الثلاثاء 03-12-2024 21:09:13 م : 2 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
عن دلالة محاولة اغتيال الإصلاح
بقلم/ أحمد عثمان
نشر منذ: 3 سنوات و شهرين و 20 يوماً
الإثنين 13 سبتمبر-أيلول 2021 09:37 ص
  

ولد التجمع اليمني للإصلاح كإحدى أهم التجليات الحضارية لليمنيين في فرصة ذهبية بدأت وكأنها نقطة انطلاق مستحق للحلم والقوة والحضارة اليمنية الجديدة

حيث ولد مع ميلاد الوحدة والتعددية السياسية كجناحي نسر يحلق إلى القمة وكأداة لتبادل سلمي للسلطة والخروج من بؤرة الصراع على السلطة بالعنف الدائر والغلبة المميتة.

وكان الإصلاح تقريبا الحزب الوحيد الذي ولد في هذه الفترة الذهبية بحجمه وانتشاره على مستوى الجغرافيا متخففا من أثقال المؤسسات ومراكز القوى العميقة ذات الأصول الشطرية ولهذا نجح الإصلاح في تجاوز الإمتحانات الصعبة وحافظ على المبادئ التي آمن بها وأعلنها رغم التشهير الممنهج والتكالب المكثف من أكثر من جهة.

وخرج في كل المحطات بصفحة بيضاء وشهادة فوز وطنية يلاحظها كل منصف وتشهد بها الوقائع بعيدا عن التسويد الممنهج للحقائق.

لقد اندفع الإصلاح بحماس الحالم وشفافية العاشق لممارسة الانتخابات البرلمانية والرئاسية باذلا كل جهده وتنازل عن كثير من استحقاقاته لإنجاح التجربة.

 لقد شارك في الحكم عن طريق الصندوق، وخرج من الحكم عن طريق الصندوق، وشعر بالحزن ليس لخروجه من الحكم لكن لأن الصندوق، بدأ يفخخ وبدأت التجربة مهددة وعلى كف عفريت

ومن أجل إنقاذ أهم تجربة يمنية وعربية في مجال الخلاص من عبث الغلبة ودموية الكرسي انخرط في معارضة سلمية وكان أول من أعلن النضال السلمي

منفتحا على كل القوى السياسية محرقا كل الحواجز الأيدلوجية بمرونة عالية ومشهودة بلغت حد تشكيل أول وأرقى وأقوى حلف سياسي للمعارضة بتشكيل اللقاء المشترك .

وفي كل محطة ومنعطف كان الإصلاح حاضرا وحريصا على المكتسبات والخروج بموقف ورأي وطني لجمع الكلمة لإنقاذ اليمن كوطن ودولة عبر محاولاته الخروج من الأزمة السياسية الحادة التي بدأت تشتد بعد الانتخابات الرئاسية ، مرورا بثورة شعبية انتهت بصورة اتفاق شامل نتج عنها لجنة حوار وطني ضم كل الأطياف اليمنية والخروج بوثيقة مخرجات الحوار الوطني كأهم وثيقة يمنية عبر التاريخ وفي نقطة الانتقال إلى تطبيق وثيقة الحوار الوطني تم الانقلاب بالقوة الغاشمة على هذا المنجز .

وتم اغتيال الحلم اليمني تحت عنوان اغتيال الإصلاح وكان هذا العنوان المراوغ شهادة لدور الإصلاح ومكانته في الترس الوطني المدافع عن الجمهورية و الدوله وقيم الحرية،والمساواة والكرامة.

 لقد انتقلنا هنا إلى تهديد الوجود والهوية وقيم المواطنة ومن يوم الانقلاب المشؤوم .

إلى اليوم مضت أكثر من سبع سنوات والشعب اليمني يخوض معركة كرامة ووجود والإصلاح لم يغير ولم يبدل في مقدمة الصفوف ودفع في سبيل مواقفه الوطنية الكثير من التضحيات وعشرات الآلاف من المعتقلين، والجرحى، والشهداء، والتشريد ونهب الممتلكات ليكون كما هو في مقدمة مسيرة التضحيات والدفاع عن الوطن ومنجزاته يواجه حملة تشويه من أغرب الحملات.

حيث توجه ضد الإصلاح من خصوم الشرعية والجمهورية ومن نيران صديقة في معسكر الجمهورية كتماهي غير مبرر، فبينما يحرص أعداء الجمهورية على وصم كل من يقف في صف الجمهورية بأنه إصلاحي يعاني الإصلاح ثمن مواقفه من البعيد والقريب دون ملل أو ضجر رافعا شعار اليمن أولاً وأخيرا ماضيا بعزيمة لا تلين مع القوى الشريفة والكثير من المنصفين الذين يخوضون المعركة بروح سبتمبر وأكتوبر وضمير الزبيري ووطنية لبوزة وحنكة جار الله واقدام فيصل بن شملان ومقبل عباد وبصيرة عبد الكريم الإرياني وغيرهم الكثير وستظل اليمن متجددة بأمثال هؤلاء كمشاعل لدرب النضال الوطني وصانعي اليمن الجديد يولدون ويتكاثرون كل يوم في كل قرية ومدينة وجبل ووادي من كل لون يمني أصيل بهم سينتصر الوطن.

وسيمضي الإصلاح معهم كعنوان للجمهورية وحلم الدولة الحرة والديمقراطية إلى بر الأمان الوطني

 وستسقط كل مشاريع اغتيال الإصلاح والتي تستهدف بالأساس اغتيال اليمن لأن الإصلاح اليوم لم يعد حزبا سياسيا وحسب بل عنوان نضال وطني ورأس حربه في معركة الجمهورية .

 

والمطلوب رقم واحد لكل من يطلبون رأس اليمن ولكل من ينفخون لإطفاء توهج النجم اليماني ومسحه من الخارطة

واليمن وطن وشعب يستعصي على الهضم والاغتيال ولايقبل المسح أو الشطب من الخارطة لأن خرائط العالم تشكلت من اليمن ومن ربط تركيع اليمن الجمهوري بتركيع الإصلاح

إنما أعطى الإصلاح شرفا مستحقا دون أن يشعر وقوة دفع وبقاء بقوة جبال اليمن وتنوع ثري بتنوع الطقس فيها ليتحول من جماعة وطنية محدودة إلى تجمع، ومن تجمع إلى مجتمع ومن مجتمع إلى عنوان للمشروع والنظام الجمهوري المقاوم للخرافة ومشاريع الاستعباد والاستعلاء العنصري.

#ذكرى_الاصلاح_الوطن_يجمعنا