الخميس 21-11-2024 17:19:24 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
عن محاولة اعتقال الدولة وتحجيم الشعب
بقلم/ أحمد عثمان
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 3 أيام
الأربعاء 18 أكتوبر-تشرين الأول 2017 06:25 م
  

أفرج عن قيادة إصلاح عدن الذين تم اعتقالهم في من بيوتهم وحرق مقراتهم قبل أيام..كانت مسرحية مشوهة ومحاولة للعودة لزوار الفجر وهمجية القمع!

فشلت الهمجية وحوصرت وبدأت مفلسة ليخرج لنا المعتقلون كأبطال للنضال المدني.. الاعتقال الذي كشف لنا بشاعة عقلية البعض كشف لنا أيضاً صوراً مضيئة لأبطال وشباب يفاخر بهم وفتحت سيرتهم المليئة بالحب للوطن ودورهم المشرف في المقاومة؛ فهم -كما اتضح لنا- قادة في المقاومة لكنهم سرعان ما عادوا الى القلم وساحة النضال السلمي في الوقت الذي حرص البعض أن يتحول الى بندقية صيد ضد مفردات ومنجزات المشروع الوطني ونقطة حراسة في حلق الوطن وحركة حربته أصبحنا نطل عن رموز قادمة الى الفعل والنضال الوطني.

بين الاعتقال والإفراج تنثر كثير من الحقائق المخفية وراء الضباب والغبار المثار؛ فهناك حركة وطنية تندفع مثل الشلالات الغزيرة لن يعيقها عائق مهما بدا مرتفعاً؛ فالمد المتدفق أعلى، ويملك استمرارية التدفق وفيه يكمن سر النجاح وعامل الانتصار، لن تخيفنا سدود المعيقين ولا حواجز المتآمرين!

الخوف يكمن في أن يفقد التيار الوطني خاصية التدفق، كما يخيفنا الخوف اذا سكن النفوس، واليأس اذا استوطن، أما وهذا المد يتحرك في كل الظروف يجرف في مده ويتعمق ويرتفع في جزره ليتجاوز ويعدو اخضراراً وبهجة وسنابل فلا خوف من الخوف الذاهب ولا من المخيفين فكل شيء أمام حركة التاريخ هباء وأمام إرادة الشعوب سراب.

بين الاعتقال والإفراج تتضح صورة وعي المجتمع والقوى السياسية المدركة لحقيقة المعركة المترفعة عن اللعب بالأهداف العليا، وهذا أمر مفرح يستحق الإشادة، ويدعو لمزيد من التشابك والاندماج في تيار الدولة المدنية وطرد أفكار ما قبل الدولة.

الوعي بوصلة المستقبل ومؤشر العافية الوطنية وبهذا نمنع التلاعب بشعبنا وتصاب كل المشاريع المناهضة للمشروع الوطني بالكساح والتلاشي، فاليمن لم ولن تكون طاولة للقمار او صالة للتسلية العابثة.

وعلى الطريق نكتشف سلاح الشرعية كم هو قوي عندما يرفع ويتحرك فهو شديد الفعالية مهما كان بطيئاً ومحاطاً بالأسلاك الشائكة.

نقطة ضعف الشرعية استشعارها بأنها ضعيفة ومكبلة فتموت بفعل التوهم والإيهام.

على الشرعية أن تعرف ان وجودها بالانتصار للقانون والانحياز للشعب؛ فالشعب هو القوة ومبرر الوجود وما عداها تفاصيل وأصفار تتموضع بحسب حركة دولة الشرعية ونهضتها للفعل والواجب فتكون أو لا تكون.