الأحد 28-04-2024 02:42:07 ص : 19 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

القيادية في الثورة «سارة قاسم» لـ«الإصلاح نت»: ثورة فبراير مستمرة والثوار يقاومون الانقلاب (حوار)

الخميس 11 فبراير-شباط 2021 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

 

مرّت عشر سنوات من عمر ثورة الحادي عشر من فبراير الشبابية، التي اندلعت ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي لم يكتفِ بحكم اليمن 33 سنة، بل أراد توريث الحكم لابنه وتحويل البلد إلى جغرافية خاصة به وبعائلته.

يحتفي الملايين من اليمنيين بذكرى الثورة الشبابية، مؤكدين أنها ما تزال مستمرة، وأن الكفاح المسلح اليوم المتمثل بمقاومة الانقلاب الحوثي ليس سوى امتداد للثورة السلمية، وهو تطوّر أحدثه تحالف رأس النظام البائد مع الحوثيين، بعد أن أخرجهم من الكهوف وسلمهم الدولة بأسلحتها ومؤسساتها.

وفي ظل الاحتفاء الواسع بثورة فبراير، ثمة أصوات تتهم الثورة بالوقوف وراء الوضع المأساوي المعيش، وأخرى تتساءل عن الأهداف التي حققتها الثورة؟ وأين هم الثوار حاليًا؟

محاور عدة طُرحت في هذا الحوار الذي أجريناه مع القيادية في ثورة 11 فبراير، سارة قاسم هيثم، التي أكدت أن الثورة الشبابية ما تزال مستمرة وستظل كذلك حتى تحقق أهدافها.

وقالت القيادية في الثورة إن القوى الخارجية التي تخوفت من التغيير والمسار الديمقراطي في اليمن، تكالبت بمساعدة قوى داخلية على ثورة فبراير، مما أدى إلى تعقيد الأمور في اليمن وتفاقمت المآسي على مختلف الصعد.

وسخرت القيادية في الثورة الشبابية من تحميل ثورة فبراير وزر ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، مشيرةً إلى أن الذي أنتج الوضع المأساوي المعيش هو العمى الذي أصاب بصيرة النظام السابق وتحالفه مع المشروع الإمامي الكهنوتي المتمثل بالحوثي، إضافة إلى حنق بعض القوى الإقليمية أن ترى اليمن يسير في ركب النهضة والتنمية والاستقرار.

وشرحت الثائرة سارة كيف أن المرأة اليمنية أذهلت الجميع في مشاركتها في الثورة وعمق وعيها وجسامة تضحياتها ورسمت صورة جديدة ليس عن المرأة فحسب بل صورة جديدة عن اليمن في الخارج قبل الداخل.

 

نص الحوار:

حاورها: عامر دعكم

 

- عشر سنوات منذ اندلاع ثورة 11 فبراير، أين هي الثورة حاليًا وما الذي حققته؟

* بعد مرور عشر سنوات على قيام الثورة الشبابية السلمية نقول ما زالت مستمرة وهي امتداد طبيعي وتصحيح لمسار ثورتي سبتمبر وأكتوبر، فعشر سنوات ليست كثيرة مقارنة بحياة الأمم ونهضتها، وكل الثورات على مر التاريخ البشري ظلت سنوات تقل أو تكثر بناء على معيارين أساسيين نستطيع أن نقيس بهما ثورات الربيع العربي وبالطبع ثورتنا اليمنية، وهما: مدى وعي المجتمع، وبالذات فئة الشباب، بأهداف الثورة واستماتتهم واستبصارهم بأهدافها لتحقيق ونجاح الثورة.

والمعيار الثاني: مدى جدية المسار السياسي والحكومات الانتقالية في التسريع نحو ترسيخ مبدأ الدولة الجديدة والمدنية الحديثة بناء على مقتضيات الديمقراطية والدستور، بالتالي نستطيع أن نقول إن ثورتنا ما زالت مستمرة وما زالت تحقق أهدافها، أهمها إسقاط قداسة رأس النظام السابق وتوريث الحكم وعودة وهج الجمهورية وأهمية ترسيخ مبادئها، خاصة بعد تفشي الفكر الطائفي الذي أحدثه الانقلاب الحوثي على المسار السياسي الانتقالي.

 

- من وجهة نظرك، أليس من ضروب الوهم الاعتقاد بأن الثورة ما تزال مستمرة؟

* القول بأن الثورة مستمرة ليس من ضروب الوهم، إنما ذلك قول من لا يملك قاعدة معرفية وتأريخية عن نهوض الأمم وتغييرها نحو النهضة، بل هي من مقتضيات سير الأمم نحو التغيير، فطالما لم تتحقق أهداف ثورة فبراير وقبلها انحرف مسار سبتمبر وأكتوبر ستظل الثورة مستمرة حتى يتم تحقيق العدالة الاجتماعية ويتحقق الأمن وتضمن الحرية لكل الشعب اليمني، وما دون ذلك فالثورة مستمرة.

 

- ما قراءتك لواقع اليمن بعد عقد من عمر الثورة الشبابية؟

* تكالبت علينا القوى الخارجية التي تتخوف كثيرا جدا من مسار التغيير ومن جدية المسار الديمقراطي الذي سيكون نتيجة الثورة الشبابية ووجدت للأسف الشديد من ساعدها من قوى داخلية ظنا منها أنها ستحقق مآرب ومصالح شخصية أو حزبية أو سياسية، وحركوا جميعهم الثورة المضادة وتمثل جليا في الانقلاب الحوثي وما تبع ذلك من دخول اليمن في أتون حرب طاحنة ما زالت رحاها تدور، بالتالي تعقدت أمور كثيرة على الساحة اليمنية وتفاقمت مآسٍ على الصعيد الإنساني والاجتماعي ثم الأمني والسياسي، ومع ذلك فإن الأمل معقود دائما في ثورتنا التي هي مستمرة ولم ولن ترضخ لكل تلك التحديات.

 

- البعض يرى أن الانقلاب الحوثي امتداد للثورة الشبابية، انطلاقًا من مقولة أن الحوثيين كانوا جزءًا منها وخيامهم كانت في ساحة التغيير بصنعاء.. ما تعليقك؟

* أعتقد أن هذا الكلام بعيد تماما عن العقل والمنطق إذ إن ساحة التغيير احتضنت كل مكونات المجتمع واتجاهاته وليس لأحد الحق في منع أي مكون، طالما وأنه ينتمى للمجتمع اليمني وملتزم بالمسار السلمي ويتبنى أهداف ثورة فبراير، بالتالي مثلت ساحة التغيير أروع صورة حضارية لشباب اليمن بممارسة حقهم المكفول دستوريا بالتعبير عن مطالبهم سلميا، ثم دخل مكون الحوثي فيما بعد وما كان يجرؤ على نقض المسار السلمي للثورة بل إن الثوار كانوا على حسٍ عالٍ بخطرهم وما إن يجدوا منهم ما يخل بالمسار الثوري قاموا وتصدوا لبعض ممارساتهم المخلة بدون أن يخرجوهم من ساحة التغيير، فهذا باعتقادي حس ووعي عالٍ جدا من شباب الثورة بحقيقة الحوثي وإدراك الشباب للمشروع الوطني الجامع، ثم تبين فيما بعد سؤ نوايا الحوثي وأهدافه واستغل فرصة قيام الثورة ودخل الساحة لأغراض عودة الإمامة من بوابة ثورة فبراير.

 

- كيف تردّين على من يحمّل الثورة الشبابية وز ما آلت إليه الأوضاع في اليمن؟

* هذا غير صحيح وكلام في غير محله وندعو من يرددونه إلى التجرد والموضوعية في قراءة الأحداث التي تلت الثورة.. بلا شك أن رغبة الانتقام من شباب اليمن من قبل النظام السابق الذي أعمى بصيرته وتحالفه مع المشروع الإمامي الكهنوتي المتمثل بالحوثي وحنق بعض القوى الإقليمية أن ترى اليمن يسير في ركب النهضة والتنمية والاستقرار، كل ذلك أودى باليمن إلى ما آلت اليه اليوم.

ثم نسأل هل ثوار فبراير الذين قابلوا ترسانة قوة النظام السابق كله بصدورهم العارية وبمسارهم السلمي إلا ليقينهم أن مواجهة العنف بعنف مضاد سيهلك الحرث والنسل وسيدمر اليمن، بالتالي كان التزامهم بالمسار السلمي حتميا لا رجعة عنه إلى أن كان الانقلاب.

 

- ثمة شباب كانوا جزءا من الثورة، باتوا اليوم يأسفون لمشاركتهم فيها، ويعتقدون أنها كانت خطيئة، أو هكذا يقولون.. ما هي رسالتك لهم؟

* ربما كانوا يظنون أن الثورة طريقها قصير وسيجنون ثمارها بعد سنة أو خمس سنين بمجرد إسقاط رأس النظام السابق.

يجب عليهم أن يعلموا أن الثورة تعني التضحية لأجل الوطن وسلامته وأمنه وسيادته ويجب عليهم أن يقرؤوا تأريخ الثورات وسيدركون بلا شك أنهم مستعجلين ومخطئين في تقديرهم، بالتالي أقول لهم إن القيم الثورية التي تسلحتم بها يجب أن تواصلوا طريقكم الثوري وتسلحوا بالمعرفة التاريخية وتسلحوا بالاستبصار الحقيقي بحقيقة القيم الثورية التي خرجنا وإياكم لأجلها، ونحتاج جميعا للصبر مع العمل، ونحتاج إلى التماسك، بل أكثر ما نحتاجه إلى التماسك فيما بين الثوار جميعا للخروج باليمن من أزماته.

 

- في المقابل، جمهور واسع من تيار فبراير ما يزال متمسّكًا بالثورة ويؤكد أن الكفاح المسلح اليوم ضد الانقلاب الحوثي ما هو إلا امتداد لثورة 11 فبراير السلمية.. كيف تقرأين ذلك؟

* صحيح بكل تأكيد، فالأحداث المتسارعة التي تلت ثورتنا السلمية من قبل الثورة المضادة، وهي قوى متعددة تهدف إلى إخماد ثورتنا وإسكاتها كان متمثلا بالانقلاب الحوثي، لذلك كانت مواجهتنا لهذا الانقلاب الغاشم الكهنوتي مرحلة جديدة اتسمت باضطرار ثوار فبراير إلى المواجهة العسكرية لمواجهة الانقلاب على المسار السياسي وهي مرحلة جديدة ستتعدد أشكالها بناء على معطيات الواقع التي تُفرص على ثوار فبراير، بل باعتقادي أن ثورة فبراير اكتسبت صفة ثورة سبتمبر المجيدة بتصديها للفكر الإمامي الظلامي وبالتالي اكتسبت ثورة فبراير امتداد وعمق ثورة سبتمبر.

 

- أين موقع ثوار فبراير من الأحداث الجارية في البلاد؟

* ثوار فبراير ما زالوا على ثورتهم بصور مختلفة في شتى المجالات، وتتعدد تلك الصور والأشكال بناءً على قدرتهم واستطاعتهم في التصدي للتحديات الموجودة من خلال مساراتهم التي تخندقوا فيها، فمنهم في المسار العسكري لمواجهة الانقلاب الغاشم ومنهم في المسار الحقوقي وآخر في المسار الإغاثي وهناك منهم في المسار السياسي، إلا في مركز صناعة القرار السياسي فهم عمدًا مستبعدون إلا من قلة قليلة جدا، ولذلك نستغرب وجود شخصيات من النظام السابق يتهمهم ثوار فبراير بتجاوزات لا يمكن أن تسقط بالتقادم وأهمها بالطبع تسببهم بقتل عدد من شباب ثورة فبراير وما زالت تُسند إليهم مهام سيادية لا يستحقونها أبدا من وجهة نظر ثوار فبراير.

 

- بالنظر إلى بشاعة انفجار الثورة المضادة في وجه ثورة فبراير، البعض يعتقد أن الخطأ الوحيد للثورة الشبابية هو تأخر اندلاع شرارتها.. ما تقييمك؟

* لا أعتقد أن ذلك صحيحا، فمنذ اندلاع أول ثورة عرفتها البشرية في تاريخها وكانت في مصر تحديدا في عهد الفراعنة، ومرورا بثورات عدة كانت أهمها الثورة الفرنسية التي ما يزال أثر صداها إلى اليوم، جميع تلك الثورات واجهت ثورات مضادة، وثورتنا اليمنية ليست استثناء فهي أيضا واجهتها ثورة مضادة، إنما لا بد من التركيز على سبب اندلاع شرارة الثورات، فحين يمارس الظلم الاجتماعي بكل عنجهيته ويمارس الاستبداد السياسي بكل فظاعته ووقاحته هنا تحدث الثورات التي لا يمكن التنبؤ بوقت حدوثها تحديدا، لكن يمكن رصد مؤشرات على قيامها وهي تكون اجتماعية واقتصادية بالدرجة الأساسية وسياسية وأمنية.

وإنما نحب أن نوضح الخطأ الذي اقترفناه ويتمثل في عدم إدراكنا للحظة التاريخية التي قامت فيها الثورة وما تتطلبه هذه اللحظة من استيعاب عميق جدًا ومن عمل ضخم جدًا يشترك فيه كل النخبة من المفكرين والسياسيين بكل توجهاتهم، باعتقادي هذا الأمر إن تم تداركه في لحظة قيام الثورة لاختصرنا من طول الطريق في تحقيق أهدافها.

 

- كيف تقيِّمين دور الأحزاب في الثورة؟

* برأيي لم يكن دور الأحزاب على الوجه المطلوب في بداية الثورة، فكما أشرت في السؤال السابق لم تتمكن الأحزاب وكل التوجهات من إدراك اللحظة التأريخية لقيام ثورة فبراير، ومع مرور الوقت تفاوتت أدوار الأحزاب بين متفاعل مع الثورة وبين متوجس منها وبين معارض لها، وللأسف استمر هذا التفاوت حتى بعد وقوع الانقلاب، فبحدوث الانقلاب وهو بلا شك أمر جلل تستوجب المسؤولية الوطنية والدينية والحزبية والسياسية والدستورية التصدي لهذا الخطر، وهذا لم يحدث بالشكل المطلوب حتى اليوم.

 

- ما الدور الذي لعبته المرأة اليمنية في الثورة الشبابية؟

* أذهلت الجميع.. نعم المرأة اليمنية أذهلت الجميع لكل متابع للمشهد اليمني، في حسن مشاركتها وعمق وعيها وجسامة تضحياتها ورسمت صورة جديدة، لا أقول عن المرأة بل صورة جديدة عن اليمن، في الخارج قبل الداخل، وتغيرت مفاهيم كانت سائدة في الأذهان عن المرأة اليمنية وبمشاركتها المتنوعة والنوعية في ثورة فبراير.

أحدثت المرأة، لو جاز لنا التعبير، انقلابا اجتماعيا، فكانت نقطة تحول ومنعطفا هاما أصبحت فيه المرأة بعد الثورة ليست كقبل الثورة، ونلاحظ هذا التطور ما زال مستمرًا وما زال يتشكل، وفي السنتين الأخيرتين بدأت تظهر ملامح جديدة لهذا التشكل في كل المجتمع بفعل دور المرأة في الثورة الشبابية وما زال هذا التغيير مستمر وأحدث ويحدث تغييرًا كليًا في ذهن عقلية الرجل اليمني والعرف اليمني اللذين لطالما حاصرا وقننا وضيقا على دور المرأة في المجتمع، كل ذلك بمشاركتها المنضبطة والعاقلة والواعية والعميقة إلى حد كبير في ثورة فبراير.  

 

- ترزح تعز تحت الحصار للسنة السادسة على التوالي.. برأيك، لماذا تحرص المليشيا الحوثية وبكل ما أوتيت من قوة وإجرام على حصار هذه المدينة تحديدًا؟

* تعز هي مبتدأ الثورة، وهي أول من أقامت ساحة الثورة وتمتاز بموقع جغرافي متوسط إلى حد كبير في الخارطة اليمنية، ويمتاز سكانها بدرجة عالية من التحصيل العلمي والشهادات الأكاديمية، ويتركز فيها أكبر تجمع سكاني من مجمل عدد سكان اليمن، كل تلك المعطيات وغيرها تقود إلى نتيجة حتمية أن تعز لها أثر بعيد المدى في صناعة المشهد اليمني على كل الصعد سياسيا واجتماعيا وثقافيا... إلخ، ولما كانت هكذا فلا بد أن تعاقب من وجهة نظر الثورة المضادة، سواء في الداخل المتمثل بالحوثي العصا الغليظة للثورة المضادة أو لقوى إقليمية معادية للثورة اليمنية، تمثلت في إعاقة التحرير الكامل لكل محافظة تعز كعقاب لا بد منه لتعز جراء مواقفها في قيادة ثورة فبراير، إن قرأنا هذا المشهد الخاص بتعز من كل أبعاده نفهم لما هذا الحصار والخذلان تجاهها، بالتالي أدعو كل المكونات في تعز إلى اللحمة نحو المصلحة التي تقتضيها المرحلة في إنهاء هذا الحصار عبر تكاتفهم وترك النزاعات وعدم الارتهان لقوى خارجية على حساب مصلحة تعز وأبناء تعز والتاريخ لا يرحم.

 

- ما مدلول استمرارية الفعل الثوري في ساحة الحرية بتعز؟

* مهم جدًا استمرار الفعل الثوري في ساحة الحرية، فمدلول ذلك أن الثورة طالما وأهدافها لم تتحقق فاستمرار ساحة الحرية يعني أن الثورة ما زالت مستمرة حتى تحقيق أهدافها، كما أن مدلول استمرارية الساحة في قيام الفعل الثوري بناءً على معطيات جديدة لكل يوم مستمرة لإيصال الرسائل المطلوبة للمعنيين في الداخل والخارج، وستظل الساحة مستمرة في فعلها الثوري حتى يتحقق لتعز واليمن ما من أجله اندلعت الثورة وهو قيام دولة مدنية حديثة تتساوى فيها الحقوق والواجبات وتتحقق فيها المواطنة المتساوية وتحقيق السيادة الوطنية وينعم الجميع بثروات اليمن وخيراته، وبالتالي استعادة صفة بلادنا "اليمن السعيد".

 

- كلمة أخيرة تودّين قولها؟

* علمنا التأريخ وقيام ثورة سبتمبر وأكتوبر وفبراير أن نكون على استبصارٍ عميق وواضح بواقعنا وبالتحديات التي تحيط بنا من كل جانب، ويجب علينا أن نتحلى بالمعرفة الحقيقية بالتأريخ أولًا لنفهم واقعنا وعلينا أن نكون على استماتة نحو مبادئ ثوراتنا (سبتمبر وأكتوبر وفبراير)، ولنعمل باستبصار واستماتة في تجاوز كل تلك التحديات لأجل الخروج باليمن من أزماته ولأجل النهوض به إلى مقامه الذي يستحقه بين الدول، ولنجعل الأمل مركبنا الذي نسير به نحو تحقيق الهدف ولنتزود باليقين بانتصار ثورتنا التي لا تصادم سنن الله في المجتمع بل إنها مطابقة لمقصد ديننا وتاريخنا وعمق حضارتنا التي تمتد إلى أكثر من خمسة آلاف عام.

حتما سيأتي اليوم الذي ننتظر وسننتصر ليمننا ولثورتنا، ثقوا بذلك ولا تيأسوا أبدًا.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.