الإثنين 29-04-2024 11:41:19 ص : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

جرائم خلف القضبان.. هكذا تنتهك مليشيات الحوثي كرامة المرأة اليمنية

الخميس 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت- خاص / زهور اليمني
 

دخل اليمنيون في حالة من الاستنفار والتوتر، منذ لحظة تسريب مقطع فيديو تعذيب عبد الله الأغبري، وبصورة سريعة تحولت الجريمة إلى قضية رأي عام، توالت بعدها القصص التي روتها عدد من الفتيات على وسائل التواصل الاجتماعي، جميعهن يؤكدن تعرضهن للابتزاز والاستغلال من قبل عصابة القتلة أنفسهم، ليتضح فيما بعد أن هناك شبكة إجرامية منظمة وكبيرة، تدار من قبل شخصيات حوثية كبيرة تمارس الإخفاء القسري والابتزاز الأخلاقي ضد النساء، وأن جريمة التعذيب البشعة التي تعرض لها الأغبري ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهي لا تشكل سوى قطرة واحدة في بحر الإجرام الحوثي، المتخم بالإرهاب والقمع منذ بدء الانقلاب.

 

تدريب المجندات في دور العبادة والمدارس والمعسكرات:

نشر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة تقريرا عن الوسائل التي يتخذها الحوثيون لتجنيد النساء في صفوفهم، والأماكن التي يتم التدريب فيها، حيث جاء فيه أن الحوثيين يتبعون عدداً من الأساليب لتجنيد النساء وضمهن إلى صفوف المقاتلين في جبهات القتال، منها:

- التهديد بالقوة: حيث يتم أخذ الفتيات وطالبات المدارس لتدريبهن باستخدام القوة أو تهديد آبائهن بالقتل، وذلك من خلال حملة استقطاب داخل سكن الطالبات من قبل الحوثيات.

- الإغراء بالمال: تقوم المليشيات الحوثية بإغراء أسر الفتيات والنساء بالمال، استغلالاً لانتشار الفقر وتردي الأوضاع المعيشية للأسر اليمنية.

- استخدام السجينات: استخدم الحوثيون النساء الجانحات المحكوم عليهن بأحكام قضائية في "سجن الأمل"، حيث قاموا بتدريبهن ضمن دورات مكثفة، وأصبحن يشكلن الآن فرقا خاصة يقمن بتدريب فتيات الحوثيين المنضمات حديثاً لمعسكرات التدريب.

 

أما عن مواقع التدريب فقد ذكر التقرير أنها:

1- معسكرات الجيش: حيث استخدم الحوثيون أجزاء من مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً كساحة تدريب، وفي هذه المواقع يتم تدريبهن على عدد من الأنشطة وخاصة التدريب على استخدام الأسلحة، وتعد محافظة ذمار المعسكر الأكبر لتجنيد نساء الحوثيين في البلاد.

2- المساجد ودور العبادة: تستخدم المليشيات المساجد كميادين تدريب لمجموعات من النساء يتم اختيارهن واستقطابهن بعناية، فمن ضمن مراكز التدريب الحوثية مسجد داخل جامعة الإيمان بصنعاء، حيث حولت مليشيات الحوثيين المسجد إلى ساحة تدريب للنساء.

3- المدارس الحكومية: ومنها مدرسة الثورة بمديرية آزال بالعاصمة صنعاء، والتي كانت أحد أهم مراكز تدريب النساء الحوثيات حتى وقت قريب، حيث يتم تدريبهن في المدرسة على قيادة الأطقم العسكرية واستخدام بعض الأسلحة الخفيفة كالمسدسات والبنادق.

وجاء في التقرير أن الحوثيين يعتمدون في عملية تدريب النساء على يد عدد من النساء، يحملن الجنسيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والسورية.

وأشار التقرير إلى أن المشرفات يتولين مسؤولية عملية الحشد، ثم يتم البدء بعمل دورات ثقافية للنساء قبل الالتحاق بدورات التجنيد، فهناك دورة مبتدئة وبعدها دورة متقدمة، وهي دورة عقائدية فكرية بحتة، تقوم المشرفة على مركز التدريب بإلقاء المحاضرات على المتدربات في بيوت بعض المشرفات في المنطقة، ثم يتم بعدها الدخول في دورة التجنيد.

 

شبكة دعارة لمليشيا الحوثي يرأسها مدير البحث الجنائي:

لطالما حرصت مليشيا الحوثي على رمي المعتقلين في أقبية مظلمة ومعزولة تماماً عن العالم الخارجي، تجنباً لحدوث أي تسريب يوثق جرائمها البشعة بالصوت والصورة، وكانت واقعة الأغبري نموذجا لوحشيتها.

في مقابلة لها مع أحد المواقع الإخبارية، كشفت إحدى ضحايا محلات السباغي عن قصص مروعة مورست ضد فتيات، استغلهن المدعو السباغي، حيث ذكرت أنها بعد أن تركت هاتفها في ذات المحل لإصلاح جوالها، تفاجأت بعد عدة أيام بتلقي اتصالات يطلب أصحابها المال ما لم سيقومون بنشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، وذكرت أنها رفضت الانصياع لمطالبهم فقاموا بإرسال صورها لهاتفها، فما كان منها إلا أن قامت بتهديدهم وبأنها ستقوم بالتبليغ عنهم، فكان ردهم: "اذهبي أينما تريدي، لن ينفعش أحد، أي جهة بتروحي تشتكي فيها لدينا أصحابنا فيها، ولن يفعلوا بنا أي شيء".

وتابعت حديثها قائلة: "لم أكن الوحيدة من قام أصحاب هذا المحل بابتزازي، فهناك فتاة هي جارة لي حدث لها نفس ما حدث لي، لكن قصتها أشد ألماً ومعاناة، فبعد أن استمروا في ابتزازها في كل شيء، طلبوا منها العمل معهم".

وأضافت: "لقد أخبرتني هذه الفتاة أنهم استمروا في ابتزازها في كل شيء، وأن مسؤولاً تابعاً للحوثيين يعمل في البحث الجنائي كان يتصل بها ويطلب منها العمل على تأمين الحارة من خلال الرفع لهم بمعلومات عبر حضورها جلسات النساء الخاصة، والرفع بكل ما يتحدثن به، خاصة ما يتعلق بالتحريض ضد المليشيا".

الجدير ذكره أن فريق الخبراء في الأمم المتحدة المعني باليمن قد أكد مؤخراً، في تقرير له، تجنيد 30 فتاة للعمل كجواسيس مع مليشيا الحوثي، وفي تقرير له العام الماضي أكد فريق الخبراء الأممي أن هناك شبكة دعارة لمليشيا الحوثي يرأسها مدير البحث الجنائي بصنعاء القيادي الحوثي سلطان زابن.

 

اليمن بيئة خصبة للجريمة والفساد:

أكد تقرير للأمم المتحدة، صدر في سبتمبر 2020، أن مليشيات الحوثي جندت خلال الفترة الماضية عددًا كبيرًا من الفتيات المراهقات، للمشاركة في عمليات القتال والتجسس مقابل مبالغ كبيرة قدمتها لهن ولأسرهن.

وقال تقرير الأمم المتحدة إن الحوثيين جندوا ما يقرب من 30 فتاة، قيل إن بعضهن ناجيات من العنف الجنسي للعمل جاسوسات ومسعفات وحارسات.

وأكد تقرير أعدته وكالة أسوشيتد برس أن المجندات تم اعتقالهن في فترات سابقة، وإجبارهن على القيام بهذه الأعمال، وتتمركز مهامهن حول الإيهام بأنهن معارضات للانقلاب الحوثي لتسهيل إيقاع المعارضين في هذا الفخ، والحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات.

وبحسب الوكالة الأمريكية، فإن مليشيات الحوثي شرعت في تجنيد عدد من الفتيات، وتدريبهن للقيام بمهام مختلفة تخدم مصالح الجماعة، منها مهام الإيقاع بالناشطين والسياسيين المناهضين لهم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الإعلام المختلفة.

وفي عدة تقارير له، أكد المجلس الاستشاري للأمن الخارجي في وزارة الخارجية الأميركية أن المليشيات الحوثية حوّلت اليمن إلى بيئة خصبة للجريمة والفساد.

ووثّق تقرير لجنة الخبراء الدوليين المرفوع لمجلس الأمن، الصادر في شهر مايو الماضي، الانتهاكات التي ارتكبتها الزينبيات الحوثيات، مشمولة بالاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء، والنهب، والاعتداء الجنسي، والضرب، والتعذيب، وتسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية.

 

تجنيد الفتيات واستدراجهن للعمل لحساب المليشيات:

تعاني منظمات الإغاثة العاملة في اليمن من عملية ابتزاز ممنهجة من قبل قيادات حوثية أبرزها مطلق المراني الملقب أبو عماد، الذي كان يشغل منصب وكيل جهاز الأمن القومي، ومسؤول ملف المنظمات الإغاثية والإنسانية، والذي لديه ملف متخم بالجرائم الأخلاقية والمالية.

تولى المراني ملف تجنيد الفتيات للتجسس على أنشطة المنظمات الدولية والموظفين التابعين للأمم المتحدة، وكان يفرض إتاوات على تلك المنظمات ويتقاسم مبالغ طائلة بملايين الدولارات مع بعض موظفيها، الذين أصبحوا يخشون بطشه وتهديداته.

تقول الناشطة والمعتقلة سابقا سميرة الحوري، إن الحوثيين اكتشفوا في منتصف أبريل 2020 تضخم ثروة المراني حيث أصبح من أثرياء البلد، فقاموا باعتقاله، وبعد مرور يومين على ذلك أطلقوا سراحه دون أن يعلم أحد سبب ذلك.

كما أكدت الحوري أن المراني كان مسؤولًا عن تجنيد الشابات، مستغلًا حاجتهن للمال ثم يقوم باستدراجهن للعمل لحساب الحوثي، مضيفة أنه كان يجبرهن على تصوير فيديوهات مخلة للضغط عليهن لاحقًا وابتزازهن، ومن ثم تكليفهن بالإيقاع بموظفي ومسؤولي بعض المنظمات، من أجل فرض شروط معينة لاحقًا على تلك المنظمات.

 

طه المتوكل أحد المعتدين على السجينات:

في فيديو بثته على حسابها في موقع تويتر، كشفت الناشطة والمعتقلة سابقا برديس السياغي عن تفاصيل ارتباط عصابة عبد الله السباعي المتهمة بقضية تعذيب وقتل عبد الله الأغبري بقيادات حوثية بارزة.

حيث ذكرت السياغي أن أحد المتهمين والمدعو دليل الجربة، كان أحد المحققين معها، وأوضحت أن المدعو الجربة ومن خلفه القيادي الحوثي سلطان زابن مدير البحث الجنائي قام بتصويرها فيديو مع القيادي الحوثي أبو هيثم الحكمي أثناء التحقيق معها لمدة أربعة أيام، بهدف ابتزازها بتلك الفيديوهات المسجلة، ولم تستبعد برديس السياغي أن الجربة كان مدعوا للتحقيق مع الأغبري بعد عملية التعذيب بطريقته الخاصة، بعد أن فشلوا في الحصول على معلومات منه، ما يؤكد ارتباط هذه العصابة بالجربة وبالقيادي الحوثي المسؤول عليه سلطان زابن وقيادات بارزة في صفوف الأمن الوقائي التابع للمليشيات.

كما ذكرت في تصريح لها على أحد المواقع أن القيادي الحوثي طه المتوكل (الملقب أبو صارم) الذي عين وزيراً للصحة في حكومة الانقلاب، كان يزور السجن على أنه قاضٍ وكان يلتقي بالمعتقلات على انفراد، ومن لا تلقى متابعة من ذويها ينفرد بها ويعتدي عليها، إذ أخبرتها فتاتان يتراوح عمرهما بين (14 ـ 21 سنة) بتعرضهن للاعتداء الجنسي من قبل المتوكل.

وأفصحت أنها سمعت من إحدى مخبرات الحوثي أن هناك 300 مختطفة في السجن المركزي إلى جانب 120 سجينة موزعات على سجن قرب جامع الخير في باب شعوب، وسجن خلف سيتي ماكس في شارع الستين.

وأفادت أن عددا من الفتيات حاولن الانتحار نتيجة المضايقات والتعذيب، مؤكدة أن رجال الحوثي أجبروا بعض الفتيات على تصوير فيديوهات جنسية مع بعض أنصارهم والمسؤولين التابعين والموالين لهم، للتخلص منهم فيما بعد من جهة، ومن أجل منع هؤلاء الفتيات من الكشف عن تعرضهن للتعذيب ولانتهاكات جنسية في السجون من جهة أخرى.

وتؤكد برديس السياغي أن المليشيات الحوثية وزعت تشكيلاتها من المجندات في الحارات لرصد المعارضين لها، وجندت فتيات وزرعتهن في أوساط النساء لمراقبتهن ورصد نوعية الأحاديث المتداولة عنهم ورفع تقارير دورية، والتي بناءً عليها يتم ملاحقة النساء واختطافهن وتعريضهن للضرب.

وأكدت أن قضية الشاب الأغبري ليست قضية جنائية عابرة، وإنما جريمة منظمة وراءها قيادات حوثية عليا، أبرزهم سلطان زابن المدان والمتهم من قبل الأمم المتحدة بقضايا اختطاف وتعذيب النساء وابتزازهن في اليمن.

 

اختطاف الفتيات من أماكن الدراسة ومن الشوارع:

تستمر المليشيات الحوثية في انتهاك كرامة المرأة اليمنية، وباتت تشكل خطرًا على المجتمع وقيم التعايش والسلام وتهديدًا متناميًا يسعى لطمس هوية اليمن وفرض هوية طائفية دخيلة على المجتمع اليمني.

وأكد وزير حقوق الإنسان محمد عسكر، في تصريح له، أن النساء في اليمن تعرضن لشتى أشكال العنف منها القتل والإصابة والامتهان والعنف الجنسي والمعنوي، وأوضح أن المليشيات وبفعل المضايقات المستمرة وحملات التجنيد في أوساط الفتيات، خصوصاً الطالبات سواء طالبات التعليم الجامعي أو المدرسي، تسببت في تسرب آلاف الفتيات من التعليم خشية المضايقات الحوثية أو تعرضهن إلى التجنيد الإجباري.

وذكر عسكر أن المليشيات استخدمت العنف والاختطاف والاعتقال لقمع النساء المعارضات في صنعاء، حيث تم اختطاف الفتيات من أماكن الدراسة ومن شوارع صنعاء، وتمت مداهمة المعاهد، ومنها معهد اللغات في منطقة حدة وسط صنعاء في ديسمبر العام الماضي، وتم اختطاف نساء يعملن في المعهد، ولُفقت لهن تهم مخلة بالشرف والأخلاق.

كما لجأ الحوثيون إلى الاحتجاز والاعتقال والاختطاف في النقاط التي أنشأتها الجماعة وكذلك من الجامعات والكليات والمعاهد، واعتدت على الوقفات النسوية مثل الاعتداء على رابطة أمهات المعتقلين وتجنيد النساء والفتيات تحت اسم الزينبيات وإرغام عددٍ من العائلات على تجنيد أطفالها والزج بهم في جبهات القتال.

كلمات دالّة

#اليمن