الإثنين 29-04-2024 01:55:15 ص : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

اقتحام المساجد ومنع التراويح.. استنفار حوثي لتطييف المجتمع خلال شهر رمضان

الجمعة 14 إبريل-نيسان 2023 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت- خاص

 

 

كشرت مليشيا الحوثي عن أنيابها خلال شهر رمضان الجاري، وسيطرت على عدد من المساجد التي لم تكن خاضعة لسيطرتها خلال السنوات الماضية، ومنعت بعضها من إقامة صلاة التراويح، وإلزام أخرى بفتح المحاضرات الطائفية داخل المساجد بقوة السلاح.

حيث أعدت مليشيا الحوثي العدّة لرمضان قبل شهر من دخوله، بإعداد برنامج طائفي، وألزمت مسؤوليها المدنيين والعسكريين والأمنيين، وكذا عقال الحارات وأئمة المساجد، بحضور هذه الدروس الطائفية، وفتحها عبر مكبرات الصوت داخل المساجد.

وكانت مليشيا الحوثي قد عملت على إعادة طباعة ملازم الهالك حسين الحوثي، على شكل كتب لأول مرة، وعينت أشخاصًا موالين لها بما يسمى "المثقفين"، ووزعتهم على المساجد والمقار الحكومية والمؤسسات المختلفة، لكي يقومون بعملية القراءة من هذه الملازم عقب صلاتي الظهر والعصر، وقبل سماع كلمة زعيم المليشيا.

واستغلت مليشيا الحوثي الجهود الأممية في البدء بعملية السلام في اليمن، للاستفادة من ذلك بإلزام المواطنين والموظفين لحضور هذه الدروس الطائفية، والعمل على معاقبة المتخلفين إما بحرمانهم من الغاز المنزلي للمواطنين، أو التهديد بقطع المستحقات للموظفين المتخلفين عن حضور هذه الدروس.

 

استنفار حوثي

وكشفت مصادر خاصة عن تضاعف أنشطة مليشيا الحوثي الطائفية خلال شهر رمضان، في صنعاء ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها، مستخدمة المساجد، ومنازل مشرفيها والموالين لها وكذا المؤسسات الحكومية لتكريس أفكارها الطائفية، وحشد أنصارها.

وبدأت مليشيا تنفيذ ما يسمى بـ"البرنامج الرمضاني"، في الجمعة الأخيرة من شهر شعبان الماضي، حيث حشدت قياداتها العسكريين والمدنيين وخطباء المساجد وعقال الحارات، من مختلف المحافظات، لحضور محاضرة لزعيم المليشيا في مسجد الصالح، تحت مسمى التهيئة لما يسمى بالبرنامج الرمضاني.

حظيت المحاضرة بنوع من السرية ولم تنشرها وسائل الإعلام الحوثية، واكتفى الحاضرون بسماعها مباشرة داخل جامع الصالح -الذي بات مكانا للتعبئة الطائفية الحوثية، سواء للخطباء أو المسؤولين أو عقال الحارات وغيرهم -وكانت المحاضرة بمثابة التوجيهات التي ينبغي على الحوثيين اتّباعها خلال شهر رمضان.

نفذ الحوثيون توجيهات زعيمهم باقتحام المساجد التي لم يكن قد دخلوها سابقا، وقاموا بفتح ما يسمى بالبرنامج الطائفي في تلك المساجد، والتي تبدأ بقراءة القرآن بطريقة "نهاوند" فقط، ويمنع فتح أي قارئ أخر بما فيهم القراء اليمنيين المعروفين مثل الشيخ محمد حسين عامر، أو القريطي أو الحليلي وغيرهم.

وتعد طريقة "نهاوند" بمثابة خط أحمر يمنع الخروج عليه إطلاقا، باعتباره المقام الخاص بأهل فارس، وسمي بذلك نسبة لمدينة "نهاوند" الإيرانية، وذلك في تكريس واضح على العلاقة بين الحوثيين وإيران، وتقديم أنفسهم وكأنهم مجرد جاليات إيرانية في اليمن ليس إلا.

 

التخزين في المساجد

وفي إطار تنفيذ برامجهم الطائفية، وجهت مليشيا الحوثي مشرفيها وعقال الحارات بإلزام أئمة المساجد والقائمين عليها بفتح مكبرات الصوت لبث محاضرات زعيم المليشيا، بالإضافة الى نشر سيارات تحمل مكبرات الصوت، لبث المحاضرات في الشوارع والميادين العامة، فضلا عن قيام الإذاعات والقنوات الحوثية.

واقتحمت المليشيا عدد من المساجد في صنعاء وغيرها من المحافظات، وألزمتهم بفتح محاضرات زعيمهم عبر مكبرات الصوت، وتهديد مسؤولي المساجد الرافضين بالاختطاف أو تعيين أخرين بديلا عنهم، وخاصة مساجد النساء التي أغلقوا كثير من مساجدها؛ بحجة أن صلاة المرأة في منزلها، وحولوها إلى أماكن للتخزين، ونشر الأفكار الطائفية.

كما حولت مليشيا الحوثي المساجد الى مجالس للتخزين، حيث يتجمع الحوثيون عقب صلاة التراويح التي يرفضون أدائها، وما إن يخرج المصلون حتى يهرعوا بالدخول الى المساجد، وتناول القات فيه، دون مراعاة لحرمة المساجد، وهو الأمر الذي يثير استياء الناس وعضيهم إزاء مليشيا لا تراعي حرمة لبيوت الله.

كما ألزمت المليشيا أيضًا عقال الحارات بفتح منازلهم، ودعوة الناس لها لحضور برنامجهم الطائفي الذي يواجه برفض مجتمعي كبير، رغم متابعة الحضور من قبل قيادات المليشيا على مشرفيهم في الأحياء من خلال الاتصالات، والسؤال عن عدد الحاضرين، ورفع كشوفات يومية بذلك، وتهديد المخالفين.

 

جمع المال وتحصيل الزكاة

كما استنفرت مليشيا الحوثي أتباعها وقياداتها الميدانية والعسكرية وعقال الحارات على جمع الاتاوات من المواطنين تحت مسمى الزكاة، ومساومة المواطنين بالحصول على أسطوانة غاز منزلي مقابل دفع مبالغ الزكاة إليهم حصرًا. كما قامت بخصم زكاة الفطر على الموظفين رغم صرفها نصف راتب فقط، وعدم مراعاة أوضاع الناس الاقتصادية.

ولم تكترث مليشيا الحوثي لمعاناة المواطنين الاقتصادية، والتي تزيد عادة في شهر رمضان، بل سارعت إلى استغلال الشهر الفضيل لنهب مليارات الريالات؛ بحجة إطعام الطعام وإقامة الموائد الرمضانية، ومساعدة المحتاجين وذلك عبر ما تطلق عليها "الهيئة العامة للزكاة".كما طلبت مليشيا الحوثي من أتباعهم في الأحياء بصنعاء ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، بما فيها العقال والوجاهات والموالين لهم أن ينشطوا في جمع التبرعات المالية والعينية لصالح مقاتليهم وقتلاهم. كما ركزت خطتهم على جمع الزكاة، وإلزام كافة فئات المجتمع بذلك.

 

وكانت صحيفة الشرق الأوسط قد كشفت في وقت سابق، عن تشكيل الجماعة الحوثية فرق عدة لتنفيذ نزولات ميدانية إلى شركات القطاع الخاص وكبار التجار وملاك العقارات والأراضي الزراعية وغيرهم من أجل جباية أموال الزكاة، وكذا إشعار ملاكها بأن عليهم الامتناع عن صرف أي أموال خاصة بالزكاة لمصلحة الفقراء أو الأسر المحتاجة، وبأن عليهم تسليم كل الأموال المستحقة إلى أتباعها المكلفين بجمعها.

 

دورات طائفية لأصحاب المهن المختلفة

كما نشطت المليشيا في إقامة الدورات الطائفية، لأصحاب المهن المختلفة، مثل الصيادلة والحلاقين، والأطباء، وغيرهم من أصحاب المهن المجتمعية، وحاولت فرض شروط جديدة لكي يتم السماح لهم بمزاولة أعمالهم.

وفي وقت سابق، أبلغت مليشيات الحوثي، الصيادلة، خلال اجتماع عقدته مع قيادة نقابة الصيادلة مطلع شهر رمضان الجاري، أبلغتهم أن حضور الدورات "الثقافية" بات أمراً إلزامياً وشرط لتجديد تراخيص العمل.

كما أبلغتهم، بإبلاغ العاملين في قطاع الصيدلة بالتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة الحوثية بصنعاء، بالاتفاق والتنسيق مع رئيس المجلس الأعلى الطبي التابع لهم، والتي تضمن حضور الدورات الثقافية على الصيادلة بشكل الزامي.

وحسب موقع "المصدر أونلاين"، فإن المشرف الحوثي أشار خلال حديثه لأعضاء النقابة الى أن "التوجيه قضي بأن تتولى نقابة الصيادلة اليمنيين اشعار كافة المنتسبين اليها بأنه تقرر عدم منح او تحديد التراخيص الخاصة بالصيادلة مالم يخضع الصيادلة ويلتزمون بحضور الدورة الثقافية ومدتها عشرين يوما".

وهددت المليشيا كل من يتخلف عن حضور هذه الدورات الطائفية، بسحب التراخيص منهم، أو إيقافها واتخاذ الإجراءات المناسبة، في الوقت الذي تسعى فيها المليشيا لتشكيل لجنة خاصه تتولي مهمة حصر أسماء الصيادلة من العاملين في القطاعين الحكومي والخاص بصنعاء، وذلك بهدف تشديد الرقابة عليهم.

كما قامت المليشيا بإجبار الحلاقين على حضور دورات طائفية في مسجد الصالح بصنعاء، من خلال استدعائهم وتوزيعهم على مديريات، كل مديرية على حده، وألزمتهم بفتح قناة المسيرة في محالهم ومقرات أعمالهم، وكذا الزامهم بفتح القنوات الموالية لهم، وعدم فتح قناة سهيل تحديدًا، وكذا عدم متابعة برنامج "غاغة" للأضرعي، الذي كان محور حديث المليشيا مع الحلاقين في تلك الدورة.

كما طالبتهم بعدم الحديث عن السياسة مع الزبائن داخل محلاتهم، وتوجيههم بالاكتفاء بمتابعة القنوات التابعة لهم محليًا وخارجيًا فقط، وفقا لمصدر مطلع.

 

إغلاق المساجد ومنع صلاة التراويح

كما استنفرت مليشيا الحوثي حملتها ضد المساجد، وخصوصًا مساجد النساء، حيث قامت باقتحام عدد من المساجد في السنينة، وفي دار سلم، وفي شعوب، وأخرها إيقاف مسابقة حفظ القرآن الكريم بين الطالبات، في مركز لتعليم القران في منطقة جدر، شمال صنعاء.

وحسب مصادر مطلعة، فقد قامت مليشيا الحوثي بإيقاف المسابقة بين الطالبات على حفظ القران في مركز معاذ بن جبل في منطقة جدر، وأغلقت الجزء الخاص بالنساء في المركز، ولم تكتف المليشيا بذلك؛ بل اعتدت على الأستاذة "منى الحوري" والتي كانت ترعى المسابقة، وتقدم جوائز ودعم للطالبات لتشجيعهن على حفظ القران الكريم.

وكانت مليشيا الحوثي قد قامت الجمعة الماضية باختطاف العشرات من الطلاب والمصلين من المركز ذاته، ونهب مقتنيات منزل الشيخ السلفي عبدالسلام النهاري، بعد مداهمته، والاعتداء على زوجته وأطفاله، أثناء غيابه في مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة.

كما اقتحمت المليشيا مركز معاذ بن جبل لتحفيظ القرآن الكريم ومخبزًا خيريًا، بالقرب من منزل النهاري، واختطاف نحو 40 من المصلين في المسجد ورواد المركز، أثناء قراءتهم للقرآن الكريم، بعد صلاة الفجر، وذلك في إطار الحرب التي تشنها ضد المساجد في مناطق سيطرتها منذ انقلابها على الدولة، حيث اقتحمت عشرات المساجد ودور القرآن الكريم، وفجرت بعضها وأغلقت البعض الأخر، كما فرضت عناصرها على عدد من المساجد.

وكانت المليشيا الحوثية قد أغلقت مصلى النساء في جامع الشوكاني للنساء في حي السنينة في الستين الغربي بصنعاء؛ بحجة ازدحام الحاضرات لصلاة التراويح، وذلك في إطار المضايقات التي تمارسها المليشيا في المساجد لوقف إقامة صلاة التراويح.

كما اقتحمت المليشيا أحد المساجد في حي النصر بسعوان، ومنعت الأهالي من أداء صلاة التراويح كما أحدثت فوضى عارمة في المساجد، حيث قامت المليشيا بمنع المصلين من أداء صلاة التراويح، ومحاولة إجبارهم على الاستماع لمحاضرة طائفية، والذين يقومون بنقلها عبر مكبرات الصوت بالمساجد.

 وأدت الحادثة إلى حالة من الاستهجان والاستياء الكبير لدى أبناء المنطقة، الذين اعتبروا الحدث سابقة خطيرة تهدف إلى استهداف حرمة المساجد والشعائر الدينية.