الإثنين 29-04-2024 17:46:49 م : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

المليشيا أثقلتهم بالبنادق..

أطفال اليمن في وجه جرائم التجنيد والقتل وقيادات التمرد الحوثي في القائمة السوداء

الإثنين 09 أغسطس-آب 2021 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت - مأرب

 

 

كشفت منظمة «ميون» لحقوق الإنسان والتنمية اليمنية مقتل 640 طفلاً يمنياً جندتهم مليشيا الحوثي خلال النصف الأول من عام 2021.

جاء ذلك في تقريرها الحقوقي الأول الصادر أمس الأحد عن ضحايا تجنيد الأطفال في اليمن والذي جاء تحت عنوان «أطفال.. لا بنادق».

وأوضح التقرير الحقوقي أن الضحايا تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، وأن المليشيا جندت 13 طفلا في ما يسمى بالإعلام الحربي وجميعهم شيعوا في مواكب دفن علنية وبثت عبر وسائل إعلام الانقلابيين بعد أن تم الزج بهم إلى جبهات القتال، معتبرة ذلك انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية والقوانين الوطنية والالتزامات والتعهدات ورفض واضح للدعوات الدولية التي تطالب الانقلابيين بوقف تجنيد الأطفال.

وحذرت من خطورة التجنيد الحوثي، معلنة أن صنعاء وذمار وحجة تتصدر قتلى الأطفال بعدد 333 طفلا، من إجمالي 15 محافظة شملتها عمليات الرصد خلافا للقتلى الذين لم يتم الإعلان عن أسمائهم. وقدرت عدد الجرحى بنحو 3400 طفل بحسب المعلومات من المستشفيات في أمانة العاصمة والمحافظات الخاضعة للمليشيا وما تسمى بمؤسسة رعاية الجرحى.

 

أرقام صادمة

ولفتت المنظمة إلى أن الأطفال يتعرضون لمذبحة مروعة في هذه المحافظات واليمن بشكل عام، مبينة أن نسبة ضحايا التجنيد من الأطفال في صعدة تراجعت للمرتبة السادسة مقارنة بضحايا الأطفال عام 2020.

وأعلنت أن فريقها وثق تورط 125 قياديا في عمليات تجنيد الأطفال في مقدمتهم شقيق زعيم المليشيا يحيى بدر الدين الحوثي المعين وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب، وشقيقه محمد بدر الدين الحوثي، ومحمد علي الحوثي رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، والقيادات عبد الكريم أمير الدين الحوثي، عبد المجيد الحوثي، أحمد درهم المؤيدي، أحمد محمد حامد، عبده المحسن الطاووس، وضيف الله رسام.

وكشفت المنظمة وجود 22 جهة متورطة في عمليات تجنيد الأطفال في مناطق سيطرة المليشيا، مؤكدة أن المليشيا منحت رتبا عسكرية (عقيد - ملازم ثاني) لعدد 155 طفلاً من إجمالي عدد الضحايا، مستعرضة عددا من الممارسات الحوثية ضد الأطفال ووسائل تجنيدهم وأبرزها الدورات الطائفية والمدارس والمعاهد، والمساجد والمراكز الصيفية ودور رعاية الأيتام والخطف.

وأفاد التقرير بأن الحوثيين يجبرون الأطفال على تنفيذ مهمات كالقتال المباشر، ونقل الإمداد وجمع المعلومات، وزراعة الألغام، وقيادة السيارات والدراجات النارية، وبناء التحصينات والخنادق، ومرافقة القيادات والمشرفين، والعمل في نقاط التفتيش، ما يعرضهم للقتل أو الأسر والإصابات بعاهات مستديمة.

 

شهادات دولية سابقة

تقرير منظمة ميون المحلية، سبقه العديد من التقارير الدولية، التي كشفت جانباً من الصورة القاتمة التي تتعرض لها الطفولة في اليمن، منذ سيطرة مليشيا الحوثي وانقلابها الدامي، نهاية العام 2014.

فقد كشف تقرير حقوقي دولي، صدر في فبراير الماضي، عن تجنيد ميليشيا الحوثي نحو 10300 طفل على نحو إجباري في اليمن منذ عام 2014، محذرًا من عواقب خطيرة في حال استمرار الفشل الأممي بالتصدي لهذه الظاهرة.

وذكر التقرير الذي أطلقه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة "سام" للحقوق والحريات، بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة تجنيد الأطفال، والذي يوافق 12 فبراير من كل عام، أن جماعة الحوثي تستخدم أنماطًا معقّدة لتجنيد الأطفال قسريًا والزجّ بهم في الأعمال الحربية في مختلف المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات منهم.

 

أرقام سابقة

ووثّق التقرير أسماء 111 طفلًا قُتلوا أثناء المعارك بين شهري يوليو وأغسطس 2020 فقط.

وأشار التقرير إلى أن جماعة الحوثي بدأت في السنوات الثلاث الماضية (2018، 2019، 2020) حملة مفتوحة وإجبارية لتجنيد الأطفال، إذ افتتحت 52 معسكر تدريب لآلاف المراهقين والأطفال، وانتشرت حملات التجنيد الإجباري في مناطق صعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وتهامة وحجة وذمار، واستهدفت الأطفال من عمر 10 سنوات خصوصا من طلبة المدارس.

وبحسب توثيق المنظمتين، تلجأ جماعة الحوثي إلى تهديد العائلات اليمنية في القرى والمناطق التي تسيطر عليها من أجل تجنيد أطفالها من (10 - 17 عامًا)، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال في مخيمات النازحين، ودور الأيتام. وفي بعض الحالات، جنّدت الجماعة أطفالا من عائلات فقيرة مقابل مكافآت مالية (150 دولارا شهريًا).

وأورد التقرير شهادات جمعتها فرق البحث الميدانية التابعة للمنظمتين، لأطفال جنّدتهم جماعة الحوثي.

وبيّنت المنظمتان أنّ تجنيد الأطفال يندرج ضمن جرائم الحرب وفقًا لنظام روما الأساسي الناظم للمحكمة الجنائية الدولية.

 

موقف دولي متخاذل

وفي أبريل الماضي اتهم وزير الإعلام معمر الإرياني، مليشيا الحوثي "بتجنيد آلاف الأطفال في مناطق سيطرتها للقتال في صفوفها"، وانتقد موقف المجتمع الدولي إزاء ذلك.

ولفت إلى التقديرات التي نشرتها منظمات متخصصة إلى قيام الحوثيين بتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال منذ انقلابهم على الدولة، اقتادوهم بالترغيب والترهيب من منازلهم ومن صفوف الدراسة من مختلف مناطق سيطرتهم، وزجوا بهم في محارق الموت فانتهوا بين قتيل وأسير ومصابين بإعاقات دائمة.

ودعا الوزير الارياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفل، بـ"الضغط على الحوثيين لوقف عمليات تجنيد الأطفال واتخاذ مواقف مسئولة إزاء جرائم الإبادة التي يرتكبها الحوثيون بحق الطفولة في اليمن".