السبت 09-11-2024 01:13:11 ص : 8 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
كيف نتعامل مع الأمور برشد؟
بقلم/ الاستاذ/عبده سالم
نشر منذ: 4 سنوات و شهرين و 5 أيام
الخميس 03 سبتمبر-أيلول 2020 04:08 م
 

بقلم/عبده سالم

 

تقتلنا الخفة في كل شيء وفي كل حال وفي كل حدث وفي كل حين وفي كل وقت..

نحن نعيش بين حالتين:

 

الاولى :

ان تحدث بعضنا بهدوء وباشارات خفيفة عن وجود خطر محدق ..تم الرد عليه بخفة وتسطيح وتعالي..وتم اتهامه بهز المعنويات واضعاف الهمم وو...وو..وو. فضلا عن التهكم والانتفاخ واطلاق الكلمات الدالة على ذلك مثل معنارجال تاكل الحجر ...وتلفح التراب ..ولا يعرفون يا امي ارحميني..وو..وو..وو وغير ذلك ، وكلها عبارات على غرار (نحن اولي قوة واولي باس شديد) في حين ان الوضع الطبيعي في هذه الحالة هو الاستماع الى النصح اي كان وحمل التحذيرات على محمل الجد ، وبالتالي يصبح الخطاب المعتمد في هذه الحالة هو الخطاب البعيد عن الانتفاخ والدال على التذكير بالله والثقة به والاطمئنان اليه والثقة بنصره وتاييده وطلب الدعاء والتضرع والانكسار بين يديه والتراحم بين مفردات الصف والتواضع لبعض...

 

* الثانية

اذا اقتربنا من الخطر قليلا وبدانا نشعر به بعد ان كنا ننكره..صرنا نتعامل مع الامر بانفعال وهلع وتوجس وحساسية عالية؛ في حين انه كان المفترض ان يسود المنطق الاول للحالة الاولى على الحالة الثانية ولكن بقدر من التادب ومن باب (نحن لها ننتصر او نموت) ..

وان جاءنا حديث في هذا الوقت من الغير عن الخطرالمحدق والمبالغات ومن مقالات الحرب النفسية التي يراد منها قذف الرعب في قلوبنا تفاعلنا بها واخذناها بكل مافيها رغم انها مقالات واحاديث تندرج ضمن موجات الحرب النفسية ...

 

نريد الحالة الثالثة

وهي التعامل مع الامور برشد وتروي...وفيها نقدر الخطر قبل وقوعه بزمن كاف، ونعترف به ونتواصى من اجل مواجهته ونسمع اي نقد للاداء ونستقبل اي راي حول كيفية تعزيز الصمود ونتواضع لبعض ونترك الخفة والتسرع وسوء التقدير ..

وان قدر الله وجاء الخطر واصبح قريبا منا انكرناه وهونا منه واستصغرناه لكي نصمد في وجهه اكثر ونتمكن من مواجهته بمعنويات عالية.

نعم : الحديث المبكر عن الاخطار والاعتراف بها قبل استفحالها حماية ووقاية ورشد...

والحديث عنها حال حصولها والاعتراف بها اواستشعارها بحساسية مفرطة تهزم الذات وتضعف الثبات وتمنع النصر الذي عادة ماياتي لحظة بلوغ القلوب الحناجر..وهي لحظة الموعد الحقيقي للنصر...

نعم ...نحن الان في ذروة المواجهة والصمود والاستبسال ونحن بخير وجيشنا في تقدم ويسجل اروع الملاحم البطولية والنصر حليفنا والله اقرب منا من عدونا ولازال بيننا وبين عدونا خط فاصل وهو الخط الذي يتجلى فيه العزيز الجبار ويمدنا فيه بالنصر الاكيد والحاسم والناجز