الأحد 28-04-2024 13:09:33 م : 19 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الطفولة في إب.. أحلام في مهب الإرهاب الحوثي

الثلاثاء 14 إبريل-نيسان 2020 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص / عبد الرحمن أمين

  

لا يكاد ينقضي يوم في ظل حكم المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلا وتبرز قضايا أشد تعقيدا وأكثر سوءا، إذ باتت هذه المناطق مسرحا تراجيديا لكل ألوان المآسي والحرمان، وكل أشكال الجرائم والانتهاكات، والتي أصبحت واقعا يصعب الفكاك منه في ظل سيطرة هذه العصابات.

تشويه للماضي، وعبث بالحاضر، وتفخيخ للمستقبل، ممارسات دأبت عليها جماعة الحوثي الإرهابية، موْقعة الكثير من الخراب والدمار في الأرض والإنسان، ومتسببة بمزيد من المعاناة والمأساة في شعب مثخن بالجراح.

فلم تكتف المليشيات الحوثية بخراب البنى التحتية ومقومات العيش ومحاربة الناس في أرزاقهم وأقواتهم ومصالحهم وتدمير الحاضر برمته، بل سعت جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة وخبرات إجرامية لتدمير المستقبل أيضا، من خلال الانتهاكات المتكررة والممنهجة بحق الأطفال، والذين يمثلون عدة الأوطان وثروتها وأحلامها ومستقبلها المشرق.

جملة من الجرائم والانتهاكات رصدها تقرير صدر نهاية العام الماضي عن "منظمة الجند لحقوق الإنسان" في محافظة إب، خلال خمس سنوات من سيطرة الانقلابيين عليها.

حيث كشف التقرير أن مليشيات الحوثي الانقلابية ارتكبت (14398) جريمة وانتهاك أمني في المحافظة خلال الفترة من 15 أكتوبر 2014 وحتى 15 أكتوبر 2019، ومن بين تلك الجرائم عمليات تجنيد الأطفال، حيث وثق التقرير تجنيد الحوثيين لـ(1120) طفلا في معاركها المستمرة ضد اليمنيين في أكثر من جبهة.

وتشهد محافظة إب -في ظل إحكام مليشيات الحوثي قبضتها على المحافظة وتغييبها للدولة وتعطيلها للقانون وخفوت صوت العقل والحكمة لاسيما في العامين الأخيرين- جرائم متصاعدة بحق الأطفال، تتنوع بين القتل والضرب المبرح والحرمان من التعليم والعمالة والتزويج القسري للفتيات اللاتي دون سن الرشد وتجنيد الأطفال، وغيرها من الجرائم.

الأوضاع الاقتصادية الصعبة في المحافظة والتي تسببت بها الحرب جعلت الكثير من الأسر تضطر للدفع بأطفالها ومن هم دون سن الرابعة عشرة لامتهان أشغال شاقة وأعمال صعبة لتوفير لقمة العيش، مما حدا بالكثير منهم لترك مقاعد الدراسة والالتحاق بسوق العمل لتوفير الاحتياجات الضرورية.

الجرائم بحق الأطفال وانتهاك حقوقهم ظاهرة انعكست على الكثير من أولياء الأمور، إذ اعتاد السكان في محافظة إب بين الفينة والأخرى على سماع خبر مؤلم وفاجعة جديدة.

فقد أقدم أب على محاولة قتل ابنته يتيمة الأم بعد تعنيفها وإشباعها ضرباً بسبب 500 ريال قال الأب إنها أخذتها، حيث ذكرت مصادر طبية في مستشفى العدين أن المستشفى استقبل الطفلة التي تعرضت للضرب المبرح من قبل والدها وكانت حالتها حرجة للغاية.

وفي خبر صادم آخر من أخبار الانتهاكات بحق الطفولة، أفشلت الأم "حياة عبده محمد عوض" مخططا لتزويج طفلتيها القاصرتين، بعد بدء والدهما بإجراءات عقد القران.

وقالت الأم إن زوجها "علي علي أحمد العربي" حاول تزويج طفلتيه: نضال (10 أعوام) ومرام (9 أعوام)، لكنها استطاعت الهروب بطفلتيها وإفشال الجريمة قبل أن تتم.

وأفادت الأم أن "العربي" عقد بطفلته الأولى "نضال" على شخص أربعيني، واستطاعت تطليقها بمساعدة أحد المحامين والذي عاد ليمارس نفس الجريمة، إذ تقدم للطفلة من والدها الذي عقد له بها واستلم مهرها بل ثمنها من الوحش المذكور، ولا زال عقد الزواج قائما حتى الآن.

ولعل من بين الجرائم الأكثر بشاعة بحق الطفولة إقدام أحد مسلحي المليشيات الحوثية قبل أكثر من عام على إعدام طفل لم يتجاوز الـ14 من عمره في مدينة إب، حيث توفي الطفل عبد الرحمن عطران نجل الدكتور أكرم عطران عميد كلية التربية في جامعة إب متأثرا بجراحه بعد أن صوب أحد أفراد مليشيات الحوثي ويدعى "عبد الله الديلمي" مسدسه على رأسه بسبب ارتطام الكرة على المسلح المذكور.

وفي مديرية حزم العدين، ألزمت مليشيات الحوثي ومن خلال مشرفها أبو زيد الرازحي مشايخ المنطقة بتقديم أربعة مقاتلين من كل قرية لرفد جبهات القتال، وفي حالة عدم وجودهم يتم تسليم الطلاب أو صغار السن، أو دفع مبلغ (200) ألف ريال كبديل عن ذلك.

وكانت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" غير الحكومية قد أصدرت -الشهر الماضي- دراسة أكدت فيها أن خمس سنوات من الحرب في اليمن تركت "أثرا مدمّرا" على الصحّة العقلية لجيل كامل من الأطفال في هذا البلد، ودفعت عددا منهم إلى حافة الاكتئاب.
وبحسب الدراسة، فإن طفلا من أصل خمسة أطفال قالت إنه يشعر دائما بالخوف والحزن.

ووفقا للدراسة التي أجريت في الأشهر الأخيرة، وهي الأكبر من نوعها منذ بدء النزاع في اليمن، فإن 52% من الأطفال قالوا إنهم لا يشعرون بالأمان عندما يبتعدون عن والديهم، بينما قال 56% منهم إنهم لا يشعرون بالأمان إذا مشوا وحدهم.

كلمات دالّة

#اليمن