الخميس 21-11-2024 20:21:16 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
شرعية الرئيس هادي لا تقبل المساومة
بقلم/ توفيق السامعي
نشر منذ: 7 سنوات و 8 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 07 مارس - آذار 2017 02:41 م

    

نطالع بعض وسائل الإعلام غير المتزنة، وغير الحصيفة، والتي تعمل مع الانقلابيين وتتخفى خلف الشرعية، أو تلك التي تعمل مع بعض أطراف الحراك المؤيدة للانقلاب، أن هناك ما يدور خلف الكواليس من الغمز واللمز في رمز الشرعية اليمنية الرئيس عبدربه منصور هادي، في لعبة مفضوحة لمحاولة سبر غور وجس نبض عند الرأي العام أو النخب السياسية لثغرة يتسللون منها للعمل ضد الشرعية وضد التحالف العربي، أو العمل على مشروع تسوية سياسية تكون فيها الأطراف الإنقلابية لاعباً قوياً في اليمن.

 

شرعية الرئيس هادي لا تقبل القسمة مطلقاً، مهما كانت التحديات والضغوط التي تمارس عليها، ومن أية جهة كانت؛ فهي عمود الخيمة الأساس الذي تقوم عليه اليمن اليوم، وما سُكبت كل تلك الدماء وقامت التضحيات إلا لدحر الانقلاب واسترداد الدولة، والحفاظ على الشرعية، والمضي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والتي تأتي في مقدمتها الفيدرالية من ستة أقاليم، بعيداً عن هيمنة منطقة من المناطق على اليمن أو فئة معينة تتحكم في اليمن الكبير، وهو المشروع الأهم الذي تبناه الرئيس هادي وبقوة، وصرح في أكثر من مناسبة وأكثر من مرة أنه سيقاتل من أجل تنفيذه حتى النهاية؛ لأنه السبيل الوحيد للحفاظ على اليمن وإرساء قيمة العدالة المتساوية بين جميع أبناء اليمن والحفاظ على وحدته ومكتسباته.

 

في هذه الظروف، وفي ظل ما تبيته تلك الأطراف على الرئيس هادي، ينبغي الالتفاف حوله بكل السبل، وكل القوى السياسية ينبغي أن تفعل ذلك، فهو البقية الباقية من هذه الشرعية التي نتغنى بها كل لحظة، وعدم المساومة حتى في الاقتراب منه ومن مشروعه الكبير الذي ينشده كل يمني.

 

نقول هذا الكلام لأنه مهما كانت الإغراءات للمساس بشرعيته فإنها الهدم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، الذي سيغرق بقية اليمن في بحار من الصراعات التي لا يمكن الفكاك منها؛ لأن أي طرف بعد ذلك لن تكون معه أدنى أحقية شرعية أو قانونية، وعندها فقط سيكون الأمر البقاء للأقوى المنتصر وليس لمن يحمل هم اليمن وسلامته، وستتبخر كافة المشاريع التي يحلم بها اليمنيون في ظل تربصات محلية وإقليمية ودولية.

 

الرئيس هادي لم يُعط الفرصة الكاملة للمضي باليمن نحو الأمام وإخراجه من محنته، بمساندة أشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الذين امتزجت دماؤهم بدماء اليمنيين في التراب اليمنية الطاهرة.

 

ما يزال اليمنيون يعرفون لمصر وقوفها وتضحياتها ومساندتها للثورة اليمنية الأم؛ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، وسيبقون كذلك أبد الدهر، وهو الأمر الذي يتكرر اليوم بوقوف الأشقاء في التحالف العربي مع اليمن، وسيظل يعرفه اليمنيون جميلاً حتى قيام الساعة، وسيسطر في التاريخ بأحرف من نور، وسيكون اليمنيون عوناً وسنداً لأشقائهم كذلك في كل المحطات التاريخية التي حاول المخلوع صالح الإساءة لعلاقة الدم والقربى بين اليمنيين وبين دول التحالف فيما مضى من الزمن. ها هو الرئيس هادي ماضٍ في إصلاح ما أفسده المخلوع في إبقاء اليمن في البيت العربي الواحد الموحد لا في البيت الفارسي المنسلخ.

 

وكما صرخنا من الحوثية وهي محاصرة في صعدة بأنها نبتة شيطانية تورد اليمن المهالك ينبغي التصدي لها ووأد فتنتها في مهدها قبل أن يستفحل خبثها، فإننا سنصرخ اليوم، وبكل قوة أيضاً، أنه لا ينبغي الابتعاد عن شرعية الرئيس هادي، أو الغمز فيها، أو خذلانه مهما كانت الظروف والضغوط والمشاريع المزينة المنمقة، وينبغي على كافة القوى الوطنية أن تتحد خلفه وبكل حزم وعزيمة بعيدة عن اقتناص الفرص واللحظات؛ فقوتها من قوته، وضعفها من ضعفه، والعكس.

 

أثبت الرئيس هادي أنه رجل اليمن الوحدوي من الطراز الأول بعد كل المغريات التي تقدم له، وهو يرى أن المحافظات الجنوبية محررة، والمحافظات الشمالية تنوء بالمشاكل الكثيرة، الأمر الذي جعله مصراً على أن يُركَّع التاريخ بين يديه، ويكون رجل المرحلة الحقيقي الذي يبني ولا يهدم، بل إنه يهدم فلسفة الرئيس المخلوع في الحكم بالأزمات، وفلسفة أنا ومن ورائي الطوفان، الأمر الذي أغاظ المخلوع كثيراً وجن جنونه من سياسة الرئيس هادي وهو يستأصل كل ثقافة بناها المخلوع من شأفتها.

 

لذلك يركز المخلوع في خطاباته المتكررة على الرئيس هادي دون غيره في محاولة لزعزعة شرعيته التي يلتف حولها اليمنيون، محاولاً إيجاد الشروخ في الجدار الصلب لتلك الشرعية.

 

المرحلة التاريخية الحرجة والنقطة التي تغير مجرى التاريخ من قبل الرئيس هادي، هي الحلقة القادمة التي سنتحدث عنها بالتفصيل إن شاء الله.