الإثنين 29-04-2024 19:16:50 م : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مخطط حوثي لتشييع اليمن.. هل تكون صنعاء نسخة أخرى من طهران؟!

الثلاثاء 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت -خاص / توفيق السامعي

 

صنعاء تتكلم فارسياً..هكذا بات اليمنيون يعلقون ويتندرون اليوم بعد تخريج المليشيا الحوثية أولى دفعات التخرج لقسم اللغة الفارسية الذي استحدثوه في كلية اللغات بجامعة صنعاء، والتي سميت باسم دفعة قاسم سليماني.


حيث تمضي المليشيا الحوثية الانقلابية بالبلاد بوتيرة متسارعة نحو فرسنة اليمن في شتى المجالات وتكريس المشروع الإيراني الفارسي في اليمن بكل أبعاده وجوانبه، عسكرياً وثقافياً وفكرياً.


وفي الوقت الذي سعت فيه المليشيا الحوثية إلى إغلاق كلية الآداب بجامعة صنعاء بكافة أقسامها وخاصة التاريخ والأدب والآثار والمكتبات وعلوم القرآن والفلسفة، عززت من تأسيس العديد من الأقسام والأنشطة الفارسية في الجامعة وغير الجامعة.


فقد بدأت المليشيا الحوثية أولى هذه الحرب على مؤسسات العلم والمعرفة وأقسام في جامعة صنعاء بإغلاق قسم اللغة التركية في كلية اللغات في فبراير 2015، والذي صار بعض طلاب ذلك القسم دكاترة وأكاديميين، على الأقل نفعه اللغوي أكثر من القسم الفارسي لتمدد نطاق الدول الناطقة بتلك اللغة وبعيداً عن الملشنة العسكرية أو الأنشطة الإرهابية.


وأفادت مصادر صحفية في العاصمة صنعاء أن المليشيا الحوثية تقوم في هذه الفترة أيضاً بتأسيس معاهد للغة الفارسية وحسينيات وغيرها واستقدام مدرسين من إيران ولبنان، وسيتم لاحقاً فرض اللغة الفارسية في المدارس الحكومية والخاصة.. كما تقوم في صعدة تأسيس جامعة "المهدي" لتكون منطلقاً لكافة الأنشطة الإيرانية والطائفية سواء كانت مسلحة أم فكرية ثقافية في السعي الحثيث لتشييع اليمن.


وفي هذا العام ابتعثت المليشيا الحوثية أكثر من 300 عنصر وطالب إلى إيران لتعزيز هذا التوجه.
كما وجهت المليشيا الحوثية عناصرها في جامعة الحديدة بإغلاق قسم القرآن الكريم في فروع جامعة الحديدة في باجل وريمة وغيرها من الكليات التي توجد بها أقسام القرآن الكريم وعلومه، ووجهت باستبدال تلك الأقسام بقسم اللغة الفارسية في كليات الآداب في الحديدة، وباجل وريمة.


في العام 2009 أعلنت جامعة صنعاء إغلاق قسم اللغة الفارسية التابع لكلية اللغات في الجامعة، بعد حرب صعدة السادسة حتى لا تتمادى إيران في تدخلاتها في اليمن واحتجاجاً على دعمها المليشيا الحوثية وإشعال الفتن والحروب في اليمن، وغادر المدرسون الإيرانيون صنعاء بعد إغلاق ذلك القسم، لكن المليشيا الحوثية أعادت فتح القسم الفارسي في الجامعة عام 2016 لتكون دفعة قاسم سليماني هي نتيجة ذلك الافتتاح.


يبدو الأمر أخطر وأعم مما يتصوره اليمنيون والعالم في اليمن، فما بدا حتى الآن من مشاريع إيرانية في اليمن يعد رأس جبل الجليد الظاهر فقط، وما تعيين عنصر الحرس الثوري الإيراني حسن ايرلو في صنعاء كسفير إلا ليعزز هذا التوجه الإيراني في اليمن.
تذكر مصادر خاصة أن حسن إيرلو الجنرال في الحرس الثوري المتواجد بصنعاء جاء يحمل خطة ايرانية خطيرة جدا لتشييع المجتمع اليمني والبداية بالمؤسسات..


وأن إيرلو يمتلك سلطة عجيبة على قيادات الحوثيين ويتصرف كحاكم عسكري أعلى من سلطة الحوثيين، يوجه وهم ينفذون دون أي اعتراض.
تضيف المصادر أن إيرلوا يذل القيادات الحوثية بملفات خطيرة ومذلة. يوجد لإيرلو مندوب خاص في كل من صنعاء وبيروت يسمى أبو جعفر وهو المزود المالي لكثير من القيادات الحوثية ممسكاً بتلابيبهم بيده، ويوثق عليهم الأمور المالية والأشياء اللا أخلاقية ولذلك حين يوجههم بشيء لا يعترضون.


تمضي خطة إيرلو القادمة بعد القسم الفارسي بجامعة صنعاء إلى تأسيس معاهد للغة الفارسية وحسينيات في صنعاء وغيرها واستقدام مدرسين من إيران ولبنان وسيتم لاحقا فرض اللغة الفارسية في المدارس الحكومية والخاصة، كما فرضوا مناهج جديدة تؤكد أنشطتهم وأفكارهم الهدامة للمجتمع.
تؤكد المصادر في صنعاء أن إيرلو يعمل مع المليشيا الحوثية حالياً على تأسيس حرس ثوري، وسيتم تأسيس باسيج ومراكز دراسات وأبحاث ومؤسسات لنشر المذهب الجعفري، وسيتم افتتاح 100 مكتبة لبيع الكتب الشيعية كمرحلة أولية وسيتم افتتاح مجمع آل البيت و3 جامعات شيعية لتدريس "علوم آل البيت" يتم تجهيزها الآن..


تذكر مصادر أخرى أن من ضمن الجامعات التي يتم تأسيسها من قبل الحوثيين بدعم إيراني جامعة في صعدة تسمى "جامعة الإمام المهدي". هذه الجامعة لن تقتصر مهمتها فقط على تكريس العلوم الشيعية الإثناعشرية ولا الإمامية وإنما أيضاً ستكون واجهة لاستقدام واستدراج وتنشئة وتدريب مليشيا مسلحة ترفد بهم الجبهات وتمحو الثقافات المحلية وغرس الثقافة الفارسية في البلاد ضمن عمل كلي يستهدف المجتمع في شتى المجالات.
لن يقتصر استرفاد الطلاب من داخل اليمن بل يتعداه إلى المناطق المجاورة من دول الجوار كالمملكة وعمان وربما حتى القرن الأفريقي الذي يشهد تدفقا كبيراً نحو اليمن ويتم تجنيدهم في صعدة، عبر مندوبين وأنشطة ممهدة لهم في دول القرن الأفريقي، لتتحول صعدة إلى بؤرة استقطاب للمشروع الشيعي في الجزيرة كلها لن تقتصر مخرجات تلك التحركات على اليمن وحدها بل ستتعداه وتصدره إلى خارج اليمن.

 

الحوثيون ينشرون الإرهاب

عملت المليشيا الحوثية مع غيرها من القوى السياسية التي صارت قريبة منها وساندتها في الانقلاب منذ مدة طويلة على تبني حملات إعلامية ممنهجة تشوه وتهاجم جامعة الإيمان وتشيطنها تمهيداً لإزاحتها من الواجهة، متهمة إياها بتغذية الإرهاب وتخريج المتطرفين، ولم تكن تلك الحملات وغيرها سوى تمهيد للقضاء على أهم ركائز العلوم السنية في اليمن ومن ثم تعمل عملية إحلال لأنشطتها وتأسيس جامعاتها الخاصة النقيضة تماماً، كما شنت وغذت ومولت الحملات السابقة ضد المعاهد العلمية التي واجهت الفكر الإثناعشري الإمامي في اليمن لذات الغاية والهدف.
حينما انقلبت المليشيا الحوثية على الدولة كانت جامعة الإيمان والمعاهد والمدارس والمساجد السنية أولى وجهتها للتدمير فلم تبقِ في جامعة الإيمان حجراً على حجر، ثم مالبثت هذه المليشيا إلى بناء جامعاتها ومعاهدها ومدارسها البديلة التي تنشر الإرهاب والتطرف والعنصرية وأعمال العنف بشكل حقيقي.


وحولت المليشيا الحوثية كافة الكليات والمعاهد والجامعات اليمنية إلى محاضن للتطرف ونشر الفكر السلالي والعنصري الفارسي بالإضافة إلى التدريب المسلح الذي يخدم أهدافهم ويهدم المجتمع اليمني، وما أداء القسم على الطريقة النازية في حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية المختطفة بصنعاء إلا دليل على ذلك.
حيث أظهر تسجيل فيديو للمليشيا الحوثية وهم يؤدون قسم الولاء والطاعة لزعيم الإرهاب الحوثي عبدالملك على الطريقة النازية لنشر التطرف والإرهاب وزراعة الطائفية والعنصرية.


مغردون علقوا على تلك الطريقة في أداء القسم واعتبروها شعارات نازية طائفية لا تمت للمهنية العسكرية بصلة وكذلك تعبيراً عن أجندة خاصة إرهابية متطرفية.
حيث غرد المحامي فيصل المجيدي أن مليشيا الحوثي حولت الكليات العسكرية الأكاديمية إلى محاضن طائفية وحوزات شيعية تزرع التطرف والارهاف، يردد خريجوها شعار الولاية الإيراني بدلا عن القسم العسكري المعروف في كلية الشرطة بصنعاء.


واعتبر الاعلامي مختار الرحبي ما ظهر في الفيديو يكشف كيف تفخخ مليشيا الحوثي في الكليات العسكرية عقول الاجيال القادمة من خلال تغيير المناهج الدراسية وإجبار خريجي كلية الشرطة على أداء ورفع شعارات مذهبية طائفية. مؤكدا أن مليشيات الحوثي ستظل أكبر كارثة حلت على اليمن.
لم يقتصر الأمر عند حدود المليشيا من العناصر المسلحة الإرهابية حتى تعداه إلى العناصر النسائية وتكوين مليشيا نسائية يطلق عليهن "الزينبيات"، يمارسن مهاماً إرهابية مختلفة بينها مهام قذرة، ويتم الاستعانة بهن على إخضاع النساء في المجتمع واقتحام البيوت ورفع التقارير الاستخباراتية والرصد الاجتماعي واستعمال كافة وسائل العنف المسلح وغير المسلح.

 



حرب على الهوية اليمنية

شنت المليشيا الحوثية حرباً بلا هوادة على الهوية اليمنية في كل جوانبها بدءاً من تغيير المناهج وتطييفها، وتغيير مسؤولي الجامعات ومصادرتها، وعزل الأكاديميين والمدرسين ومصادرة رواتبهم، واختطاف الكليات العسكرية ومؤسسات الدولة وإحلال مناهج ومدرسين وأنشطة تدريبية فارسية محل كل الأنشطة اليمنية وتغيير المعالم ومسمياتها الوطنية الجمهورية إلى أسماء إمامية ثقافياً واجتماعياً.


كما لم يتوقف الأمر عند هذه الحدود بل تعداه إلى تدمير الآثار والتراث وبيع الآثار اليمنية والاتجار بها ومحو ذاكرة الأمة التاريخية منطلقين في ذلك من منطلقات عقائدية وعنصرية.


يصاحب هذه الحرب آلة إعلامية ضخمة مكونة من عشرات القنوات التلفزيونية وأكثر من 30 إذاعة محلية كلها تنشر هذا الخراب والتدمير للهوية الوطنية.