الثلاثاء 19-03-2024 14:34:17 م : 9 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار
ماضي الثورة المُتجدد
بقلم/ مرعي حميد
نشر منذ: سنتين و 5 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 06 أكتوبر-تشرين الأول 2021 09:14 م
 

يعود سبتمبر من جديد ليشهد الكفاح المسلح المستمر من جديد ضد الإمامة التي تم دحرها فيه عام 1962م وبقيت تقاتل للعودة أربع سنوات أخر، وبفعل الخيانات المقيتة عادت من جديد ولا زالت تقاتل لتبقى مُتسلطة على رقاب الشعب اليمني ولكن هذه المرة بالنيابة عن النظام الإيراني.

لقد هرب الإمام محمد البدر بن أحمد بن يحيى حميد الدين من وجه الثورة التي دمدم ماردها ضده في العاصمة صنعاء، ومن خارج الحدود ظل إلى عام 1967م يحاول العودة دون جدوى، واليوم الرئيس المنتخب للنظام الجمهوري عبد ربه منصور هادي يحاول العودة إلى صنعاء بتعاون من المملكة العربية السعودية وفي ظل استمرار الجيش الوطني المسنود من قبائل مأرب والجوف بخاصة في المقاومة الباسلة للمخططات الإمامية للسيطرة على مأرب والجوف وضرب وهزيمة الشعب اليمني الأبي وقواه الحية. 

لقد تأخرت الثورة ضد الإمامة البائدة حينما كان الوعي بخطرها وتخلفها متدنيا وهذا ما يمنح الإمامة الجديدة مزيدا من الوقت للبقاء. 

وأسهم الدعم الخارجي في الحالتين في إطالة أمد النضال المسلح ضد الصلف الإمامي المستند الى أوهام أسرية وطائفية والمتلفّع بالدين كذبا وفي ظل محدودية الدعم الخارجي المؤيد للثورة الصامدة واهتمام المتدخلين بقضايا تهمهم على القضية التي ترجوها الثورة والثوار، بل والتحول في حالات إلى تحدٍّ إضافي ماثل تُصبح معه الثورة ثورتين الأولى للتخلص من طُغيان إمامي والثانية للتخلص من تغوّل احتلالي فيعود الماضي بصورة مُركّبة ومتجاورة في الوقت ذاته. 

ولقد كانت الأكاذيب الموجهة ضد الثورة أحد وسائل أعداء الثورة والثوار في عرقلة المسار والإنجاز الثوري، واليوم تتكرر الأكاذيب من قبيل عدم جدية الثوار في التصدي للإمامة ومن جنس غدر الثوار وخيانتهم، وما خان ثوار سبتمبر المجيد وما غدروا وما باعوا، بل ذهب عشرات الآلاف من الجنود المصريين في مواجهة تحدي الإمامة، وكانت القوات المصرية حليفاً للصف الثوري الجمهوري المُناهض للإمامة وهو أمر يستلزم دفع ثمن وأثمان غالية لمواجهة فلول النظام البائد.

لقد كان الفشل الإمامي ذريعا في إسقاط النظام الجمهوري الوليد وتصفيته في الستينيات، وأحداث الصراع اليوم ومؤشراته تدل على أنّ الثورة ستُحقق أهدافها الإستراتيجية بإذن الله رغم البطء الذي تسير به مسيرة الإنجاز الثوري المقاوم هذه المرة ورغم المعاناة المُتفاقمة للشعب ورغم تحالف قوى الشر الداخلية والخارجية في مواجهة الشعب صاحب الحق في الثروة وفي السلطة بقيادة قواه الوطنية الصادقة الماضية بثبات في النهج الثوري الجديد.