر ليست دولة ولكنها مليشيات لا اخلاق ولا قيم ولا نظام لها.

ويمكن ان تستأجر هذه المليشيات من أي طرف يريد أن يهدد هذه الدولة او تلك، وهذا يزعج دول العالم والعالم برمته، وسيكتشف العالم بأن هذا الصمت له ما بعده من المخاوف التي لن ينفع الندم حين يقع فأس الإرهاب الايراني وميليشياته على رؤوس الجميع.

 

كيف ينظر الاصلاح للحراك الدولي من أجل السلام في اليمن؟

بصراحة الحراك ليس بحجم تطلعات اليمنيين لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، الطموح هو أن تنتهي هذه الحرب لكن العالم لا يساعدنا بما فيه الكفاية لا يقاف تعنت مليشيات الحوثي واصرارها على المضي في حربها ضد الشعب اليمني وضد دول الجوار، بل وتهديدها للملاحة الدولية وأمن الدول المطلة على البحر الأحمر.

نريد العالم أن يشكل ضغطا حقيقيا على المليشيات، فالحوثي لن يستطيع أن يتحرك، لكن يبدو وكما هو السائد عند اليمنيين بان هناك تواطؤا أو موقفا رخوا من المجتمع الدولي ازاء ما تمارسه المليشيات من سلوك عدواني يضاعف من مأساة الحرب في اليمن بل ويوسع هذه الحرب الى مناطق أخرى برا وبحرا وتهديدات المليشيات تطال الجميع، دول الجوار وكذا الدول المطلة على البحر الاحمر وكذا التجارة الدولية، يعني دول العالم، وللأسف لا يوجد حتى الآن موقف حازم يراه المواطن العادي، بل أن الموقف البارد يعني التواطؤ مع المليشيات.

 

ما يحدث من تصريحات عنترية من المليشيات وتهديدها المتكرر.. ماذا يعني في واقع هذه الحرب؟

تهديدات الحوثي، هي بصراحة تهديدات بالنيابة عن إيران. إيران وعبر ميليشياتها صارت أكثر خطورة في تواجدها ولديها طموح في التوسع في المناطق العربية من العراق إلى لبنان وسوريا، لليمن إلى باكستان وأفغانستان، ومع ذلك في اعتقادي ان ايران ستنفجر من الداخل وهي القنبلة الموقوتة التي ستبدد مخاوف الجميع وميلشياتها ستنهار عند انهيار ممولها ووكيلها الفارسي.

 

إزاء ما يحدق بالحديدة من مخاطر.. ما هي دعواتكم للمكونات التهامية؟

الواقع اليوم ليس وضع تشتت وليس وضع تنافس، الواقع اليوم واقع يستهدف الجميع حين يكون الوضع طبيعي لا مشكلة نتنافس وفق قواعد الديمقراطية وبروح وطنية واحدة وتعدد وجهات النظر واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

لكننا اليوم أمام عدو يريد اجتياح الجميع يريد العودة للماضي يريد ان يقيم دولة كهنوتية على حساب الجمهورية والدولة الاتحادية المنشودة.

لذا ندعو كل المكونات التهامية سياسية واجتماعية وقبلية ومدنية وعسكرية ان توحد جهودها وترص الصفوف لتحرير الحديدة.

اليوم أصبح الجميع يدرك اهمية ان يتحد الجميع في تحرير الحديدة وانتزاعها من مخالب هذه المليشيات واعادتها لأبنائها ولليمن ودون هذا التوحد لن يكون الا المزيد من التمزق ، وصعوبة تحرير الحديدة يكمن في تفرق ابنائها وهذا واقع تستفيد منه المليشيات الحوثية، وايضا التشرذم سيضعف القضية التهامية ولن يكون لتهامة صوت الا إذا توحدت.

ونحن في الاصلاح مستعدون ان نكون مع اي مكون تهامي وغيره من المكونات السياسية، المهم يكون الهدف هو تحرير الحديدة من هذه المليشيات ونحن مستعدون أن نكون الى جوار كل المكونات دون استثناء لتحرير الحديدة.

 

هناك حراك سياسي مدني لمؤسسات المجتمع المدني شهدته الحديدة خلال الاشهر القليلة الماضية ما دلالاته؟

نحن مع أي شخص أو مكون ونحن مستعدون ان نشارك في كيان ولا نحبذ ان ندخل في أي مكون دون طلب ومن يريد ان يسير لوحده في صناعة مكونات مادامت في إطار تحرير الحديدة واستعادة الدولة فنحن معه وان كنا ليس ممثلين فيها، نحن مع أي حراك جاد يفضي لانتزاع تهامة من قبضة مليشيا الحوثي وانتزاع حقوق تهامة وتتحرير الحديدة من مليشيات الحوثي الإرهابية.

 

هل هناك مكون تهامي جامع... ما صحة ذلك؟

حقيقة نحن سمعنا كما سمعتم عن هكذا مكون لكن لم ندع إليه حتى الان ولم يعلن شيء من هذا القبيل، واذا تشكل نحن مستعدون أن نكون ضمن هذا الحراك مادامت أهدافه واضحة وجلية وتعزز استعادة الجمهورية والدولة وتحرير الحديدة من مليشيات الحوثي.

 

أين يقف الاصلاح من مختلف المكونات؟

نحن نمد أيدينا للجميع كما قلت دون استثناء مادام في إطار الدفاع عن الارض والانسان والهوية ، ندعو الجميع لتوحيد الجهود ورص الصفوف وتبني قضايا الحديدة وتهامة واستعادة الدولة والشرعية.

 

هل هناك تواجد للإصلاح في الساحل الغربي؟

 نحن نتواجد وقاتلنا في الساحل الغربي ونساند الجيش والأمن حتى في الساحل الغربي والشيخ يحيى منصر شيخ قبيلة الزرانيق قاتل المليشيات مع الشرارة الاولى من هذه الحرب، وأي أحد من شبابنا اراد الالتحاق بالقوات المشتركة والعمالقة والمقاومة التهامية وغيرها كنا نسمح له ان يتجند، لكن كنا نفصله من الحزب لأننا نؤمن في أدبياتنا بأن لا نسمح لاي من الجنود سواء كانوا في الأمن أو الجيش أن يكونوا ضمن الاحزاب السياسية، وهذا أيضا التزام منا بالقانون، وكان لنا اسهام في الجانب المعنوي وهناك الكثير من شبابنا ارتقوا شهداء في مختلف القوات المشتركة ووحداتها والويتها.

 

ما تعليقكم على التحرك الحوثي الكبير من خلال المخيمات والمراكز الصيفية؟

المخيمات الصيفية الحوثية خطر يهدد ليس الحديدة ولكن يهدد اليمن، هو حشو مذهبي عنصري وتغيير للهوية واستهداف للتاريخ والديمغرافيا. ونحذر هنا من خلق جيل تصدير الثورات جيل على غرار فيالق وغزوات وعقائد وخرافات وأوهام ما انزل الله بها من سلطان.

واستمرار غض الطرف عن تجنيد المليشيات الحوثية للأطفال واستخدامهم في الحرب، هذا مسلك تدميري يهدد مستقبل اليمن ويهدد الإقليم والعالم؛ لأن هؤلاء الاطفال يشحنون بأفكار الموت والحرب والكراهية والحقد والإرهاب، وسنحتاج لعقود من السنين في مواجهة هذه الأفكار ومكافحتها.

 

ماذا عن تهميش الشرعية لأبناء الاقليم التهامي؟

تهميش اقليم تهامة صار واضحا ويجب على الشرعية واجهزة الدولة ان تراجع سياستها ولابد ان يكون لأبناء تهامة حضور في أجهزة وقيادة الدولة حضورا يناسب التوسع الجغرافي وعدد السكان والايرادات وكذا التضحيات الكبيرة التي قدمها ابناء الاقليم التهامي في مواجهة الكهنوت الإمامية في منتصف القرن الماضي وحتى هذه الحرب التي قدم الآلاف من ابناء الاقليم تضحيات كبيرة، فيجب ان تكرم ازاء هذه التضحيات لا أن تهمش وتغييب.

كلمات دالّة

#اليمن